- ThePlus Audio
أهمية الصلاة في سيرة الأنبياء والأوصياء
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
قد يظن البعض أن الصلاة أمر شخصي في حياة الإنسان ولكنها تعتبر موضوع بالغ الأهمية وأمراً مصيرياً و في بناء الشخصية المسلمة.
الصلاة عمود خيمة الدين
إنَّ الفرد المسلم يتوجب عليه أن يقف بين يدي ربه مصلياً في بعض الأوقات المحددة؛ عندما يبلغ الحلم ويدخل في عالم التكليف، وتكتسب مسألة الصلاة أهمية كبيرة لأنها الواجب الذي نقوم به صبح مساء وفي السفر وعند المرض، وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر، وهي عمود الدين، فلو تصورنا الدين بشموليته خيمة كبيرة، تكون الصلاة عمود هذه الخيمة، ولا قوام لهذه الخيمة ولا ينتفع بظلها إلا إذا أقمنا هذا العمود.
من أهم ما كان يشغل بال الأنبياء..!
ولقد كان أنبياء السلف يحرصون أشد الحرص عندما كانوا يرون بوادر الاستجابة من الله سبحانه وتعالى أن يدعوا الله في أن تكون ذريتهم من مقيمي الصلاة، فهذا الخليل إبراهيم (ع) يقول: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)[١]، وبالطبع إنَّ إبراهيم (ع) يريد تلك الصلاة المؤثرة في تغيير حركة الإنسان ومصيره في هذه الحياة.
سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في الصلاة
ونلاحظ أيضا من خلال سيرة المصطفى (ص) أنَّه كان يهتم بالصلاة ووقت الصلاة ومقدمات الصلاة بما لم يعهد له نظير في سائر الواجبات؛ إذ تقول إحدى زوجاته: أنَّ النبي (ص) إذا دخل وقت الصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه، ولم تنقل هذه الحالة عن النبي (ص) في الحروب أو عند حث المسلمين على الجهاد على سبيل المثال، بل إنَّ حال النبي (ص) وهيئته ووضعه كانت تتغير عند دخول وقت الصلاة وكان ينادي (ص) بلالاً: يا بلال أبرد، وإما يعني بذلك: أطفأ نار الشوق إلى الله عز وجل أو بمعنى البريد أي عجل في الأذان لنصلي بين يدي الله عز وجل.
مخاطبة السلطان من خلف الستار..!
ونحن نعتقد أنَّ الذي لا يتقن الصلاة وعبارة أخرى لا يتقن الحديث مع رب العالمين؛ إنسان جاهل بربه، لأن حديث المتفاعل فرع معرفة المتفاعَل معه، فأنت عندما تكلم شخصية مهمة من وراء حجاب ويقال لك بأنَّ هذه الشخصية هي السلطان على سبيل المثال وهو جالس خلف الستار، فإن لم يستيقن وقبل هذه الفكرة تعبداً لا يكاد يخاطب السلطان ببقواعد الحديث مع السلاطين بل تراه يقدم رجلاً ويؤخر أخرى ويقبل تارة ويدبر أخرى، ولا يخشع بظاهر ولا باطن؛ لأنَّ هناك علم تعبدي على أقصى التقادير، ولكن لو رفع له الستار ونظر إلى هيبة السلطان وجلاله وجماله ومحبته ثم أسدل الستار مرة أخرى، وحيل بينه وبين هذه المشاهد الملكوتية، لكنت تراه متأدبا في حديثه لاحقاً، لأنَّ الأمر أصبح عنده عين اليقين.
الصلاة الخاشعة من أهم علائم الإيمان
إنَّ القرآن الكريم قد علق الفوز والفلاح على الخشوع في الصلاة في مفتتح سورة المؤمنون، فقال سبحانه: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)[٢]، وحرف (قد) ورد هنا للتحقيق، وأول وصف لهؤلاء أنهم خاشعون في صلاتهم، ويمكن القول أنَّ الذي لا يخشع في صلاته لا يدخل في دائرة الفلاح، وتستبطن الآية تهديداً بليغاً لكل من لا يصلي بخشوع أنَّه لم يدخل دائرة الفلاح بعد، ونحن نعلم أنَّ الفلاح يحتاج إلى دليل والقرب من الله عز وجل يحتاج إلى شهادة، ومع الشك في الموجب؛ الأصل هو عدم القبول؛ لأنَّ القبول بحاجة إلى الدليل ومادام الدليل لم يقم بصورة واضحة؛ قد نندرج لا قدر الله تحت قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)[٣]، إلا من قدم كتاباً إلى ربه، ألا وهو كتاب الإيمان والعمل الصالح.
