- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
قد يتفق أن الانسان يشتري سلعة وبعد أن يشتريها يكتشف أنه أشتراها بأضعاف قيمته السوقية بضاعة تسوى دينارا أشتراها بعشرة هذا كم يعيش الندامة يقال هذا انسان مغبون والغبن عادة له منشئان اما السفاهة واما الجهل السفيه يشتري بضاعة بأضعاف قيمتها أو أنه جاهل لا يعلم بضاعة تسوى كذا الجهل أو السفاهة من مناشى تحمل الغبن، وفي الروايات هكذا لو أن انساناً أشترى بضاعة ثم ندم على شرائها هذه تسمى إقالة المؤمن وقد يستفاد من الخبر أن من أقال مؤمناً قد يستفاد هكذا أقال الله عثرته هذا عمل شريف أن يتجاوز الانسان عن المعاملة له مربحة ولكن المشتري على معاملته يوم القيامة ذلك اليوم الذي يعيش الانسان فيه الغبن تقريبا الكل مغبون باع حياته بثمن بخس لا أقول كل حياته ولو ساعة من العمر إن الانسان لفي خسر هل أحد يدعي أنه نام طوال عمره بالمقدار اللازم؟ لا لو نام ساعة زائدا صار مغبوناً تكلم كلمة زائدة صار مغبوناً أكل لقمة زائدة صار مغبونا اذاً القرآن الكريم لا يقيد يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن الكل في غبن طبعا الا الأنبياء والأوصياء هنالك والأنكى من الغبن أن يعتقد الانسان أنه رابح وهو لا يعلم أنه خاسر هذه الآية في سورة الكهف من الآيات المخيفة تنطبق على البعض قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا المغبون خاسر ولكن الأكثر خسارة الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يصنعون صنعا بعض المنحرفين عقائديا أو أخلافياً هؤلاء هم المغبونون.
بعد هذه المقدمة نتناول بعض الروايات في هذا المجال؛ اذا أردت أن تشتري بضاعة سل عن قيمتها جيداً المؤمن كيس فطن حتى في المعاملة كيس اذا صرت مغبوناً أنت لا محمود ولا مأجور لا محمود يعني تذم على شرائك ولا مأجور لا تقل اليوم بلية نزلت علي ما هي البليه؟ تقول أشتريت بضاعة بغير سعرها أنت غير مأجور كذلك اميرالمؤمنين عليه السلام له هذا المضمون، مرة انسان يأتيك وهو انسان غافل متغافل إن كنت بائعا خف الله فيه لا تقل هذا انسان معتوه هذا انسان غريب لا يعلم أسعار السوق اذا أحدنا أستقل مثل هذا الانسان هذا نوع سحت الآن فقهياً فيه بحث ولكن أجمالا ولو أخلاقاً غبن المسترسل سحت على المشتري أن يكون يقضاّ ولكن أنت البائع كن منصفاً، اذا اراد البائع أن يبيع سلعة أنتقل الى الغبن في التجارة والمعاملة الآية ذكرت الغبن في العمر لو أن بائعا قال لأحدهم هلموا اُحسن بيعك يعني اعطيك سلعة أنت فائز بهذه المعاملة عليه أن يكون دقيقاً لأن هذا الكلام يفهم أنه مثلا لا يربح أو يربح قليلا.
ننتقل الي غبن من نوع آخر هذه الرواية لو كُتبت بماء الذهب لكان في محله من غرر كلمات اميرالمؤمنين عليه السلام يقول من أغبن ممن باع الله بغيره ممن باع الله سبحانه بغيره! من أشترى بضاعة بغشرة دنانير وهي تسوى ديناراً هذا خاسر كيف بمن باع الله بغيره كيف يبيع الله بمخالفته يطيع هواه على حساب ربه، من باع نفسه بغير نعيم الجنة فقد ظلمها.
رواية ايضا عن اميرالمؤمنين المغبون من باع جنةً علية بمعصية دنية مقابلة بين العلي والداني جنة عرضها السماوات والارض يبيعها بنظرة بأكلة بشهوة هذا الانسان كم هو انسان مغبون والغبن اذا تكرر دخل في باب الحماقة والسفاهه.
كذلك الامام الصادق عليه السلام دائما كن حرصيا على العطاء لا على الأخذ أنت عندما تعطي ترسل بضاعة للآخرة هدية أعطيتها لمؤمن هذه الهدية تحولت الى قصر شجرة نهر في الجنة هذا الأمر باقي أبد الأبدين ولكن عندما تأخذ هدية تضع على الرف شيئا أين الهدية على الرف وأين الهدية في الجنة من كان الأخذ أحب اليه من العطاء فهو مغبون لأنه يرى العاجل بغفلته افضل من الآجل ولهذا اذا أردت أن تختبر مؤمنا في ايمانه مثلا أختبره لا على نحو تاجد رأيت قلماً مميزا في جيبه قلماً الآن مذهباً عليه فضة عليه جوهرة قل يا فلان هل تعطني هذه الهدية؟ أعطني اياها هدية إن تجاوز بسرعة واعطاك اعلم أنه على خير ولا مانع أن تأخذ الهدية ثم ترجعها الى جيبه قل هنيئا لك أخذت ثواب الدنيا والآخرة يتفق بعض المؤمنين يعطينا خاتماً قيماً مثلا لا نحتاج اليه أو يكون أكبر من الأصبع مثلا هكذا عادة لا نردها نأخذها ثم نقول يا فلان هذه هدية مني اليك خذ الهدية ثم أرجعها اليه هذا خير من الرفض الكامل.
رواية أخيرة انسان يعمل ولكن لا يحسن جاء الى المسجد من مسافة بعيدة تجشم الطريق ذهاباً اياباً ساعة من عمره والصلاة كم؟ ربع ساعة صلاها وهو غافل يفكر يمناً وشمالاً أنت ما أتقنت العمل فأنت مغبون ايضا انظروا الي سعة الدائرة التقصير في حسن العمل اذا وثقت بالثواب عليه غبنٌ هذا ايضا انسان مغبون.
إلهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك اجعلنا من المرحومين ولا تجعلنا من المحرومين ابلغ سلامنا الليلة الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.