إنكشاف الملكوت للمعصوم

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم إخواني وأخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
تعبیر الملك وتعبیر الملکوت، تعبیران واردان في کتاب الله عزوجل، لابد أن نطلع علی مفردات القرآن ومفاهیمها من یفقه الآیات یتفاعل معها وهذا إلتفقه یحتاج إلی بحث وقورٍ في کتاب الله عزوجل، الملکوت علی وزن إلجبروت علی وزن ألطاقوت هذه التعابیر واردة في أللغة العربیة، الإنسان الطاغي یسمی طاقیاً ولکن عندما یکثر طغیانه کألشیطان أولیائهم الطاغوت، هنالك متجبر وهنالک إنسان له جبروت إذاً هذا التعبیر یُفهم الشيء بنحو آکد، أنا مالک هذا ملکي ولکن الله عزوجل له ملکوت السماوات والأرض، دابتك ملكك ولکن الملکوت بید الله عزوجل وإلمتصرف حیث یشاء وکیف یشاء! إذاً إرتباط الشيء بالله عزوجل إرتباط المملوکیة، إرتباط إلتصرف المطلق هذا مختص بالله سبحانه وتعالی.
الآن نعود إلی الآیات، أنت تری إلسماوات وتری الأرض تری القمر وألنجوم تری الأرض وما علیها، ولکن إذا رأیت إنتساب الوجود إلی الله عزوجل وکُشف لك ألغطاء أصبحت ممن رأی إلملکوت وهذا إلذي وقع علی نبي الله ابراهیم صلوات الله علیه، وکذلك نري ابراهیم ملکوت السماوات والأرض ولیکون من إلموقنین، یقین ابراهیم مترتب علی هذا الملکوت إلذي إنکشف له! ما هذا إلملکوت؟ ما هذا الإنکشاف؟ الإمام الصادق علیه السلام یُبین ذلک من کأئمة أهل البیت أقدر في بیان هذه المعاني القرآنیة؟ یقول الإمام الصادق علیه السلام کشط له عن الأرض ومن علیها، لا المحل إلذي یراه في إلمنزل وإنما الأرض ومن علیها وعن السماء وما فیها وألملك إلذي یحملها وألعرش ومن علیه هذا الذي رآه ابراهیم فزاد یقینه، ثم الإمام الصادق علیه السلام یختمها بکلمة یقول وفُعل ذلك برسول الله وأمیرالمؤمنین، ابراهیم یری إلملکوت وألنبي لا إلخاتم لا یری الملکوت؟ لا یُعقل! ووصي إلنبي صل الله علیه وآله شریك للنبي هذه إلملکات، الإمام الباقر علیه السلام یُبین أیضاً زوایة من زوایا هذا الأمر، الإمام الصادق بیّن جهة والإمام الباقر بیّن جهة أخری، یقول اُعطي بصره من القوة ما نفذ السماوات فرأی ما فیها، إذاً ألمؤمن إذا وصل إلی قوة إلبصیرة إلی درجةٍ یری إلید الغیبیة ما وراء هذه إلطبیعة فقد وصل إلی شيء من الملکوت، طبعا ما رآه ابراهیم والنبي وأوصیاء إلنبي هذا مختص بهم ولکن ألمؤمن أیضاً بالتجرد الروحي بالتخلد ألباطني ألشهوات بمخالفة الأهواء رب العالمین یعطيه هذا النور الباطني.
نختمها بقضیة طریفه، ألذي یری الملکوت قد لا یتحمل ما یراه في هذا إلوجود! أنت تری جریمة أمامك لا تنام إللیل فکیف بمن یری جرائم إلأرض في آنٍ واحد؟ ولهذا امام زماننا قلبه مهموم ومحزون بما لا یُتصور لأنه في کل دقیقه یری ما لا نحتمله نحن، أنت لك مصیبة مصیبتان وإمام زمانك یری مصائب المحبین جمیعا في شرق الأرض وغربها، ألروایة عن إلنبي إلأکرم: عندما رأی ابراهیم ملکوت إلسماوات والأرض کُشف له عن الحجاب، یقول أبصر الأرض ومن علیها ظاهرین ومستترین یعني من کان في خفاءٍ أیضاً رآه ابراهیم فرأی رجل وإمرأة علی فاحشة فدعا علیهما بالهلاك، یعني قال یا رب مثلا أدبهما عاقبهما دعا علیهما بالهلاك فهلکا، دعوة ابراهیم مستجابة، رأی آخرین فدعا علیهما بالهلاك فهلکا وهکذا، ابراهیم یری هذه الأمور یدعوا علیهم ولکن رب العالمین والحلیم وألغفور أوحی إلیه یا ابراهیم أکفف دعوتك عن عبادي وإمائي تری العاصین تدعوا علیهم هؤلاء عبادي وإمائي فإني أنا الغفور الرحیم ألجبار الحلیم لا تضرني ذنوب عبادي! کما لا تنفعني طاعتهم ولست أسوسهم بشفاء إلغیض کسیاستك، أنت یا ابراهیم إشتعلت غضبا، طبیعي أنبياء الله یغضبون للحرام یقول أنا لا أسوسهم کسیاستك فأکفف دعوتك عم عبادي فإنما أنت عبد نذیر لا شریك في المملکة ولا مهیمن علي ولا علی عبادي.
کم هذه الروایة رقیقه، تعکس لنا شفقة رب العالمین بعباده إلمؤمنین.
أختمها بکلمة، مع هذه الرحمة ألغامرة لم أعجب لمن نجی کیف نجی؟! عجبت لمن هلك كيف هلك؟ لیس إلعجب في دخول الجنة مع الرحمة الغامره، ألعجب في من یدخل نار جهنم والله عزوجل قد تسمی بالغفور إلرحیم.

اللهم إرحمنا برحمتك اللهم أحشرنا مع عبادك الصالحین أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد إلینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.