Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك حالتان لابد أن یجمعهما المؤمن في نفسه حالتان قد یصعب الجمع بینهما ولکننا هکذا اُمرنا في روایات اهل البیت علیهم السلام، الحالة الاولی حالة الحزن حالة القلق والأذی، لمَ؟ لئن المؤمن حقیقتاً لا یعلم في کل آنٍ ما وضعه هل الله عزوجل راضٍ عنه أم لا؟ لو أن هذه الایام قیل لموظف في شرکة في دائرة أن رب العلم ساخط علیك هذا الانسان کم یقلق! اذا قال له رب العمل لا یُعلم أنه راضٍ أم لا؟ ایضا یقلق لأنه یحتمل في کل یوم أن یُعفی من العمل اذا کان احتمال غضب رب العمل یورث لك القلق فکیف بإحتمال غضب رب الأرباب؟ ولهذا المؤمن لا یضحك بملئ فیه إن ضحك یبتسم ولکن هناك حزن في قلبه طبعا قد تقول هذا الحزن قد یورث الإکتئاب مثلاً هذا الحزن الملازم قد یوجب شیئاً من الاضطراب الباطني اتفاقاً القضیة معکوسة الحُزن علی الدنیا یوجب لك الإکتئاب ولکن الحزن علی الآخرة علی رضی الله عزوجل لا یوحب لك الإکتئاب لأنه هناك حلٌ أضعت مالاً أضعت عزیزاً لا یرجع ولکن تحتمل أن الله عزوجل غیر راضٍ عنك تحزن! هذا الحزن یدفعك لقیام لیلٍ ممیز یدفعك للذهاب إلی المسجد تأخذ زاویة خلوة تصلي رکعتین کما یقال مجال التدارك مفتوح تذهب إلی مشاهد اهل البیت تذهب الحج والعمرة هذا الحُزن محرك اتفاقا دافع اما الحزن علی الدنیا حزن في طریق مسدود لا تعلم ماذا تعمل اذاً في قلب المؤمن هذه الحالة من الحُزن، ولکن مع ذلك ماذا قلنا في أول الحدیث؟ حالتان متضادتان ولکن بشرهُ في وجه، هو في أهلك الظروف حزینٌ ولکن یُظر الابتسامة علی وجهِ کما یقال في العرف انسان بشوش وقد یمازح یلاطف اتفاقاً رأيت باباً في روایات اهل البیت مزاح النبي صل الله علیه وآله وکان مزاحاً لطیفاً، مزاح النبي کان حقاً لا یقول إلا صدقاً وهو یمازح.
امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه یعبر عن البشاشة بأنها حبالة المودة ترید أن تکون محبوباً في دائرة عملك في أسرتك في عشيرتك، البعض یعطي الأموال الذي یأخذ منه المال یغتابه من ورائه لأنه لا یحبه کما یقال یحب جیبه لا یحب شخصه ولکن المؤمن البشوش المؤمن ذو الروح الطیبة الانسان یُحبه ولو لم یکن له مال ولهذا یتفق رفقةٌ یذهبون العمرة الحج زیارة الحسین علیه السلام یقولون لأحدهم أنت تعال معنا وأجرتك علینا وجودك برکة تبعث البهجة في قلوبنا یتفق! لا یُعطی مالاً نُعطي له المال لکي نصاحبه البشاشة حبال المودة، وهنا اسمحولي بین قوسین البشاشة للجنس الموافق البشاشة حبالة المودة حتی للنساء عندما تمازح أجنبیةً تهش في وجهها بشکل متواصل زمیلة في العمل ایضا هذه حبالة المودة في یوم من الایام تتعلق بك وخاصة اذا اُبتلیت بزوج لا مودة له لا یبش في وجهها القضیة عامة البشاشة تجلب المودة سواء في طریق الحق أو طریق الباطل.
امیرالمؤمنین علیه السلام یرغبنا یقول البشر إسداء الصنیعة بغیر مؤونة انسان یعطي الأموال لیس له صدیق أو محب وأنت البشوش لك أصدقاء القضیة کما یقال بلا عوض لماذا تبخل عن هذه البشاشة؟ بالبِشر وبسط الوجه یحسن موقع البذل کم هي کلمات جمیلة تريد أن تعطي مالاً لأحد لا تعطیه وأنت قطبٌ غضب یقول صاحبنا في قلبه یبدوا أن فلان مُکره یعطني ماله هکذا حیاءً مجاملةً کم یستحي! ولکن تعطیه ما تعطیه وأنت تمازحه هذا البذل یقع موقعه اتفاقا یفرح بذلك ولهذا عندما تساعد مؤمناً قل في أثناء الکلام مع البشاشة سامحنا هذا لا یلیق بك هذا المقدور اجعل الجو جو التواضع وجو التقلیل ما تعطیه، إن بِشر المؤمن في وجهه وقوته في دینه وحُزنه في قلبه هذا الذي قلناه في اول الحدیث ذکرناه ضمن هذه الروایة.
روایة أهيرة الآن الانسان الذي لا یبش في وجوه اخوانه انسان کما یقال امیرالمؤمنین المؤمن بشاش لا بعباسٍ انسان قطب الوجه عبوس في منظره ما النتیجة؟ فقد الاصدقاء اولا والأهم من ذلك النبي الأکرم یقول کما روی عنه امیرالمؤمنین إن الله یُبغض المعبس في وجه إخوانه انسان یعبس في وجه المؤمن وخاصةً یذهب البیت الزوجة تنتظره من الصباح یستقبلها أو تستقبله بوجه لیس فیه بشاشة هذه المرأة تحزن هذا الحزن یُبعدك عن الله عزوجل! اذاِ هذه المبغوضیة ایضاً دافعةً لئن نکون من الذین بُشرهم في وجوههم وحُزنهم في قلوبهم.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنه تحیة کثیرة وسلاما بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.