- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
الانسان یقع في بلاء عظیم یُذهل عن الدعاء شدة المصیبة تجعله ینسی الدعاء واذا دعی دعی دعاء ظاهریاً اذا وقع الانسان في هکذا حالة بلاء عظیم ولکن دعائه لا یتناسب مع حجم المصیبة هذه علامة سيئة یعني هذا البلاء کأنه لا یُدفع کیف هو في بلاء عظیم في ورطة ومع ذلك تراه ساهیاً؟ وهذا المعنی یتفق تذهب الی زیارة مریض في المستشفی مرض مأيوس منه أو مرض خطیر وتراه ینظر الی التلفاز في ما لا یحل النظر الیه هو علی فراش المرض بل علی فراش الموت بدلاً من الصلاة والدعاء ینشغل بالأباطیل هذا کما یُعلم من حاله بعید عن الرحمه، هذا المعنی ذکره امامنا الصادق علیه السلام نحن بحمدالله نحوم حول کلماتهم نقدم مقدمة ثم نذکر الحدیث لیکون أوقع في النفس، امامنا الصادق علیه السلام سئل أصحابه هل تعرفون طول البلاء من قصره؟ کیف نعلم أن هذا بلاء طویل أو بلاء قصیر؟ قلنا لا! قال اذا اُلهم أحدکم الدعاء عند البلاء فأعلموا أن البلاء قصیر طبعا اُلهم الدعاء لا نعني لقلقة اللسان! وقع في شدة ولکن رأى في باطنه دعاء حثیثاً هذه علامة عل أن هذا البلاء لا یدوم.
کذلك من آداب الداعین الانسان المعافی ایضا یحتاج الی دعاء المشکلة أن البعض عندما یقع في المصیبة تراه یلتزم المسجد والدعاء اذا کُشفت عنه البلیة نسي کل شيء القرآن یذکر هذه الحالة النفاقیة واذا مس الانسان ضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً یعني في کل الحالات یدعوا هذه صفة اولیاء الله ولکن ما الفارق؟ فلما کشفنا عنه ضره مر کأن لم یدعنا الی ضر مسه عندما یعافی یخرج من المستشفی سالماً کأنه ما مر في بلاء ومحنة هذه حالة المنافقین والقرآن الکریم یصف هؤلاء کذلك زُين للمسرفین ما کانوا یعملون طبعا هذا أسرف علی نفسه، المهم امامنا الصادق علیه السلام یقول من تخوف بلاءً یصیبه فتقدم فیه بالدعاء لم یره الله عزوجل ذلك البلاء ابداً اذاً الأدب أن تدعوا قبل النزول واما بعد النزول تعبیر امامنا زین العابدین الدعاء بعدما ینزل البلاء لا یُنتفع به الآن لیس معنی کلام الامام لا یُنتفع ابداً ولکن کأنه یرید أن یقول الامام هذه حالة طبیعية المهم علامة العبودیة أن تدعوا قبل نزول البلاء لا نتجاسر في مقصود المعصوم اجمالاً إن وجدت نفسك في راحة أکثر من الدعاء ما الفائده؟ هذا الصوت یرتفع الی السماء أنت في عافیة في صحة في أمان ولعلك في حدیقة المنزل مثلا تشم الریاحین وأنت في ليلة الزفاف ایها الشاب صوتك یرتفع الى السماء، في الدنیا الحواسیب هذه الأجهزة المحمولة تسجل الأصوات فکیف بالعرش؟ الذي یدعوا في الرخاء صوته یسجل الآن وقع في بلیة عندما یرتفع الی السماء الملائکة ماذا تقول؟ الملائكة مسئولة عن الحواسیب هکذا نقول مثلا یقولون صوت معروف هذا الانسان صوته معروف عندنا ولم یُحجب عن السماء الدعاء في الرخاء یوجب أن یُسجل هذا الصوت في الملأ الأعلى والعکس هو الصحیح ومن لم یتقدم في الدعاء لم یُستجب له اذا نزل به البلاء وقالت الملائكة إن ذا الصوت لا نعرفه یعني قبل الآن الی الآن لم نسمع هذا الصوت اذاً هذا أدب من الآداب.
کلمة أخيرة البعض یقول انا لا أدعوا الا في المهمات الآن عندي صداع خفیف هذه اللیلة هذا لا یستحق الدعاء مثلاً في الطریق وقفت به دابته لخلل بسیط یقول لماذا أدعوا أتصل بولدي بفلان یأتي ویعینني هذا خلاف الأدب في کل شيء سل الله عزوجل هذا یربطك بالسماء أن تسأله في کل شيء هذه من توصیات النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم سلوا الله عزوجل ما بدی لکم من حوائجکم حتی شسع النعل مرة انسان یفقد نعلیه ومرة یسأله شسع نعله اذا انقطع هذا الحبل في النعال اذا انقطع کیف یمشي به؟ حتی هذا الأمر التافه البسیط قل یا رب يسرلي الآن قد یقول قائل حله سهل أربطه بکذا انتهی الأمر ولکن الله عزوجل بعض الاوقات یأدب عباده أمر یسیر لا یتیسر معاملة بسیطة تذهب ورائها لا تتیسر اذاً فإنه إن لم یُیسره لم یتیسر وقد یتفق البعض یرید أن يصلي ینسی الفاتحة ممکن ینسی طریقه الی المنزل هکذا قد یتفق المهم رب العالمین یؤدب بعض عباده لا ییسر له ما کان میسوراً عنده، في الحدیث القدسي یا موسی سلني کلما تحتاج الیه حتی علف شاتك وملح عجینك لك شاة تصيح من الجوع ترید علفاً قل یارب أنزل لي علفاً صنعت عجیناً للخبز ینقصك الملح قل یارب أرسل لي ملحاً هذا زي العبودیة لماذا یقول امامنا الصادق علیه السلام إن صاحب الصغار هو صاحب الکبار أنت الآن تدعوا الله عزوجل في الملح المهم دعوت الله عزوجل تذللت في الطلب أو تسأله شفاء مرض خطیر الأمر هو هو تسأل العظیم في الصغار وتسأل العظیم في الکبار الأمر واحد وبکلمة أخيرة المؤمن یرید ذریعة للدعاء هو في حال الرخاء لا تأتيه حالة الدعاء ولکن عندما یؤذيه أحد عندما یهان عندما یقع في بلیة یغتنمها فرصةً هو یعلم مع زوال البلیة لا یدعوا هذا الدعاء البلیغ ولکن مادمت مبتلی إلزم الدعاء کما ینبغي وکما هو حقه.
إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك أستجب لنا ما سألناك وما لم نسألك وأنت اعلم به منا ابلغ سلامنا دائما ابداً الی امام زماننا واردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولي أمرك أنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.