إحياء أمر أهل البيت (ع)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
أعظم الله اجورنا واجورکم بمصابنا ومصابکم بسید الشهداء وجعلنا الله تعالی من الطالبین بثأره، في هذه الایام الاخوان بحمدالله موفقون للذهاب إلی مجالس اهل البیت صلوات الله علیهم اجمعین، هذه المجالس فیها بعدان البُعد العاطفي والبُعد العلمي والفکري؛ في مبتدأ المجلس وفي ختام المجلس هنالك مجال لإثارة الدمعة والتفاعل العاطفي مع ذکر اهل البیت علیهم السلام، وهنا لابد أن نشیر إلی حقیقة أنه الحرقة الباطنیة هي في الواقع الغایة المقصودة أن یکون الانسان متألماً في باطنه لئن البعض حقیقتاً عندما یستمع إلی ذکر اهل البیت علیهم السلام یعیش هذه الحرارة الباطنیة إن لقتل الحسین حرارة في قلوب المؤمنین، اذا وُجدت هذه الحرارة الباطنیة هذه الحرقة هذا الانسان یُعتبر حزیناً في مصیبتهم! قد یتفق أن احدنا یکون حزیناً ولکن لا تجري دمعته أو تجري دمعته بمقدار جناح بعوضة مثلا المهم أن الحالة الباطنیة لا الدمعة الخارجیة، ولهذا إن اُبتلیت بجفاف الدمع مثلا ایام محرم الحرام ولکنك حقیقتا عشت الحرقة الباطنیة تألمت لما جری علی اهل البیت علیهم السلام هذه الحالة الباطنیة هي الحالة المقدسة، طبعا الدمعة عندما تجري القلب یزداد تفاعلا هناك علاقة مزدوجة بین القلب والعین، العین تدمع والقلب یخشع القلب یخشع او یحزن الدمعة تزداد في العین اذاً من کان مبتلیً بجفاف العین وعدم حرقة القلب هذا الذي ینبقي أن یعالج نفسه أن یذهب إلی طبیب النفوس ومن هو أولی من اهل البیت علیهم السلام لطرح الشکوی؟ من رأی جفافاً في عینه وادباراً في قلبه من یقدم الشکوی لصاحب المصیبة کم هو ثقیل علی المؤمن أن تأتیه هذه اللیالي والایام ولا یری في قلبه تفاعلاً، اذاً هذا هو البُعد أو الشق العاطفي من اقامة المجالس.
وهنالك بُعد آخر اخواني اخواتي وهو بُعد الاستفادة العلمیة هذه المجالس لا تخلوا من موعظة من آیة من کتاب الله عزوجل من حدیث تافع لیکن البناء علی الذهاب لهذه المجالس لأخذ دواء لما نحن فیه، فرق بین انسان یذهب إلی صیدلیة یتفرج علیها لیس في جیبه مال ینظر إلی الأدویة هذا الذهاب ماذا ینفعه؟ متی یکون العلاج؟ عندما یأخذ الوصفة من الطبیب یذهب إلی صاحب الدواء ویشتري ثم یستعمل، اذاً وصفة من الطبیب شراء من صاحب الدواء استعمال لها عندئذ یرجوا الشفاء.
من یرید أن یُشفی من امراض القلوب ایضا علیه بالتباع هذه المراحل الذهاب إلی مجالس اهل البیت علهم السلام أخذ لهذه الوصفة المباركة هذا اولا وثانیا یعمل بما تعلمه في هذه المجالس لیصل إلی مرحلة الشفاء الأکمل.
