الزهراء (عليها السلام)..
لابُد للخطباء، ولأئمة المساجد، ولمن له دورٌ في الوعظِ والإرشاد، أن يجعل في السنة أكثر من محطة للحديث عَن هذهِ السيدة الجليلة، نَحنُ نقول في الزيارة: (اللهم!.. صلّ وسلم وزد وبارك على السيدة: الجليلة، المعصومة، المظلومة، الكريمة، النبيلة، المكروبة، العليلة، ذات الأحزان الطويلة في المدة القليلة، الرضية، الحليمة، العفيفة، السليمة، المجهولة قدرا، والمخفية قبرا، المدفونة سرا، والمغصوبة جهرا)؛ فالقَدرُ مجهول، والقَبرُ أيضاً غَيرُ معلوم، ولهذا قِيلَ: أن من وجوه الشَبه بينَها وبينَ ليلة القَدر: أولاً: العَظَمَة، وثانياً: الخَفاء.
مقام الزهراء (عليها السلام)..
إن مقام الصِديقة الزهراء (عليها السلام) مقامٌ لا يعرفهُ إلا أبوها رسول الله (صلی الله عليه).. فالنَبي (صلی الله عليه) ما أبدى أشواقهُ إلى مخلوقٍ كَما أبدى شَوقَهُ إلى حبيبتهِ فاطمة (عليها السلام)، لا من منطلق أنّها ابنته، فرسول الله (صلی الله عليه) ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾، لذا عندما يقول: (فِداها أبوها)، و(أُمُ أبيها) فهو (صلی الله عليه) يعني ما يقول، وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) كان لهم موقف عندما يَصل الحَديث إلى أُمهِم فاطمة (عليها السلام)، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
١. روي عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنه قال: (نحن حجج الله على خلقه، وجدتنا فاطمة حجة الله علينا).
٢. قال السكوني: (دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا مغموم مكروب، فقال لي يا سكوني: “ما غمك”؟.. فقلت: ولدت لي ابنة، فقال: “يا سكوني!.. على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك”؛ فسُرِّيَ والله عني، فقال: “ما سميتها”؟.. قلت: فاطمة، قال: “آه!.. آه!.. آه”!.. – ثلاثا- ثم وضع يده على جبهته ثم قال: “أمّا إذا سميتها فاطمة: فلا تسبها، ولا تلعنها، ولا تضربها).. الإمامُ المعصوم يوصيهِ بهذه الوصايا؛ إكراماً لاسمِ أمهم فاطمة (عليها السلام) لا لذاتها، ولكن اسم فاطمة يوجب الحصانة، فمن يسمي ابنته بهذا الاسم عليه أن يميزها في التعامل!..
إكرام الزهراء (عليها السلام)..
نفهم من روايات أهل البَيت (عليهم السلام) أنَّه بَعدَ وفاة أبيها رسول الله (صلی الله عليه) دَخَلَ عليها من الحُزن ما لا يعلمهُ إلا الله عَزَّ وجل، فهذه العلاقة الوطيدة نتيجتها أنَّ فِراقَ رسول الله (صلی الله عليه) لم يَكُن هيناً على فاطمة (عليها السلام)، إذ تمنت المَوتَ بَعدَ أبيها؛ لذا رَبُ العالمين أكرمها بكرامةٍ، هذهِ الكرامة مُختصةٌ بها، روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (… إن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه (صلی الله عليه) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل إليها ملَكا يسلّي عنها غمّها ويحدّثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لها: إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوت قولي لي، فأعلمته، فجعل يكتب كلما سمع، حتى أثبت من ذلك مصحفا.. ثم قال: أما إنه ليس من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون). جبرائيل وهو مَلك الوحي كانَ يُسليها بَعدَ أبيها، وكانت تملي ما تتلقاه من المعاني على أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ فصارَ كتاباً من أنفس ما توارثهُ الأئمة (عليهم السلام) بَعدَ استشهادِ جَدتهم الزهراء (عليها السلام).
التأسي بالزهراء (عليها السلام)..
