- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك أربعة معاني من اهم المعاني في بعض الروایات عبر عنها بأنها اربعة ارکان الایمان عادة الارکان اربعة الامور تقف علی اربعة دعائم هکذا البنیان، الایمان کأنه بنیان له اربع دعائم هذه الدعائم اتفاقا معانیها متقاربة هنا القريب أو الملفت، مثلا لو قال الصدق ثم الامانة ثم الجهاد معاني متفاوتة ولکن انظروا لهذه المضامین الاربعه؛ عن الامام الرضا علیه السلام یذکر ارکان الایمان إن شاءالله في هذه العجالة هذا بحث دقیق ومفصل ولکن کأنه هکذا عنوان البحث والا الحدیث مفصل؛ هناك التوکل علی الله عزوجل هناك الرضا بقضاء الله عزوجل هنالك التسلیم لأمر الله عزوجل وأخیرا هناك التفویض الی الله عزوجل؛ التوکل التسلیم الرضا التفویض معاني تقریبا متقاربه؛ الآن الجامع بینها اولا معاني قلبیة الانسان الذي یذهب الی الطبیب وعینه علی الدواء هذا بحسب الظاهر راجع الطبیب العبد المفوض الذي یری الشفاء عند الله والدواء عند الطبیب ایضا یراجع! اذاً الحرکة الخارجیة واحدة هذا یراجع الطبیب وهذا یراجع هذا عینه علی مسبب الاسباب وهذا عینه علی الاسباب الفارق القلب هذا قلبه عامر بالایمان، کلامنا اللیلة لا في التوکل ولا في التسلیم ولا في الرضا وانما الکلام في التفویض هذا الرکن إن شاءالله في یوم من الایام نذکر الفارق بین هذه المعاني، اجمالا حسب ما انا افهم هذا العبد الفقیر یقول کأن والله العالم مقام التفویض یبدوا أنه اعلی المقامات المتوکل هکذا في عالم المحامات عندما تأخذ وکیلاً محامیاً الملف ملفك القضیة قضیتك أنت صاحب الامر ولکن تقول یا فلان اُعطیك وکالة تدافع عني في المحاکم اتخذ وکیلاً توکل علی المحامي ولکن یری الإنية والذاتیة وکما یقال یری هویته، کأن والله العالم کأن المفوض لا یری لنفسه وجوداً کیف انسان یهب مالاً یفوض هذه الارض یهدیها لرحم تعرفون في الفقه فرق بین الهدیة للرحم وبین هبة غیر الارحام، هبة غیر الارحام یمکن الاسترجاع بشروط ولکن اذا وهبت مالاً للرحم یقولون لا یمکن استرجاعه! أنت عندما تفوض امر هذه الارض للرحم لأبيك غداً لا تقول یا ابتي اعمل کذا واعمل کذا یقول هذا ملکي أنت فوضت أمره الي انتهی الامر، العبد المفوض هکذا حالته لا یری لنفسه وجوداً وشأناً وهذا مقام الأنبیاء، من الذي قال واُفوض امري الی الله إن الله بصیر بالعباد فوقاه الله سیئات ما مکروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب صاحب القصة من؟ نبي الله موسی علیه السلام کلیم الله، بعد المنازعات فستذکرون ما اقول لکم أخیرا یقول وافوض امري الی الله.
الآن هذه العبارة اتفاقا من العبارات المناسبة قبل أن تقیم الصلاة وافوض امري في التجارة جید افوض امري في الزواج جید من افضل صور التفویض أن تفوض امر قلبك الی الله عزوجل! ماذا تقول قبل تکبیرة الاحرام؟ لو أن هذه الآیة ذکرناها بتوجه من الآن من بمعنی التبعیض من موجبات الخشوع إن شاءالله الکل یشتکي من توارد الاوهام والخواطر في الصلاة کل شيء يأتيك الا ذکر رب العالمین تقول وجهت وجهي وسلمت امري لفاطر السماوات والارض حنیفاً مسلماً وما انا من المشرکین حتی في الصلاة فوض امرك الی الله عزوجل قل یارب خذ بقلبي! انا اتفاقاً عندما اتذکر هذا المعنی تفویض القلب الی الله عزوجل اتذکر آیة في سورة الملك ویقبضن ما یمسکهن الا الرحمن آیة غریبة یقول انظروا الی الطیر بعض الطیور دائما تقفق بأجنحتها کالحمام ولکن بعض الطیور کالنسر ویقبضن أي لا یضربن الاجنة یقبضن عن حرکة الجناح من الذي یمسکهن في السماوات؟ رب العالمین؛ الذي حفظ النسر والعقاب وهو في الجو لا یسقط الی الارض هو رب العالمین قل یارب ایضا اذا انا تکاسلت ولم أخفق بجناحي کالنسر في الهواء قل یارب خذ بي ویقبضن ما یمسکهن الا الرحمن.
الآن ما جزاء المفوض؟ المفوض في أهلك الظروف من اقوی الناس قلباً ما من شك أن حالة یوسف في السجن کان اسعد من زلیخا في قصرها لماذا؟ لأنه فوض امره الی الله عزوجل یری کل شيء جمیلا، الامام الحسن علیه السلام یقول من اتکل علی حُسن الاختیار من الله لم یتمنی أنه في غیر الحال التي اختارها الله له البعض منا یصاب بحادث سیر في الطریق یذهب للمستشفی وهو متوکل ولکن في قلبه یقول یا لیتني ما خرجت في هذه الساعه! المفوض لا یقول هکذا لا یتمنی غیر حالته یعني ما وقعت فیه هو احسن التقدیر احکم الحاکمین اختار لي هذه الحاله.
کذلك من موجبات أو من آثار التفویض أن المفوض أمر الی الله في راحة الأبد والعیش الدائم الرقد، رأيت قبل ایام حدیث عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم أن النبي الرواية لعل عن احدی زوجات النبي! النبي کان في المنزل هاشاً باشاً ولعل العبارة ضحاکا متی ینقطع البش؟ تذکر زوجة النبي یقول هذه الحالة تتغیر عندما یدخل وقت الصلاة تقول هذه الزوجة تقول کأنه لا یعرفنا ولا نعرفه، ولهذا الرجل الزوج الذي تقول زوجته هذا في المتزل کئیب لا یبتسم حزین هذا لیس من علامات الایمان البعض یتبجح یقول انا دائماً محزون الابتسامة لا تأتيتي هم الآخرة کیف کان النبي یحمل هم الآخرة وکان هاشاً باشاً طبعا المؤمن له حزن ولکن حزنه في قلبه وبشره في وجه.
امیرالمؤمنین صلوات الله علیه له بیتان قلنا هذه الابیات المنسوبة للائمة علیهم السلام الآن اما من انشادهم أو نقلاً عن غیرهم الائمة یستشهدون بأشعار الغیر بیتان جمیلان منسوب لامیرالمؤمنین یقول رضیت بما قسم الله لي وفوضت امري الی خالقي الآن بإي دلیل؟ هو البیت الثاني جمیل یقول کما احسن الله فیما مضی کذلك یحسن فیما بقي! امیرالمؤمنین یقول ما مضی کله لطف الذي لطف بي سابقا سیلطف بي لاحقاً.
اللهم اجعلنا من عبادك المسلمین اللهم اجعل رضانا بما تحب وترضی اللهم لا تجعلنا من الساخطین علی قدرك وقضائك اللهم عرفنا سبیلنا إنك علی کل شيء قدیر والی ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.