يُستحب للمسلم أن يصلي صلاةَ الظُهر يومِ الجُمعة بسورتي: “الجُمعة” و”المنافقون”، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (من الواجب على كل مؤمن -إذا كان لنا شيعة- أن يقرأ في صلاة الليل من ليلة الجمعة: سورة “الجمعة” و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾، وفي صلاة الظهر يوم الجمعة: سورة “الجمعة” و”المنافقون”.. فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله(صلی الله عليه) وكان جزاءه وثوابه على الله الجنة).
أولاً: ما الفَرق بينَ الكافر وبين المُنافق، وبينَ المؤمن وبينَ الفاسق؟..
إن هُنالك أربع طوائِف في الأُمة، هي:
۱. الكافر: هو الذي لا يؤمنُ بقلبه، ولا يُظهِرُ الإيمان بلسانه.
۲. المنافق: هو الذي لا يؤمن باطناً، ولكنه يُظهر الإيمان بلسانه.
۳. المؤمن: هو الذي يؤمن بقلبه، ويُظهر الإيمان بجوارحهِ.
٤. الفاسق: هو الذي يؤمنُ باطناً، ولكنه لا يعمل بأحكام الشريعة ظاهراً.
ثانياً: لماذا التركيز على المنافقين في هذهِ السورة؟..
إن القُرآن الكريم عندما يتحدث عن المُنافقين، يقول: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾.. فهم يشتركونَ معَ الكُفار في استبطان الكُفر، ولكن خطورتهم في أنّهم لا يُظهِرونَ نفاقهم!.. فهذا الكُفر الباطني غَيرُ ظاهر؛ لذا من الطبيعي أن يُغش الإنسان بهم!.. فهؤلاء فيهم سيئاتُ الكافرين، وليسَ فيهم حَسنة انكشافهم.. وبالتالي، فهم أخطر منهم؛ لأن الكافر مفضوحٌ بقوله؛ أي مكشوف الهوية؛ ولكن المنافق يستبطن الكُفر ويُظهر الإيمان.
ثالثاً: لماذا سُميَّ المُنافق مُنافِقاً؟..
إن كلمة “المنافق” مأخوذة من النفق، فبعض الحيوانات المؤذية عندما يهجم عليها الإنسان؛ تختبئ في جحور وأنفاق.. والمنافق كذلك مثله كمثل هذه الحيوانات المختبئة، إن أرادَ أحد أن يصيدَهُ يستترُ بهذا النَفق.. وفي سورة “المنافقون” هناك إشارة إلى هذهِ الحالة، حيث يقول تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً﴾، أي أنهم جعلوا الإيمان بمثابة الدِرع الذي يستترونَ من خلاله.. قال علماء اللغة: “إنما سمي المنافق منافقاً؛ لإظهاره غير ما يضمر، تشبيها باليربوع، له جحر يقال له: النافقاء، وآخر يقال له: القاصعاء.. وذلك أنه يخرق الأرض، حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض أرق التراب، فإذا رأبه ريب دفع ذلك التراب برأسه فخرج.. فظاهر جحره تراب، وباطنه حفر.. وكذلك المنافق: ظاهره إيمان، وباطنه كفر”.
﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾..
-﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ﴾.. أي نحنُ نَعلم أنّكَ رسولنا، أما شهادة هؤلاء المنافقين؛ فلا قيمة لها!..
-﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾.. هم غير كاذبين في القَول، قولهم صحيح؛ فهذا الخبر صادق؛ ولكنهُ صَدَرَ من ذاتٍ كاذبة ٍأظهرت الإيمان، ولم تؤمن حقيقةً.. يقول تعالى في سورة “الجُمعة”: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ العتاب هنا للذينَ هادوا ﴿الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾؛ ولكن أيضاً:
۱. الذي حُملَ القُرآن ولم يعمل به؛ فهو بمثابة الذينَ هادوا!..
۲. والذي يَدعي أنّهُ من أولياء الله ولا يتمنى الموت؛ هذا أيضاً كالذينَ هادوا!..