فلا بد من أنَّ نفكر في هذا الأمر بجدية وببالغ التفات وانتباه، لأن أحدنا قد يلاقي ربه بعد خمسين أو ستين أو ثمانين سنة؛ بل قد يكون هناك قرن من إقامة الصلاة بين يدي الله عز وجل ليس فيها صلاة خاشعة واحدة، بل لا تكاد تجد فرقاً جوهرياً بليغاً بين أول صلاة في مستهل التكليف وبين آخر صلاة.
لا تبحث عن الطمأنينة في مكان آخر..!
إننا نتحدث عن مشروع حياتي استراتيجي تترتب عليه السعادة الأبدية في الآخرة والاطمئنان القلبي في الدنيا، ألم نقرأ في سورة الرعد قوله تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[٤]؟ و(ألا) أداة للتنبيه وتستعمل أدوات التنبيه في اللغة العربية في المواقف المهمة، وهنا رب العالمين ينبه الإنسان قبل أن يذكر له أثر الذكر في الحياة، وكذلك تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر في اللغة العربية، ولو كانت الآية: تطمظن القلوب بذكر الله؛ لأصبح معناها: أنَّ ذكر الله لا على نحو الانحصار من موجبات الاطمئنان، ولكن هذه الآية البليغة؛ تفهمنا أنَّ الطريق المنحصر للوصول إلى الاطمئنان القلبي هو ذكر الله عز وجل.
ومن منا لا يبحث عن الاطمئنان في هذه الحياة، حتى أهل الفسق والمجون واللهو واللعب يبحثون عنها ولكنهم قد أخطأوا في المصاديق، فالجميع يريد أن يصل إلى مرحلة لا يرى فيها مشوشا ولا مزعجاً، ولكن أنَّى له ذلك، وقد جعل فاطر القلب وخالقه وبديع السماوات والأرض السبيل إليها ذكره، بأن يجعل ساحة معتبرة من الفؤاد؛ إن لم يكن كل الفؤاد لله رب العاليمن، ونستشف هذه الحقيقة من كلام أمير المؤمنين (ع) حينما قال: (إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ اَلذِّكْرَ جِلاءً لِلْقُلُوبِ)[٥]، هذا القلب الذي يتلطخ في حركة الحياة بأنواع القذر والكدر وما يسمى عند القوم بالكثرات، فلا بد من توحيد القلب وتوجيهه إلى جهة واحدة ثابتة، ولا يتم ذلك إلا من خلال الذكر، ومن أجلى مصاديق الذكر الكثير الذي عُلِّق عليه الفلاح؛ الصلاة بين يدي الله عز وجل، قال سبحانه: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[٦]
أرقى الأوسمة التي نالها المعصومون
وبعد هذه المقدمة لا بد أن نعلم الأعمال التي توصلنا إلى تلك الجوهرة النفيسة، ذلك المقام الذي يطلبه أولياء الله عز وجل من الصلاة الخاشعة بين يديه، ولا بد لنا في معرفة ذلك أن نرجع إلى كلمات من قال الله سبحانه عنهم: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)[٧]، ومن أدوا الصلاة حقها، وأقاموها حق إقامتها ونرى هذا الوسام على صدورهم عندما نزورهم في مشاهدهم: (أشهد أنك قد أقمت الصلاة)، وهي سمة مهمة من سمات الحسين (ع) وكل إمام من أئمة الهدى (ع).
دور الصلاة في النهي عن المنكر والفحشاء
إنَّ الصلاة هي طريق معرفة الله عز وجل، فإذا أردنا أن نعرف الله حقر المعرفة فعلينا بالصلاة التي قال عنها الإمام موسى بن جعفر (ع): (أَفْضَلُ مَا تَقَرَّبَ بِهِ اَلْعَبْدُ إِلَى اَللَّهِ بَعْدَ اَلْمَعْرِفَةِ بِهِ اَلصَّلاَةُ)[٨]، وينبغي أن تكون معرفة الله عز وجل بالرؤى والأفكار وفي عالم القلب والذهن وليس المراد من المعرفة؛ المعرفة النظرية البحتة، وإنما المعرفة التي تتغلغل في الجوف والتي تفضي إلى التفاعل بين عالم الفكر وعالم القلب، وأفضل ما يقرب العبد في عالم الجوارح إلى الله سبحانه هي الصلاة، ولذلك جعلت الشريعة الصلاة ناهية عن الفحشاء والذنوب، تلك الصلاة الخاشعة والصحيحة والمؤثرة والبليغة.