إن التأسي بها ليس وقفاً على النساء باعتبارها سيدة نساء العالمين، إذ مَنْ مِن الرجال غَير الأنبياء والمرسلين يمكنُ أن نقيسَهُم بالزهراءِ (عليها السلام)؟.. هِيَّ سَيدةٌ من سيدات الوجود، ولها من المعاني ما يمكن التأسي بها رجالاً ونساءً.. نَحنُ في هذهِ الدُنيا جئنا لنُشكِل حياةَ الأبديّة، وحياة الأبديّة هي حياةٌ اجتماعيّة، فالأُسرة الصالحة في هذهِ الدُنيا تجتمعُ يَومَ القيامة في الجَنّةِ كما هِيَّ، الزوج على الآرائك، والزوجة تنظرُ إليه، يقول تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ﴾، والأولاد حولَهم يتمتعون بنعيم الجَنّة!.. عندما يعقد مؤمن في هذهِ الدُنيا على امرأةٍ مؤمنة، فإنهم ينجبون الأولاد، وبَعدَ عشرين أو ثلاثين سَنة تصبح العائلة كبيرة، وبعض المؤمنين يُكثرُ من الذُريّة وهذا أمرٌ مطلوب، لا ينبغي أن يخاف الإنسان على الرِزقِ، فرزقهم على رَب العالمين ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾؛ فكيفَ بهذا الولَد المؤمن؟..
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾..
-﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ﴾: هُنا كلمة “إيمان” نَكِرَة، ما قال: وأتبعتهم ذُريتهم بالإيمان، بل قال: ﴿بِإِيمَانٍ﴾، وفي اللُغة العربية النَكِرَة تستعمل تارةً للتعظيم، مثل: جاءني رَجلٌ وأيُّ رَجل؟.. أي جاءني رَجلٌ عَظيم!.. ولكن بعض المفسرين يقولون: لا يُرادُ ﴿بِإِيمَانٍ﴾ هنا التعظيم، إنما الولد المؤمن إجمالاً!.. فالولد الذي يكون ملحقاً بالكُفار والمشركين، لا مَجالَ للجَمعِ بينه وبين أبيه في الجَنّة، أما الولد الصالح الذي بَلَغَ دَرجةً عالية من الإيمان، وصارَ إماماً عادلاً، أو مرجِعاً، أو إنساناً خَيّراً، فبعض المؤمنين يَومَ القيامة قَد يُنافس مقامهُ مقامَ كِبار المراجع!.. أحد المؤمنين وهو من كِبارِ العلماء اكتشفَ أنَّ جارهُ في الجَنّة رَجلٌ من عامة الناس، فكم من الجَميل أن يبحث الإنسان عَن جارهِ في الجَنّة وهو في دار الدُنيا؟!.. هذا الإنسان من عامة الناس، ولكنه قامَ بصفقةٍ مَعَ رَب العالمين، ورَبُ العالمين قَبِلَ سعيه. وعليه، فإن الإنسان قد يقوم بعمل واحد يُعتَدُ بهِ، وإذا به يصبح في زُمرة كبار العُلماء يَومَ القيامة، من الممكن بصفقة مُربحة واحدة أن يصل إلى الدرجات العُلى، والقرآن فيهِ أمثلة على ذلك، فموسى (عليهِ السلام) سقى لبنتِ شُعيب؛ وصارَ صِهراً لنَبي من أنبياء اللهِ عَزَّ وجل.
-﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾: عندما يكون الأب متميزاً في الإيمان -وإن لم يترك لابنه مالاً كَثيراً- فإنه سيرفع من درجة ولده يَومَ القيامة، فهنيئاً لمن لَهُ أبٌ صالح؛ لأن هذا الأب لَهُ تَميُز، وهذا التميز سيجعل الأولاد يَومَ القيامة في رُتبته!.. فمن له والد متوفى، عليه أن: يترحم عليه، ويزور قبرهُ دائماً، ويذكره في الأعمال الصالحة كـ: الزيارات، والحجِ، والعُمرَة؛ لأنَّ هذا الأب سيكونُ لَهُ دَورٌ حاسِم في الجَنّة، فهو يَرفَعُ من دَرجة أبنائه بنَص القرآن الكريم ﴿وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ﴾؛ ولكن عندما تكون الذُرية مؤمنة إجمالاً!.. ولهذا هناك رأيان للعلماء بشأن الطفل الصغير:
الرأي الأول: إن البعض من العُلماء يقول: بأنَّ هذهِ الآية لا تنطبقُ على الطِفل الصغير الذي يموت؛ أي أن هذا الولد لا يلحَقُ بأبيه يَومَ القيامة؛ لأنَّ الآية تقول: ﴿وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ﴾، وهذا الولد الصغير لم يمت على الإيمان؛ لأنّهُ ما كانَ مُكلَفاً.