فإذن، إن الآية تَصبُ الذَمَّ على الذينَ هادوا، ولكن بمعيار وبمقياس!.. وبالتالي، فإن الذي فيهِ هذه الصفات؛ ينطبقُ عليهِ الذَم أيضاً!.. كذلك الأمر بالنسبة للمنافقين؛ فهؤلاء لهم خصوصيات، ولكن قد يكون الإنسان مؤمناً؛ وفيهِ صفة من صفات المُنافقين!..
صفات المنافقين في القرآن الكريم..
۱. الكذب.. يقول تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾؛ فأولُ صِفةٍ من صفات المُنافق أنّهُ كاذب!.. والمؤمن عندما يَكذِب؛ يلتحق بمُعسكر المُنافقين، ولو في تِلكَ الساعة.. ومشكلة الإنسان الكاذب تكمن في أنه:
أ- لا وجاهة له: إنَّ البعض مرضى بهذا الداء!.. فالتاجر قد يكذب في الَشهرِ كِذبة ليربح بها الآلاف، أو يَغش الناس ببضاعته، فيبيع بالجُملة ويربح الملايين.. وبالتالي، فإن إغراء الربح هو سبب كذب هذا الإنسان!.. ولكن هناك من يكذِبُ كِذباً لا نَفعَ فيه، كأن يدعي أنه سافر إلى دولة أجنبية، ليتفاخر بذلك!.. وقد يَكذِب في شؤونهِ العادية؛ أي يَكذب من دونِ سَبب!.. والإنسان الكاذب لا اعتبارَ له في المجتمع، حيث أن الإنسان الذي قد يزني في السَنة مَرّة؛ تبقى له وجاهة أمام الناس؛ لأنه قام بهذا المنكر في خَلوةٍ بعيداً عن أعين الناس، ألا نقرأ في الدعاء: (يا من أظهر الجميل، وستر القبيح)؟!.. فكل فرد -ما عدا المعصوم- ظاهره خير من باطنه، وهذا ما يؤكده قول الإمام علي (عليه السلام): (لو تكاشفتم ما تدافنتم)؛ أي لو كشفت السرائر والبواطن، لترك الإنسان من دون دفن.. ولكن هذهِ الحالة لا تبقى يومَ القيامة؛ لأنها ﴿خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ﴾ ومن صفات ذلك اليوم أنه: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِر﴾ُ، أي من كُنّا نراهُ وجيهاً في الدُنيا قد يسقُط في الآخرة، ومن كانَ مُستضعفاً في الدنيا قد يرتفع في الآخرة!.. فهذا الستر في الحياة الدنيا، هو من نعم الله عز وجل على عباده.
ب- لا اعتبار لكلامه: لو أنَّ إنساناً عُرِفَ بالكَذِب، فإن هذا الإنسان لا وزنَ لقوله فإنْ:
* نقل خبراً؛ لا أحد يصدقه!..
* وعد؛ لا أحد يصدقه!..
* أقسم بأغلظ الإيمان؛ لا أحد يصدقه!..
وبالتالي، فإن هذا الإنسان يصبح كالحائط قَولَهُ لا اعتبار له، كـ(لا قَول)؛ ويا لها من كارثة!..
أما المؤمن فإن خَافَ على روحه، أو كان هناك مسوغات يُعتد بها فلهُ مَهرَب؛ ألا هو التورية.. كما حدث مع نَبي اللهِ إبراهيم الخليل (عليه السلام) عندما سئل عن تحطيمه للأصنام، فـ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ﴾؛ أي إنْ كان ينطق فهو الذي قام بعملية التحطيم!..
فإذن، إن الصِفة الأولى للمُنافقين أنَّ هؤلاء لا يتورعونَ عن الكَذِب.. ومن الغَريب أن الكَذِب أصبحَ مُتعارفاً في عالمنا، وهو مُقتضى السياسة هذه الأيام، ولهذا نرى أن الدبلوماسيين في العالم ليست لهُم مواقف ثابتة.. بَل الصَريح والصادق؛ يُتهمُ بالسذاجةِ والبساطة!..
۲. الحلف الكاذب.. يقول تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾؛ هؤلاء عندهم الغاية تبرر الوسيلة، فهم على استعداد لأن يقسموا بأغلظ الأيمان؛ كي يخلصوا أنفسهم!..