حذار من الطرد من حضرة السلطان
نحن نعتقد بأنَّ الذي يصلي صلاة غير خاشعة؛ إنَّما يقوم بأمر مهمل، أمر من الأمور التي لا يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل لأنها فاقدة للروح، وهناك رواية عن النبي (ص) – وهي من أغرب الروايات في هذا الباب – أنَّه قال: (مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلاَتُهُ عَنِ اَلْفَحْشَاءِ وَاَلْمُنْكَرِ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اَللَّهِ إِلاَّ بُعْداً)[٩]، والذي أفهمه من الرواية الشريفة؛ أنَّ السبب في ذلك هو أنَّ هذا العبد أساء الأدب مع ربه، وعلى سبيل المثال: تصوروا رجلاً من الرعية لا تربطه علاقة بالسلطان لا سلباً ولا إيجاباً، ثم أصر على الدخول على الملك وقدم الوسائط تلو الأخرى حتى استطاع أن يجلس بين يدي السطان، ففهي هذه الحالة إما أن يقضي السلطان حوائجه أو يجعله من الندماء، فإذا ما أساء التصرف والأدب مع السلطان سيطرد من القصر ولن يكون حاله كحال سائر الرعية؛ لأنه إذن له باللقاء وإكرم بهذه الخصوصية دون غيره، ولكنه لم يعلم قدرها.
وقد يعيش الإنسان حالة إيجابية من القرب ولعله تسيل دموعه على خديه لإثارى عاطفية أو لذكر الله عز وجل أو لسماع مصيبة من المصائب التي حلت بأولياء الله سبحانه؛ ولكنه يصلي بعد ذلك صلاة غير خاشعة فتفجأه القسوة يجدها في قلبه، وقد كان على ما كان عليه من الإقبال قبل الصلاة، فما السبب في ذلك؟ أظن أنَّ النبي (ص) قد بين لنا ذلك من خلال حديثه هذا أن الصلاة التي لا خشوع فيها لا تزيد العبد إلا بعداً من خالقه، والأسوء من ذلك هو الشعور بالبعد عن الله عز وجل.
أول وصية لموسى (عليه السلام) في مقارعة فرعون..!
وقد أمر الله عز وجل النبي موسى (ع) عندما أرسله إلى فرعون الظالم المتجبر وقد طاغية من طواغيت زمانه ومتميزا في جبروته حيث ادعى الربوبية، والذي كان يُقتِّل الأولاد لكيلا يولد فيهم مثل موسى، ليجاهده ويبذل الدم إن تطلب الأمر منه ذلك، فكان أول ما نادى به الله عز وجل موسى: (..وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)[١٠]، ولب هذه الصلاة وثمرتها ذكر الله عز وجل؛ فلو انتفى الذكر لأصبح اصلاة شجرة لا ثمر لها، وكأن الصلاة بحركاتها الجوارحية مقدمة لذي مقدمة نفيسة؛ إلا وهي ذكر الله سبحانه وتعالى.
ما أرغم أنف الشيطان بمثل الصلاة..!
وينبغي لنا أن نلتفت جيداً إلى أننا في صراع دائم مع الشيطان الذي استنكف عن السجود؛ السجود الذي هو جزء من أجزاء هذه الصلاة، لقد وصل الأمر بخطيب الملائكة والعابد الذي عبد الله آلاف السنين أن يستنكف عن حركة أو جزء من أجزاء الصلاة؛ فورث شقاء الأبد، وقد نصب عداوة متميزة للذين يريدون أن يخشعوا في صلواتهم، فالمؤمن محسود، والمصلي محسود ويزداد حسد الشيطان لمن يسعى في إتقان صلاته، ولذلك قد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (..ومَلَكُ اَلْمَوْتِ يَدْفَعُ اَلشَّيْطَانَ عَنِ اَلْمُحَافِظِ عَلَى اَلصَّلاَةِ)[١١]، ومن الطبيعي أنَّ ملك الموت لا يعمل إلا بأمر الله عز وجل: (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَيُلَقِّنُهُ شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي تِلْكَ اَلْحَالَةِ اَلْعَظِيمَةِ)[١٢]، فملك الموت الذي واجبه قبض الأرواح، تضاف هذه الوظيفة إلى وظائفه بالنسبة إلى المصلي، وهي أن يدفع عنه شر الشيطان ويلقنه الشهادتين، وقد ورد عن النبي الأكرم (ص) حول شدة تأثير الصلاة الخاشعة على الشيطان: (الصلاة تسود وجه الشيطان)[١٣]، وقد ذكر في إحدى التوقيعات أو المكاتبات التي كانت تجري بين المؤمنين وبين الإمام الحجة (ع) في زمن الغيبة، أنه قال: (فَمَا أُرْغِمَ أَنْفُ اَلشَّيْطَانِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ اَلصَّلاَةِ فَصَلِّهَا وَأَرْغِمِ اَلشَّيْطَانَ)[١٤]، ومن الواضح أنَّ الإنسان كلما سارع في صلاته شارع في إرغام أنف الشيطان.
