- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
البشر عادة یختبرون من تحت ایدیهم بأنواع من الاختبار، الاختبارات عادة هذه الایام لإي شيء؟ لکشف أو لمعرفة ماهیة الممتحن، الاستاذ المعلم یختبر الطالب لمعرفة قابلیته وصدقه وکفائته واتقانه للمادة التي هو تعلمها ودرسها، اذاً عادة الامتحانات مبنیة علی کشف الحقائق الباطنیه، ولکن عندما یصل الامر لرب العالمین! رب العالمین ایضا یختبر ویمتحن، هل هو بهذا المعنی لیعلم ما کان خافیاً أو لیکشف ما کان مستوراً حاشا لله عزوجل أن یکون اختباره کذلك، رب العالمین یعلم السر ویخفی لا یخفی علیه شيء في الأرض ولا في السماء، اذاً اختبارات رب العالمین بإي معنی؟ رب العالمین یقول اولئك الذین امتحن الله قلوبهم للتقوی ما معنی الامتحان الالهي؟ لکشف ما هو غیر معلوم؟ هذا لا یُعق في حقه تعالی، اذاً ما هو الامتحان الالهي؟ هناك جوابان أو قل جواب ذو شقین، الجواب الاول أن امتحان رب العالمین للمؤمنین للطائعین بمعنی تکاملهم تربیتهم بمعنی التمحیص هو امتحان ولکن بمعنی التمحیص، الآن مثاله العرفي بالأمثلة تتبین الحقائق انسان لدیه طفل مشلول هو یعلم أن هذا الطفل لا یمکنه الحرکة ولکن الأب یدربه علی المشي یمسك بیدیه ثم یترکه فیسقط ثم یقوم ثانیة هدفه من هذا تمرینه تقویة عضلات قدمیه لیمشي یوماً ما، اذاً هو یختبره یمتحنه وهو یعلم النتیجة سلفاً الا أن هذا الاختبار من أجل تکامله وتربیته، اذاً رب العالمین عندما یختبر المؤمن لیُمحصه انسان ارتکب معصیة ارتکب ذنباً رب العالمین تفضلاً به یختبره بأنواع البلاء لیخرج من هذا الامتحان ممحصاً خرج نقیاً، هذا في جانب المؤمنین.
اما غیر المؤمنین، غیر المؤمن قد تکون له طینة خبیثة في الباطن لا الطینة الاجباریه، بمعنی له میل للحرام نفسیته نفسية انسان یرید أن يرتكب الحرام ولکن لا یجد مجالاً، انسان یعیش في قریة نائیة لا یجد من یحرم النظر الیه یرید أن یستمتع بالنظر الحرام فلا یجد، رب العالمین خذالاً له یسوقه الی مدینة من المدن مثلا هناك یقع في الحرام، لما یأتي یوم القیامة رب العالمین له حجة علیه رب العالمین یعلم أن هذا الانسان لو تسنی له الحرام یقع في الحرام الآن طبعاً هناك بحث عمیق في هذا المجال هل أن رب العالمین یؤاخذنا بالنوایا؟ هذا نوی الحرام ولم یرتکب الحرام الآن مع قطع النظر عن هذا البحث؛ انسان مرة ينوي الحرام ومرة یُصبح له باطن ملوث عکس القلب السلیم انسان کما یقال خُتم علی قلبه یصبح موجوداً ممسوخاً رب العالمین یُتمم علیه الحجة یختبره لیُثبت له أنه هذا انسان کان علی طریق الشیاطین، اذاً اختبار رب العالمین لهؤلاء لإتمام الحجة علیهم.
تلخصاً مما ذکرناه؛ أن الامتحان الالهي للمؤمن لتکامله ولغیر المؤمن لإتمام الحجة علیه وکلاهما لیس لمعرفة النتائج، رب العالمین یعلم بالنتائج سلفاً.
