- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
المؤمن المراقب لنفسه الطالب للمقامات والفیوضات، لئن البعض حقیقتا وهو من المؤمنین قنوع في تجارة الآخرة طبعا لهذا المعنی معنیً مرفوض! في دار الدنیا أن تکون قانعا هذا أمر ممدوح ولکن البعض لآخرته یقنع بالأدنی بالحد الأقل هذا سوف یتحسر یوم القیامة، بحرمة صاحب المناسبة أقول إن کنت ترید الدرجات العلیا لا تجعل عینك علی الجوارح! صفي الباطن.
بعض الناس هیئته الظاهریة الباطنیة حسنة صلاةً صیاماً إلی آخره ولکن الملکات الباطنیة نحن شبهناها في حدیثٍ قلنا هذا المثال مُعبِر بعض الأمثلة تبقی في البال إلی الأبد! تصور قطعة لحمٍ تجعلها في زجاجة مغلقة إجعل هذه الزجاجة في الشمس یوماً یومین ماذا یجري في داخل الزجاجة؟ النتن والدیدان الروائح الکریهة صاحبنا ماذا یصنع؟ یجعل مسكاً علی الزجاج یلف الزجاج بالحریر لکي لا یری هذا النتن لکي لا تخرج الریح یغطیها بالحریر ویعطرها بالطیب والمسك، ولکن یأتي عاقل یقول یا فلان ماذا تصنع؟ یفتح الغطاء واذا بالرائحة تسکم الأنوف واذا بالدیدان تتقاتل! ساعة الموت عزرائیل یفتح قنع الزجاجة لیخرج ما یخرج! لا تطیب الظاهر لا تجعل حریرا علی الخارج أعمالك الظاهریة لا تغطي الملکات الباطنیة صفي الملکة! الإنسان الشهوي الإنسان الغضبي الإنسان الوهمي الإنسان الذي فیه صفات خبیثة الحسود المکار المتجبر المتکبر هذه صفات البواطن هذه قطعة اللحم في الزجاجة التي أخفیتها ولکن عند الموت یُفتضح الرجل، إعملوا علی البواطن اجعل باطنك سلیماً.
تقول لمَ التأکید؟ أقول لا أقول من عندي هذا کلام رب العالمین! ما قالت الآیة؟ یوم لا ینفع مال ولا بنون إلا من أتی الله بصلاة خاشعة، الآیة ما قالت الا من أتی الله بحجة مبرورة بزیارة مقبولة! قلب سلیم، القلب اذا صار سلیما صدرت منه الصلاة الخاشعة الغضوب هذا مشغول بغضبه وهو یصلي الشهوي مشغول بشهواته وهو یصلي ویزور ویحج ویطوف اذاً في هذا الیوم انظر إلی باطنك، أحدهم مسجد لم یکن فیه أحد اغتنم الخلوة قال لي یا فلان کیف أری نفسي؟ سئوال وجیه هذا السئوال قل ما سئله سائل هل عرفت نفسك؟ هل رأیت نفسك؟ هل قیمت باطنك أنت أين في أي درجة؟ هذا السئوال اطرحه علی نفسك.
تری خللاً في نبض قلبك تذهب اغلی مشافي العالم تقول هذا اللحم ینبض سریعا هذا القلب الصنوبري کما یعبر عنه کم یشغلك؟ لم لا تفکر في قلبك الباطني؟ هب أنك غیرت صمامات القلب غیرت الشرایین ثم ماذا؟ بعد الموت ینتهي کل شيء، القلب السقیم والقلب السلیم مآله التراب فکر في القلب السلیم إلا من أتی الله بقلب سلیم.
سید الشهداء صلوات الله علیه خرج لطلب الإصلاح في أمة جده أنت ایضا اطلب الإصلاح في نفسك وفي من حولك، مع الأسف البعض بخیل في التربیة هو في وضع لا بأس به ولکن انظر إلی من حوله ذریتهُ زوجتهُ أرحامه لیسوا علی ما یرام في ایام عزاء الحسین علیه السلام أصلح غیرك اصطحب من تُحب إلی مجالسهم أنت جاهل اذهب إلی مجالس العلماء وخذ من ترید وهذا المعنی اخواني أقوله في هذا الیوم لا تستنقص من مجالس اهل البیت علیه السلام! لا تقل فلان خطیب لا یتکلم کلاماً جدیداً، هذا الکلام عندما یقال علی المنبر قبله بکاء علی سید الشهداء بعده بکاء علیه بینهما موعظة هذه الموعظة تتقلقل في النفس رب العالمین یبارك فیه، تقرأ روایة من کتاب لا تؤثر فیك تسمعها من خطیب تؤثر فيك تسمع الروایة من خطیب غیر محرم لا تؤثر فیك تسمعها في العشرة تؤثر فيك صاحب الکلام صاحب الروایة حي مرزوق یجعل الکلام متقلقلاً فیك وسط المتقین انا اقرأها لك الیوم قد تکون شارداً تفکر في طعام الیوم ولکن امیرالمؤمنین قالها همام صعق صعقاً کانت نفسه فیها، اذاً امیرالمؤمنین عندما یعض کلامه مؤثر ومن ینقل عن الأمیر ینقل عن الحسین علیه السلام وهو علی منبره هذا الکلام فیه قوة دافعة اذاً هناك تأثیر لا تراه هناك تدخل غیبي مدد الهي هذه المجالس مجالس مغتنمة.