جميع من في الكون يسبح لله تعالى..!
ومن الأمور التي تزيد الإنسان تمسكاً واعتقاداً بهذه الصلاة الخاشعة؛ نظرته إلى الكون من حوله وأنَّه لا يوجد في الكون من لا يسبح بحمد ربه، فلا يكن شاذاً عن الموجودات في التسبيح والصلاة، وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) وهو الذي قضى شهيداً أثناء الصلاة بين يدي الله عز وجل: (إِنَّ اَلْإِنْسَانَ إِذَا كَانَ فِي اَلصَّلاَةِ فَإِنَّ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ وَ كُلَّ شَيْءٍ حَوْلَهُ يُسَبِّحُ)[١٥]، وكم يقبح بالإنسان يكون في البيت ولا يصلي بين يدي ربه في الوقت الذي تسبح فيه أعمدة البيت وجدرانه والفرش والسجادة والثياب، وهناك عبارة جميلة تقول: أنَّ جميع الأشياء في هذا الوجود هي متساوية المثول بين يدي الله عز وجل، فالإنسان شأنه شأن العمود والحجر في كونه مخلوق لله عز وجل، وإنما يميزه عنها عبادة ربه اختياراً وجهاده هواه وإلا سوف يتمنى في يوم القيامة إن لم يتميز في حركة الوجود أن يكون تراباً وسيكون حصب جهنم كما وصف ذلك القرآن الكريم.
أفضل محطة للتجليات الربانية..!
ومن الأمور المهمة التي يجب أن نلتفت إليها في موضوع الصلاة؛ هي أنَّ الله سبحانه لو أراد أن يصطفي عبداً أو يجتبيه أو يعتني به أو يتجلى له فإنَّ المحطة المناسبة لهذا التجلي هي أثناء الصلوات، ويبدو أنَّ لرب العالمين عطاء وتكريم وعناية يشمل كل من يصلي بين يديه، وقد يسد العبد بسوء اختياره وصرف قلبه عن مولاه هذا الباب من الرحمة، فقد ورد عن الصادق (ع): (إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ يَتَنَاثَرُ عَلَيْهِ اَلْبِرُّ مِنْ أَعْنَانِ اَلسَّمَاءِ إِلَى مَفْرَقِ رَأْسِهِ وَتَحُفُّ بِهِ اَلْمَلاَئِكَةُ مِنْ قَدَمَيْهِ إِلَى أَعْنَانِ اَلسَّمَاءِ وَمَلَكٌ يُنَادِي أَيُّهَا اَلْمُصَلِّي لَوْ تَعْلَمُ مَنْ تُنَاجِي مَا اِنْفَتَلْتَ)[١٦]، ولعل الملائكة تغبط ابن آدم على صلاته، فهي قوتها التسبيح والتهليل، وعلينا أن نصل إلى ملكوت الصلاة ومن اكتشف هذا الملكوت وأحس ببرد العفو الإلهي وتذوق حلاوة الإقبال الرباني عليه في أثناء الصلاة، سيدمن الصلاة.
الصلاة من غير مناسبة
ورأينا البعض ممن يفزع إلى الصلاة إن ألمت به ملمة أو ضائقة، وليتنا نوفق للعمل بهذه الرواية التي تقول: (مَنْ أَحْدَثَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ فَقَدْ جَفَانِي وَمَنْ أَحْدَثَ وَتَوَضَّأَ وَلَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَقَدْ جَفَانِي وَمَنْ أَحْدَثَ وَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَانِي لِدِينِهِ وَدُنْيَاهُ بِمَا شَاءَ وَلَمْ أُجِبْهُ فَقَدْ جَفَوْتُهُ وَلَسْتُ بِرَبٍّ جَافٍ)[١٧]، وما المانع من أن يبادر الإنسان إلى الطهور بعد الحدث حتى يكون متطهراً بين يدي الله عز وجل؟ وما المانع من أن يصلي بعدها ركعتين خفيفتين بين يدي الله عز وجل؟ وما المانع من أن يدعو ربه في أثناء صلاته ووقت استجابة دعائه؟ فإذا دعوت ولم يستجب الله عز وجل دعائك فقد جفاك ربك وليس الله برب جاف.
