آداب الصلاة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا اللیلة حول موضوع الصلاة لئن هذه الحرکة أهم ما في حیاتنا من الحرکات اولاً حرکة متکررة الصیام في السنة مرة الحج في العمر مرة الخمس بالسنة مرة ولکن الصلوات الیومیة خمس مرات نقوم بین یدي الله عزوجل، تارك الصلاة هذا لا کلام لنا معه هذا في حکم الکافر لیس بکافر شرعاً فقهیاً ولکن الذي لا ينحني امام ربه ولا یسجد ما الفرق بینه وبین منکر الربوبیه؟ مشکلة المصلین انهم یصلون ولکن کیف یصلون؟ اولاً البعض صلاته لیست فيها مظاهر الخشیة الظاهریة یصلي بثوب النوم برائحة نتنة في مکان قذر امامه ضجیج امام الأطفال أي صلاة هذه؟ احدنا یصلي بثوب بهذا الثوب لا یقابل به أضعف الناس ولکن مع رب العالمین ولکن مع رب العالمین لا یبالي حتی أن البعض یسألنا یقول کیف لو صلی الانسان بسروال فقط؟ نقول صلاته صحیحة ولکن تخیل انساناً یصلي اختیاراً بهذا الزي! ولکن البعض یتقن صلاته ظاهراً الثوب نظیف الطیب في المسجد في الجماعة من کل جهات الظاهر مجتمعة صلاته ولکن یغفل أن روح الصلاة الإقبال فیها کل هذه الحرکات من الطیب وغیره واستقبال الصلاة مع الجماعة کل هذا ظاهر الصلاه! الروایات کثیرة في هذا الباب حیث تعلق القبول علی الإقبال في الصلاة بین یدي الله عزوجل، یقول اذا قام العبد الی الصلاة أقبل الله عزوجل علیه بوجهه بمجرد أن یکبر رب العالمین یقبل علیه فلا یزال مقبلاً علي حتی یلتفت ثلاثة مرات رب العالمین لیضا عفو کریم في المرة والمرتین والثلاث یعفوا عنك فإذا التفت ثلاثة مرات أعرض عنه یعني حتی لو کان في جماعة حتی لو کان في زي حسن حتی لو کان متطیباً حتی لو کان یصلي خلف مقام ابراهیم اذاً ملاك الإقبال ملاك القبول اقبال العبد علی الله عزوجل.
روایة اخری في هذا المجال الانسان یقول انا أقبلت في الفاتحة في الرکعة الاولی ثم أدبرت في الباقي ما أقبلت فیه یرتفع وما لم تقبل فیه هذا لا یرتفع الی الله عزوجل عن النبي الأکرم إن العبد لیصلي الصلاة لا یُکتب له سُدسها ولا عشرها وانما یُتکب للعبد من صلاته ما عقل منها یعني ما کان فيها مقبلاً متفکراً عقله معه لا یمیناً وشمالاً.
صلوات الله علی امیرالمؤمنین طبعاً ائمتنا صلاتهم من نوع آخر لا تشبه صلواتنا امامنا زین العابدین علیه السلام سقط ردائه عن أحد منکبیه ولم یسوه فقیل له کیف ذلك؟ قال ویحك أتدري بین یدي من کنت؟ هکذا صلواتهم، نتشبه بهم تشبهاً امیرالمؤمنین کان مع النبي صلی الله علیه وآله وسلم اُهدي الی النبي ناقتان عظیمتان الناقة في ایام الجاهلیة وفي ایام الاسلام کانت تعد افضل هدیة اغلی هدیه! النبي جعل الناقتین جائزة لمن؟ قال فجعل إحداهما لمن یصلي رکعتین لا یهمه فيهما بشيء من أمر الدنیا یعني ایها المسلمون من البطل یصلي رکعتین لا یذهب بشيء من أمر الدنیا؛ کالعادة لم یجبه أحد سوی علي علیه السلام النبي أعطاه کلتیهما هو اعطی الجائزة واحدة ولکن لأميرالمؤمنين أعطی الناقتین هنالك اعظم من هذه الجائزة وحقیقتا هذه الجائزة مغریة جداً والروایة عن الامام الصادق علیه السلام أتمنى من الأخوة المستمعین والحاضرین یعملوا بهذه الروایة ولو في العمر مرة نتوقع في کل یوم مرة ولکن اذا لم یمکنك ذلك في السنة مرة في الشهر مرة في العمر مرة الجائزة لمن قام بهذا العمل في العمر مرة فکیف اذا کان في کل یوم! امامنا الصادق علیه السلام یقول من صلی رکعتین یعلم ما یقول فيهما الامام الصادق لم یجعل مواصفة مستحیلة ما قال یبکي من خشیة الله ما قال مثلا تجري دموعه اجمالاً یعلم ما یقول فیهما بعض الناس عندما ینتهي من صلاته یقول أنت بعد سورة الحمد أي سورة قرأت؟ قول لا أتذکر! یعني هو قرأ السورة ولکن لا یتذکر أي سورة قرأها في القنوت ماذا قلت؟ یقول نسیت قلت دعاء اذا کان الدعاء متنوعاً یقول لا ادري أي دعاء دعوت! ما هي الجائزه؟ إنصرف ولیس بینه وبین الله ذنب یا لها من جائزة عظیمه.
ولهذا في الختام اقول اخواني لا تجعل همك الکثرة من دون نوعیة رأيتم بعض الناس في الحج وغیره في المسجد الحرام في المسجد النبوي مثلا یصلي کثیرا من بعد صلاة العشاء لعله الی أذان الفجر بصلي صلاة ساهیة لاهیة من هیئته نعلم ذلك والبعض منهم ینام بین الصلوات ویقول ویکمل صلاته من دون وضوء المهم النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم یقول یا أباذر رکعتان مقتصدان یعني خفیفتان وانتم تعرفون في المستحبات لا تجب السورة لا مصلي علی النبي وآله هذا مستحب في الرکوع والسجود لا تقنت هذه رکعتان مقتصدان ولکن بقید في تفکر خیر من قیام لیلةٍ والقلب ساه طوال اللیل صلیت ولکن بقلب مشوش رکعتان مقتصدان خیر من قیام لیلةٍ والقلب ساه وفي روایة اخری رکعتان خفیفتان في تفکر خیر من قیام لیله فکیف بمن جمع بین قیام اللیل کله وبین التفکر هذا المعنی ممکن ولکن بعد المجاهدة والمراقبة والمحاسبه.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك اغفرلنا ذنوبنا وفقنا لما تحب وترضی انك علی کل شيء قدیر بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.