الرأي الثاني: إن هناك علماء آخرين يقولون: هذا الوَلَد مُلحَقٌ بأبيه؛ لأن الوَلَد يَتبعُ الأب في الإسلام، فابن المُسلم وإن لم يَكن مُكَلَفاً، فهو محكومٌ عليهِ بالإسلام فقهيّاً.
فإذن، إن الذي يمشي على خُطا الزهراءِ (عليها السلام) ويُنشئ أُسرةً فاطميّة علويّة، هذهِ الأُسرة تكونُ على حالِها ويلم شَملِها إلى أبد الآبدين!.. لذا لابد من معرفة كيف ننشئ مثل هذه الأسرة؛ لأنَّ النتيجة مُغريّة، فيوم القيامة تكون في أعلى الدرجات بإذن اللهِ عَزَّ وجل!.. ولو كانت الأُم أيضاً مميزة؛ ما المانع أن يجمع رَب العالمين الدرجات كما في الامتحانات المدرسيّة: إذ إن الإنسان المتفوق في جميع المواد الدراسية، يتم جمع درجاته فيرفع ذلك من مستواه.. كذلك الأمر بالنسبة إلى الأسرة: فلو كانَ الأبُ مميزاً، والأمُ مُميزةً، والوَلَدُ مُميزاً؛ ما المانع أن يجمع رَب العالمين هذهِ الدرجات ليُعطي العائلة دَرجَة التميُز؛ فيكون موقعهم في الجَنّة هو مجموع هذهِ الدرجات العُليا!.. ولكن كيف نُربي أُسرةً فاطمية علويّة؟..
أسس الحياة الزوجية..
أولاً: الذرية الطيبة.. إن الذرية الطيبة هي أولُ أساس في أُسس الحياة الزوجيّة الفاضلة السعيدة، فبعض المؤمنين من رواد المساجد ليسَ لَهُ قوتُ سنته، والبعضُ الآخر قد يكون له: منزل مميز، ومنصب مميز، ومال وفير؛ ولكن أنظر إلى ذُريته!.. فرَب العالمين يُكرمُ البَعض بذُريةٍ ترفَعُ رأسه في: الدُنيا، والبرزَخِ، والقيامة.. لذا، فإن أفضَل استثمارِ في الدُنيا والآخرة؛ هي الذُريّة الطيبة!.. فبعض كبار السِن تراه في صِحةٍ وعافية نفسيّة، ومعنويات مرتفعة، وذلك لأن أصدقاءه هم أولاده، وأحفاده، فيجلس وكأنّهُ مَلكُ الملوك، وأولادهُ يحيطون به، يعيش الدلال في الدُنيا قَبلَ الآخرة.. بينما ذلكَ الوالد الذي يُغدِقُ على أولادهِ الآلاف المؤلفة، تراه في الدُنيا وحيدا فريدا، أولادهُ لا يُسلمونَ عليه.. فإذن، إن أفضل استثمارٍ في هذهِ الدُنيا؛ الولد الصالح الذي هو دَعمٌ نفسي، ومعنوي، و…الخ، إلى درجات الجَنّة.
ثانياً: الزوجة الصالحة.. إن العقد الزوجي هو شراكة مُقدَسَة، ولا ينبغي النظر إلى الزوجة نَظرة المِلكيّة، فالرجال يعلمون أنه لا يَجبُ على المرأة أن تَعمَلَ في المنزل، ولا يجوزُ أن يأخُذ الرجل من مالِها من دُونِ إذنِها، ولا يجوزُ أن يمنعها النفقة الواجبة، وإن كانت الزوجة ثريّة!.. فمن الناحيّة النظريّة يعلمون هذه المسائل، ولكن في مقام العَمَل: لو قَصَرت في ترتيب المنزل، فإذا بالوجه المُكفَهِر يظهر، والصوت يرتفع عالياً، والبعض من الرجال الظَلَمة قد يعاقَب امرأتَهُ لأنّها لم تُقدم لَهُ الخِدمَة المُناسِبة في المنزل.
فإذن، يجب على الرجل أن لا ينظر إلى المرأة على أنّها مملوكة، وعلى أنّها أمة؛ بل هذهِ شريكة العُمر.. فمن القواعد المهمة في الحياة الزوجية السعيدة:
١. حفظ الأمانة: إن القاعدة الأولى هي أن ينظر المؤمن إلى الزوجة على أنّها أمانة، وهنيئاً لإنسان لا فرقَ بينَ خلوتهِ وجلوته.. يقولُ أحد العلماء: المُتقي بتعبير عصري: هو ذلكَ الإنسان الذي لو صورتَهُ من الصَباحِ إلى الليل بكاميرا خَفيّة، ثُمَّ طلبت منه أن يُعرض هذا الفيلم على الأصدقاء والأسرة؛ لا يمانع لأنه ليس هناك ما يخاف منه!..