۳. بلا عاطفة.. يقول تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ﴾؛ الإنسان المُنافق لا عاطفة له، فهو كالخَشَبة التي لا تشعر بشيء!.. هذهِ الخَشَبة لا تفقه سواء كانت سَنَداً لشجرةٍ مُثمرة، أو إن سقطت على رأسِ مؤمن.. يقول السيد الطباطبائي في تفسير هذه الآية: “كالخشب المسندة: أشباح بلا أرواح، لا خير فيها، ولا فائدة تعتريها، لكونهم لا يفقهون”.. وهذا المعنى لاحظناهُ في حياة المُنافقين والكافرين، ففي بلاد الغَرب بعضُ الآباء لا يعلمون شيئاً عن أولادهم؛ والبنت إذا بَلغت سِنَ الرُشد، وأصبحت في مقام العَمل، تصبح مستقلة وتخرج منَ المنزل، وتفعل ما تشاء.. فالعاطفة لديهم مُنعَدِمة!.. ليسَ الآباء فقط هم الذين يفقدونَ عواطفهم؛ بل الأبناء أيضاً تشملهم المُصيبة.. فحتى أبناء وبنات المؤمنين في تلك البلاد، يتصرفون كتصرف أهل الغرب، حيث لا سلطة لوالد على ولده!.. هكذا يتحول كل من الآباء والأبناء إلى خُشب: فالولد يشتكي على أبيه، والأب يطردُ ابنهُ أو ابنتهُ منَ المنزل.. فأينَ نَبي الإسلام ووصيه وأينَ هؤلاء؟!..
أ- النبي الأكرم (صلی الله عليه) كان يكرم امرأة، لأنها كانت صديقة لأم المؤمنين خديجة (عليها السلام).. فعن أنس بن مالك أنه قال: (كان النبي (صلی الله عليه) إذا أتي بشيء قال: “اذهبوا به إلى فلانة؛ فإنها كانت صديقة خديجة).. أنظروا للعاطفة!.. النَبي (صلی الله عليه) يُكرِمُ امرأةً لأنّها على عِلاقةٍ بأمِ الزهراء (عليها السلام)؛ رغم الفاصل الزمني الكبير!..
ب- أمير المؤمنين (عليه السلام) في زمانِ حكومته يئن ويصيح ويتألم عندما يسمع بهتك حرمة ذمية في بلاد المسلمين؛ لأنه لا يتحمل أن تهتك كرامة امرأة، ولو كانت غير مسلمة، يقول: (ولقد بلغني أن الرجل منهم، كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة؛ فينتزع حجلها وقلائدها ورعاثها.. فلو أن الرجل مات بعد ذلك آسفا، لما كان عندي ملوما، بل كان عندي جديرا)!.. هذهِ هيَّ العاطفة!.. إذا كان عليّ يتألم من إيذاء ذمية في بلاد المسلمين؛ فكيف إذا كان المتأذي مسلماً؟!..
فإذن، إن المُنافق كالخَشَبة.. والذي لا عاطفة له، ولا يتأثر بأمور المُسلمين؛ هو أيضاً يشبه المنافقين لأنه كالخشبة!..
٤. الكسل.. وهو من الصفات المشتركة بين المُنافقين وبينَ الفاسقين وبينَ كثيرٍ منَ المؤمنين، يقول تعالى: ﴿وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى﴾؛ فهؤلاء إنْ اضطروا لمجاراة المؤمنين، والصلاة بين يدي الله عز وجل؛ فإنهم يقومون للصلاة كسالى.. ولهذا فإن:
أ- من يصلي صلاته وهو في حال كسل، وإن كان مؤمناً، فهو متشبه بصفة من صفات المنافقين ﴿وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى﴾.
ب- من يقوم لصلاة الفَجر وهو في حالِ مَللٍ وكَسَل، ولا يشتهي أن يُصلي؛ فهو متشبه بصفة من صفات المنافقين.
ج- من رأى في قلبهِ إعراضاً؛ فهو متشبه بصفة من صفات المنافقين.
