آثار غض البصر

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

هنالك سیاسة الدفع قبل الرفع وبعبارة أخری رفع المانع قبل إیجاد المقتضي الانسان العاقل اولا یدفع الموانع ثم یوجد المقضتیات مثاله عالم الزراعة في عالم الزراعة قبل أن یبذر البذر ماذا یصنع الزارع؟ یزیل ما یوجب عدم النمو یرفع الحشائش الضارة وغیر ذلك العاقل یدفع عن نفسه موجبات التسافل ومنها المعاصي حدیثنا بعد هذه المقدمة الانسان الذي یقوم بالطاعات صلاة قرائة زیارة غیر ذلك ولکنه یرتکب ما یوجب تلوث الباطن هذا الانسان لا یرتفع بنیانه بمثابة حوض مائیاً یصب فیه الماء الزلال وفي الحوض ما یوجب تغیر اللون والرائحة وغیر ذلك المؤمن من النوافذ التي یراقبها جیداً نافذة النظر هذه حدود مملکة الوجود! الحواس الخمس هذه حدود مملکة الوجود تصور مملکةً حدودها لا حراسة علیها ما شأن هذه المملکه؟ یدخل فیها کل المجرمین في العالم مملکتك محاطة بهذه الحدود ومنها البصر العین! امیرالمؤمنین علیه السلام ذلك الموجود الذي لم ینظر الی شيء الا ورأى الله قبله وبعده ومعه ولکن مع ذلك النبي الأکرم یخصه بالخطاب واضح الحدیث هنا من باب أياك أعني وأسمعي یا جاره المثل المعروف النبي یقول لأميرالمؤمنين یا علي لك اول نظرة والثانیة علیك ولا لك النظرة الاولی نظرة غیر أختیاریة خرجت من المحل فتحت باب الدابة فاجئتك امرأة والنساء هذه الایام تعرفون ماذا یصنعن! یصنعن للأغیار ما لا یصنعن لأزواجهن هذه المواجهة الاولی الفجائیة نظرة الفجأة کما في بعض التعابیر أنت لست مؤاخذاً علیها ولو رأيت منظراً في أعلی درجات الاثارة منظر مثیر جداً ولکن بمجرد أن رأيت غضیت البصر هذه النظرة لا تؤثر فیك وهذا مجرب تفتح مذیاعاً تفتح تلفازاً تفاجئ بمنظر کما في روایة الامام الصادق علیه السلام یقول إما أن ترفع بصرك الی السماء أو تغمض البصر وهذه نعمة طبلة الأذن تعمل لیلاً نهاراً لو أردت أن لا تسمع الأمر لیس بیدك ولکن من النعم رب العالمین جعل جهاز التحکم في النظر والنطق النطق الشفتان أطبق الشفتین لا کلام أطبق العینین لا رؤیة لا من منظر الأمر بيدك أنظر الی السماء الآن جهة السماء تذکرك بالعرش بالمعاني العالیة أصرف النظر عن هذه وأنظر الی السماء هذه النظرة تنقذك من هذه الفتنة النظرة بعد النظرة تزرع في القلب شهوة النظرة الاولی لیست اختیاریة طبعا النظرة الثانیة البعض من الناس یخدعه الشیطان ینظر دقیقة کاملة ثم یغض بصره یقول هذه نظرة أولى من تخادع؟ النظرة الاولی یعني ثانیة بعد الثانیة القضیة إرادية النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة الآن البعض محظوظ نبتته تخرج ثم تذبل ولکن بعض الأوقات هذه الشجرة ثمرتها أعوذ بالله الزنی اذاً هذه الشجرة قد تکون شجرة ملعونة لا تنبت هذا النبات في قلبك وکفی بصاحبها فتنة! مشکلة الشهوة منذ أن خلق الله آدم فلما تغشاها حملت حملاً خفیفاً آدم لولا شهوته لما أقترب من حواء اذاً هذه الشهوة خُلقت في الانسان منذ اول یوم لحکمة الحکمة واضحة لولا الشهوة من يأتي الی بیته امرأة یطعمها یکسیها یعطیها الأموال هذه مساعدة لفقیر لولا الشهوة لما أسس الشاب بیت الا بقصد القربة الی عزوجل یعني يؤي امرأة في بیته ولکن القضیة عندنا لیست کذلك! الشهوة من موجبات ادامة النسل البشري حتی في زمان الائمة والنبي مشکلة النساء کانت مشکله! طبعا هذه الایام المشکلة أعظم في المنزل أنت مبتلی في زمان النبي والائمة من کان یخرج وأتفق أن مرت امرأة سافرة في تلك الایام یصاب بالفتنة ولکن جهاز في جیبك تخرجه فتری ما تری المهم امیرالمؤمنین کان جالساً فمرت بهم امرأة جمیلة أصحاب امیرالمؤمنین حول امیرالمؤمنین نحن نتمنی أن کنا لو رأينا جمال الامام نقنع أنفسنا بهذه الصور المرسومة والتي لا تعکس الواقع أصحاب امیرالمؤمنین امام امیرالمؤمنین هذا الجمال الألهي إن مرت بهم امرأة جمیلة فرمغها القوم بأبصارهم الآن الکل ترك النظر الی الأمیر وتوجه الی المرأة أو الغالبية المهم رمغها القوم بأبصارهم طبعا امیرالمؤمنین یتألم یری أصحابه ترکوا النظر الیه ورمغوا هذه المرأة فقال إن أبصار هذه الفحوال طوامح الرجال فحول هذه الأنظار تمتد الی النساء وإن ذلك سبب هبابها أي هیجانها رأيت أعمی یثار بالنساء؟ لا یری شیئا الذي یثار هو المقصر ألقاه في الیم مکتوفاً وقال له أياك أياك أن تبتل بالماء عندما یأتيني الشاب ویقول انا مثار في الجامعة والمعهد أقول هل تنظر بریبه؟ یقول نعم أقول أذهب لا تخادع نفسك تنظر تثار وترید أن لا ترتکب الحرام من شم رائحة اللحم المشوي مثلا یسیل لعابه لا تقترب وأنت صائم لماذا تشم الأطمة الطیبه؟ اترك الأمر اذاً امیرالمؤمنین جعل النظر أساساً للفتنة صلوات الله علیه بین حلاً عملیاً قال فإذا نظر أحدکم الی امرأة تعجبه فلیلامس أهله یذهب الی زوجته فإنما هي امرأة كأمرأته جوهرهن واحد في مقام الاستمتاع القضیة هي هي في رواية أخرى یقول فإن لم تکن له زوجة کعزاب المؤمنین فلیصلي رکعتین ویحمدالله کثیرا ویصلي علی النبي وآله شاب اُثیر رأى امرأة تحسر یری أقرانه قد تزوجوا مثلا صلي رکعتین بتوجه ثم یسئل الله من فضله فإنه یبیح له برأفته ما یغنیه بدلاً من الانشغال بالشهوات هکذا.
ختام الروایة هذا الختام غیر مرتبط بأصل الروایة ولکن انظروا الی حلم امامکم! فقال رجل من الخوارج قاتله الله کافراً ما أفقهه نسب الامام الی الکفر دعی علیه قاتله الله المهم بعض أصحاب امیرالمؤمنین وثب لیقتلوه هذا الانسان ناصبي قطعا من تکلم علی امامه بهذا الکلام فقال رویدة إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب اما أن یعفی عنه أو کما قال قاتله اله قولوا قاتلك الله وانتهی الأمر هل أن أحدنا له هذه الدرجة من الحلم هذا امامکم هکذا کان صابراً علی أذی قومه.

إلهي بحق فاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.