آفة الحسد

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا حول الحسد والحاسد وما هي آثار الحسد عن الذي یبتلی بهذا الداء؟ اولا في القرآن الکریم في سورة الناس أحدی المعوذتین في سورة الفلق أحدی المعوذتین رب العالمین یعلمنا أن نستعیذ به اذا أردت أن تستعیذ من الحاسد قل أعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس هذا في جانب الوسوسة واما في جانب الحاسد أستعذ برب الفلق من شر ما خلق ومن بین من ذکرهم القرآن من شر ما خلق طائفتین السحرة والحساد من شر ما خلق ثم یبین ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد النفاثات في العقد یقال بأنها النساء الساحرات ولکن الحاسد اذا حسد هذا یستعاذ منه هکذا قد یفهم من هذه الآیة أن الانسان الحاسد قد یعیش حالة التألم من حسده کما یقال یعیش المعاناة هو یحسد یتمنی زوال النعمة من الغیر ولکنه متألم هذا المعنی بهذه الطریقة اتفاقا مذکورة في الرسالة العملیة حالة مشابهه، أن الانسان تارة یرائي هذا أمره معلوم وتارة یعیش حالة الریاء یدفع الحالة دفعاً یصلي في المسجد الشیطان یوسوس له یقول اُصلي ریاءً تأتيه حالة الریاء کهاجس ولکن یدفعها ثم تأتي فیدفعها یقال هکذا في الرسالة أن هذه الحالة لا تُبطل! الریاء الهاجسي وعلامته أن يتأذی من هذه الحالة اذاً من تأتيه الهواجس الکفریة يتأذی لیس بکافر الحاسد اذا حسد یعني یقول البعض في التفسیر هکذا اذا أعمل حسده طبیعي الحاسد اذا لم یکن متقیاً خائفاً هذا الحسد یظهر من فلتات لسانه یغتاب المحسود والا کحالة قلبیة یتأذی منها الانسان هذا قد یُغفرله، الحاسد ما هي مشکلته؟ الحاسد اذا حللناه هکذا في المختبرات تعطي المختبر مثلا دماً ولکن عند التحلیل تببین الجراثیم في هذا الدم اذا حللنا دم الحسود أعني دمه الباطني هذا الانسان فیه عدة آفات منها کأنه یعارض القضاء والقدر کأنه یعارض الله عزوجل أنت عندما تتمنی زوال النعمة التي أنعم بها الله علی فلان یعني یارب کأنك لم تکن حکیماً لماذا أعطیت فلان هذه المزیه؟ تمني الزوال هذا باطناً یستلزم کأنك أتهمت الله عزوجل في عطائه ولهذا في الروایة یقول الا لا تعادوا نعم الله قیل یا رسول الله ومن الذي یعادي نعم الله؟ قال الذین یحسدون الناس.
کذلك في عبارة أخری فإن الحاسد ساخط لنعمي صاد لقسمي الذي قسمت بین عبادي اذاً تقریباً حال الحسود حال الکافر وإن لم یعترف بلسانه طبعا لو أن قال هذه الحالة الباطنیة أبدی عنها بلسانه صار کافراً من یقول بأن الله عزوجل غیر حکیم أي أیمان یبقی له؟
المشکلة الثانیة في الحسود أنه یعیش المعاناة الباطنیة دائما یعیش حالة القلق کلما رأى نعمة علی المحسود هذا المسکین یحترق في باطنه، روایة طریفة عن امیرالمؤمنین علیه السلام یقول ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد ولکنه کأنه مظلوم لئن هذا مبتلی نفس دائم وقلب هائم وحزن لازم هذا الانسان یعیش المرض الباطني ومن المعلوم أن الأمراض الباطنیة تورث الأمراض الظاهرية الحسد شر الأمراض کما روي.
