الآيات (4-6) من سورة التين

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
لازلنا علی مائدة سورة التین؛ رب العالمین کما ذکرنا سابقا بتعبیر القوم نحن لسنا الآن مقیدیین بالاصطلاحات، ذکر قوس الصعود وقوس النزول لقد خلقنا الانسان في أحسن تقویم ذکر قوس الصعود وثم رددناه قوس النزول، فاتنا أن نقول في الحلقة السابقة خلقنا الانسان في أحسن تقویم رکزنا في الحدیث السابق علی الخلقة البدنیة قلنا عینه بدنه إلی آخره، ولکن ما المانع أن نقول هذه الخلقة أعم من خلقة البدن والروح، الفطرة السلیمة هذه من مصادیق الخلقة أحسن تقویم الانسان بطبیعته یمیز الحق من الباطل الحسن من القبیح حتی الطفل الصغیر یعلم هذا حسن وهذا قبیح ولهذا في الفقه یقال طفل ممیز یعني قبل هذا السن لا یمیز، الممیز بین الطفولة والبلوغ یعني حتی هذا یعلم أن هذا الأمر لا یستحسن ذکره فعله، المهم اذاً الخلقة في أحسن تقویم في هذا التعبیر یعم الخلقة الباطنیة والظاهریة طبعا هذا المعنی لا بأس أن نذکر هذا الفرق الجسم الانساني لا یتغیر، طبعا هناك کلام الجلد یتغیر کذا أمر آخر حسب الظاهر الجسم هذا الهیکل علی ما هو علیه ولکن الروح الباطنیة تتغیر! کل مولود یولد علی الفطرة الطفل في السابعة والثامنة ممیز أو علی العاشرة ممیز علی اختلاف بین الذکر والأنثی یمیز هذا حسن وهذا قبیح ولکن یبلغ یرتکب المعاصي یصل الثلاثین من عمره تقول یا فلان لا تعمل هذا المنکر یقول لا هذا لیس بقبیح، تقول له لا ترابي یقول انما البیع مثل الرباء لا تشرب الخمر یقول هذا سائل منعش ما المانع؟ تقول لا تزني یقول ما الفرق کلمة تقال أنکحتك وزوجتك انا ما قلت هذه الکلمة ما وزنها العلاقة علاقة بدنیة وعاطفية هذا اللفظ وجد أم لم یوجد؛ یصل إلی درجة یُنکر هذه المبادئ، اذاً خلقنا الانسان في أحسن تقویم بحسب الباطن ایضاً، طبعا رب العالمین یستثني من الذي لیس مصیره أسفل سافلین؟ الا الذین آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غیر ممنون، لعل من الکلمات التي طالما استعملها القرآن الکریم هذا التعبیر آمنوا وعملوا الصالحات الصالحات آمنوا وعملوا الصالحات کم ذکره القرآن الکریم؟ یعني قوام النجاح والفلاح أمران الایمان والعمل الصالح أن تکون مؤمناً بقلبك ایماناً مستقراً ثابتا متقلقلاً عمیقا لا یکفي أثبته خارجا عملوا الصالحات الجوارح والجوانح.
ولکن سئوال واشکال: ما معنی عملوا الصالحات؟ الآن آمنوا علمنا آمنوا قل یارب لا اله الا أنت هذا الایمان والشهادة بنبوة نبیه وولایة أئمة اهل البیت لتدخل عالم الایمان الأخص ولکن ما معنی عملوا الصالحات؟ یعني أحدنا مکلف بأن یعمل جمیع الصالحات؟ انی لنا ذلك؟ الجمع محلی بأل في اللغة العربية الجمع المحلی بأل یفید العموم، یعني إعمل جمیع الصالحات وهل هذا مقدور؟ هذا الأمر لا یطاق کیف أعمل الصالحات جمیعا؟ هذا الاشکال ذُکر في التفسیر لا اُرید أن اُفصل في الجواب اجمالاً جواب یفهمه الجمیع؛ یقولون بحسب المجموع لا بحسب الجمیع یعني مجموع الاُمة الأنبیاء والمرسلین والصالحین طبیعي اذا عملوا الصالحات المجموع قام بهذا العمل، اذاً عملوا الصالحات بلحاظ الأفراد جمیعا وجواب آخر عملوا الصالحات بقدر الإمکان التکالیف مقیدة بالقدرة اذاً اجعل شعارك في الحیاة أن تعمل الصالحات قدر الإمکان هذه اللیلة تصلي صلاة اللیل جید لیلة القادمة أنت غیر قادر أنت لست مکلفاً بذلك اذاً عمل الصالحات قدر الإمکان.
وأخیراً هناك جواب لا بأس به ثالث القرآن یرفع السقف یقول هذا الذي اُریده منك اذا عملت بنصف الصالحات یعني أنت لست ذلك العبد المثالي بمثابة انسان یقول لولده أنجز هذا العمل إرفع هذا الثقل وهو بإمکانه أن یرفع هذا الثقل بالتمرین والریاضة في مقام العمل اذا رفع نصفه یقول أنت ولد لم تعمل بتکلیفك کما اُرید؛ اذاً کم من اللیالي ننام فیها وکان بالإمکان أن نصلي صلاة اللیل أنت یوم القیامة معاتب لا أقول معاقب؛ کان بإمکانك أن تقیم اللیل وما أقمته کان بإمکانك أن تخشع في الرکعات الأربع خشعت في رکعتین لم؟ هذا مجال العتاب في هذا المجال.

اللهم لا تؤاخذنا إن نسینا أو اخطأنا اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا إنك علی کل شيء قدیر وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.