من يدم قرع الباب يوشك أن يفتح له..!
ولا بد للمؤمن من المواصلة والتمرين لحين التوفيق لإقامة الصلاة الخاشعة، وقد ذكرنا أنَّ الشياطيم همها صرف المصلي عن صلاته، والصلاة الخاشعة مشروع كبير قد يستغرق عمراً طويلاً من الإنسان، ولم يشرف النبي المصطفى (ص) بالبعثة والولاية والنبوة إلا بعد أن أكمل أربعين سنة، وكذلك الأمر بالنسبة للأنبياء فقد قال عن بعضهم في القرآن الكريم: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا)[١٨]، ويبدو من هذه التعابير أنَّ الله عز وجل لا يعطي هذه الهبات إلا بعد فترة من المواصلة والاهتمام البليغ، وقد ورد عن النبي الأكرم (ص): (إنَّ المُصَلّي لَيَقرَعُ بابَ المَلِكِ وإنَّهُ مَن يُدِم قَرعَ البابِ يُوشِكُ أن يُفتَحَ لَهُ)[١٩]، والحديث في استمراية المؤمن ومداوته على الطريق ومن صفات المؤمن أنه لحوح لجوج في طلب المقامات العليا من رب العزة.
الصلاة كالنهر الجاري
وكان بإمكان رب العالمين أن يطلب منا هذه الركيعات في ساعة من الساعات ولكنه سبحانه وزعها من الصباح حتى المساء، وقد نفهم العلة مما روي عن النبي الأكرم (ص): (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَراً بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالُوا لاَ قَالَ فَذَلِكَ مَثَلُ اَلصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ يَمْحُو اَللَّهُ بِهَا اَلْخَطَايَا)[٢٠].
بماذا وصل الأنبياء والأولياء إلى ما وصلوا إليه؟
ويجدر الذكر أنَّ الأنبياء والأوصياء لم يصلوا إلى درجة من الدرجات إلا ببركة هذه الشعيرة، وللأسف الشديد هناك من يتهاون بالصلاة، والحال أنَّ الإمام الصادق (ع) قال حين حضرته الوفاة وقد جمع أهله وعياله: (إِنَّ شَفَاعَتَنَا لاَ تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِالصَّلاَةِ)[٢١]، ونحن نعلم أنَّ الاستخفاف بالصلاة قد يجتمع حتى مع أقامتها؛ كالصلاة المتقطعة أو الصلاة التي لا تحتوي على أدنى درجة من درجات الإقبال.
كيفية صلاة السيدة الزهراء (عليها السلام)
إنَّ السيدة الزهراء (س) التي استحوذت على قلب النبي الأكرم (ص) وكانت روحه التي بين جنبيه وكان يخاطبها بأم أبيها؛ لم يكن هذا التقدير من النبي (ص) لأجل كونها بنت النبي (ص) فحسب، إنَّ النبي (ص) ذائب في المقاييس والمعايير الربانية ولا ينظر إلى السيدة الزهراء (س) على أنها ابنته التي من صلبه، وإنما ينظر إليها باعتبارها المرأة التي قد بلغت أعلى درجات الكمال وخير من عملت بقوله سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)[٢٢]، ويصفها النبي الأكرم (ص) ويقول عنها: (وَأَمَّا اِبْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَاَلْآخِرِينَ وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَهِيَ نُورُ عَيْنِي وَثَمَرَةُ فُؤَادِي وَهِيَ رُوحِيَ اَلَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ وَهِيَ اَلْحَوْرَاءُ اَلْإِنْسِيَّةُ مَتَى قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا بَيْنَ يَدَيِ رَبِّهَا جَلَّ جَلاَلُهُ زَهَرَ نُورُهَا لِلْمَلاَئِكَةِ فِي اَلسَّمَاءِ كَمَا يَزْهَرُ اَلْكَوَاكِبُ لِأَهْلِ اَلْأَرْضِ)[٢٣]، وقد وصفها النبي بسيدة نساء العالمين حتى لا يبقى في ذهن المتلقي شبهة أنَّ هناك من النساء من هو خير منها؛ إذ أن السيدة مريم (س) كانت مصطفاة ومطهرة وسيدة نساء زمانها، وقد يكون قوله (ص): (بضعة مني) إشارة إلى الجانب البشري؛ لأنها قطعة من رسول الله (ص) ولكن التعابير الأخرى تشير إلى أنها ورثت صفات النبي (ص) المعنوية وتجاوزت عالم الحس والتكوين.
إن الله يباهي ملائكته بهذا الشاب..!
