- ThePlus Audio
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني واخواتي جمیعاً ورحمة الله وبرکاتة
من موجبات الاستقامة في طاعة الله عزوجل وعدم الانجرار الي الحرام تذکر فنائیة الدنیا أن ینظر الانسان الی دار الدنیا بصفتها المؤقتة، کلنا نعتقد بهذه الحقیقة کل واحد منا له قریب دفنهُ بیده أو رآه میتاً امامه أو شارک في تشیع جنازتة، اذاً فنائیة الدنیا لا شبهة فیها ولکن المشکلة کیف نصل الی مرحلة المعایشة، في مقام العمل کأن الموت علی غیرنا کُتب في مقام العمل أحدنا کأنه یعیش الابدیة هذا في مقام العمل.
القرآن الکریم یذکرنا بهذه الحقیقة واُوتیتم من شیءٍ فمتاع الحیاة الدنیا، العبارة مطلقة ما اُوتیتم من شیء یعني الکرة الارضیة کلها! لو أنک جدلاً قیل لک القارات الخمس ملکٌ طِلقٌ لک! القرآن الکریم یقول هذا لیس بشیءٍ مقابل أي شیء؟ مقابل الآخرة الأبدیة.
النبي الاکرم له تعبیر جمیل ککل تعابیره ما الدنیا في الآخره الا مثل ما یجعل أحدکم إصبعهُ في الیم فلینظر بما یرجع؟ کم قطرة من الماء تحملها بأصبعک؟ الدنیا في مقابل الآخرة هکذا الآخرة أبدیة، خیرٌ وأبقی، التعبیر تعبیرٌ دقیق! وما عند الله خیرٌ وأبقی، الخیریة في الکیفیة والأبقی في الزمان! اذاً هو أبقی وأرقی، في دار الدنیا تسکن قصرا اما في الآخرة فیها ما لا عین رأت ولا اُذن سمعت، یکفي لیس الکلام الآن في نعیم الجنة انظروا الی تفاهة الدنیا، ترید أن تحصل علی مال کم تقاتل؟ ترید أن تبني داراً کم من السنوات تبذل الجهد؟ ولکن في الجنة ما هي؟ إرادتک خلاقةٌ، یقال المؤمن في الجنة مثلهُ مثل رب العالمین یقول للشیء کن فیکون، تقول للشیء کن فیکون، هذه لیست فقط روایة آیه ایضا في القرآن لهم فیها ما یشائون، في الجنة إستلقي علی السریر تخیل نعیماً ومتاعاً في ذلک ثم قل یا رب اُرید ما في ذهني هذا یتحقق! اذاً أین الآخرة أين الدنیا بآلامها ومصائبها؟ وفي روایة امیرالمؤمنین یقول هل هي الا کلقعة الآکل ومذقتة الشارب وخفقة الوسنان.
انتم تعرفون نبي الله نوح من أکثر الانبیاء عمراً، دعوتة الف سنة الا خمسین عاماً دعوة نوح، أما عمره فأکثر! جبرئیل خاطبه (جبرئیل صدیق الانبیاء هنیئاً لجبرئیل من زمان آدم الی زمان الخاتم شهد الانبیاء جمیعاً) قال لنوح یا أطول الانبیاء عمراً، یبدوا عمر نوح عمر ممیز، کیف وجدت الدنیا؟ قال کدارٍ لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر، مساحة الدار کم؟ هکذا الانتقال من منزل الی منزل! ماذا نصنع؟ (لیس الکلام الآن في إثارة الاحزان والعتاب، هذا لا یبني نرید کلاماً یبني) امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یعلمنا درساً أبدیاً ایها الناس انما الدنیا دار مجازٍ والآخرة دار قرار، أحدکم تمشون علی الجسور وخاصة الجسور المبنیة علی البحار، رأیت انساناً یبني منزلا علی الجسر؟ اولا لا یُسمح له ولو بنی تجاوزاً یقول یا فلان أي عقل لک؟ هذا الجسر للمرور لا للبناء علیک أن تنتقل للضفة الاُخري أما الجسر شأنه هذا! امیرالمؤمنین هکذا یشبه الدنیا بالجسر یقول فخذوا من ممرکم لمقرکم، جملة قصیرة فیها کل المعنی؛ خذوا من ممرکم لمقرکم! الدنیا ممر لا مقر أي عاقل یبني الممر ویُهمل المقر؟ غیر العاقل هکذا یصنع.
النبي الاکرم صل الله علیه وآله وسلم له ایضا جملة قصیرة، الدنیا ساعة کأنهم یوم یرونها یوم القیامة کأنه لم نلبث الا ساعة من النهار، لم یقل من اللیل! عادة ساعة اللیل تمضي بطیئة وإن کانت الساعة هي هي ولکن في النهار مع الانشغال لا تری هذه الساعة، القرآن یشبه الدنیا بساعة من نهار.
النبي الاکرم یأخذ هذه الکلمة من کتاب الله عزوجل؛ الدنیا ساعة فأجعلها طاعة، الساعة والطاعة في الکتاب قریبتان الدنیا ساعة فأجعلها طاعة.
روایة أخیره هذه الروایات محفزة لئن یفکر الانسان أنه من أين؟ وفي أین؟ والی أين؟ رحم الله من علم من أین؟ وفي أین؟ والی أین؟، امامنا زین العابدین علیه السلام قبل أن أقرأ هذه الروایة الامام یقول عند وليٍ من أولیاء الله، نحن هکذا نقول دائماً هناک نبي وهناک وصي وهناک وليٌ، الولي من تربی في مدرسة النبي والوصي ولهذا لا تنتقص اولیاء الله طبعا الصالحین منهم لا المزیفین، في هذه الروایة وردت کلمة الولي، امامنا زین العابدین علیه السلام یقول إن جمیع ما طلعت علیه الشمس في مشارق الارض ومغاربها بحرها وبرها وسهلها وجبلها عند وليٍ من أولیاء الله واهل المعرفة، ایضا تعبیرٌ قل ما ورد في الروایات اهل المعرفة، العابد غیر العارف لا قیمة له، العارف اذا صار عارفاً هکذا! اهل المعرفة بحق الله، الآن ما هو الخبر؟ جمیع ما طلعت علیه الشمس کفي الظلال، مثلا (هذا المثال عادةً یذکر کمزاح) لو أن انساناً یراد أن یقال له فلان أحمق یذکرون مثالاً مزحةً یقول لماذا هو أحمق؟ یقولون تواعد مع أحدهم قال موعدنا في ظل تلک السحابه، هذا الانسان کم هو أحمق! قالوا له یا فلان هذا الظل یزول بعد دقائق، هکذا العنوان هکذا الموعد! اتفاقا امامنا زین العابدین یذکر هذا المعنی! الدنیا وما فیها کفي الظلال هذا الظل یُعول علیه، أحدنا مثلا یبني مکاناً في الظل یقول هذا المکان، مکان بارد یقال له یا فلان هذا الظل زائل لا دوام له.
اذاً نلملم الحدیث تلخص من ما ذکرنا من اعتقد فنائیة الدنیا ورُخص متاعها لا یتجاوز حکم الله عزوجل ابتغاء متاعٍ من متاع الدنیا.
اللهم زهدنا فیها اللهم لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.