– إن هنالك توصيات، لابد من الالتفات إليها قبل ليالي القدر.. وإن شاء الله -تعالى- تكون هذه الليالي، مقدمة للدخول إلى ساحة عزه وكبريائه!..
– إن أغلب المؤمنين يلبس السواد في هذه الليالي؛ حداداً على أمير المؤمنين (ع).. فإذن، فليكن مجيئنا بهذه النية؛ أنه يا رب!.. جئنا لنقدم العزاء لمولانا صاحب الأمر والزمان، بقية الماضين، وخليفة أئمة أهل البيت، وحافظ أسرار رب العالمين، على أمل أن يشاركنا في مجلسنا هذا.. لا نتوقع منه الحضور حتماً، فله ما يشغله، ولكن نظرة كريمة ولو من بعد.. فهؤلاء نظرتهم تحيي النفوس؛ لأنهم عين الله، ويد الله، وإذنه السامعة كما نفهم من الروايات.. هذه نيتنا هذه الليلة، أن نشاركه العزاء في مصيبة جده أمير المؤمنين (ع).
– أما من حيث البرامج، وهذا أيضاً من الإحياء: طلب العلم، وما يقربنا إلى الله -عز وجل- من موجبات رقة القلوب.. ولنلتفت إلى أن الإحياء الجماعي، لا يغني عن الإحياء الفردي، ولعل في الخلوة يعطى الإنسان ما لا يعطى في الجلوة.. فنبي الله زكريا {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا}؛ هنا جمع بين النداء والخفاء: نداؤه كان نداء عالياً، ولكنه كان في السر في الخفاء.. فإذن، هذا أيضاً من آداب هذه الليلة.
– إن من المحطات الأساسية في هذه الليلة، صلاة ركعتين بين يدي الله -عز وجل- وطلب الإنابة والتوبة.. بالإضافة إلى ما ورد من أعمال هذه الليالي.
– إن من أهم محطات ليالي القدر، ثلاثة أمور:
أولاً: الإكثار من دعاء الفرج:
أي ليكن الدعاء دعاء حقيقياً، ليس من باب المجاملة.. عندما يرق القلب، ويجري الدمع.. صحيح أن هناك مرضى ولهم حالات مستعصية، ولكن ليس هنالك أزمة كأزمة غيبة ولينا صاحب الأمر والزمان (عج).. لذا علينا أن ندعو له هذه الليلة، ولكن ليس بنحو المعاملة؛ أي ندعو له، ولو ما دعا لنا!.. فالإنسان الذي يحب أحداً، يحسن إلى ذلك المحبوب متقرباً إلى الله عز وجل.. ادع لإمامك، وقل: يا مولاي!.. أنا أدعو لك حتى لو ما دعوت لي، حتى لو أهملتني، بل حتى لو أنزلت علي غضبك، أنا أحبك وأدعو لك.. تؤدبني باستحقاقي، وأنا أدعو لك لاستحقاقك.. فإذن الدعاء للإمام (ع) يكون بهذه النية وبهذا المنطلق.
ثانياً: أن يعيش الإنسان حالة العزاء:
إذا أحسست برقة في عزاء الإمام (ع)، أو في رفع المصاحف، أو في فقرة ذكر الإمام أمير المؤمنين (ع).. في تلك اللحظة استشعر ظلامة أمير المؤمنين، وما جرى عليه، وتودد إلى أخيه رسول الله، وإلى زوجته فاطمة، وإلى ولديه: الحسن، والحسين (ع).. تقرب إلى هؤلاء جميعاً بإقامة عزاء الإمام (ع).
ثالثاً: المصالحة مع رب العالمين:
من منا هذه الليلة يجزم بأنه مرضي عند الله عز وجل؟.. لا أحد يقطع بأنه مرضي عند الله!.. والإنسان إذا لم يقطع بالرضا، فإنه يحتمل الغضب.. معادلة طبيعية!.. وإذا احتمل الغضب، يحتمل أنه قد هوى، أو قد سيهوى يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى}.. إن الجوشن هو الدرع الذي يلبسه المقاتل، وهذه الليلة نقرأ دعاء الجوشن؛ لنجعل هذا الدعاء درعاً وترساً بيننا وبين الله عز وجل.. لابد أن يعيش الإنسان حالة الندامة والتوبة، ولكن بشرط عدم العود.. إن رب العالمين، يباهي ملائكته بأصوات البكاء والنحيب.. هذه الليلة الملائكة تطلع على الأرض، فتختار كذا بقعة من بقاع الأرض للنظر إليها، ومنها الأماكن التي يتم فيها إحياء ليالي القدر، فهذه مواطن رحمة الله عز وجل.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.