ثم تذكر لنا الرواية هذه الحوارية الجميلة بين الله عز وجل وبين ملائكته التي ينقلها لنا النبي الأكرم (ص): (يَا مَلاَئِكَتِي اُنْظُرُوا أَمَتِي فَاطِمَةَ)[٢٤]، ولم يقل عز وجل: انظروا بنت النبي (ص)، ثم تكمل الرواية: (سَيِّدَةَ نِسَاءِ خَلْقِي قَائِمَةً بَيْنَ يَدَيَّ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهَا مِنْ خِيفَتِي وَقَدْ أَقْبَلَتْ بِقَلْبِهَا عَلَى عِبَادَتِي)[٢٥]، ويعرف رب العالمين السيدة الزهراء (س) للملأ الأعلى بصفاتها وحالتها أثناء الصلاة، ومعنى ذلك: أننا إذا أردنا أن يباهي الله عز وجل بنا ملائكته؛ علينا أن نتقن هذه الوقفة اليومية، وهناك حديث آخر عن النبي الأكرم (ص) أكثر شمولية، وهو قوله: (إنَّ اللّه تَعالى يُباهي بِالشّابِّ العابِدِ المَلائِكَة، يَقولُ: اُنظُروا إلى عَبدي! تَرَكَ شَهوَتَهُ مِن أجلي)[٢٦].
من الطبيعي أن تتعارض الشهوات مع ما يقوم به العبد من الصلوات في ليله ونهاره، ولكنَّ الشاب بالرغم من ذلك يقف بين يدي ربه متحديا الشياطين التي تحوم حول قلبه ومجاهداً للهوى، وقد ورد في الخبر عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (إِنَّ اَلشَّيَاطِينَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُ مِنَ اَلزَّنَابِيرِ عَلَى اَللَّحْمِ)[٢٧]، وخاصة ذلك الشاب المراهق الذي تطغى فيه الشهوة.
وقد ورد في الأثر عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ اَلرُّكُوعَ وَاَلسُّجُودَ هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ وَقَالَ يَا وَيْلَهُ أَطَاعَ وَعَصَيْتُ وَسَجَدَ وَأَبَيْتُ)[٢٨].
حذار من أن تعرض عنه فيعرض عنك..!
ولا بد من التأكيد على أنَّ المؤمن عليه أن يتقن الصلاة من أولها فإن لم يفعل ولم يجاهد في السيطرة على أفكاره وخياله وأوهامه، فيعرض مرة أو مرتين في صلاته؛ عندئذ يعرض عنه رب العالمين بوجهه، وقد روي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: (إِذَا أَحْرَمَ اَلْعَبْدُ اَلْمُسْلِمُ فِي صَلاَتِهِ أَقْبَلَ اَللَّهُ إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ – وتكبيرة الإحرام هي حلقة الوصل بين العبد ومولاه – وَوَكَّلَ بِهِ مَلَكاً يَلْتَقِطُ اَلْقُرْآنَ مِنْ فِيهِ اِلْتِقَاطاً – كرامة لآيات الله عز وجل وهذه المعاني التي نزلت على قلب حبيبه المصطفى – فَإِذَا أَعْرَضَ أَعْرَضَ اَللَّهُ عَنْهُ وَوَكَلَهُ إِلَى اَلْمَلَكِ)[٢٩]، يبقى الملك ليرى الصحيح من السقيم من القرآن ولكن الإقبال يسلب منه وتلك خسارة ما بعدها خسارة.
ركعتان يغفر لك الله عز وجل بهما جميع ذنوبك..!
ومن المحطات التي يجدر بالمؤمن التأمل فيها في موضوع الصلاة، محاولة التدرب على النوافل الخفيفة خارج الفرائض، وليست الفرائض إلا مجموعة من الركعات إذا أتقن الركعة الواحدة أتقنا الصلاة كلها؛ كالذي يتقن صنع لبنة بقواعدها وأساسها، فإنه يتسطيع أن يبني بناء متكاملاً، وقد بشرنا النبي (ص) بهذه الرواية التي يقول فيها: (مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ لَمْ يُحَدِّثْ فِيهِمَا نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنْ أُمُورِ اَلدُّنْيَا غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ)[٣٠]، لماذا لا نحاول أن نجاهد أنفسنا لدقيقتين؟ لماذا لا نتقن هذه الدقائق لنصل إلى هذه المرحلة من القرب من الله عز وجل؟
كيف نتوجه إلى الله عز وجل في صلاتنا؟
ومن الأحاديث الممهدة للصلاة الخاشعة، ما روي عن النبي الأكرم (ص): (أَيُّمَا عَبْدٍ اِلْتَفَتَ فِي صَلاَتِهِ قَالَ اَللَّهُ يَا عَبْدِي إِلَى مَنْ تَقْصِدُ)[٣١]، ونحن للأسف الشديد عند التفاتنا إلى الآخرين لا نشرك الله عز وجل في نظرتنا؛ فنحن لا نلتفت إلى الله عز وجل إذا قابلنا سلطاناً أو رجلاً ثرياً، فلنفعل ذلك مع رب العالمين ولا نلتفت إلى سواه، وقد لا يلتفت إليه البعض منا لا في صلاته ولا في غير الصلاة، وهذا ظلم ما بعده ظلم!
