Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
یوم القیامة یوم التغابن یوم التکاشف یوم کشف الغطاء إلی آخره الواقعة وغیرها بعضها أسماء للقیامة وبعضها أوصاف لها، من الأوصاف الواردة في القرآت الکریم حول القیامة أنه یوم الحسرة، في دار الدنیا نتحسر علی فوات بعض المنافع ولکن یوم الحسرة العظمی یوم القیامة، في دار الدنیا الشيء یعوض مالٌ ذهب یرجع کم من المفلسین عادوا کبار التجار وعلی فرض أن هذا الذي فات لم یرجع! ولدك العزیز مات القضیة ایضا لا یوجب تلك الحسرة القاتلة، الحسرة العظمی في ذلك الیوم إذ قضي الأمر في دار الدنیا ما قضي الأمر الروایة المعروفة الیوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، اذاً هذه آیة اُولی تبین عظمة الحسرة.
احدنا في دار الدنیا عندما یتندم یعض یدیه، بعض الحرکات البشریة تُفهم بعض المفاهم الباطنیة یوم یعض الظالم علی یدیه ما قال علی اصبعه ما قال علی یده، علی یدیه کنایة عن شدة الحشرة یقول یا لیتني اتخذت مع الرسول سبیلا.
الآن ماذا نعمل لنرفع الحسرة؟ الآیة تقول أن تقول نفس یا حسرتا علی ما فرطت في جنب الله الإحساس بالمعیة الإلهیة أن تری الله رقیباً علیك هذه نِعمَ الضمانة لماذا أحدنا مثلا لا یتعرف في الملأ العام؟ لو یعطی الملایین لا یعمل یقول أستحي من نظر الناظرین ولکن في الخلوة لا مانع! عین الخلق تردعك عین الرقیب عین القانون هذا کله یُخیف فکیف بالعین التي هي تعلم ما تخفي النفوس!
امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه یُبین أعظم الحسرات یوم القیامة، مثاله یذکر امیرالمؤمنین عینة انسان تاجر اکتسب المال من غیر حِله لم یخمس ماله وله وارث له ولد صالح هکذا اُمرنا أن نحمل علی الأحسن، اذا لم نعلم أن مال الأب اُکتسب من الحلال أو الحرام! لا نعلم هذا الوارث یرث اباه، اباه یدخل النار بالسحت الذي اکتسبه ولکن یأتي ولد صالح ویستثمر هذا المال في طاعة الله عزوجل، المال للعاصي ولکن المستثمر لآخرته لهذا الانسان یقول فدخل به الجنة ودخل الاول به النار اذاً رجل اکتسب مالاً من حرام ورثه رجل أنفقه في طاعة الله سبحانه، من مصادیق الحسرة مع الاسف هذا المعنی قد ینطبق عليَ وعلی أمثالي نحن في احتفالات ائمة اهل البیت عزاءً أو فرحا ماذا نصنع؟ الخطیب المتکلم یذکر مثلا مزایا ذلك المعصوم احدنا یفرح بذکر الفضائل وهذا حق لنا ولکن في مقام العمل یخالف ما سمعه من مواصفات اولیائه، الامام الاصادق علیه السلام یقول إن اعظم الناس یوم القیامة حسرة من وصف عدلا ثم خالفه إلی غیره، في مقام الوصف وادعاء الإتباع یصف العدول ائمة اهل البیت ولکن في مقام العمل یتبع غیره هذا من اعظم الناس حسرةً.
من مصادیق اعظم الناس حسرة أو أشد الناس ندامة رجل باع آخرتهُ بدنیا غیره أذکر لکن مثالین خارجیین: بائع یعمل بوضیفة براتب، راتبهُ ثابت یُقسم علی البضاعة کذبا یقول هذه البضاعة مثلا سلیمة وهي غیر سلیمة یقول هذه البضاعة نبیعها برأس المال من الرابح؟ صاحب المحل وهذا المسکین الذي له راتب ثابت یدخل النار کم هذا الانسان مسکین ماذا یصنع؟ یکذب لیُربح غیره هذا الانسان باع آخرتة بدنیا غیره.
من أمثلتهِ الآن هذا المسکین مسکین ومن المساکین ما تراه في أیام الانتخابات في کل بلاد العالم جماعة یطلبون ویزمرون ویغتابون لیفوز المرشح ذاك یدخل المجلس لیربح ما یربح، مالاً وجاهةً وهذا الذي کان یروج له بالأکاذیب والغیبة یدخل النار اذاً هذا رجل باع آخرتة بدنیا غیره.
واخیراً هذه الروایة ایضا معبرة کل روایاتهم معبرة الامام الصادق علیه السلام یذکر المصادیق منها ومن لم یدري ما الامر الذي هو مقیم أنفع له أم ضرٌ! انسان الآن اشتغل بکسب له راتب مجزي الآن دخل في تجارة طمعا في المال لا یعلم أن تجارتة رابحة لآخرتة أم لا؟ ینغشل عن المسجد عن الصلاة في أول الوقت عن الاهتمام بالعیال لئن علی عینه غشاوة.
من مصادیقه ایضا انسان یمکث في بلاد الکفر کل یوم یزداد إثماً اولاده ذریتهُ یزدادون تعلقا بتلك البلدان التي یغلب فیها الحرام لا یفکر أنه علی خیر أم علی شر هذا الانسان ایضا من أعظم الناس حسرة یوم القیامة.

اللهم نجنا من مضلات الفتن اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا أبلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.