- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك آیة في سورة الفاطر تقسم الناس ثلاثة اقسام فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخیرات بإذن الله، ما هي هذه الطوائف الثلاث من هو الظالم من هو المقتصد ومن هو السابق بالخیرات بإذن الله؟ السابق بالخیرات هم الطبقة الاولی من الخلق من الاُمة وقد فُسر بالامام السابق بالخیرات الامام الباقر علیه السلام وهو من السابقین الی الخیرات فسره بالامام ومن المعلوم أن الأمة من دون امام اُمة ضائعه، الکلام في الظالم لنفسه والمقتصد من هم هؤلاء الصنفان؟ هذه روایة عن الامام الصادق علیه السلام حقیقتاً من روائع الحدیث هذه الروایة انا عندما قرأتها کما یقال اصابتني حالة من الانتعاش بعض الروایات فیها مضامین کما یقال جدیدة مضمون بِکر؛ الامام الصادق علیه السلام یقسم الناس بحسب هذه الآیة تقسیماً جمیلاً یُعرف الظالم ویُعرف المقتصد ویُعرف السابق یقول الظالم یحوم حول نفسه هذا الانسان همهُ نفسه طبعاً النفس یعني شهوته کما في روایة امیرالمؤمنین کالدابة المرسلة همها علفها همهُ نفسه! وانفساه یعني یهمني نفسي ولکن المقتصد یحوم حول قلبه؛ ذاك حول نفسه هذا یحوم حول قلبه ولهذا العبد عندما یترقی في العبودیة درجة لا یبالي کثیراً بحالات قلبه لا یرید الاقبال دائماً ما لك والاقبال ما لك والخشوع؟ بمعنی من المعاني! أنت تجعل نفسك في طریق الخاشعین تأتي المسجد متطهراً تصلي في الجماعة تُقبل علی الله عزوجل تصرف ذهنك عن ما سوی الله الآن رُزقت البکاء أو لم تُرزق البکاء ما لك وهذا؟ لا یکن محورك قلبك الذي محوره قلبه کالذي محوره نفسه ولکن بفارق دقیق ذاك همهُ متعته وهذا یبحث عن الاقبال وکأن الإقبال هو العبودیه! کُن عبداً الآن رب العالمین ماذا یعطیك الأمر الیه؛ کان عندنا في قدیم الایام استاذ من الاستاذة یقول المؤمن الإدبار خیر له من الاقبال؛ لماذا؟ لئن الإقبال فیه هوی نفسه والادبار خلاف مزاجه اذاً الإدبار للمؤمن بهذه الحیثیة خیر من الاقبال اذاً المقتصد یحوم حول قلبه والسابق یحوم حول ربه عزوجل محوره هو رب العالمین همهُ الله عزوجل لا یفکر لا في متعةٍ دنیویة همهُ قلبه ولا في متعة مادیة همهُ نفسه هذا انشغل بالله عزوجل عن کل شيء سواه هذا تقسیم المقربین من الله عزوجل.
الآن کیف نصل لهذه الدرجه؟ في تراث اهل البیت علیهم السلام اشارة الی الصفات الباطنیة کما قلنا بعض الناس یُکثر العبادات ولکن الأساس هو الباطن؛ امیرالمؤمنین علیه السلام یقول أقرب الناس من الله سبحانه أحسنهم ایماناً وفي روایة الامام السجاد علیه السلام أوسعکم خلقاً الخُلق أمر باطني الایمان أمر باطني الذي یشتغل بعمارة قلبه ونفسه جوارحه تنضبط تلقائیاً، في روایة أخری عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم اُرید بهذه الروایات أن نشیر الی اللُب والجوهر یقول یا علی اذا تقرب العباد الی خالقهم بالبر العمل الصالح فتقرب الیه بالعقل تسبقهم؛ العقل اذا صار الهیاً، العقل ما هو؟ ما عُبد به الرحمن واکتُسب به الجنان، انسان یعلم کیف یفکر وفیما یفکر وکیف یقرر هذا أقرب الی الله عزوجل من اصحاب الخیرات وهو لا عقل له، في روایة أخری بإخلاص نیته اذاً الاشارات کلها الی جانب الباطن ولکن مع ذلك هناك عملان في تراث اهل البیت علیهم السلام ایضا عمل عبادي فيه تأكيد اولا صلاة اللیل؛ هذه الروایة الذین بحمدالله موفقون لإقامة اللیل لیکتبوا هذه الروایة في غرفة صلاة اللیل الآن غرفتهم أين لا أدري بعض الناس في المنزل له غرفة صلاتیة مسجده في المنزل مکان ثابت هذه الروایة یکتبها لیکون حافزاً له، طبعاً هذه الروایة معروفة في اوساط الخواص یقول الامام العسکري علیه السلام إن الوصول الی الله عزوجل سفرٌ البعض یستوحش من کلمة السالك، السالك يعني السائر السائر في روایات اهل البیت له ذکر إن الوصول الی الله عزوجل سفرٌ لا یُدرك الا بإمتطاء اللیل، اللیل کأنه دابة ترید أن الی الله عزوجل إرکب اللیل تركب اللیل لماذا؟ بالمسلسلات الفارقة بالسهر الباطل انا لا اقول کل اللیل ولکن قسط من اللیل لابد أن یکون فیه هذا.
وأخیراً أقرب ما یکون العبد الی الله عزوجل وهو ساجد، في روایة أخری اذا خف بطنه؛ الجمع بینهما أن تسجد وأنت جائع ولهذا بعض الناس عند الافطار في شهر رمضان المبارك وفي الصوم المستحب عندما ینتهي من الصلاة الواجبة صلاة العشائین یعمل بهذه الروایة یسجد أقرب ما یکون الی الله عزوجل وهو جائع اذاً جمع الخاصیتین یسجد ویسجد ویسجد الی درجة ترتفع شهیتهُ حتی للإفطار یعني ما یستمتع به في السجود وهو صائم أشهی الیه من الافطار.
الآن هؤلاء ما جزائهم؟ الروایة عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم والروایة وردت بصیغ مختلفة روایة منعشة ایضاً؛ من أقترب الي شبراً اقتربت الیه ذراعاً ومن اقترب الي ذراعاً اقتربت الیه باعاً هو تقرب شبراً ولکن انا تقربت الیه ذراعاً کأن رب العالمین أشوق الی العبد من العبد الی ربه، اذاً ماذا صار؟ من اقترب الي شبراً اقتربت الیه ذراعاً ومن اقترب الي ذراعاً اقتربت الیه باعاً ومن أتاني یمشي أتیته هرولةً، أنت تمشي والله عزوجل یأتيك هرولةً، یا لها من روایه.
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم أذقنا حلاوة ذکرك وحبك ولا تفرق بیننا وبین اولیائك أبلغ سلامننا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.