آفة المال

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

مشکلة المال أن المال فیه آفتان الآفة الاولی التعلق القلبي الانسان قلبه معلق بالمتاع المال والبنون زینة الحیاة الدنیا والباقیات الصالحات خیر عند ربك ثواباً خیر أملا، الباقیات الصالحات خیر عند ربك ولکن عند العبد ماذا؟ المال والبنون! اذاً المال لصاحب القلب الفارق کلامنا عن القلب غیر المهذب المؤمن ذکر الله عزوجل یذهله عن کل شيء عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعینهم المؤمن لا یری في هذا الوجود شیئا ملفتاً کله بلون واحد وهو لون ممکن، رب العالمین الواجب ما سواه ممکن کل شيء فیه سبقة الفناء کل شيء هالك اذاً القلب الخالي یتعلق بالدنیا هذا اولا وثانیا امیرالمؤمنین علیه السلام یقول المال مادة الشهوات لو کشف الغطاء للبعض یری الفقر نعمة هو الآن لا یعصي لا من باب التقوی من باب أنه لیس له مال یعصي به، في الصیف اصحاب المال یذهبون الی بلاد الغرب یقعون في المعصیة صاحبنا في البلد أو یذهب للعمرة لزیارة ائمة اهل البیت ولو کان له مال زائد لذهب الی بلاد الفسق اذاً فقره نعمة علیه الغني غناه في بعض الحالات وبال علیه المال مادة الشهوات کلما زادت المادة کلما زاد الإستمتاع بالشهوات هذا ثانیا.
وثالثا الشیطان سلاحه المال هذه الآیة من غرائب الآیات في القرآن الکریم في سورة الإسراء واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب علیهم بخیلك ورجلك القرابة هنا وشارکهم في الأموال والاولاد الآن المشارکة في المال معلوم یحثك علی الرباء مثلا ولکن کیف یشاركك في المال هنا الکلام! والله العالم نحن لا ندري ماذا یقع عند انعقاد النطفة الذي لا یسمي مثلا یعبر عن هذا الولد بأنه شرك شیطان لا نستبعد أن الشیطان یشارك الرجل بنحو من الأنحاء یمسه ویمسها حین انعقاد النطفة ولهذا یقول شارکهم في الأولاد ولکن هناك معنیً آخر البعض یقول هذا المعنی مخیف جداً یعني هذا الولد انعقدت نطفته بمشارکة الشیطان البعض یقول شاركهم في الاولاد أي في تربیتهم تدلله زیادة عن اللزوم تعطیه مالاً من حرام من هذا المعنی المهم الشیطان اعترف بکیده الشیطان له روایات اتفاقا روایات الشیطان معبرة وفیها فائدة عظيمة لئن صاحب الکید یعترف یقول ما أعیاني في إبن آدم فلن یعینني منه واحدة من ثلاث الآن بعض المؤمنین انا سمعت یقول انا لا یمکن أن ازني هذا مستحیل في حقي وهو صادق یقول شرب الخمر یستحیل في حقي انا أين وشرب الخمر؟ السرقة لا تعقل في حقي هذا کله صحیح الشیطان یقول ما أعياني سوف یقع في فخ من هذه الفخوخ الثلاث أخذ ماله من غیر حله المکسب المحرم أو منعه من حقه صاحبنا موظف انسان یعمل یأخذ راتباً حلالاً واتفاقا یبدوا أن المال الوظیفي هذه الایام من بعض الجهات أصلح للعبد، التجارة الحرة تشغله لیلاً نهاراً هو ینام وفکره في التجارة فکره في البضاعة المرسلة من الصین مثلا بینما الموظف یترك الدائرة ینسی کل شيء لو أحترقت الدائرة قد یفرح في قلبه یقول ایام ونأخذ اجازة مثلا ولکن لو احترق دکانه یموت هماً، وثانیا الراتب الوظیفي اذا کانت الوظیفة محللة طبابة هندسة تدریس مال حلال لا شبهة فیه هذه الایام کثیر من التجار للتوسعة المالیة يأخذ التسهیلات کما یقال من البنوك الربویة فيرتطم في الرباء أیما ارتطام قل من یخلوا هذه الایام من التجار من معاملات ربویة کما تعلمون المهم هذا لا یأخذ المال من غیر حله موظف متواضع ولکن المشکلة یمنعه من حقه علی رأس السنة الخمسیة تزید عنده مئة دینار یبخل حتی في العشرین لا یجعل لنفسه سنة خمسیة وبالتالي یقع في فخ الشیطان الثاني الشیطان صادق في ما یقول! یقول لو فلت مني من کل المحرمات لن یفلت من هذه الثلاث اولا یأخذ المال من غیر حله أو منعه من حقه وثالثا موظف له راتب حلال عمل حلال یأتي علی رأس الدوام یخرج في نهایة الدوام لا شبهة في عمله له سنة خمسیة بعض المؤمنین یعطیك المئة فلس یقول هذا خمس مالي الشیطان یوقعه في الفخ الثالث أو وضعه في غیر وجهه، زوجته تصر علیه علی أن یعمل عملاً فیه إسراف وتبذیر أثاث منزله أثاث جید متعارف في شأنه مضت علیه سنة الزوجة تقول مللت من هذا المنظر إرمه جانباً خذ لي أثاث جدیداً هذا ماذا؟ وضعه في غیر وجهه؟ اذاً اخواني هذه مشکلة المال الانسان اما یقع في الفخ الاول أو الثاني أو الثالث.
کلمة أخيرة قد البعض یفهم من کلامي هذه اللیلة أن یتقاعس ویکتفي بالقلیل اذا وجد تجارة مربحة حلالاً فعلیه بالتجارة المحللة بهذا المال یوسع علی الغیر ولهذا امامنا الصادق علیه السلام التعبیر فیه تأکید لا خیر في من لا یحب جمع المال ولکن بقید من الحلال فیکف بها وجهه ویقضي به دینه وفي رواية اخری ویصل به رحمه الآن الرحم الخاص أقاربه أو عامة المسلمین اذاً المؤمن علی رغم عدم تعلقه بالمال یستثمر المال استثماراً مبارکاً اتفاقا کلمة الإستثمار وردت في روایة امامنا السجاد علیه السلام لیس هذا من التعابیر الجدیده! یقول امامنا استثمار المال تمام المروئة هذا لا یعد نقصاً فیك هذا من المروئة والنبي یقول من المروئة استصلاح المال أن تجعل المال في طریق الزیادة نفعاً لنفسك وللغیر.

إلهي لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.