- ThePlus Audio
أهمية أعمال أم داوود
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم الصلاة على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
من هي أم داوود وما هي أعمالها؟
كانت أم داوود داية الإمام الصادق (ع) وقد أرضعته بلبن ولدها، وكان داوود أخ الإمام من الرضاعة، وقد كان حالها حال كل العلويات التي فجعن بأولادهن في زمن المنصور وسائر الطواغيت في العصور المختلفة، فقد حبسه المنصور في العراق، فتقول أم داوود عن ولدها المفقود: (َغَابَ عَنِّي حِيناً بِالْعِرَاقِ وَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ خَبَراً وَلَمْ أَزَلْ أَدْعُو وَأَتَضَرَّعُ إِلَى اَللَّهِ جَلَّ اِسْمُهُ وَأَسْأَلُ إِخْوَانِي مِنْ أَهْلِ اَلدِّيَانَةِ وَاَلْجِدِّ وَاَلاِجْتِهَادِ أَنْ يَدْعُوا اَللَّهَ تَعَالَى وَأَنَا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ لاَ أَرَى فِي دُعَائِي اَلْإِجَابَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمَا يَوْماً أَعُودُهُ فِي عِلَّةٍ وَجَدَهَا فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَدَعَوْتُ لَهُ فَقَالَ لِي: يَا أُمَّ دَاوُدَ وَمَا فَعَلَ دَاوُدُ وَكُنْتُ قَدْ أَرْضَعْتُهُ بِلَبَنِهِ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي وَأَيْنَ دَاوُدُ وَقَدْ فَارَقَنِي مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ وَهُوَ مَحْبُوسٌ بِالْعِرَاقِ فَقَالَ: وَأَيْنَ أَنْتِ عَنْ دُعَاءِ اَلاِسْتِفْتَاحِ وَهُوَ اَلدُّعَاءُ اَلَّذِي تُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ اَلسَّمَاءِ وَيَلْقَى صَاحِبُهُ اَلْإِجَابَةَ مِنْ سَاعَتِهِ وَلَيْسَ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ اَللَّهِ تَعَالَى جَزَاءٌ إِلاَّ اَلْجَنَّةَ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ ذَلِكَ يَا اِبْنَ اَلصَّادِقِينَ فَقَالَ لِي يَا أُمَّ دَاوُدَ قَدْ دَنَا اَلشَّهْرُ اَلْحَرَامُ اَلْعَظِيمُ شَهْرُ رَجَبٍ وَهُوَ شَهْرٌ مَسْمُوعٌ فِيهِ اَلدُّعَاءُ شَهْرُ اَللَّهِ اَلْأَصَمُّ وَصُومِي اَلثَّلاَثَةَ اَلْأَيَّامَ اَلْبِيضَ وَهِيَ يَوْمُ اَلثَّالِثَ عَشَرَ وَاَلرَّابِعَ عَشَرَ وَاَلْخَامِسَ عَشَرَ وَاِغْتَسِلِي فِي يَوْمِ اَلْخَامِسَ عَشَرَ وَقْتَ اَلزَّوَالِ – ثم علمها عليه السلام دعاء وعملا مخصوصا – فَقَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ رِضْوَانُ اَللَّهِ عَلَيْهِ فَكَتَبْتُ هَذَا اَلدُّعَاءَ وَاِنْصَرَفْتُ وَدَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ وَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا أَمَرَنِي بِهِ يَعْنِي اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ رَقَدْتُ تِلْكَ اَللَّيْلَةَ فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ اَللَّيْلِ رَأَيْتُ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَكُلَّ مَنْ صَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَاَلنَّبِيِّينَ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ يَقُولُ يَا أُمَّ دَاوُدَ أَبْشِرِي وَكُلَّ مَنْ تَرِينَ مِنْ إِخْوَانِكِ وَفِي رِوَايَةٍ أَعْوَانِكِ وَإِخْوَانِكِ وَكُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَكِ وَيُبَشِّرُونَكِ بِنُجْحِ حَاجَتِكِ وَأَبْشِرِي فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَحْفَظُكِ وَيَحْفَظُ وَلَدَكِ وَيَرُدُّهُ عَلَيْكِ قَالَتْ فَانْتَبَهْتُ فَمَا لَبِثْتُ إِلاَّ قَدْرَ مَسَافَةِ اَلطَّرِيقِ مِنَ اَلْعِرَاقِ إِلَى اَلْمَدِينَةِ لِلرَّاكِبِ اَلْمُجِدِّ اَلْمُسْرِعِ اَلْمُعَجِّلِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ دَاوُدُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ إِنِّي كُنْتُ مَحْبُوساً فِي أَضْيَقِ حَبْسٍ وَأَثْقَلِ حَدِيدٍ إِلَى يَوْمِ اَلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ فَلَمَّا كَانَ اَللَّيْلُ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي.. جَدِّي رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَبْشِرْ يَا اِبْنَ اَلْعَجُوزَةِ اَلصَّالِحَةِ فَقَدِ اِسْتَجَابَ اَللَّهُ لِأُمِّكَ فِيكَ دُعَاءَهَا فَانْتَبَهْتُ وَ رُسُلُ اَلْمَنْصُورِ عَلَى اَلْبَابِ فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي جَوْفِ اَللَّيْلِ فَأَمَرَ بِفَكِّ اَلْحَدِيدِ عَنِّي وَ اَلْإِحْسَانِ إِلَيَّ وَ أَمَرَ لِي بِعَشَرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَ حُمِلْتُ عَلَى نَجِيبٍ وَ سُوِّقْتُ بِأَشَدِّ اَلسَّيْرِ وَ أَسْرَعِهِ حَتَّى دَخَلْتُ اَلْمَدِينَةَ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَمَضَيْتُ بِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَلْمَنْصُورَ رَأَى أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلْمَنَامِ يَقُولُ لَهُ أَطْلِقْ وَلَدِي وَ إِلاَّ أُلْقِيكَ فِي اَلنَّارِ وَ رَأَى كَأَنَّ تَحْتَ قَدَمَيْهِ اَلنَّارَ فَاسْتَيْقَظَ وَ قَدْ سُقِطَ فِي يَدَيْهِ فَأَطْلَقَكَ يَا دَاوُدُ)[١]
لماذا ندعو بدعاء أم داوود؟
إن أم داوود كانت تريد بهذا الدعاء خلاص ولدها من السجن، وقد يدعو الداعي بهذا الدعاء وليس له سجين ينشد خلاصه، ولكن المؤمن يسمع مآسي الأمة وينظر إلى ما يجري على المؤمنين من الصور التي تقرح الفؤاد، هذا وأنت لست معنيا مباشرة بما يحدث للمسلمين، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (اَلْمُؤْمِنُونَ فِي تَبَارِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ اَلْجَسَدِ إِذَا اِشْتَكَى تَدَاعَى لَهُ سَائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَاَلْحُمَّى)[٢]، فكيف بصاحب الأمر (ع) الذي يشفق على الخلق جميعا فكيف بالمسلمين وكيف بشيعته وأحبائه؟ فلتكن نية الذي يأتي بأعمال أم داوود خلاص إمام زمانه (ع) من سجن الغيبة.
ولا يستغرب الداعي من وجود الأسماء الغريبة في الدعاء، كجرجيس وخالد وحنظلة وليست هي إلا أسماء الأنبياء السابقين، فكما أن هناك أنبياء معروفون؛ هناك أنبياء غير معروفين، ويقال: أن علامة الاستجابة أن تذرف عين الداعي ولو بمقدار جناح بعوضة.
خلاصة المحاضرة
- إن أم داوود كانت تريد بهذا الدعاء خلاص ولدها من السجن، وقد يدعو الداعي بهذا الدعاء وليس له سجين ينشد خلاصه، ولكن المؤمن يسمع مآسي الأمة وينظر إلى ما يجري على المؤمنين من الصور التي تقرح الفؤاد فلتكن نية الذي يأتي بأعمال أم داوود خلاص إمام زمانه (ع) من سجن الغيبة.