إطالة على سورة المنافقون الجزء 2

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا اباصالح المهدي هذا يوم الجمعة وهو يومك وبأسمك وانا فيه ضيفك وجارك فأضفني وأجرني فأنك تحب الضيافة والاجاره

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

كان حديثنا كما تتذكرون حول سورتين من سور يوم الجمعة نحن في صلاة يوم الجمعة نقرأ سورة الجمعة ذكرنا في حلقات في خطب ما وفقنا الله عزوجل لبيان ما يستفاد من سورة الجمعة بدأنا بسورة المنافقون هذه السورة تبين لنا كيد المنافقين طوال التأريخ، النبي صلى الله عليه وآله كان مبتلى بالكفار هذا معلوم وكانت غاية ابتلائه بهم في مكة المكرمة وأذاهم لرسول الله كان أذىً بدنياً في شعب أبي طالب تعذيبهم لأصحاب النبي طبعا كان لهم أذى نفسي ولكن الأعداء واضحون هؤلاء متمثلون في أبي جهل وأبي لهب ومن تبعهما ولكن مشكلة النبي في المدينة كانت كثيرة مع المنافقين الذين مردوا على النفاق الآية تذكر أن هؤلاء المنافقين كأنهم توغلوا في النفاق هؤلاء كانوا مصدر أذى لرسول الله صلى الله عليه وآله لأنهم كانوا يستبطون الكفر ويظهرون الأيمان والناس ليس كلهم على مستوى من التعقل والفهم لكشف المنافق عن غيره المؤمن صاخب البصيرة بأمكانه أن يميز الذي أوتي نوراً الذي اعطي نوراً من بركات هذا النور الألهي أنه يميز ولهذا اخواني هذه ملاحظة كما يقال بين قوسين البعض منا بعد سنوات يكتشف أنه ما فهم زوجته لو كان يعلم ما هي يوم العقد لما أقدم عليها ولو أن الزوجة تعلم ماهية الرجل لما قبلت به زوجاً الكلام في الشريك هكذا الى آخره الانسان بعد فترة يكتشف أنه كان على علاقة زوجية الى آخره صداقة مع من لم يستحق أن يكون للأنسان قريناً ولكن المؤمن يرى بعين الله عزوجل ولهذا في روايات اهل البيت عليهم السلام اخواني لو أن مؤمنا لا نعني بالمؤمن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة هذا اقل درجات الأيمان المؤمن الذي نعني به هنا ذلك الذي أتسنار قلبه بنور الله عزوجل أستنارة القلب بنور الله قد لا تتم حتى مع العبادات الجوارحية متى القلب يستنير بنور الله عزوجل؟ عندما يكون ذكر الله عزوجل غالباً عليه لا اقول دائما هذا مقام الأنبياء والأوصياء ولكن كلما غفل عن الله عزوجل رجع اليه هذا القلب مستنير بنور الله عزوجل، القلب المستنير بنور الله عزوجل هو ذلك القلب الذي قطع كل تعلقاته بالدنيا لا اقول هو قطع التعلقات ترك الزوجية ترك الوظيفة والعمل، اقول قلبه انقطع عن الدنيا فرق بين انسان يفتح شركة يبذل جهده صباحاً ليلاً ولكن قلبه غير متعلق لو بذل ما بذل ولكن في نهاية السنة رأى أنه قد خسر حقيقتاً لا يتألم لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم القلب اذا انقطعت تعلقاته بالحياة الدنيا هذا القلب يسموا إن شاءالله لا تنسى هذا المثال هذا المثال حسي ولكن اذا بقي في ذهنك إن شاءالله في يوم من الايام ترى حقيقة ما اقول هذه الكلمات تقال واكن أن نعيش حقيقة هذه المعاني الأمر يحتاج الى توفيق رباني، رأيتم ما يسمى هذه الايام بالمنطاد عبارة عن كرة مملوئة بغاز خفيف تحته سلة يركب فيه المسافر أو المكتشف تحت هذه السلة مجموعة من الحبال المضروبة بالارض بقوة عندما يراد تطيير المنطاد ماذا يعملون؟ يقطعون هذه الحبال إن بقي حبل واحد المنطاد لا يتحرك، إن قطعت الحبال جميعا واذا بهذا المنطاد يرتفع الى السماء ما الذي جرى؟ قطعت تعلقات هذه الآلة بالارض المؤمن هكذا له تعلقات مختلفة له جذور في الارض عشق للزوجة للأولاد زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة والذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث هذا متاع الحياة الدنيا، المؤمن ليس له تعلق لا علاقة له علاقة فرق بين التعلق والعلاقه، الذي له تعلق يتألم من فراق ما فقده وكما قلنا قبل قليل المؤمن لا يأسى على ما فاته، القلوب المستنيرة بذكر الله عزوجل والمتحررة من هذه التعلقات هذه الحبال متقطعة هذا الانسان يسمو، هذا المنطاد الروحي بالمثال يصعد الى الهواء الى أعلى طبيعي من يذهب الى الأعلى يرى المدينة كلها، فرق بين انسان كبس نفسه في غرفة انسان محبوس في زنزانة مترين في مترين أو اقل وبين انسان في الطائرة ينظر الى مجمل المدينة بنظرة واحدة بعض الأرواح التي طارت الى فوق صحبوا الدنيا بأبدان ارواحها معلقة بالملئ الأعلى المؤمن اذا طار وسمى يعلم بعض الأمور، الذي يرى الارض من خلال الأقمار الصناعية يتنبأ بالعصير يتنبأ بالأمواج العاتية لأنه يرى الموجة ولكن هذه الموجة لا يراها اهل الساحل الأقمار ترى الموجات من بعد مئات الكيلومترات ولهذا يتنبأ يقول بعد يومين تصل هذه الموجة المهم أطلنا في هذه النقطة لنعلم اخواني حقيقة البعض منا يعيش ستين سبعين سنة لا يعلم أسرار الوجود لا تكشف له فتحة ولو صغيرة لعالم الغيب يأكل يتمتع يتناسل يتكاثر شأنه في ذلك شأن كل الدواب في هذه الارض، الحيوانات في الغابات تأكل وتشرب تتناكح وتتناسل هذه حياة حيوانيه، المؤمن له هدف طبعا بعض المؤمنين ايضا يكتفي بهذه الأمور الجوارحية ليس هذا ختام الطريق هذا مرحلة من المراحل، أن تصل الى درجة تعلم بعص حقائق الوجود، اسمحوا لي هذا اليوم قد نخرج قليلا عن سورة المنافقون الآن من بركات هذه السورة كان الحديث في فهم المنافقين وقلنا فهم المنافقين يحتاج الى بصيره، أقل درجات السمو الروحي نحن لا نريد أن نتبأ بالغيب ليس لنا هوس أن نعلم ما في نفوس الناس بعض المساكين له ختومات له أذكار كذا وكذا ليسخر الجن مثلا ليعلم ما في نفوس الناس مثلا ليكتسب محبة الناس مثلا هذه أمور باطلة هذه أمور كما يقال خزعبلات المؤمن له هدف أرقى من العبادة يأخذ ختمة ورداً ليعلم ما في نفوس الناس أنت جاسوس القلوب؟ ما لك وهذه الأمور الترهات الباطله، المؤمن له امنية في الحياة أن يرى حقيقة الوجود وعلى رأس حقائق الوجود ماذا؟ أن يرى أن يعلم ربه أن يراه بقلبه اميرالمؤمنين يقال هل رأيت ربك؟ يقول وكيف أعبد رباً لم أره؟ رأى ربه عبد رباً يراه بقلبه المؤمن هدفه في هذه الدنيا أن يصل لهذه المرحلة من الأنكشاف الباطني عندما يقول الله اكبر حقيقتا ينسى ما في الوجود، علمائنا يقولون عندما تكبر ماذا تعمل؟ تعمل هكذا: الله اكبر يعني يا رب كل ما سواك رميته وراء ظهري ما لي والدنيا؟ الله اكبر ثم تتوجه الى الله عزوجل، كثيرا ما قلنا أن الصلاة كاشفة عن حقائقنا الذي قبل الصلاة له حال فكره في شيء يصلي فكره في ذلك الشيء ينتهي فكره في ذلك الشيء معنى ذلك أن هذه الصلاة صلاة جوارحية جسم ركع وسجد وتكبر وتشهد والا الروح في عالم آخر اذاً ماذا نعمل ماذا نحب أن نقول؟ لابد أن نترقى ونترقى لنصل الى حقائق الأشياء لنعلم الأشياء كما هي المؤمن قبل أن يموت رأى ربه، في عالم البرزخ الكل يرى ربه الكل يرى ربه بمعنى أنه يعيش حقيقة الوجود الألهي الكفار يوم القيامة يتكلمون ولكن الجواب يأتي اخسئوا فيها ولا تكلمون الكل يوم القيامة يحب المناجات ولكن الكلام في من يستجيب لهذه المناجات، نرجع ونقول بأن المنافقون في كل عصر من يعلمهم من؟ ذلك القلب الذي أستنار بنور الله عزوجل، القرآن الكريم له موقف صارم من المنافقين التعبير عن المنافقين في القرآن الكريم فيه حدة بليغة طبع الله على قلوبهم، اخواني المؤمن حتى الفاسق في مرحلة من المراحل يرجى منه الخير يعني قلبه يستقبل الذبذبات رأيتم هذا الجهاز المحمول هذا الجهاز النقال فيها بطارية فيها شخن اذا بقي خطاً واحداً تستقبل المكالمات اذا انقطع الشحن لا مكالمة في البين طبع عليه، الفاسق من الممكن أن يتلقى الذبذبات وعظ الواعظين ولهذا رأينا البعض في خطبة جمعة في منبر حسيني في برنامج في التلفاز يقلب كيانه ولكن هذا الاستقبال يضعف تدريجيا الى درجة الانسان لا يتأثر فيه بوعظ الواعظين هذا طبع الله على قلبه، القرآن الكريم يذكر في سورة المنافقون سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم واقعا هذا التعبير في غاية الأرهاب والترهيب، أنت يا رسول الله استغفرت أو لم تستغفر نبي الرحمة شفيع الامة من ادخر شفاعته للعصاة من امته أنت يا رسول اللع لو استغفرت للمنافقين لن يغفر الله لهم، (لن) النفي المؤبد يعني يا رسول الله حتى استغفارك أنت يا باب الرحمة لا تنفع هؤلاء المنافقين لا يفقهون لا يعلمون لكاذبون ما يشعرون مفسدون في طغيانهم يعمهون كل هذه تعابير تكشف عن الذوات المسوخه، لا نحب الأطالة اكثر من هذا هذا الكلام إن شاءالله يكفي ولكن نلملم الحديث في كلمة هناك توحيد في أرقى الدرجات وهناك توحيد بمعنى الشهادتين هناك شرك خفي وهناك شرك جلي وهناك نفاق جلي ونفاق خفي كونوا معي هذه الكلمة إن شاءالله ايضا من صميم حياتنا: المنافق الذي في قلبه الكفر ويظهر الاسلام كالذين كانوا في زمان رسول الله وهم الآن في الدرك الأسفل من النار كما يقول القرآن هؤلاء لهم النفاق الجلي لا اعني بالنفاق الجلي أي أنه نفاقهم كان معلوماً والا ما كانوا منافقين، اعني هذا هو النفاق العقائدي الواضح ولكن انا وأنت ايضا قد نبتلى بالشرك الخفي وقد نبتلى بالنفاق الخفي البعض منا حقيقتا صلاته في المسجد كصلاته في البيت بعض المؤمنين يعترف يقول تأتيني حالة من الرقة في الصلاة في الجماعة في المسجد أتمنى لو أني في هذه الساعة في صحراء قاحلة أو في منزل مغلق الذين حولي يمنعوني من البكاء والنحيب والى آخره ولكن هذا النفاق بحمدالله أنت مبرأ من النفاق المفاق الجلي الرياء حقيقتا البعض من المؤمنين يبتلى بوسواس شيطاني يقول انا عندما اصلي في المسجد تأتيني هواجس أن هذه صلاة ريائية هذا الهاجس لا يبطل الصلاة أنت متأذي هذا وسواس الشيطان جاء كما لو قال لك أن وضوئك باطل هل يبطل وضوئك؟ الشيطان يقول أنت مرائي وانا لست مرائي حقيقتا ليقل الشيطان حتى ينقطع نفسه ما لي وهواجس الشيطان؟ ولكن اخواني هناك نوع من النفاق الخفي وهو أن يكون ظاهر المؤمن خيراً من باطنه في المنزل له سلوك وبين الناس له سلوك آخر بعض الناس عندما نعلم أن له خلاف مع الزوجة يفحش في القول يغضب يقول ما لا يرضي الرب الذي هو الحكم يقول يا للعجب هذا الانسان الوديع هذا المحبوب الاجتماعي هذا الانسان الذي يكثر من الضحك بين الناس هكذا في المنزل؟ نعم هذا نفاق، انسان في العمل هش بش حتى مع النساء الأجنبيات اذا وصل للمنزل مع زوجته واذا هو قطب غضب مع الأجنبية تمزح ومع الزوجة لا تبتسم لا في وجهها؟ في العمل يصلي في اول الوقت ولكن في البيت يصلي في ختام الوقت هذا الا يعد من النفاق؟ نعم بعض الناس هكذا، من الآن استعدوا للصيف رأينا أو سمعنا ببعض المؤمنين لما يسافر مع زوجته في بعض البلدان البعيدة بدعوى أنه ليس هناك رقيب على سواحل أستراليا في ميدنة لم يزرها احد الزوجة تخفف من حجابها الرجل هذا الوقور هذا المؤمن وقد يكون متقدماً في السن واذا به يلبس زيً لا يناسبه زي الشباب المراهقين زي الكافرين لو جئت بهذه الصورة تقول هذا فلان؟ هذه زوجته؟ هؤلاء بناته؟ يا للعجب ما الذي اختلف؟ رب العالمين يراني هنا ولا يراني في بلاد الغرب؟ الرقيب هو هو أين تولي ولا يمكن الفرار من حكومتك المؤمن في حالة واحدة في سفر أو في حظر في المنزل في العمل هذا نوع من انواع النفاق انسان يتلون بهذا التلون هذا يعد منافقاً ولو هذا ليس بمنافق اعتقادي هذا منافق في مقام العمل اخواني في ختام الحديث حاول أن ترى العين الألهية الناظرة في كل الأحوال هذا الحائك هذا السقف هذه القارة البعيدة لا تحجبني عن رب العالمين الحياء من الله عزوجل اذا وجد الحياء من رب العزة والجلال الانسان يصل الى درجة من درجات الكمال انظروا الى آداب التخلي الحديث عن المنافقين لا عن التخلي ولكن يقول من المستحب اذا دخلت بيت الخلاء أنت تقنع اجعل على رأسك قناعاً ستاراً البعض يقول ما الفلسفة بيت الخلاء ما له والتقنع؟ يقول البعض حياء من الله عزوجل لأنك قبل قليل كنت في المسجد في عبادة وأنت الآن في بيت الخلاء أين هذا وأين هذا؟ كأن المؤمن يعيش الأستحياء من الله عزوجل البعض ممن لا قناع له يقطي رأسه بطرف ثوبه البعض هكذا يلتزم بهذا المستحب، المؤمن هكذا مع رب العالمين يعيش حالة الحياء رحم بعض علمائنا السلف عندما كان ينام في الغرفة كان يجمع رجليه لا يمد الرجلين تقول له لماذا هكذا النائم يمد رجله لماذا أنت في وضع متقلص ما هذا التوتر؟ يقول أمامي مكتبة المكتبة فيها كتب الكتب فيها آيات من كتاب الله عزوجل قلبي لا يطاوعني أن أمد رجلي الى مكتبة فيها آيات القرآن الكريم انظروا الى قمة الحياء والتوقير لرب العالمين هكذا المؤمن يصل.

ختام عاطفي احد المؤمنين اتفاقا في بلاد الغرب ليس كل من ذهب الى بلاد الغرب أنحرف عن الطريق البعض يزداد أيماناً، انسان يدرس عالم الطب رأيته في سفرة من الأسفار نحن عادة نبكي على الذنوب عادة نبكي على المصائب عادة نبكي على أيذاء الغير هذا انواع البكاء اما البكاء من الذنب المؤمنون في جوف الليل امرأة يهينها زوجها فتبكي انسان فقد عزيزاً فيبكي هذا انواع البكاء الثلاث، ولكن هل تعلمون بكاءاً رابعا هذا الانسان يعيش في بلاد الغرب يقدم أعلى التخصصات هو من اصدقائي الذين اقدرهم حقيقتا هذا المؤمن يقول انا عندي نوع الآن من انواع البكاء أو ما شابه البكاء اقول يا رب لماذا الناس معرضون عنك؟ ما هذا الجفاء أنت بهذه العظمة الجمال في منتهاه الكمال في أوجه لماذا بتعبيرنا اليوم زبائنك قليلون انسان يبكي على هذا المعنى؟ يا لها من عاطفة هذا الانسان رب العالمين يقيم له حساباً يوم القيامه؟ قلبه متألم لا على نفسه لا على ذنبه لا على مصيبته لا على عائلته يرى الاسلام غريباً يبكي طبعا هذا المعنى مذكور في دعاء الأفتتاح اللهم انا نشكوا اليك الذي يشتكي يبكي ايضا يشكوا ماذا؟ نشكوا اليك فقد نبينا غيبة ولينا شدة الفتن بنا تظاهر الأعداء علينا كثرة عدونا قلة عددنا المؤمن يعيش هذا المعنى الرسالي غيبة الولي وفقد النبي هذا الذي يبكيه هنيئا لمن وصل الى هذه المرحلة من العاطفة الجياشة لرب العالمين ولشريعته.

اللهم اجعل عواقب أمورنا خيرا اللهم انصر الاسلام واهله واخذل الكفر والنفاق واهله اللهم اجعل كلمة الاسلام هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى اللهم ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.