وهنا اخواني اخواتي اسمحوا لي بملاحظة وهي أنه عندما تستمع إلی موعظة إلی حدیث من خطیب هذا الحدیث یختلف عن ما لو قرأته في کتاب، انا لا استبعد والله العالم أنت عندما تذهب إلی مجالس اهل البیت علیهم السلام دمعتك السابقة ودمعتك اللاحقة هکذا في المجالس؛ دمعةٌ في الاول ودمعة في الأخیر وبینهما استفادة علمیة، هذه المعلومة عندما تأخذها في هذا السیاق العاطفي اولا وأخیراً، في جمع من المؤمنین في موسم فیه البرکة هذه المعلومة یرجی منها أن تنفذ للباطن أن تتقلقل! رأیتم عندما یکثر الماء علی نبات علی زرع هذا الماء یجد طریقه إلی الجذور، فرق بین ماء قلیل وبین ماء کثیر هذه المجالس ما نستفیده من کلمات هؤلاء بمثابة الماء الکثیر الذي یتقلقل إلی الأعماق بإذن الله عزوجل، امامنا الصادق علیه السلام یشیر إلی هذه المجالس قال لفضیل تجلسون وتحدثون؟ قال نعم جعلت فداك! إن تلك المجالس اُحبها فأحیوا أمرنا یا فُضیل فرحم الله من أحیاء امرنا، لاحظوا اخواني العبارة هکذا رحم الله یراد بهذه الرحمة الرحمة المستقبلیة يعني في عرصات القیامة الرحمة هناك تتجلی وتنفعنا، في اللغة العربیة یقولون عندما تستعمل الماضي في المستقبل هذا الاستعمال یفید تحقق الوقوع، کقوله تعالی اذا وقعت الواقعة، الواقعة في المستقبل القرآن یقول وقعت أو غُلبت الروم في أدنی الأرض وهم سیقلبون لاحقاً، الامام صلوات الله علیه یقول رحم الله من أحیاء أمرنا یعني هذه الرحمة محققة مسجلة لا ریب فیها راحة حتمیة رحم الله من أحیاء أمرنا.
وهنا لابد أن نشیر إلی حقیقة اخواني حول کلمة أحیاء أمرنا، أمرهم في عالم الثبوت مسلم الامام یرید منا أن نحیي هذا الامر واقعة الغدیر وقعت حدیث المنزلة هذا الحدیث لا ریب فیه الامام صلوات الله وسلامه علیه یرید منا أن نحیي ذکر الغدیر أن نحيي حدیث المنزلة أن نحیي حدیث السفینة أن نحیي آیة التطهیر بمعنی البیان والنشر، اذاً هذه المجالس فیها احیاء لأمرهم لا ایجاد له ولایة امیرالمؤمنین ثابتة ولو رفضها جمیع الخلق هذا المقام مقام الهي تقرر لو لم یوجد علی الأرض مأمون واحد امیرالمؤمنین امام الخلق رغم أنوف الظالمین والمکابرین، اذً المطلوب منا في هذه المجالس أن نحیي هذا الذي ثبت عند الله عزوجل نظهره امام الناس، ولهذا صلوات الله وسلامه علیهم لماذا أکدوا علی ذکر مصائبهم؟ ذکر مصیبة الحسین علیه السلام یعني ذکر الظلم الذي جری علیه ذکر الظلم الذي جری علی الحسین علیه السلام یعني ذکر الظلم الذي جری علی امیرالمؤمنین لو أن الامة استسلمت للامام وانقادت له لما وقعت کربلاء، الغدیر عندما غُطي الغدیر عندما اُنکر طبیعي وقعت حادثة کربلاء اذاً ائمتنا علیهم السلام یریدون بهذا الامر الدعوة إلی البکاء اظهار لمظلومیتهم واظهار مظلومیتهم تقریر واثبات لحقهم في نفس الأمر، یقول الراوي کنا عند أبي عبدالله ونحن جماعة من الکوفیین فدخل علیه أحدهم الامام قربه وأدناه ثم قال یا جعفر قال قلت لبیك جعلني الله فداك قال بلغني أنك تقول الشعر في الحسین وتجید فقال له نعم فقال الامام قل یعني قل لي شعرا في جدي الحسین علیه السلام فأنشده فبکی ومن حوله حتی صارت الدموع علی وجه ولحیته ثم قال یا جعفر والله لقد شهدت ملائکة الله المقربون ها هنا یسمعون قولك في الحسین علیه السلام.
في الروایة تتمة هذه التتمة حقیقتاً بلیغة ومؤثرة ولقد بکوا کما بکینا وأکثر، أنت عندما تذکر الحسین علیه السلام توقع أن الملائکة تحظر هذا المجلس یقول امامنا بکاء الملائکة أکثر من بکاء البشر ثم قال في ختام الروایة ما من احد قال في الحسین فبکی وأبکی الا أوجب الله له الجنة وغفر له.
اذاً اخواني نلملم الکلام ونقرب هذه الحقیقة في هذه اللیالي والایام ما أجدر بالمؤمن أن یلمأ البعدین معا البُعد العاطفي من خلال البکاء علی مصائبهم والبُعد الفکري والعملي من خلال البناء علی اتباع آثارهم والإنتهاء عما نهوا عنه والامتثال لما أمروا به.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك اغفرلنا ذنوبنا وأستر عیوبنا اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا أبلغ سلامنا وعزائنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.