Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
دار الدنیا دار الاسباب لکل مسبب سبب ولکل معلول علة إلی أن ینتهي الأمر إلی مسبب الأسباب إلی علة العلل وهو ذات الباري جل اسمه وعلی مکانه.
اذا‌ً العالم عالم السببیة في عالم الاعجاز المعجزة لا سبب لها ظاهریا رب العالمین یخلق من الطین کهیئة الطیر هذا الطین یتحول إلی طائر یطیر لا مناسبة بین الطین والطائر، الطائر یخرج من البیض مثلا لا من الطین ولکن الله عزوجل مشیئتة قاهرة وقادرة، طبعا هنا ملاحظة سریعة حتی في المعجزة هناك سبب ولکن السبب سبب غیر متعارف الأرادة الألهیة هي السبب ولکن لا عبر الاسباب المتعارفة ولهذا عندما یصل الله عزوجل إلی قصة ذوالقرنین یقال هنالك ملکان حکما الأرض ملکان عادلان سلیمان النبي وذو القرنین الذي سُئل عنه في القرآن ویسئلونك عن ذا القرنین ملك شرق الأرض وغربها ذو القرنین رب العالمین یُعبر عنه انا مکنّا له في الارض التعبیر تعبیر فاخر کیف رب العالمین یمکن لولیه في آخر الزمان وتُمتعه البعض یقرأها وتمکنه فیها طویلا، رب العالمین مکن الارص لسلیمان ولذي القرنین وفي آخر الزمان لامامنا صلوات الله علیه، الشاهد عندما یصل إلی ذکر ذوالقرنین یقول وآتیناه من کل شيء سببا، رب العالمین هیئ له الامور بتهیئة الاسباب له ومن الاسباب العلم التقدم العلمي من اسباب التمکین في الأرض، ولهذا قصتة معروفة بلغ بین السدین قصة ذلك النحاس المصهور إلی آخره الشاهد أن العالم هکذا ولهذا امامنا الصادق علیه السلام یصرح بهذه القاعدة تصریحاً واضحاً، ابا الله أن یجري اشیاء إلا بأسباب فجعل لکل شيء سببا، الزارع الکسول لا یحصل علی الزرع وإن أجهد نفسه في العبادة سبب الحصاد هو الزرع سبب المال هو الکسب إلی آخره اذاً لکل شيءٍ سبب! طبعا امامنا صلوات الله علیه وهو الصادق المصدق الروایة في الکافي الشریف، في روایة فیها تفصیل یقول وجعل لکل علماً باباً ناطقا (العلم من الابواب) عرفهُ من عرفه وجهله من جهله ذاك رسول الله ونحن، اذاً الامور ینتهي إلی العلم والعلم له ناطق والناطق بالعلم هي هذه الذوات الطاهرة النبي وآله الکرام صلوات الله وسلامه علیه.
في ختام الحدیث نذکر بعض التطبیقات لعالم الأسباب وکل هذه الروایات مرویة عن امیرالمؤمنین في غرره یا له من کتاب قیم امیرالمؤمنین له عشرات الروایات في بیان الاسباب، بالاسباب في عالم القلوب طبعاً أعني في عالم ماوراء الطبیعة، سبب المحبة السخاء ترید أن تکون محبوبا کن سخیاً اتفاقا من اسباب الخلاف الزوجي! الزوجة تقول زوجي خلوق مؤمن صائم مصليٍ یقوم اللیل ولکنه بخیل بُخله سبب الانفصال مثلا اذاً السخاء من موجبات المحبة‌.
امیرالمؤمنین علیه السلام یُبین من اسباب الحزن والکَمَد والقلق والإکتئاب منها الحسد، الحسود یعیش هماً ملازما وخاصة اذا کان حاسداً لأکثر من شخص المحسودون کُثر وکل محسود علیه نعمة جدیدة هذا الحاسد یحترق کل یوم عدة مرات هذا سبب الکَمد والحزن.
سبب الشحناء کثرة المراء الامام یُبین الاسباب الباطنیة سبب الشحناء کثرة المراء، زوجان یتجادلان صباحا ومساءً أحدهم قال عندما أفتح حدیثا مع زوجتي أول جملة جملتین ندخل في عالم المجادلة وبعد المجادلة المخاصمة وبعد المخاصمة والشحناء والحقد! ولهذا المؤمن اذا رأی الأجواء ملتهبة الأجواء عاصفة مغبرة ینسحب من المعرکة ما له والجدال والمراء انسان أو حتی انسانة لا ترید أن تفهم زوجةً أو غیرها هکذا العکس زوجةٌ لا تری زوجاً عاقلا ما لها والدخول في المشاحنات؟
امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یقول سبب العفة الحیاء المرأة قد تکون فیها غریزة مشتعلة زوجها لا یطفیها مقصر في حقها ولکنها حیئة حیائها یمنعها من الحرام بخلاف من لا عفة له قد یکون لها زوجاً عفیفا مؤمناً باراً قلة حیائها یجرها إلی الحرام أخیراً.
امیرالؤمنین ایضا یُبین سبب الفرقة سببٌ الفرقة الاختلاف لا الخلاف انا وإیاك علی خلافٍ، المثل المعروف لا یُفسد في الود قضیة إن کنا مختلفین في التفکیر هذا المقدار لا یُسبب الاختلاف والفُرقة مثلا ورثة میت کل واحد یُفسر ما أوصاه أبوهم هذا الخلاف لا یوجب الإختلاف إلا اذا دخل الهوی في البین اذاً سبب الفرقة الاختلاف، سبب الوقار الحِلم الإنسان الغضوب لا وقار له.
وأخیراً سبب المحبة البِشر الوجه الطلق قلنا قبل قلیل الکرم من موجبات المحبة وکذلك بشر الوجه هذا لا یکلفك مالاً، أن تکون بشاشاً لکل أحد المؤمن حزنه في قلبه وبشرهُ في وجهه هذه بعض الأسباب الذي ذکرها امامنا امیرالمؤمنین ویعسوب الدین وقائد الغر المحجلین.

اللهم النا شفاعتة وارزقنا مشایعتة اللهم أرنا وجهه یوم لقائك أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.