ثم تقول الرواية: (مَنْ تَطْلُبُ أَ رَبّاً غَيْرِي تُرِيدُ أَوْ رَقِيباً سِوَايَ تَطْلُبُ أَوْ جَوَاداً خَلاَيَ تَبْغِي وَأَنَا أَكْرَمُ اَلْأَكْرَمِينَ وَأَجْوَدُ اَلْأَجْوَدَيْنِ وَأَفْضَلُ اَلْمُعْطِينَ أُثِيبُكَ ثَوَاباً لاَ يُحْصَى قَدْرُهُ أَقْبِلْ عَلَيَّ فَإِنِّي عَلَيْكَ مُقْبِلٌ وَمَلاَئِكَتِي عَلَيْكَ مُقْبِلُونَ)[٣٢]، ويبدو أنَّ هذه الحوارية هي في عالم الثبوت والواقع، ولو سمع المصلي هذه الحوارية لتأدب في قيامه، ثم تقول الرواية: (فَإِنْ أَقْبَلَ زَالَ عَنْهُ إِثْمُ مَا كَانَ مِنْهُ فَإِنِ اِلْتَفَتَ ثَانِيَةً أَعَادَ اَللَّهُ لَهُ مَقَالَتَهُ فَإِنْ أَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ وَتَجَاوَزَ عَنْهُ مَا كَانَ مِنْهُ فَإِنِ اِلْتَفَتَ ثَالِثَةً أَعَادَ اَللَّهُ لَهُ مَقَالَتَهُ فَإِنْ أَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ فَإِنِ اِلْتَفَتَ رَابِعَةً أَعْرَضَ اَللَّهُ عَنْهُ وأَعْرَضَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ عَنْهُ وَيَقُولُ وَلَّيْتُكَ يَا عَبْدِي إِلَى مَا تَوَلَّيْتَ)[٣٣]، ونلاحظ تعبير التجاوز هنا في الرواية، ويبدو لنا منه أنَّ المعرض في صلاته مسيئ للأدب بين يدي ربه عز وجل.
سيرة أهل البيت (ع) في الفزع إلى الصلاة عند النوائب وعند طلب الحوائج
ويمكن القول أنَّ الإنسان مأسور ومقيد بقواعد هذه الدنيا؛ فقد يكون رزقه محبوساً بيد ظالم اغتصب رزقه الذي كتبه الله له، أو يطلب ذرية صالحة أو يبحث عن مأوى ومستقراً لنفسه، وقد أمرتنا الشريعة بطلب هذه الحوائج من الله عز وجل، وعن الإمام الصادق (ع): (إِذَا أَرَدْتَ حَاجَةً فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلْ تُعْطَهُ)[٣٤]، وهكذا دأب المؤمن في الحياة يتعامل مع الله عز وجل وكأنه أقرب إليه وأحب إليه من أبيه وأمه؛ بل إن واقع الأمر هو: (أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[٣٥].
لقد ورد في روايات أهل البيت (ع) الحث على الدعاتء بعد الفرائض وأنَّ الدعاء بعد الفرائض من موجبات الاستجابة، وهناك حديث طريف عن الإمام الصادق (ع) يقول فيه: (مَنْ جَاعَ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ إِنِّي جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِي فَإِنَّهُ يُطْعَمُ مِنْ سَاعَتِهِ)[٣٦]، والسبب الطبيعي أن يذهب الإنسان إلى أحد ليطعمه ولكن الشريعة تريد منا أن نتعامل مع الله عز وجل هذا التعامل اللصيق والقريب منه سبحانه، والنبي الأكرم (ص) عندما كان يصيب أهله خصاصة كان يأمر أهله بالصلاة ويقول: (قوموا إلى الصلاة وقال: بهذا أمر ربي)[٣٧]، وكذلك كان تلميذه الأول المتأسي برسول الله (ص)، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (كَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِذَا هَالَهُ شَيْءٌ فَزِعَ إِلَى اَلصَّلاَةِ ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ وَاِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ اَلصَّلاٰةِ)[٣٨]، وهكذا كان يتعامل أهل البيت (ع) مع الصلاة بين يدي الله عز وجل، وهناك بعض الروايات التي تحث على الالتجاء إلى بيوت الرحمن.