الآن ما هي الامتحانات؟ في روایات اهل البیت علیهم السلام یُبین لنا ثلاث مواد اختباریة للنظر أنه نحن هل نجحنا أو سننجح في هذه المواد أم لا؟ المال والولایة والمصیبه، المال الانسان عندما یُعطی مالاً اُعطي مادة للفساد والصلاح؛ الصدقة تحتاج الی مال الذي لا مال لا یتصدق الفساد ایضا یحتاج الی مال شرب المسکرات وارتکاب الموبقات ایضاً یحتاج الی مال، الانسان یُختبر بالمال ولهذا العبد دائما في دعائه لا یطلب من الله عزوجل لا المال والا العافیة الا اذا کان في صالح آخرته، الولایة بمعنی الرئاسة والولایة هنا قد تشمل الولایات المصغرة انسان صار رئیساً للقسم في محل عمله هذا صارت له ولایة ایضا هذا اختبار له بعض الناس عندما یُعطی منصب وظیفي متمیز تبدأ عنده حالة التکبر تقول یا فلان أنت کنت متواضعاً في الأمس لماذا الیوم تتکبر؟ یقول هذه من لوازم الوظيفة انا الآن اصبحت مسئولاً اداریاً الأمر یحتاج الی هکذا ترفع ایضا هذا اختبار للعبد، والمصیبة مشکلتنا نحن مع الأسف نعبد الله عزوجل ولکن عبادتنا لله عزوجل عبادة التجار والعبید إن أصابتنا مصیبة البعض منا یکفر بباطنه لو ما في باطنه اظهره علی لسانه وجزم به وتبناه لعُد کافراً، بعض اصحاب المصائب هکذا یقول یارب لو لم تُنزل علي هذه المصیبة کان افضل یعني مطابق للحکمة یعني یارب بإنزالك المصیبة علي عملك لم یکن حکیماً لم یکن ممدوحاً وبهذا تجاوز علی صفة من صفات رب العالمین الا وهي الحکمه، اذاً المال والولایة والمصیبة من موجبات الاختبار.
الآن العبد أنجز ما کلفه ربه وخرج من الامتحان بنجاح ما نتیجته؟ أنه یعیش حالة الارتیاح في عالم البرزخ لماذا المیت یُعذب في قبره؟ لأنه عثر في امتحانه ایام شبابه ابتلاه الله عزوجل بإمرأة ذات جمال فخان ربه؛ تعثره في الاختبار یظهر في القبر، عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه حتی اذا انصرف المشیع ورجع المتفجع الذي کان یبکي قبل قلیل بعد یوم یومین ینسی المیت ویضحك وقد یقهقه! اُقعد في حفرته نجیاً لبهتة السئوال وعثرة الامتحان، عثرته في الامتحان في الدنیا تجعله الآن في قبرا یتلجلج ویعیش حالة الخجل من الله عزوجل.
وأخیراً البعض منا یرید السلامة والعافیة من دون اختبار لیصل الی الدرجات العلیا ولکن الله عزوجل بنائه علی خلاف ذلك! امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یصف الأنبیاء والأولیاء قائلاً قد اختبرهم الله بالمخمصة وابتلاهم بالمجهدة وامتحنهم بالمخاوف، موسی علیه السلام خرج خائفاً یترقب له علیهم ذنب یخاف أن یُقتل ویقولون اُبتلي بالجوع وهو في مسیرة التشرد هذه، اذاً الذي یرید المقامات العلیا في هذه الدنیا فلیُعد نفسه لأنواع البلاء ولکن في الختام هکذا تقول یطلب من ربه طلباً یقول اللهم لا تجعل مصیبتي في دیني! هذه اعظم المصائب ولا تجعل اکبر همي، المؤمن یعد نفسه للبلاء ولکن کما یقال لأبلاء الحسن، هناك في التعابیر هنالك بلاء حسن وهنالك بلاء غیر حسن.
اللهم نجنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن إنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.