الآية الرابعة من سورة التين

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
کنا علی مائدة التین والزیتون وصلنا إلی هذه الآیة لقد خلقنا الانسان في أحسن تقویم، حقیقتاً هذه الآیة من الآیات المذهلة في القرآن الکریم یعني لو أمکن أن یُخلق الانسان في هیئة أفضل من هذه الهیئة لخلقها، ایها الطبیب المتخصص في العین إعلم وأفهم أن هذه العین أرقی کامیراء الهیة خلقها رب العالمین ولیس بحاجة إلی ترقیة الکامیرات في العالم والأجهزة في کل سنة تتطور ولکن رب العالمین لا یحتاج إلی تطویر، العین الذي خلقها في آدم هي العین التي خلقها في وفیك، القلب کذلك الرئة کذلك الآن الأحجام تختلف یقال الأقوام القدیمة أکثر طولاً مثلا الطول شيء ولکن البُنیة التکوینیة للانسان علی حد سواء، اذاً هذا المعنی یجعل الانسان حقیقتاً یدعوا الانسان أن یبحث في جزئیات الخلقة، انا قلت في حدیث سابق أکثر الناس حساباً یوم القیامة بعد العلماء وکذا الأطباء لئن الطبیب مطلع علی دقائق البدن حقیقتا لولا التکرار لقلنا بأن وجود الانسان مُعجز! الکامیرات هذه الایام أحدنا یشتري جهازاً بعد سنة وسنتین یغیر لعطب فیه وهذا العین المرکبة من الشحم واللحم طبعا الشحم اعني المادة الهلامیة في العین في وسط العین کما یقال ماء العین هذه القطعة الهلامیة اللحمیة تعمل بلا ممل وکلل تسعین سنة بعض المعمرین في المئة بعد قرن یری ما یراه الشاب المتعارف یعني ما هذا الجهاز الذي یعمل قرناً کاملا وهو علی کفائته التامة، بعض الناس علی رأس القرن المعمرون قرناً أمر ممکن وهذه الایام تجاوز القرن، القلب الذي یضخ الدم من الرأس إلی أخمص القدمین هذه مضخة من المضخات، مضخة من لحم یشتغل قرناً کاملا من دون أي تغییر فیه الآن البعض یغیر من صمام قلبه من شرایین قلبه یعني بحاجة إلی صیانة ولکن بعض القلوب من دون صیانة تعمل دهراً کاملا قرناً کاملاً اذاً هذه الأحسنیة من موجبات العظمة الالهیة في هذا المجال، ولکن القرآن بکلمة ثم في اللغة العربیة ثم للتراخي التراخي في الزمان جاء زید ثم عمر أو التراخي في الرتبة جائني الشعراء ثم العلماء؛ العلماء أرقی من الشعراء هذا للترتیب الرُتبي، یقول القرآن الکریم خلقنا الانسان في أحسن تقویم ثم رددناه هذا للرتبة طبعا ثم یأتي من الأعلی إلی الأسفل أو للأعلی الاستعمالان ممکنان في ثم، ثم رددناه أسفل سافلین بعد هذا التقدم بعد هذا الخلق الأحسن رددناه اسفل سافلین، الآن ما هو أسفل سافلین؟ اما الأسفلیة المکانیة أو الأسفلیة المکانتیة تعرفون المکان والمکانة معنیان متقابلان المکان أمر مادي المکانة أمر معنوي هذا محسوس وهذا معقول، هل المراد أسفل سافلین درکات النار؟ کما أن الجنة فيها درجات جهنم فیها درکات اسفل سافلین لا یُعقل عصاة المؤمنین في النار کالفراعنة؛ فرعون في اسفل درك من النار هل المراد الأسفلیة هنا اسفلیة المکانیة؟ أو المراد بالأسفلیة هنا أسفلیة المکانتیه بمعنی أن یتحول الانسان في دار الدنیا إلی بهیمة بل هم أضل، الحیوان ما وزنه في هذا العالم؟ الحیوان لا یُکلف لا یُخاطب ویصل الانسان إلی درجة یسقط من عین الله عزوجل اصلا لا یری لوجوده اعتباراً هذا المعنی مؤلم هذا معنی الأسفلیة بحسب الدرجة والمکانة لا المکان.
هنا البعض یشکل لماذا رب العالمین یقول رددناه اسفل سافلین؟ رب العالمین شأنه التعالي أن یعلي ویُکمل أن یرد الانسان اسفل سافلین بأي مناسبة؟ ألیس في هذا مثلا رب العالمین شأنه الهدایة لا الرد إلی أسفل سافلین طبعا هذا المعنی مطرد في القرآن الکریم، رب العالمین یُضل البعض رب العالمین لا یهدي البعض یقولون هذا الفعل الالهي انعکاس لفعل العبد، الذي یعاند الأنبیاء رب العالمین یختم علی عبده هذا الختم یقال اضلال جزائي لا اضلال ابتدائي رب العالمین لو ختم علی قلب أحدهم ابتداءً هذا خلاف العدل الالهي یعني کیف یعذبه لاحقاً وهو الذي ختم علی قلبه؟ اذاً الرد هنا إلی أسفل سافلین جزائي لا ابتدائي.

اجارنا الله وایاکم من أن نکون من هذا القبیل الذي رده تعالی إلی أسفل سافلین وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.