- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
بعض الصفات الاخلاقية اخواني الصفات التي کأنها تبدوا من الکمالیات صفة اخلاقیة تعطي الانسان حالة من الکمال کالقناعة مثلا البعض یقول اذا لم یکن الانسان قانعاً لم یرتکب حراماً، انسان غیر قانع هذه حالة في الباطن لم یرتکب حراماً واضحا ولکن بعض الصفات الاخلاقیة وهي صفات تکاملیة الا انها من موجبات الراحة في الحیاة من موجبات الحیاة الطیبه؛ الانسان الذي یعیش حیاة طیبة حیاة هادئه باطنه باطن هادئ غیر متوتر هذا الانسان في طریق الکمال اسرع من غیره البال المشوش الانسان الموزع لا یتهنئ في صلاة ولا في حج ولا في عمره یطوف وهو مشوش البال طبیعي لا یطوف طوافاً خاشعاً اموره کلها کما یقال اموره عالیها سافلها، الآن في روایات اهل البیت علیهم السلام فلنحیینه حیاة طیبة هذه الآیة فُسرت بالقناعة عکس القناعة ماذا؟ الحرص! من هو الانسان القنوع؟ هناك کلام کثیر حول القناعه؛ ولکن اجمالا اخواني القناعة حالة من حالات الترفع علی الدنیا أن لا یری الانسان الدنیا کبیرة وجمیلة جداً وبعبارة أخری متاع الدنیا لا یملأ عینه، مؤمنان أو مسلمان یزوران بیت احد المترفین قلنا بعض البیوت حقیقتا کالقصور أو هي القصور هذا یخرج وهو مبهور یصف ما رآه وکأنه دخل جنات الخلد، والثاني تقول له یا فلان هل أعجبك هذا البیت هل رأيت المنظر الفلاني؟ یقول انا لا اتذکر أني رأيت شيئا ممیزاً نسیت انا ما کان بالي في هذا الزخرف في هذا الفرش في هذه اللوحة الجمیلة ذهبت وخرجت زیارة مؤمن قضاء حاجة المهم البعض هکذا حقیقتاً لا یری جزئیات المتاع الدنیا هذا الانسان کم هو سعید کم هو مرتاح لا یمد عینیه الی ما مُتع به الآخرین من باب الآن تکمیل الموضوع اذکر لکم مثال؛ اغلبکم یسوق سیارته کیف یتزود؟ یتزود مقدار من الوقود من هذه المحطة ثم یسیر وهو یعلم أنه اذا انتهی الوقود هناك محطة أخری یعرف محطة أخری في الطریق هذه قناعه؛ یعني یتزود من الوقود بمقدار مئة مئتین خمسمئة کیلومتر انتهی الامر، أو تعلمون من هو الحریص؟ ذلك الانسان الذي یسوق سیارته ووارئه شاحنة یجرها معه حینما یذهب تقول یا فلان ما حاجتك لهذه الشاحنة شاحنة وقود؟ یقول نعم انا احتاج الی الوقود هذا من باب الاحتیاط أينما یذهب والشاحنة معه هذا حریص، المؤمن یتزود قوت السنة ولهذا الذي له قوت السنة هذا انسان مستغني البعض في سن الستین لو عاش الی القرن لو عتش قرناً من الزمن أربعون سنة اضافیة حقیقتا له ما یقیم حیاته ما عنده من الرأس مال یکفیه اربعین سنة وخاصة بعض الناس في کبر العمر یخرج بناته اولاده یبقی وهذه العجوزة في المنزل في السنة کم یأکلان کم یشربان کم یلبسان! ومع ذلك في حرص وفي دأب من العیش ما له یکفیه قرون ألیس هذا مثاله مثال الشاحنه الذي یسوق ومعه شاحنة من الوقود؟ هذا هو معنی الحرص، من قنع بما رزقه الله فهو اغنی الناس! لماذا غني یُحسد؟ یقول لئن هذا الغني عینه لیس علی مال الآخرین لئن هو غني انسان ثري جداً انا الانسان المستضعف لو لم تکن عیني علی متاع الغیر انا والغني علی حد سواء ولهذا یقول من قنع بما رزقه الله فهو من اغنی الناس.
کلمة أخيرة الحریص في روایات اهل البیت علیهم السلام تشبیه رائع بعض الامثال حقیقتا لا تُنسی هکذا في مضمون بعض الروایات أن الذي یرید أن یشبع من الدنیا مثله کمن یشرب ماء البحر لا یزیده الا عطشا، رأيتم انسان یرتوي بماء البحر؟ ماء مالح کلما شرب یقول هل من مزید! الانسان الذي لا یقنع بما رزقه الله عزوجل دائما عینه علی الأثری علی الاجمل علی الامتع القضیة لا تنتهي الآن اغنی انسان علی وجه الارض یتمنی حیاة مثالیة أخری هکذا اهل الدنیا لا یقنعون بما لدیهم.
وأخیرا هذه الروایة الاخیرة حقیقتا من موجبات العزة في الدنیا القناعة ما اقبح بالمؤمن هذه الروایة لعل البعض منا لا یعمل بها حقیقتا هذه الروایة من روائع روایات اهل البیت یقول ما اقبح بالمؤمن أن تکون له رغبة تُذله له رغبة یذهب هنا وهناك یسئل فلان ویسئل فلان یصب ماء وجه لکي مثلا یعطی منزلاً قسیمةً أرضاً وغیره فکیف اذا کان الامر أدون من ذلك! ولعل هذه الروایة عن الامام العسکري.
إلهي نقسم علیك بحق اولیائك أن تجعلنا من عبادك الصالحین اللهم لا تفرق بیننا وبین آل محمد طرفة عین ابدا والی ارواح المؤمنین والمؤمنات الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.