أ- إن البنت قد تأتي إلى عِشُ الزوجيّة، ولها حَظٌ من الإيمان، وقد تربت في أحضان أبوين مؤمنين، لها عفتُها وحجابها وتقواها، واحترامها لمن حولها، أي في مستوىً يُعتَدُ به من الإيمان، ومن الذَوق الرفيع، ومن العفاف والوقار.. وبَعدَ عشرين سَنة حيث من المتوقع أن تكون قد ازدادت إيماناً لأنّها بينَ يَدي زَوجٍ مؤمن؛ وإذا بالأبوين يتفاجأن بأنها منتكسة في كُلِّ شَيء: العفاف ما بَقيَ ذلِكَ العفاف، والحِجاب تراجعَ عَن حَدهِ الشرعي، والنفسيّة مُدَمَرَة، هل هذا الرَجُل قامَ بأداء الأمانة؟.. فماذا يصنع يَومَ القيامة عندما يُعاتب على خيانته للأمانة؟..
ب- إن هذهِ المرأة كانت مشروعاً لأن تكونَ أُماً صالحة -والانتقامُ في الدُنيا قَبلَ الآخرة- هذهِ الفتاة التي لم يحسن الزوج رعايتها، تحولت من فتاةٍ صالحة إلى أُمٍ غَيرِ صالحة، والنتيجة هِيَّ الذُريّة غَير الصالحة.. هذهِ الزوجة التي هي ابنةُ فُلان من الناس، والتي أصحبت أماً لأولاد إنسان يفترض أنه مؤمن، ولكنها لم تُتقِن حجابَها بسبب هذا الزوج، تقوم بتربية بنت غَيرَ عفيفة، وإذا بالأب يتفاجأ بما يتمنى معهُ الموت عندما يعلم أنَّ فَلذَةُ كَبَدِه ارتكبت المُنكر!.. هذهِ هي نتيجةُ عدم المحافظة على الأمانة، فالدُنيا فيها عقوبات وانتقامات عاجِلة.. رَبُ العالمين كَتَبَ في قضائهِ وقَدرِه أن يُخرجَ منه ذُرية طيبة، ولكن هذا التصرف الـلامسؤول في الزوجة فوت منه هذهِ الفُرصة.
٢. الصبر: إن رَب العالمين عندما خَلَقَ روح أمير المؤمنين (عليه السلام) -أرواح المعصومين مخلوقة قَبلَ أبدانِهم (كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَكُنْتُ نَبِيًّا وَلا آدَمَ وَلا مَاءَ وَلا طِينَ)- وخَلَقَ روحَ فاطمة (عليها السلام) -روحان مُنذُ الأزل مُتقارنان- فإنه يَعلَم ما سيجري عليهما: فأمير المؤمنين (عليه السلام) عاشَ في هذهِ الدُنيا بُظلامةٍ لا نَظيرَ لها، وهو الذي قال: (فَصَبْرَتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذىً، وَفِي الْحَلْقِ شَجى)!.. والزهراءُ (عليها السلام) كانت أيام حياةِ أبيها تَمر ببعض المِحن، ولكن المحنة العُظمى كانت بَعدَ وفاته (صلی الله عليه)!.. رَبُ العالمين عَلِمَ ما سيجري على هَذين الزوجين مِنَ المحن، فوهبَ لهما هذهِ الزيجة المُقدَسَة التي كان من ثمرتها الحَسنُ والحسين (عليهما السلام) فهما من بركات هذه المُعاناة.
فإذن، إن الذي يُريد زوجة مُتميزة، وذُرية مُتميزة، فليستعد لشيءٍ من البَلاء والامتحان!.. فإذا صَبرَ في البلاء؛ فإن مِن الهِبات الإلهيّة للصابرينَ في الدُنيا: التميُز في الحياة الأسريّة. ولهذا نرى بعضَ الزيجات التي بحسب الظاهر من المفروض أن تكون فاشلة، إذ إن: الزوج فقيرٌ مُعدَم، والزوجة مريضة، والحياة غَير مُستقرة؛ ولكن عندما تدخل حياتهما تراهما في أحسنِ حال، والذُريّة في أحسنِ دَرَجة!.. لذا المؤمن يسأل ربه دائماً ما في هذهِ الآية ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.