اذاً بنائنا اخواني اخواتي علی أن نغیر من بواطننا أن یغیر من سلوکنا ببرکات هذه المجالس وقبل الموسم قل یارب اطلب من الله عزوجل أن یوسع من قابلیتك أن یصفي من إنائك أن یجعلك في ذلك الموسم خیر من أحیاء ذکر امامه.
نختم الحدیث بذکر هذه الحقیقة أکثر الناس تألماً بکاءً علی الحسین علیه السلام وارثه في زماننا هذا أقرب الناس نسباً منزلةً علماً إلیه ولده المهدی صلوات الله وسلامه علیه کم بکائه علی جده؟ أنت عندما تبکي علی الحسین علیه السلام تتشبه بولده وکلما زاد أنینك کلما زاد حنینك إن ذکر الحسین خایلا ففاضت عیناك قلبك هذا قریب من قلبه، الروایة رضویة تقول من تذکر مصابنا وبکی لمَ اِرتُکب منا کان معنا في درجتنا یوم القیامة ثم یقول ومن ذُکِر بمصابنا أولا من تذکر لوحده من دون مجلس من دون مذکر تذکر مصابهم فجرت عبرتة هذا الانسان قریب إلی قلب ولي أمره هذا القلب یتولاه امامه بالرعایة، ألا تقرأ في دعاء زمان الغیبة اللهم لین قلوبنا لولي أمرك من موجبات التلیین أن تقيم عزائه، في هذه الأیام تذکر ما قاله الرضا علیه السلام لأبن شبیب، هذه عیّنة الرضا علیه السلام کآبائه وابنائه یقول یابن شبیب إن کنت باکیا لشيء فأبکي للحسین بن علی بن ابي طالب علیه السلام، امامنا الرضا علیه السلام یشیر إلی تلك الساعة التي تُبکي امام زماننا فأنه ذُبح لا أدري بأي بیان اذکر هذه المصیبة! الرضا علیه السلام یذکر جده وأنه ذُبح کما یذبح الکبش، لا یابن رسول الله حتی هذا یُعرض علیه الماء ولکن جدك الحسین قُتل بأي حالة؟ یابن شبیب إن بکیت علی الحسین حتی تصیر دموعك علی خدیك غفرالله لك کل ذنب أذنبته صغیرا کان أو کبیرا قلیلا کان أو کثیرا لا تستکثر هذه برکة الحسین علیه السلام قدم رضیعه قدم شابه قدم أخاه قدم عائلتة قدم خاتمه قدم رأسه الشریف رب العالمین لو أعتق من في الأرض کرامة للحسین لکان في محله یابن شبیب إن سرك أن تلقی الله عزوجل ولا ذنب علیك فزر الحسین یابن شبیب إن سرك أن تسکن الغرف المبنیة في الجنة مع الحسین فالعن قلتة الحسین یابن شبیب إن سرك أن یکون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسین فقل متی ما ذکرته یا لیتني کنت معهم فأفوز فوزاً عظیما یابن شبیب أخيراً إن سرك أن تکون معنا في الدرجات العلی في الجنان فأحزن لحزننا افرح لفرحنا وعلیك بولایتنا فلو أن رجلا تولی حجرا لحشره الله معه یوم القیامة.
اللهم اشهد علینا إنا تولینا حسیناً أحببناه في الدنیا فلا تفرق بیننا وبینه في العقبی اللهم اجعلنا في درجاتهم یوم القیامة اللهم اغفر لنا الذنوب التي حالت بیننا وبین فرج ولیك اللهم استجب لنا في یومنا هذا ما سألناك وما لم نسألك وأنت اعلم به منا بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.