آداب تلاوة القرآن الكريم 1

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا في هذه السلسة المختصرة حول آداب تلاوة القرآن الکریم، اولا المؤمن له علاقة متمیزة مستمرة بکتاب ربه مع الأسف البعض له أُنس بکتاب الله عزوجل ولکن في شهر رمضان المبارك فحسب مثلا، تأتيه فترة من العمر یقع في ضائقة في المستشفی في السجن في غیره نری البعض یُقبل علی ربه صلاةً تلاوة دعاء فإذا نجاه الله عزوجل مما هو فیه رجع علی ما کان علیه یعني ترك کل ذلك، هذا لیس من أدب العبودیة أن یطلب الانسان ربه طلباً للحوائج تحت ضغط الظروف الحیاتیة والبدنیة والاُسریة هذا لا نجعله في خانة القرب الإلهي، من أراد أن یکون متمیزاً في عبادته لابد أن یجعل علاقته مع الله عزوجل علاقةً صافیة وبالمناسبة بین قوسین البعض یقول کیف أجعل العلاقة هکذا؟ طبیعة الانسان له طمع في ما یُقدم علیه، ولکن أقول في عالم الاُمهات نری اُمً لها طفل مشلول معوق ذهنیاً بدنیاً لا ترجوا منه الخیر ابداً ولکن الوالدین نراهما لا یقصران ابداً في تربیة هذا الولد بل نری البعض یحب هذا المریض أکثر من الطفل السلیم، یقول هذا بحاجة إلی رعایة هذا کما یقال مبتلی وهنیئاً لإنسان ربی ولداً مریضاً معاقاً قربة إلی ربه یعني یارب أنت الذي منتحنا هذا الولد نربیه لأنه خلق من خلقك لو کان الأمر بأیدینا في عالم الجنین لخلقنا خلقاً سویاً ولکنك شئت وانا عبد لك وانا أمةٌ لك، المهم المؤمن علیه أن یجعل علاقته مع الله عزوجل کهذه العلاقة علی الأقل یعني یجعل علاقته بالله عزوجل لا مقدمة لشيء ولکن یجعل هذه العلاقة؛ علاقة متمیزة بمعنی أنه یبتغي القرب من ربه وإن لم یحصل علی بعض المزایا في الحیاة الدنیا.
بعد هذه المقدمة أقول بأن تلاوتنا لکتاب الله عزوجل من باب التلذذ، کلام الرب الذین آمنوا أشد حباً لله في عالم الحب البشري المحب یحب محادثة من یُحب تارة یستمع له وتارة یحدثه نحن في الصلاة نحدث رب العالمین في الدعاء نحدثه وفي تلاوة القرآن نسمع حدیثه، الذي یتلوا القرآت بهذه النية بهذا المنطلق من الطبیعي أن یسعی لئن یحول تلاوته المجردة إلی تلاوة خاشعة، نرید في هذه الدورة القصیرة بأذن الله عزوجل أن نأخذ دورة في التلاوة الخاشعة المقدمات إلی النتائج، من المقدمات البعیدة الآن الکلام في التلاوة الخاشعة ولکن ما المانع أن نبدأ من هذه النقطة؟ النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم کما روي عنه یقول إن أفواهکم طرق القرآن فطیبوها بالسواك، اول خطوة المظهر الخارجي أن یطیب الانسان فمه أن یطیب بدنه الطیب من موجبات راحة الباطن ولا نستبعد أن الملائکة تستهویها الرائحة الطیبة، فإذاً هنالك أدب ظاهري کما قلنا متمثل بتطییب الفم وتطییب البدن والثوب.
وثانیا قبل أن نتلوا القرآن الکریم الشیطان یعینه علی الممیزین من المؤمنین والمؤمنات الساهي اللاهي اللاغي العاصي هؤلاء الشیطان قد فرق منهم یعني هکذا شحنهم وترکهم، رأیتم بعض القطع هکذا تشحنهم بالکهرباء وتترکه یمشي بالشحنة التي أکتسبها البعض هکذا، الشیطان یحرکه یشحنه شهوةً غضباً وهماً ثم یترکه لحاله هو یمشي والغضب قائده والشهوة سائسه والوهم لبه هکذا الأمور الثلاث محیطة به، ولکن بمجرد أن ترید أن تُنفق تضع یدك في الجیب یأتیك الشیطان یعدکم الفقر یقول أنت أولی بحفظ هذا المال لذریتك الا تخاف الفقر یوماً ما؟ الدنیا مضطربة وضع الاقتصاد العالم متأزم کما یقال في المثل الذي لا نقبله إدخر القرش الأبیض للیوم الأسود وأن في الیوم الأسود لا رزاق في البین، المهم اذا أردت أن تنفق بادر في الإنفاق فإن الشیطان یثبط همتك وعند تلاوة القرآن کذلك وعند الصلاة کذلك اذا أردت أن تصلي الشیاطین تجتمع علیك ولهذا أحدنا في حال إقبلل في المشاهد زار زیارةً بلیغة بکی بکاء کثیرا یرید أن يصلي الشیاطین تحوم حول قلبه، تقرأ الصحیفة تنظر إلی التلفاز لا تری شیطاناً معك ولکت بمجرد أن تفتح القرآن الکریم الذهن یذهب یمیناً وشمالاً البعض یشتکي یقول یأتينا النعاس فجأةً، اذاً الشیطان یأتيك وقت تلاوة القرآن الکریم ولهذا یقول القرآن فإذا قرأت القرآن فأستعذ یعني اذا هممت أن تقرأ والا اذا أنهیت القرائة إنتهی الأمر، اذا أن تقرأ کتاب الله عزوجل إستعذ بالله من الشیطان الرجیم لأن الشیطان یخشی أن تتأثر بالتلاوة وتستفید من کتاب الله عزوجل.
هنالك روایة یقول تعوذ بالله من الشیطان الرجیم وذکر أن الرجیم أخبث الشیاطین، الشیطان له أعوانه له أنصاره له ذریته هذه الشیاطین الصغار تنطلق في الأرض لإغواء بني آدم نقیض له شیطان لا نستبعد أن البعض له شیطان قرین ولکن هذه الروایة تقول الشیطان الرجیم أخبث الشیاطین؛ رأيتم في عالم الجراثیم؛ جرثومة تُقضی بدواء معین ولکن بعض الجراثیم فتاکة لا يقضي علیها الدواء ولهذا اذا أردت أن ترکز بجهدك هذا الترکیز الذاتي لا یصل إلی نتیجة ما الحل؟ إستعذ بالله من الشیطان اللعین الرجیم یعني قل یارب الشیطان في قبضتك خلق من خلقك وانا عبد مسکین إن لم تصرف عني کیده ولولا فضل الله علیکم ورحمته لأتبعتم الشیطان یارب إجعل قلبي وذهني في درعك في حمایتك لا تقل أعوذ بالله کذا لقلقة جری العرف هکذا البسملة هکذا إجعل بسملتك وإستعاذتك قبل تلاوة القرآن الکریم من هذا المنطلق من منطلق الخوف من هجوم الشیاطین علی قلبك إن إستعذت حق إستعاذة وبسملت حق البسملة يرجی أن تکون في درع الله عزوجل في درعه الحصین.

اللهم وفقنا لتلاوة کتابك کما تحب وترضی اللهم لا تجهل الدنیا أکبر همنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.