- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیكم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبركاته
أفضل المجالس أن یلتقي الانسان بإخوانه المؤمنین في بیت من بیوت الله عزوجل وبعد الفریضة هذه الساعة من أشرف الساعات، المؤمن عندما یدخل المسجد عندما یصلي جماعةً رب العالمین له التفاتة الیه ولهذا الموعظة في المسجد وبعد الفریصة تتقلقل في الأعماق، الانسان قد تأتیه المعلومة من الكتاب مثلا من خلال مواقع التواصل ولكن الكلمة نفسها عندما تصل إلی شقف القلب والانسان في ضیافة الله عزوجل رب العالمین یبارك في هذا الكلام، اذاً حدیثنا هذه اللیلة المباركة في ضمن هذه الأجواء المقدسة.
الحدیث الذي طُلب مني هذه اللیلة أن نتناول أن نحوم حول هذه الفئة المؤثرة في المجتمع؛ اولا فئة الشباب الشاب له همة عالیة الشاب اذا أراد شیئا قواه البدنیة والنفسیة تعینه علی ذلك ولهذا یبالغ في الفساد والإصلاح؛ كبیر السن الانسان الذي وصل إلی أواخر عمره عادةً همته تضعف بدنه یضعف ولكن الانسان في مغتبل العمر له هذه الهمة ما ضعف بدن عما قویت علیه النیة مضمون الروایة؛ الانسان الشاب اذا نوی شیئاً نیته قادحة نیته نافذة یقول الشاعر في هذا المجال واذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام، وروایات اهل البیت تؤكد علی هذه الحقیقة ایضا علیكم بالأحداث؛ اذاً الشاب بطبیعة الحال أقرب للكمالات من هذه النقطة طبعا الآن لا ینبقي ایضا أن ننقص من دور كبار السن ایضاً اتفاقاً هناك روایة لصالح كبار السن حتی نوازن في حدیثنا اللیلة.
رأي الشیخ أحب إلي من جلد الغلام ایضا كبیر السن له تجربته في الحیاة؛ القضیة حیثیة من حیث التجار من حیث المشورة من حیث الخبرة طبیعي كبار السن لهم فضلهم من حیث الهمة من حیث النشاط من حیث القوة الشاب له امتیازه الآن الشاب هكذا فكیف اذا كان الشاب في طریق التكامل العلمي والأكادیمي! المجتمع قیادة المجتمع عادة بید هذه الطبقة الطبیب المنهدس المدرس الاستاذ في الجامعة هؤلاء یبنون الجیل وهم أصحاب القرارات قل ما تجد انساناً مؤثراً هذه الأیام في هذا البلد أو غیره ولیس له تخصص علمي قل ما یتفق رأیتم أُمياً یقود المجتمع مثلا أو انساناً متعلماً إلی درجة بسیطة؟ هكذا قل ما یتفق اذاً حدیثنا اللیلة لقشر الشباب اولاً وللمتعلمین منهم ثانیاً.
حدیثنا لهذه الطبقة المباركة اولا حدیثنا في كل النقاط هكذا في الجامعات والمعاهد العلمیة یلقطون الكلام لیبقی الكلام مركزاً اولاً المعاهد العلمیة والجامعات اذا لم تعتني بالبُعد التربوي والنفسي العلم سلاح ذوحدین؛ انسان له تخصص بالفیزیاء الذریة مثلا أمكنه أن یصنعه جهازاً قنبلة ما شئت فعبر دمر بها الملایین أو الآلاف؛ العلم اذا وقع بید انسان لا تربیة له لا ضمیر له لا وازع له انسان یقتل بالسكین شخصاً واحداً وانسان یقتل الآلاف لما یعبر عنه هذه الأیام بسوائل الإبادة الجماعیة؛ المسئلة خطیرة اذا ربینا عقلاً مفكراً بلا هذا الباطن بلا تربیة باطن جعلنا هذا الانسان وحشاً كاسراً ومع الأسف كنا نتوقع امراً أكثر من هذا، ندخل الجامعات لا نری ذلك الجو المتمیز ایمانیاً نری النساء في عالم الأزیاء أزیاء غیر متناسبة مع هذه الأجواء الأكادیمة المهم حدیث ذو شجون نسئل الله عزوجل أن یقیم القائمین علی هذا المشروع أي أن نجعل الانسان كما قاله یوسف؛ یوسف الصدیق بعد هذه التجارب بعدما وقع في ما وقع قال لعزیز مصر إجعلني علی خزائن الأرض لمَ؟ لماذا هذا الطلب ما هو امتیاز یوسف؟ عفة یوسف في قصر زلیخا تنفعه شخصیاً عفته منجیة له جعلته متقرباً إلی الله عزوجل ولهذا عندما طلب أن یكون علی خزائن الأرض لم یقل انا الذي قاومت شهوتي ما قال یوسف انا صاحب الكرامات إلی آخره قال إني حفیظ علیم؛ حفیظ أي انسان امین البُعد التربوي، علیم البُعد التخصصي یعني وزیر المالیة لابد أن یكون في درجة عالیة من التخصص اولاً وثانیاً یكون امیناً لا یخون الأمانة، نرید من طلاب الجامعات أن یكونوا كیوسف من جهة العفة في حیاتهم الشخصیة من جهة العلم والحفیظیة فية في جانب الخدمة الاجتماعیة والعلمیة، كیف نصل إلی هذه المرحلة؟ كیف نتشبه بنبي الله یوسف في بُعده الاجتماعي الإداري، في جانب العفة له حدیث آخر كلامنا في أن نتشبه بهذا النبي الصدیق في هذا البُعد؛ طبعا من باب اتمام الفائدة قبل أن ندخل في الحدیث عن یوسف والتشبه بهدفي الجانب الاداري فقط اشارة عابرة؛ الذي جعل یوسف صدیقاً سورة في القرآن الكریم بإسم یوسف لعله أكبر قصة في القرآن قصة یوسف، كلمة واحدة عندما قال ربي السجن أحب إلي ما قال السجن أنفع بحالي! قال السجن أحب ألي یعني هذا السجن المظلم اما ذهبت في مكان إلی القاهرة وقال هذا سجن یوسف واقعا سجن موحش یوسف یقول هذا المكان المظلم هذا المكان المزعج هذا المكان الموحش یارب أحب إلي من قصر زلیخا؛ زلیخا من؟ جمال بشري زائل ولكن في زاویة السجن یارب خلوتي معك هذه الخلوة أحب إلي من الخلوة من حسان الوجوه إجعل هذا شعارك في الحیاة،؛ یعني عندما تُخیر بین الفاني والباقي فكر بعقلك شبابنا هذه الایام مغرمون بالوجوه والوجه كما تعلمون في دار الدنیا یذبل قبل الآخرة جمال المرأة إلی سن معین في دار الدنیا هذا الجمال یزول لا تجعل قلبك معلقا بما هو یفني في دار الدنیا، إبحث عن جمال اصیل إبحث عن جمال دائم إبحث عن ذلك الجمال الذي یبقی معك في الدنیا والبرزخ والقیامة لا نرید أن نجعل الحدیث في عالم آخر ولكن اشارة، الاشارات تكفي اللیلة؛ في عرصات القیامة البعض یأنس بالحور والقصور ولكن القرآن ماذا یقول؟ وجوه یومئذ ناظرة لمَ؟ إلی ربها ناظرة هذا المقام حاول أن تصل الیه في دار الدنیا قبل الآخرة، اهل قیام اللیل یرون جمالاً من هذا القبیل یجعلونهم تتجافی جنوبهم عن المضاجع.
الآن بعد هذه الإشارات كیف نصل إلی هذا المقام الیوسفي في الجانب الإداري في ادارة المُدن؟ كما یُعبر في الكتب القیمة إبن خلدون علی رأس من ینظر في هذا المجال كیف ندیر المُدن؟ یوسف هكذا؛ اولا وصلنا إلی صلب الحدیث؛ اولاً حدیثنا مع الأخوة الذین هم قادة المستقبل اولا الانسان الذي يرید أن یصل إلی الكمال لابد أن یعیش هذا الهاجس أي هاجس؟ فمن شاء إتخذ إلی ربه سبیلا؛ الانسان خُلق لیبقی كنت كنزاً مخفیاً؛ هذا الحدیث القدسي معروف في الكتب الآن البعض قد یُشكك في السنة كذا هذه حقیقة كنت كنزاً مخفیاً فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف؛ وفي حدیث آخر خلقتك لأجلي رب العالمین خلقك لئن تكون له الآن إن شككت في هذه الروایات لا تشكك في القرآن الكریم؛ انا أقول للشباب ولغیر الشباب تأملوا في هذه الآیات الكریمة وأصطنعتك لنفسي الخطاب لمن؟ لموسی الكلیم، كم هذا الطموح عظیم كم هذا المقام عظیم! أن یفكر الانسان أن یكون جلیساً لربه هل یمكن أن تكون جلیساً لله؟ نعم انا جلیس من ذكرني؛ وأصطنعتك لنفسي ولتُصنع علی عیني! تخاف من الزلل تقول الجامعة فیها ما فیها تقول الشهوات غالبة هذا لمن؟ لمن أوكله الله إلی نفسه ولكن إن صرت هكذا لتُصنع علی عیني تخاف من أي شيء.
طفل في المهد في التابوت تتقاذفة الأمواج في زمن من؟ في من یقتل الرُضع ولكن الله عزوجل تبنی موسی ماذا صنع معه؟ الأمواج ساقته إلی قصر فرعون؛ فرعون یقتل الرضع لئلا یخرج منهم مثل موسی ولكن عندما یری موسی یضعه علی صدره إتخذه ولداً، إن كنت تحت الرعایة هكذا في البحر یستنقذك یجعلك في حضن أقسی الخلق المهم أن تكون بعینه.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.