إدخال السرور على المؤمنين

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الانسان یعیش في بعض الحالات حالة من السرور والاقبال وتارة یعیش حالة من الحزن والانقباض، بعض الاوقات نعلم لذلك منشأً انسان مبتلی بمرض أصابته مصیبة طبیعي تنقبض نفسه ولکن بعض الاوقات لا یعلم سبباً لا لسروره ولا لحزنه، من اسباب السرور التي نحن لا نعلم قیمتها حقیقتاً ادخال السرور علی قلوب المؤمنین هذا لا یحتاج إلی رأس مال کبیر الآن بناء مسجد یحتاج إلی مال ولکن کلمة تفرح بها مؤمناً ونحن عندما نقول کلمة تفرح بها مؤمناً اولا یعم الذکور والاناث ویعم الازواج وغیر الازواج أعني ادخال السرور علی المؤمن لا یُقصد بالضرورة مؤمن أجنبي، أعني المرأة تدخل علی زوجها سروراً هذا یصدق أنه اُدخل علی قلب مؤمن سروراً أو العکس مؤمن یُدخل علی قلب زوجته سروراً المراد بالمؤمن أعم من الاُنثی والذکر وهذه مؤمنة اتفاقا من افضل انواع السرور ادخال السرور علی الاقربین؛ الزوجة والأولاد والارحام والوالدین.
الآن نری ما هي آثار ادخال السرور؟ اولاً نحن نعلم أن النبي صلی الله علیه وآله کونه رسولاً لهذه الاُمة هذا المعنی إلى الآن باقي عزیز علیه ما عندتم حریص علیکم بالمؤمنین رئوف رحیم هذه الآیة لا تعني بالضرورة المؤمنین في زمانه کل مؤمن في کل عصر یُعتبر من مصادیق المؤمنین ولهذا المعصوم یقول والله لرسول الله أسر بقضاء حاجة المؤمن اذا وصلت الیه من الحاجه، أنت عندما تدفع الف دینار لمؤمن کم یفرح مؤمن مضطر یقول والله رسول الله أسر بقضاء حاجة المؤمن ما قال في زمان الاسلام، الامام یتکلم في زمان لاحق اذاً اذا رسول الله اُدخل علیه السرور طبیعي رب العالمین کم یکافئ صاحبه لا ندري، علی کلٍ ادخال السرور علی قلب المؤمن من موجبات ادخال السرور علی الرسول ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في عالم البرزخ ینظر إلی اُمته یدعوا لهم ویستغفر لهم الا تحب أن تکون ممن یستغفرله رسول الله صلی الله علیه وآله؟ هذا اولا.
وثانیا القانون الالهي قائم علی مبدأ المقابلة بالمثل سلباً أو ایجاباً الذي یقضي حاجة أخاه المؤمن في هذه الدنیا رب العالمین اول جزاء له قبل الآن الحور والقصور من نفس عن أخیه المؤمن کربةً من کُرب الدنیا؛ کربة واحدة نفس الله عنه سبعین کربة من کُرب الآخره، بعض الناس قد یقال له أنت من اهل الجنة واقعا هذا المعنی مخیف أو مزعج؛ یقال أنت من اهل الجنة بلا شك لا تری النار ابداً ولکن علیك أن تنتظر الدور کل مکان فیه دور، الجنة في طابور انتظر یوماً واحداً ولکن یتفاجئ صاحبنا هذا الیوم کألف سنة مما تعدون ألف سنة انسان في الطابور حتی یدخل الجنة کم هذا الانتظار یزعج الانسان؛ رب العالمین یخلصه من هذه الکرب ومن اهوالها هنیئاً لمن دخل الجنة بغیر حساب.
هناك رواية ملفتة عن امیرالمؤمنین علیه السلام قبل أن أذکر هذه الروایة وأختم بها الحدیث بعض الناس یقولون هنیئاً لفلان له صحة نفسية انسان منشرح هنیئاً لزوجته هنیئاً لزملائه في العمل مثلا هؤلاء الناس حقیقتا انا اُسمیهم بالمهرجین انسان مهرج یضحك کثیرا وقلبه ملیئ بالاحزان هذا الانسان یغطي علی احزانه بالضحك الکثیر، هنیئاً لمن کان في باطنه مسروراً المؤمن باطنه مسرور وهو في سجون الظالمین مثلا، المهم الانسان بعض الاوقات حقیقتا یسترسل في الضحك والسرور الذي لا معنی له؛ مرة انسان خارج العنایة کالأنعام المرسلة رب العالمین لا التفاتة له للبعض الحیوانات تأکل وتجتر وتتناسل وبعض الناس کالأبقار في المراعي الخضراء هؤلاء لا قیمة لهم عند الله عزوجل، ولکن المؤمن تحت العنایة کما یقال هذه الایام تحت المجهر، اذا کان مسروراً بما لا معنی له قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلیفرحوا ذلك خیر مما یجمعون أن یقفز فرحاً لئن الفریق الفلاني فاز علی الفریق الفلاني هذا المؤمن لیس سروره بهذه الامور، اذا وقع في سرور باطل ما هي العقوبه؟ الروایة في غرر الحکم عن امیرالمؤمنین علیه السلام یقول بقدر السرور یکون التنقیص، الیوم فرحت فرحاً باطلاً تری بعده بیوم أو في نفس الیوم تأتيك النوبة من الکآبة تتمنی الموت معها، بعض المکتئبين ینتحرون في الأخير، السرور الذي لا وجه له من موجبات التنقیص، عندما تقهقه وتضحك بملئ فیك وأنت مؤمن انتظر قلیلا لا یأتي عليك الليل والا ویأتيك ما ینقصك، ولهذا البعض یقول یا فرحة ما تمت أو هذه الفرحة خرجت من اُنوفنا بسرعة هذه من نعم الله عزوجل علی المؤمن یذکره بما هو فیه، طبعا الروایة لم تقل بقدر السرور الباطل ولکن انا أقول من المصادیق حتی لا نتقول علی امیرالمؤمنین علیه السلام طبیعي حتی هؤلاء الکفرة والفجرة هؤلاء في الدنیا یمرحون ویسرحون ولکن نحن رأیناهم من قرب سرورهم تقریبا إلى سن الاربعین والخمسین باقي العمر لا شهوة الطعام والنساء یعیشون أعلی درجات الاکتئاب والحزن بخلاف المؤمن عندما یجتاز الخمسین یزداد فرحاً وسروراً لأنه مُقدم علی أخذ الشهادة والجائزة من رب العالمین.

اللهم اجعل سرورنا في ما یرضیك اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم اجعلنا من عبادك حقا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.