الحسد والتکبر اول معصیة اُرتکبت علی وجه الارض ما الذي أدخل ابلیس في اللعنة الدائمه؟ یقول امامنا الصادق علیه السلام یشبه الحاسد کإبلیس أورث بحسده لنفسه اللعنة ولآدم الإجتباء آدم اُجتبي وابلیس لُعن اذاً الحاسد فیه صفة شیطانیة واضحه.
الآن نحن ماذا نعمل؟ اولاً اذا رأيت انساناً حاسداً توقی شر بم؟ اولا بالاستعاذة منه في سورة الفلق هکذا قل أعوذ برب الفلق وهنا هکذا نقطة قرآنیة أنت عندما تذهب الی السلطان الی الملك تقول للناس اُرید أن أذهب للسلطان لیکفیني شراً ماذا یُفهم؟ یفهم أنك مبتلیً بشر عظیم والذي ینصرك عظیم ایضاً مرة تشتكي الی شرطي تشتکي الی وجیه لا قدرة له ولکن اذا أشتکیت عند الله عزوجل رب العالمین هو المنتقم اذاً في سورة الفلق ماذا نقول؟ أعوذ برب الفلق یعني يارب أنت أعذني من الساحر ومن الحاسد رب العالمین کیف یتعامل مع الحاسد؟ اذاً اولاً أستعذ بالله عزوجل وثانیاً عن النبي الأکرم توصیة جمیلة أستعینوا علی قضاء حوائجکم بالکتمان بعض الناس بلا مناسبة یتبجح بثورته رصیده في المصرف ثروته منازله بیوته ما الحکمة لماذا تذکر ما أنعم الله به علیك؟ مرةً تذکره لثقة یدعوا لك بالبرکة لغرض لإستشارة ولکن فإن كل ذي نعمة محسود ولهذا توقی شر الحاسدین.
هناك سئوال وجواب ما هي حقیقة العین لماذا الانسان یتقي الحاسد؟ مرة الحاسد صاحب سلطة صاحب قوة یؤذیك بقوته حاسد ومقتدر یؤذیك في السوق مثلا رئیس التجار حاسد بألاعیبه بحرکاته مثلاً یوقعك في الخسارة لأنه قادر یشتري سلعة یبیعها بأقل من سلعتك هذا في الأسواق معروف ومرة الانسان لیست له قدرة ولکن بنفسه یؤذيك هناك من یقول بأن هذا الأمر واقع کاد الحسد أن يقلب القدر اذاً لیست القضیة المؤامرات وغیر ذلك! الحاسد من دون عمل من الممکن أن یوقعك في الأذى وإن کاد الذین کفروا لیزلغونك بأبصارهم اذاً هذا ایضا شر الآن البعض یقول الحاسد أين وانا أین کیف یؤثر علي؟ هذه أسرار النفوس لا تستبعد وجود شيء في نفس الحاسد یؤذيك علی کلٍ البعض یقول انا أرى نعم الغیر مثلا أسمع عن زوجة فلان أنها زوجة صالحة تقیم اللیل مطیعة لزوجها كذا كذا انا لي زوجة بعکس ذلك من الطبیعي أن تنقدح في قلبي حالة الحسد الحل ماذا؟ الانسان موجود علی کل حال طبیعي یعیش هذه المعاني اولاً یقول ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضکم علی بعض الامام صلوات الله علیه یقول لا یتمنی الرجل امرأة الرجل ولا إبنته ولکن یتمنی مثلهما طبعا هنا اشارة أخلاقية الذي یعیش هکذا المجالس المختلطة من النساء والرجال هذه الآفة تقع البعض یری زوجة الناس هکذا یعیش هاجسها یحبها من دون أن یعترف لأنها ذات بعل یا لها من کارثة أن یعیش الانسان هذه الحالة من أسوء الحالات التي تنتاب المؤمن أو المسلم اولا لا تتعرض للنظر الی نساء الغیر وإن وقع في قلبك شيء قل یارب اسئلك من فضلك سل الله عزوجل لا أن يعطيك النعمة نفسها بل خیراً منها وما ذلك علی الله بعزیز.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغخ عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.