آداب الإنفاق

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا في آداب الانفاق من شروط الانفاق المقبول عند الله عزوجل بل من اهم الشروط أن یکون المال مکتسباً من حله، بعض الناس في مجتمعاتنا هذه الایام احدنا یقبطهم هکذا فلان ممدوح بأنه انسان موفق ینفق من ماله الکثیر ولکن لا نعلم ما هو حاله یوم القیامه؟ قد یکون له صیت في مجال الخیر والخیرات ولکن یوم القیامة کما یقال فجعلناه هباء منثورا لم؟ لئن المال لم یُکتسب من حله وانفقوا من طیبات ما کسبتهم ولا تیمموت الخبیث منه تُنفقون بعض الناس ینفق ولکن ینفق من الخبیث، وهذا المعنی وقع في زمان النبي صلی الله علیه وآله وسلم قوم کان لهم مکاسب سوء في الجاهلیة من مکاسب السوء عندهم الربا انتم تعرفون اهل الجاهلیة لهم صفات وئد البنات الزنی الرباء المحرمات کانت متفشیة فیهم فلما اسلموا ارادوا أن یخرجوها من اموالهم لیتصدقوا بها بعض الناس یأخذ ارباح ربویة وینفقها في سبیل الله تقریبا في هذا السیاق فأبی الله تبارك وتعالی الا أن یخرجوا من أطیب ما کسبوا اذاً أن یربح الانسان مالاً حراماً ثم ینفقه هذا المال لا قیمة له.
کذلك من صفات الانفاق الجید أن ینفق الانسان مما یحب؛ هذه الایام متعارف بعض الناس یتصدق بالثیاب المستعملة یتحیر ماذا یصنع بها؟ فإذا جاء احدهم یقول اشکرك علی انك خلصتني منها هذا الانفاق لا یعد انفاقا طیبا لن تنالوا البر حتی تنفقوا مما تحبون، النبي صلی الله علیه وآله وسلم له کلمة جمیلة یقول هذا المعنی إن شاءالله یبقی في بالکم تذهب الی بلاد اجنبیة تأتي بتحفة لأهلك یقول کلما ابصرته بعینك واستحلاه قلبك أو استخلاه قلبك أمر استحلیته ذهبت الی السوق اشتریت فاکهة في اول فصله فاکهة غیر متعارفة النبي صلی الله علیه وآله وسلم کما روي عنه طبعا یقول فأجعله لله فذلك تجارة الآخره، مادام قلبك تعلق بهذا الشيء تصدق به؛ رأينا بعض المؤمنین بیده سبحة فاخرة غالیة حریص علیها أن لا یضیعها لا یفقدها اذا احدهم قال اعطني أری هذه السبحة یخاف أن یعطیها هکذا له حرص علیها اذا اردت أن تتقرب الی الله تصدق بهذا الذي تعلق به قلبك لا تجعل في الدنیا شیئاً یتعلق قلبك به! هکذا یقال والله العالم في ساعة الاحتضار یأتي في بال الانسان أحب الاشیاء الیه هذا الشيء یزعجه یرید أن یفارق الدار التي احبها بناها زینها ساعة الاحتضار قلبه في هذا المنزل یلقی ربه بقلب مشغول بهذا البیت، بهذا الاثاث المرأة بالزینة وهکذا، اذاً الانفاق المتمیز مما تحب‌‌.
روایة جمیلة عن ام المؤمنین عائشة تقول ذبحوا شاة فقال النبي ما بقي من هذه الشاة؟ فقالت ما بقي منها الا کتفها یبدوا والله العالم أنه هذه الشاة كأنه وزعت بقي منه الکتف النبي صلی الله علیه وآله وسلم علق علیها قائلا بقي کلها غیر کتفها الذي وزع ذاك الباقي هذا الکتف هو الفاني انتم تأکلون هذه الکتف تنتهي اذاً بقي کلها غیر کتفها اذاً هذا ایضا من صفات الانفاق.
کذلك من صفات الانفاق أن ینفق الانسان بما أمکنه الانفاق واقعا بعض الناس لا یمکنه الا أن ینفق مما عنده لا تحتقر اموراً ثلاث لا تحتقر انسانا فلعله الولي وأنت لا تدري لا تنظر الی هیئته الی ثیابه البالیة انسان لا یُعبأ به ولعله الولي تحتقره فتسقط من عین الله عزوجل لا تحتقر معصیة فلعله المهلکه؛ هذا المثال ذکرته البعض تأثر إن شاءالله یبقی في بالکم عند کیل الرز مثلا هذا الکیل هذه الکفة لا تسقط الا بحبة رز اخیرة اذا تجاوز المقدار المعین الحبة تسقط! بعض الناس تتراکم علیه المعاصي معصیة صغیرة واذا بالکفة تسقط اذاً لا تحتقر المعصیة فلعلها هي المهلکة ولا تحتقر طاعة لعلها هي المنجیه! ابتسامة في وجه اخیك المؤمن هذه الابتسامة تنزل علیك رضی الله عزوجل اذاً بعد هذه المقدمة امامنا الصادق علیه السلام یقول ثلاث من أتی الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة الانفاق من اقتار ایام المحنة کما یقال ایام الغزو والحروب الذي ینفق هذه النفقة لها قیمة عند الله عزوجل والبشر لجمیع العالم بعض الناس یبتسم في وجوه المترفین لیستفید منهم یبتسم بوجوه النساء لیحظی منهن یبتسم في وجه زوجته واهله واما الناس فلا یبتسم البشر لجمیع العالم ألقي الناس بابتسامة هذه من صفات المؤمن، المؤمن هش بش المؤمن الفٌ مألوف ولا خیر في من لا یألف ولا یؤلف والانصاف من نفسه هناك شهادة لضرره لضرر ولده لضرر امواله یشهد لله عزوجل هنیئاً لمن تقبل الله منه انفاقه.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام انك علی کل شيء قدیر.