عَنْ سَلْمَانَ اَلْفَارِسِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ غُصْناً مِنْهَا فَنَفَضَهُ فَتَسَاقَطَ وَرَقُهُ فَقَالَ أَ لاَ تَسْأَلُونِّي عَمَّا صَنَعْتُ فَقَالُوا أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ، قَالَ إِنَّ اَلْعَبْدَ اَلْمُسْلِمَ إِذَا قَامَ إِلَى اَلصَّلاَةِ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّتْ وَرَقُ هَذِهِ اَلشَّجَرَةِ[٣٩].
[٢] سورة المؤمنون: ١-٢.
[٣] سورة العصر: ٢.
[٤] سورة الرعد: ٢٨.
[٥] نهج البلاغة ج١ ص٣٤٢.
[٦] سورة الأنفال: ٤٥.
[٧] سورة النور: ٣٦.
[٨] بحار الأنوار ج١ ص١٤٤.
[٩] بحار الأنوار ج٧٩ ص١٩٨.
[١٠] سورة طه: ١٤.
[١١] مستدرك الوسائل ج٢ ص١٢٢.
[١٢] سورة الأنبياء: ٢٧.
[١٣] الصلاة في الكتاب والسنة ص ١٤٥.
[١٤] تهذيب الأحكام ج٢ ص١٧٥.
[١٥] مستدرك الوسائل ج٣ ص٢٣١.
[١٦] وسائل الشیعة ج٤ ص٣٤.
[١٧] أعلام الدین ج١ ص٢٧٧.
[١٨] سورة القصص: ١٤.
[١٩] مسند الشهاب ، ج ٢ ، ص ١٨٨ .
[٢٠] عوالي اللئالي ج١ ص١٠٩.
[٢١] مستدرك الوسائل ج١٧ ص٥٧.
[٢٢] سورة الذاريات: ٥٦.
[٢٣] الفضائل ج١ ص٨.
[٢٤] الفضائل ج١ ص٨.
[٢٥] الفضائل ج١ ص٨.
[٢٦] كنز العمّال : ج ١٥ ص ٧٧٦.
[٢٧] بحار الأنوار ج٦٤ ص٢٣٩.
[٢٨] الکافي ج٢ ص٧٧.
[٢٩] مستدرك الوسائل ج٣ ص٣٢.
[٣٠] بحار الأنوار ج٨١ ص٢٤٩.
[٣١] بحار الأنوار ج٨١ ص٢٤٤.
[٣٢] بحار الأنوار ج٨١ ص٢٤٤.
[٣٣] بحار الأنوار ج٨١ ص٢٤٤.
[٣٤] الکافي ج٣ ص٤٧٩.
[٣٥] سورة ق: ١٦
[٣٦] الکافي ج٣ ص٤٧٥.
[٣٧] مستدرك الوسائل: ج١٢ ص ٢٤٢.
[٣٨] الکافي ج٣ ص٤٨٠.
[٣٩] وسائل الشیعة ج٤ ص١٠٣.
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
- لقد كان أنبياء السلف يحرصون أشد الحرص عندما كانوا يرون بوادر الاستجابة من الله سبحانه وتعالى أن يدعوا الله في أن تكون ذريتهم من مقيمي الصلاة، فهذا الخليل إبراهيم (ع) يقول: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي).
- لابد من الالتفات إلى المخاطب في الصلاة وهو الله عز وجل؛ فقد ورد في الروايات الشريفة: أنَّ الله عز وجل قد يعرض عن العبد عند إعراضه عن ربه في الصلاة وهذا خسران للعبد ما بعده خسران..!
- إن من أرقى الأوسمة التي نالها الإمام الحسين (ع) وجميع الأئمة (ع) بصورة عامة هو وسام إقامة الصلاة؛ فنحن نقول في زيارة كل واحد منهم: (أشهد أنك قد أقمت الصلاة).
- إنَّ أهل البيت (ع) كانوا يفزعون إلى الصلاة عند أية مهمة أو مصيبة تنزل بهم أو حاجة من الحوائج يطلبونها، وعلينا أن نتعامل مع الصلاة بهذه المعاملة التي تقربنا إلى الله عز وجل وتجعلنا نشعر به في كل دهر وزمان..!