Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

أضلاع الحب في قلب المنتظر

بسم الله الرحمن الرحيم

من هو المنتظر الحقيقي؟

إن المنتظر الحقيقي ومن يريد أن يكون مهدوياً ويدعو الناس إلى التعلق بإمام زمانه (عج)؛ بحاجة إلى مستوى كبير من الحب المهدوي الذي يجعله يلهج بذكره دائما. إن أمير المؤمنين (ع) يطلب من الله سبحانه في دعاء كميل؛ أن يجعل لسانه بذكره لهجا وقلبه بحبه متيما، وهو معنى مختص بالله عز وجل؛ ولكن ما المانع من أن يتعدى هذا الذكر والحب إلى نبيه وأوليائه (ص)؟ فإذا كان الحب الإلهي المتغلغل في القلب يجعل المحب يلهج بذكر الله؛ فكذلك الأمر إذا تغلغل حب النبي وآل في قلب المؤمن؛ يُصبح القلب متيماً بحب المصطفى وآله، واللسان لهجا بذكرهم. لقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال في وصف أبيه الباقر (ع): (كُنْتُ أَرَى لِسَانَهُ لاَزِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ)[١]، وهذا مصداق لمن يكون لسانه بذكر الله لهجا.

الدعاء للفرج عُقيب الصلوات

إن المؤمن يلهج بالتوحيد والتسبيح والتحميد لله عز وجل تارة، ويلهج بالصلاة على النبي وآله تارة وكلها تعود إلى الله عز وجل؛ فالله سبحانه كذلك يصلي على النبي (ص) والمؤمن يتأسى بالله في ذلك. فإذا ذهبت إلى مكة فالهج بذكر الله سبحانه وأنت في الطواف والسعي وإذا كنت في المدينة في البقيع أو في الروضة فليكن الغالب عليك الصلاة على النبي وآله (ص).

ولهذا رأينا كبار المنتظرين الذين اكتووا بنار فراقه؛ يعيشون غيبة الإمام (عج) ويشعرون بغربته. إننا نرى المرأة تبكي أحيانا من دون سبب ظاهري وعندما تُسئل عن ذلك تقول: تذكرت ولدي الغائب عني. أحيانا تحول بعض الظروف دون رؤية الرجل أولاده أو الأم ولدها لسنوات طويلة ولذلك يقول الوالد أو الوالدة: سلبني الرقاد فراق ولدي، ويبك يان في كثير من الأحيان شوقا.

أين حبك عن حب هذه الأم؟

ومما يُثير العجب أن نرى الأم تشتكي من ولدها العاق لها والذي لا يتصل بها ولا يسأل عن أخبارها ولا يذكرها بهدية أو ما شابه ذلك؛ ولكنها مع ذلك تلهج بذكره، وتبكي لفراقه. فلو تأمل المنتظر هذه الأمثلة لرأى أنه بعيد عن الإنصاف في تعامله مع إمام زمانه. إن إمامنا (عج) غائب عنا ولكننا لا نعيش هذا الفقد ولا نسوحش لفراقه، لأن قلبنا لا يُشبه قلب هذا الأم ولأننا لم نكتوي بعد بنار فراقه.

ومن الأمور التي لا تكلفك شيئا ولكن تجعلك ذاكرا لإمام زمانك (عج) أن تضيف كلمتين إلى صلاتك على النبي وآل (ص) فتقول: وعجل فرجهم. ونحن بحمدالله نُكثر من الصلاة على النبي (ص) في المشاهد وعند انقطاع التيار الكهربائي وعودته وفي كثير من المناسبات وفي غير المناسبات، وفي كل هذه اللحظات نذكره بهذه الإضافة وندعو له ولفرجه. وما المانع من أن تثلث صلواتك بلعن أعدائهم، فتجمع بين التولي والتبري والصلاة على النبي (ص) والدعاء لفرج إمام زمانك؟

أضلاع الحب الثلاثة

وللحب في قلب المؤمن مثلث يتكون من أضلع ثلاثة؛ حب الله، وحب النبي وآله، وحب إمام زمانه المهدي (عج). إننا معنيون بهذا الضلع الأخير ولم يكن هذا الحب قد وُجد بعد في زمن الصادقين أو الجوادين أو العسكريين، وإنما هو شيء اختصصنا به دون الأمم الماضية، فقد وُلدنا في زمن الغيبة.

مكيف لا أنسى ذكر إمام زماني؟

ولأحد كبار المنتظرين من مراجعنا الماضين كلمة جميلة يقول فيها: اربط بين ذكر الإمام (عج) وبين حدث مستمر في حياتك، كالأذان مثلا. إن الأذان يتكرر في الليل والنهار ثلاث مرات؛ فإذا سمع الرجل صوت الأذان أو المرأة التي تعمل في المنزل كان ذلك الإذن محفزا له على الذكر، ولذلك قل عندما تسمع المؤذن: لبيك يا داعي الله، ولهذا المؤذن حق عليك كما ورد في رسالة الحقوق لإمامنا زين العابدين (ع)؛ فحقه علينا لتذكيره لنا بالله عز وجل.

وإذا سمعت المؤذن يذكر النبي وآله (ع)؛ فهذا مذكر لك بأن تصلي على النبي وآله (ص). ثم اختم الأذان بدعاء الفرج؛ فهي ساعة استجابة وخاصة عند الزوال حيث تفتح أبواب السماء. ويتأكد ذلك عندما تكون في أحد المشاهد المشرفة تحت القبة أو في الروضة. فإذا استمريت في الدعاء له بعد كل أذان؛ أصبحت هذه العادة ملازمة ولن تنسى الدعاء له أبدا. ومن المحطات التي يجدر بالمؤمن أن يربط بها ذكر إمام زمانه (عج) ساعات نزول المطر وساعات الخسوف والكسوف وعند الزلازل بعد أن تذكر الله وتصلي على النبي وآله. فإذا أصبحت ممن يلهج بذكر إمامه؛ طلب الإمام (عج) من الله سبحانه أن يبارك فيك بين وقت آخر ولا نقول: أنه يلهج بذكرك فهو في شغل عن ذلك.

[١] الکافي  ج٢ ص٤٩٨.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • ومن الأمور التي لا تكلفك شيئا ولكن تجعلك ذاكرا لإمام زمانك (عج) أن تضيف كلمتين إلى صلاتك على النبي وآل (ص) فتقول: وعجل فرجهم. ونحن بحمدالله نُكثر من الصلاة على النبي (ص) في المشاهد وعند انقطاع التيار الكهربائي وعودته وفي كثير من المناسبات وفي غير المناسبات
Layer-5.png