- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا اللیلة حول العتاب وما هو أثر العتاب وهل یکون العتاب ایجابیاً دائماً؟ اولا الانسان المؤمن بل مطلق الانسان لا یخلوا من ملاحظة علی الآخرین الناس طبائع أمزجة بل قل مبادئ الانسان الی أن یموت یری ما یری مما لا یعجبه الآن بحق کان أو بغیر حق ولهذا المؤمن یغضب المؤمن في قلبه عتاب المؤمن في قلبه حالة من عدم الرضا من الغیر طبعا هذه الحالة في المؤمن مطابقة للعقل غیر المؤمن عتابه بغیر حق ولکن الکلام في إظهار العتاب دائماً، بعض الناس من الصباح الی اللیل یوزع العتاب والشکوی واللوم علی الآخرین هذه حرکة لا تثمر ثمرة دائماً، یقول امامنا امیرالمؤمنین یوصي إبنه الحسن طبعا وصایا الامام للامام هذه فائدة للامة والا المعصوم یعلم ما یراد منه یقول وإن أردت قطیعة أخيك فأستبق له من نفسك بقیةً یرجع الیها وبعبارة عصریة لا تهدم کل الجسور مع الغیر عندك عتاب مشکلة مع الغیر لا تفتح الملفات کلها بحیث یراق ماء الوجه في ما بینکما اجعل شیئا من الحشمة في ما بینك وبین اخیك یرجع الیها إن بدا لها ذلك یوماً ما؛ مثلا ترید أن تقاطع احدهم بعد أن تبدي ملامتك عتابك تقول یا فلان الله الشاهد علي أن هذا الموقف لصالحك انا قلبي منکسر علیك متی ما تحسنت احوالك واوضاعك نعود الی ما کنا علیه هذه الکلمة تجعل في قلبه املاً في أن تعود العلاقة یوماً ما؛ امامنا علیه السلام ایضا یعلمنا درساً بعض الناس عندما یحب احداً یُعجب بأحد یسترسل فیه کثیرا یعطیه صفاتاً هو لیس متصفاً بها یقول اذا اقبلت الدنیا علی أحد اعارته محاسن غیر وإن أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه امامنا یقول أحبب حبیبك هوناً ما وأبغض بغیضك هوناً ما لا تبالغ في الحب ولا تبالغ في البغض کن متوسطاً بعض الناس یری خطأ من ولده من جاره من زوجته یعاتبه هذا العتاب اجعله في اللا شعور هو یفکر قد یکابر ولکن في یوم من الایام قد یصل لهذه النتیجة اذاً تکرار العتاب نفس الإشکالیة صباحاً لیلاً هذا العتاب المستمر هذا کما یقال ایاك أن تکرر العتب فإن ذلك يغري بالذنب ویهون العتب؛ المعاتب کثیرا لا یبقی لعاتبه قیمة الانسان الذي یغضب دائما لا قیمة لغضبه اذاً لا تعاتب کثیرا ولا تغضب کثیرا، العتاب الکثیر من سلبیاته أنه یوجب البغضاء والعداوة یتفق أب شفیق علی ولده کلامه صحیح ولکن تری الولد نافراً من أبيه تقول یا فلان لماذا لا تتودد الی ابیك هذا أبوك؟ یقول کلما اراه یعاتبني هذا العتاب نفرني منه لا تکثرن العتاب هذه کلمات موالینا الذین یهمهم الصلاح لا تکثرن العتاب فإنه یورث الضغینة ویدعوا الی البغضاء هذه ایضا من آفات العتاب.
کذلك من آداب العتاب انظروا کلمة العتاب کم فیها من الروایات والوصایا الأخلاقیه؛ لا تعاتب الغائب فلان ما حضر دعوتك ما استجاب لمجلس عرس ولدك هکذا بعض الناس عنده في الأحزان والأفراح اذا ما جائه الطرف المقابل یحقد علیه امامنا امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه هکذا یصف الانسان الصالح وکان لا یلوم احداً ما لا یجد العذر في مثله حتی یسمع اعتذاره وبعبارة شعبیة بعض العبارات الشعبیة جمیلة مأخوذة من الروایات یقولون الغائب عذره معه مادام غائباً قل إن شاءالله له عذر فإذا جائك قول یا فلان توقعنا منك کذا وکذا فإذا أجابك اقبل جوابه رب ملومٍ ولا ذنب له الانسان في بعض الاوقات یتخیل تخیلات باطلة اتفاقا من موارد الشیطان أنه یسود نظرتك لأخيك المؤمن سلمت علیه اجابك بفتور الشیطان یوسوس یقول هذا یعادیك هذا له مشکلة معك اذاً الانسان المؤمن له هذه الصفه.
کلمة ما قبل الأخيرة انسان لا یتحمل عتاب الغیر بعض الناس یحب أن یکون ممدوحاً دائماً هذا جید ولکن ما هو الطریق؟ لا تجعل نفسك في مواضع التهمة لماذا تحدث اجنبیة في المکان العام وبکلام رقیق هذا الوضع یوجب أن تُتهم انك انسان غیر مستقیم من وضع نفسه مواضع التهمة فلا یلومن من اساء به الظن لا تعمل ما یوجب اخذاً طباعاً عنك أنك لست علی الطریق المستقیم.
هذه كلمة أخيرة مأخوذة من القرآن الکریم یوم القیامة یقع نزاع بیننا جمیعاً وبین الشیطان اللعین الرجیم في عالم القیامة ترتفع الحجب من الممکن أن نری الملائکة نری الشیطان یقع الحوار الناس یقیمون الدعوة علی ابلیس یقولون معنی کلامنا نحن جمیعاً یارب المشکلة مشکلة ابلیس هذا الذي أعوانا انا بريء! الشیطان یدافع عن نفسه القرآن ینقل دفاعه یقول وما کان لي علیکم من سلطان الا أن دعوتکم فأستجبتم لي! شیطان یقول مثلا یارب هکذا لسان الحال یارب منذ أن عصیتك في آدم الی یوم القیامة لم أتدخل في مورد واحد بإلغاء الانسان في المعصیة یعني ما وضعت الخمر في فم شارب الخمر وسوست له زینت له الخمر هو بإختياره شرب القیت العداوة بین فلان وفلان أخرج سکینة وطعنه اذاً یقول وما کان لي علیکم من سلطان الا أن دعوتکم فأستجبتم لي کلامنا اللیلة في العتاب ما علاقته بهذه الآیه؟ في ختام الآیة یقول فلا تلوموني ولوموا انفسکم أي لا تعاتبوني ایها البشر انتم المقصرون انا دوري الوسوسة اذاً المؤمن کما في کلام المسیح تلومون الناس علی الظن ولا تلومون انفسکم علی الیقین المؤمن في عتاب بناء لنفسه دائماً.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه اللیلة تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.