د- من يَجرُّ نفسهُ جَراً إلى صلاة الجُمعة؛ فهو متشبه بصفة من صفات المنافقين.
ه- من يأتي لصلاة الجمعة، من باب إسقاط التكليف، ولئلا يُبتلى بوخز الضمير، لا من باب الحُبِ للصلاة؛ هذا الإنسان فيهِ صِفةٌ من صفات المُنافقين.
إن هؤلاء الذينَ يقومون للصلاةِ كُسالى، لو كان لديهم موعد سَفر ساعة الفَجر -مَثلاً- فإنهم لا ينامون الليل؛ شَوقاً إلى السَفر.. وإن ناموا قبلَ الفَجرِ بساعة؛ فإنهم يستيقظون وينهضون من فراشهم وهم بكامل نشاطهم!.. وبالتالي، فإن المُشكلة هي في الباطن الذي لا يأنسُ بالصلاة!.. أما المؤمنون الذين هم من أهل قيام الليل؛ فإنهم يختلفون عنهم كلياً!.. هؤلاء لا فَرق عندهم إن ناموا لساعات طويلة قبلَ صلاة الليل، أو إن ناموا قبلَ الصلاةِ بساعة!.. فهم عندما يستيقظون؛ يقومون بهمة ونشاط؛ لأن هذه ساعة اللقاء بينَ يدي اللهِ عزَ وجل، ليرفعوا أيديهم طالبين العفو والغفران!..
٥. عدم الاعتقاد بالنبي.. يقول تعالى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾؛ هؤلاء ليس لهم اعتقاد ولا إيمان بعصمةِ النبي (صلی الله عليه).. لذا، فإنهم لا يجدون حرجاً في اتهام النبي (صلی الله عليه) الذي هو مظهرُ العدالة، وأصفى موجودٍ في عالم الوجود؛ بأنه لا يعدل في صدقاته.
٦. البخل.. هؤلاء أيضاً من صفاتِهم أنّهم لا يحبونَ الإنفاق، فهم: لا ينفقون، ولا يشجعونَ على الإنفاق، يقول تعالى في سورة “المنافقون”: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ﴾.. والذين كانوا حولَ رسول الله (صلی الله عليه) هم مستضعفو المدينة؛ وهؤلاء بَشر، فحتى لو لم يكن الإنسان مؤمناً أو مُسلِماً؛ ما المانع أن يُنفق على إنسانٍ جائع عارٍ؟!.. ولكن هؤلاء المنافقين لم يتحملوا هذا المعنى!.. وكذلك الأمر بالنسبة للمؤمن؛ فالذي:
أ- يَدفع خُمسَ مالهِ وهو كاره.
ب- يدفع الزكاة من باب حِفظِ ماء الوجهِ.
ج- يدفع ماله رياءً.
د- يُعطي الصدقة الواجبة والمُستحبة وهو كاره.
هذا الإنسان أيضاً فيهِ صِفةٌ من صِفات النفاق؛ لقوله تعالى: ﴿وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾.
۷. الأمر بالمنكر.. ويا لها من صِفة قبيحة!.. بعضُ الصِفات مُشتركة بين المُنافقِ وغير المُنافق، ولكن ذَروة النفاق، وذروة الفساد والجهالةِ والقُبح؛ هو: الأمر بالمُنكر والنهي عن المعروف!.. هكذا يصفهم القرآن الكريم عندما يقول: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.. يصل الإنسان إلى درجةٍ ليس فقط لا يعملُ بالمعروف، ولكن ينهى عن المعروف ويأمرُ بالمُنكَر!.. والذي يصل إلى هذهِ الحالة، يكون قد وصلَ إلى أعلى درجات النفاق!..
الخلاصة:
إن المؤمن في الركعة الأولى من صلاة الجمعة، عندما يقرأ سورة “الجمعة” يذكر الصفات الإيجابية من: تمني الموت، وتعليم الكِتابِ والحِكمة، وذكر الله كثيراً.. أما في الركعة الثانية، حيث يقرأ سورة “المنافقون” فهناكَ تحذيرٌ من النِفاقِ وأهله، وهناك إشعارٌ بأنَّ المؤمن عليه معرفة هذهِ الصفات؛ ليتجنبها.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.