أمراض التكامل الروحي

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول الأسقام والأمراض وما هو دور المرض في قرب الانسان من ربه؟ مبدأياً کل شيء یشغلك عن الله عزوجل ویلهیك هذا أمر مبغوض ولو کانت عافیة الصحة التي تنسيك الله عزوجل هذه الصحة هذه الصحة لیست بعافیة والمرض الذي یذکرك بالله عزوجل هذا المرض لیس ببلاء هذه قاعدة عامه.
ثانیاً کلامنا في القواعد ثم نذکر الروایات کعادتنا؛ ثانیا المرض من مصادیق البلاء والبلاء علی قسمین سلوا الله عزوجل أن یمنحکم الشق المبارك من البلاء هناك بلاء رفع درجة وبلاء محو سیئةٍ البلاء الذي رب العالمین یمحوا به السیئات یرجعك الی حیث کنت کما یعبر عنه هذه الایام تعود في المربع الاول واما في روایات اهل البیت علیهم السلام ننظر الی دور المرض في تکامل العبد اولا الامام صلوات الله وسلامه علیه غریب أن امامنا في أشد الظروف لا ینسی الدعاء بین یدي الله عزوجل امیرالمؤمنین في یوم الهریر یوم قتال من أصعب أنواع القتال لأميرالمؤمنين أبتلي الامام بقتال القاسطین والمارقین ومع ذلك کانت عینه علی السماء عبادةً ليلة الهریر ما نسي قیام اللیل في یوم الهریر کان یدعوا بهذا الدعاء اللهم إني أعوذ بك من سقم یشغلني ومن صحة تلهني یا لها من عبارة عظیمه، یجعل الصحة والمرض علی حد سواء أعوذ بك من المرض وأعوذ بك من الصحة عادة نستعیذ من المرض ولکن امیرالمؤمنین کلاهما سیان السقم المشغل والصحة الملهیة کلاهما شر یستعاذ منه اذاً لو کنت في صحة وعافیة صحتك تشغلك عن ذکر الله أستعذ بالله عزوجل من هذه الصحة داوود علیه السلام کان یقول المضمون متقارب اللهم لا مرض یغنیني ولا صحة تنسيني المرض المتعب والصحة المنسیة کلاهما آفتان ولکن بین ذلك لا مرض متصل ولا صحة متصلة یفهم من بعض الروایات أن الانسان الذي یعیش الصحة الدائمة إن کانت صحة دائمة طبعا أواخر العمر الانسان یبتلی بأنواع الآفات ولکن کلامنا قبل الشیخوخة بعض الناس لا یری في بدنه سقماً ابداً یفرح من هذا الأمر الذي یفهم‌من الروایات أن الذي لا یبتلی بالمرض هذا الانسان کأنه بعید عن الرحمه، النبي صلی الله علیه وآله وسلم قال لأعرابي مر علیه أتعرف أم ملدم؟ قال وما أم ملدم؟ النبي أثاره بهذا السئوال قال صداع یأخذ الرأس وسخونة في الجسد هذا الذي أعنيه بهذا التعبیر فقال الأعرابي ما أصابني هذا قط لا صداع في الراس ولا سخونة في البدن یعني انا لا أعرف هذا المرض فلما مضی قال النبي من سره أن ینظر الی رجل من اهل النار فلینظر الی هذا، هذا الذي لا یبتلی ابداً في بدنه یعني هذا الانسان لیس قریباً من الرحمة الألهيه.
امامنا الصادق كما في کتاب الأحتجاج له حدیث طریف بعض الناس في کل عام مرة مرتین یذهب الی أرقى المستشفیات في العالم لیراقب صحته لینظر الی وضعه أكله بالموازین شرابه بالدقة یعني یحاول أن يسلم من بلاء المرض بجهده وسعیه ولکن امامنا صلوات الله علیه ینقلنا الی عالم آخر یقول هب أنك کنت من أشد الناس مراعاة لصحتك أين القضاء والقدر الألهي؟ رب العالمین یدخلك في الشباك رضيت أم أبيت یقول وتزعم أن من أحسن السیاسة لبدنه وأجمل النظر في أحوال نفسه وعرف الضار مما یأكل من النافع لم یمرض هذا الحریص علی صحته في أمن وأمان؟ کلا؛ رب العالمین اذا اراد أن یوقع عبده في أي بلاء بلا سبب یوقعه.
كلمة أخيرة وهي کلمة عملیة المریض کما قلنا حتی لو کان الأمر من باب الکفارة قریب الی ربه ولو قلنا ولو کان المرض تعویضاً عن ذنباً أرتکبه ولکن أنت المعافی زر المریض زیارة المرضی باب واسع من أبواب الرحمة الروایة في هذا المجال روایات عدیدة یقول بأن عائد المریض یخوض في الرحمة كيف تمشي في نهر من الماء تخوض في الماء الذي یزور مریضاً هکذا حاله، اذا أردت تزور مریضاً اجعله خالصاً لوجه الله لا تقل هذا المریض من الممکن أن يقضي لي حاجة بعد الشفاء أو زارني في مرضي انا أرد له الزیارة هذه الحسابات لیست الهیة عد من لا یعودك وأهدي من لا یهدي لك خذها قاعدة عامة أنت بادر في الأحسان الی الخلق لا تنتظر أن یکون ذلك عوضاً عن إحسان محسن.
کلمة أخيرة من آداب زیارة المرضی أن لا تطیل الزیارة زر کما یقال وأنصرف إن من أعظم العواد أجراً عند الله عزوجل لمن اذا عاد أخاه خفف الجلوس یسلم علیه یدعوا له ویخرج ولکن انظروا الی طبعا هذه الروایة علویة انظروا الی حق المؤمن عليك مرة المریض یئن من مرضه له أوجاع اتفاقا یتمنی أن تخرج من غرفته هو في شغل عنك ومرة هو لا یشتکي من وجع آخر اللیل یعیش ضیقاً نفسیاً یتمنی من یزوره یتحدث معه مثلا تعمل بهذه الروایة تقوم یقول یا فلان خففت الزیارة تقول هکذا اُمرنا في الروایات مثلا ولکن یقول با فلان ابقی عندي قلیلاً انا مستأنس بك الروایة تقول الآن ینقلب الأمر الا أن یکون المریض یحب ذلك ویریده ویسأله ذلك مادام هذا المؤمن یرید أن تطیل عنده یختلف الحال انظروا الی وزن المؤمن عند ربه یعني إجعل زیارتك له علی وفق مراده أجارنا الله وایاکم جمیعاً من کل آفه.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.