Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفى وآله الطیبین الطاهرین
كلمة الأمل أو اصطلاح الأمل من الممكن أن یقال عنها بأنها سلاح ذو حدین للبعض محفز وللبعض مخدر، الأمل طبعاً حالة في القلب متی یكون الأمل محفزاً؟ عندما یجعلك تنطلق في الحیاة لما فيه خیرك مثاله الزارع، رأيت زارعاً یقطع بالثمر خاصة في زارعة غیر السقي؟ مرة انسان له جدول من الماء یسقي الزرع حسب الموازین یعطي شیئا ولكن زرع السماء أعني من ینتظر المطر هذا یعیش علی الأمل لولا هذا الأمل لما صار المزارع مزارعاً، أنت الأب لماذا تربي إبنك؟ علی امل أن یكون صالحاً، لو قطعت من أول الطریق أن هذا الولد لا خیر فيه هل تقدم له طعاماً وشراباً؟ اذاً الأمل من بواعث العمل والروایة لطیفة عن النبي یقول لولا الأمل ما ارضعت والدة ولدها ولا غرس غارسْ شجراً یؤید المثال الذي قلناه لذلك لتأیید هذا المعنی النبي عیسی جالس وشیخ یعمل بمسحاة ویثیر به الأرض رجل كبیر السن یزرع عیسی علیه السلام اللهم انزع عنه الأمل رأی شیخاً كبیرا یعمل في الزراعة یعني ما لك والزراعة؟ أنت انسان كبیر السن! فوضع الشیخ المسحاة واضطجع ترك العمل لئن الله عزوجل عنه هذه الأمنیة والأمل فما لبث إلا أن قال عیسی اللهم أردد إلیه الأمل فقام وجعل یعمل، اذاً الأمل بمثابة المكائن المحركة للإنسان إلی هنا علمنا المعنی الإیجابي.
الآن في كلمات القوم هذه الایام یعبرون عنها بالطاقة الإیجابیة مثلا انسان كسول لا یدرس یأخذه أبوه إلی عیادة یقول هذا الطبیب ایضا كان طالبا في المدرسة انظر إلی عاقبة أمره له كذا وكذا بهذه الحركة یبعث في نفسه الأمل ولهذا في المدارس متعارف یأخذون جولة في المصانع وغیرها من باب تحفيزهم ولكن الكلام في الشق الثاني الشق السلبي من الأمل وهو الذي لا یحسب حساباً لنهایتة كأنه یعیش أبد الآبدین ویا سبحان الله أحدنا یرجع من المقبرة یدفن عزیزه في الطریق یرتكب الحرام وكأن هذا الموت علی غیرنا كتب، الذي له هذا الأمل الكاذب الأمل المخدر طبیعي لا یعمل لآخرتة! قلنا قبل قلیل الأمل الإیجابي یجعل الزارع یزرع ولكن الأمل السلبي یجعل الإنسان لا یعمل لآخرتة، صلوات الله علی امیرالمؤمنین كلما نقوله مقتبس من علمه یقول إتقوا خداع الآمال، أمل الزارع أمل المرضع هذا أمل طیب ولكن المشكلة في ماذا؟ في خداع الآمال، ما هو علامته؟ كیف نمیز بینهما؟ من الأمل یُذهب العقل الانسان الذي له أمل طویل یذهب عقله ینسی تكلیفه، یتفق یأتینا تاجر یقول عندي رأس مال هل أُخمس مالي في موارد التخمیس الواجب؟ یقول اذا ذهب الخمس نقصت میزانیتي مثلا! هذا له أمل كاذب لو یعلم أن هذا الخمس هو الباقي أربعة الأخماس یأكل ویشرب ویبني به بناءً ثم یفارقه لو كنت عاقلا بعض المؤمنین یخمس ماله كل شهر نقول له هذا غیر واجب الخمس عن رأس الحول، یقول اُريد أن أدفع مالي في سبیل الله، اذاً هذه علامة من علامات الأمل الصادق.
امامنا موسی بن جعفر علیه السلام یقول معنی الروایة لو علم الإنسان أجله هذا الأمل یصبح ایجابیاً یعمل، لو ظهرت الآجال افتضحت الآمال هذا المؤمل لو جائه عزرائیل وقال في أذنه أنت بعد سنة میت هكذا یعمل؟ هكذا یستمیت علی الدنیا؟ له ما یكفيه یبحث عن الزیادة؟ یُنفق أمواله في كل ما یُحب؟ یتقید في صرفه وإنفاقه.
روایتان ونختم بهم الحدیث، الإنسان المؤمل الانسان الذي له أمل موجب أول قل یفكر في الآخرة یتذوق حلاوة الزهادة ولهذا انسان مؤمن یبني منزلاً لعائلتة لأهل بیتة وهذا راجح، مم سعادة المرء سعة بیته، الانسان المستأجر یفكر في كل سنة أين یذهب؟ الذي له منزل معقول هذا یرتاح في حیاته ولكن في نفس الوقت لا یری في قلبه تعلقاً، الآن بقضاء وقدر تماسٌ كهربائي كما یقال وأحترق البیت أو جزء من البیت لا یبالي لمَ؟ لأنه یعلم هذا البناء سیفارقه، ولهذا أقولها بین قوسین لا یبالغ في تزویغ منزله اصل المنزل لا حساب فيه ولكن الزیادة في التزویغ في التزیین في الزخرفة كما یقال قد یسائل لمَ الزیادة؟ هذه الزیادة للدنیا لا للآخرة، اذاً استجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل.
ختامه مسك، بمقدار ما تقطع الأمل بالدنیا یشتد أملك بالله عزوجل بیده مقالید السماوات لله جنود السماوات والأرض علی كل إجعل أملك بذلك، امیرالمؤمنین یقول إنقطع الی الله سبحانه فإنه یقول وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل من یؤمل غیري بالیأس وهذا یتفق للمؤمن یؤمل انساناً یقطع بأنه سیعطیه حاجته یذهب وإذا به یُفاجئ بالرد لو قال یا رب لین لي قلب فلان، أعطاه الحاجة، عینه علی مال التاجر عینه علی وجاهة الوجیه اتفاقا تأتیه الضربة من حیث لا یحتسب اذاً هذه ایضا جزاء من أمل غیره.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فيها عجل لوليك الفرج والعافية والنصر أبلغه عنا في هذه الساعة تحیة كثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.