آثار حسن السريرة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
لکل انسان ظاهر وباطن، ظاهره من نراه من عمله من سیمائه وله باطن هذا الباطن یعلمه اثنان اولاً رب العالمین مطلع علی السرائر ولهذا رب العالمین عندما یحاسب العبد یذکره بما کان یُبدي ویُخفي، الآن انسان یضمر حسداً حقداً عداوةً ولکن لم یظهر ذلك للطرف الآخر حسب الظاهر ما إرتکب إثماً علی بعض المباني البعض یقول الإثم ما جری علی الجوارح أن تحسد في باطنك أن تحقد في باطنك وأنت متألم مما أنت فیه رب العالمین لا یؤاخذنا بدلك ولکن من الممکن أن تُعاتب! النیة السیئة من موجبات تلوث الباطن أين الباطن السلیم من هذا الباطن؟ نحن عادةً ظاهرنا أحسن من بواطننا الناس یعلمون منا خیراً ولهذا اُمرنا علی المیت أن نقول هذه الجملة اللهم انا لا نعلم منه الا خیراً طبعا هذه الجملة صادقة للبعض نحن نقولها تعبداً وإلا بعض الأموات لا نعلم من إلا شراً أو نعلم منه شراً وخیراً متناصفان خیره أو شره، الشاهد الانسان هو الذي یعلم ما في قلبه أولاً خلجاته الباطنیة انسان یمر في السوق مع زوجته ظاهره ینظر إلی الأمام ولکن له خائنة الأعین، رب العالمین یعلم بطرف النظر، نظر إلی امرأة بشهوةٍ أو بریبة ولهذا رب العالمین یصف نفسه یعلم خائنة الأعین وما تُخفي الصدور، اذاً بإمکان الانسان أن یتصنع الصلاح وهو غیر صالح إصف إلی خلجاناته الباطنیة هنیئاً لإنسان لو کُشف باطنه لما رأينا منه الا خیراً، هناك تعبیر جمیل هذه الأیام کامیرات المراقبة في کل مکان في العمل في المنزل في الشارع یقول البعض بتعبیر عصري التقي من هو من هو المتقي؟ ذلك الذي لو سجلته خفاءً من دون علمه لو علم لأنضبط! سجلته اسبوعاً کاملاً کما یعبر عنه هذه الایام بالکامیرات الخفیة ثم قلنا له یا فلان سنعرض هذا علی الناس اذا قال لا ضیر لا داعي ولکن لک عرضتم لیس عندي ما أخاف منه هذا متقي لأنه لیس له سر یخاف منه بینما بعض الناس اذا دخل الغرفة یُغفل الباب حتی علی زوجته لا تدخل یخاف من المفاجئة لأنه ینظر إلی ما لا یجوز النظر إلیه ولهذا في روایات اهل البیت علیهم السلام اشارة علی هذا المعنی طوبی لمن صلحت سریرته وحسنت علانیته ظاهره ممدوح باطنه لا شر فیه طوبی له، في روایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام ایضاً روایة کما یقال في علم النفس روایة جمیلة بعض الموظفون في العمل یتکلم علی رئیس العمل عند الموظفین بعد فترة یقول أي خطأ ارتکبت؟ هذا الزمیل قد یعادیني یوماً من الأیام فیذکر عن مسئولي ما یوجب لي الطرد دائما یخاف هناك اصطلاح هذه الایام في شبکات التواصل یمسی السکوت صُور بمنظر غیر مناسب قال کلاما غیر مناسب یُبتز یقال إما تعطینا شیئا أو نفضحك امام الغیر ولکن انسان لیس له هذا الامر، من حسنت سریرته لم یخف احداً لیس هنالك ما یوجب الهتك لا یخاف احداً کم ائمتنا علیهم السلام ینظرون إلی الأمور الصغار.
کذلك امیرالمؤمنین یقول جملة جمیلة أنت تقول انا في قلبي حقد علی فلان حسد هکذا ضغینة ولکن بحمدالله أکتم ما في قلبي عندما أري الشخص أهش وأبش في وجهِ هذا اولا نفاقٌ تقول له اشتقنا لك افتقدناك أحب أن أراك وأنت عکس ذلك تماماً هذا کذبٌ وقعت في مشکلة شرعیة أي شوق هذا؟
وثانیاً امیرالمؤمنین له کلمة جمیلة من یکتم معاشره في یوم من الایام یظهر علی فلتات لسانه، إتفق زوج تزوج امرأة لا یحبها قلت له یا فلان إیاك وإیاك أن ینکشف سرك تقول انا أتقرب إلی الله بها ولکن مع الایام زوجته عرفت من فلتات لسانه أحدنا عندما یسلم علی أحدٍ من حرارة السلام یعلم أن الطرف یشتاق الیه أم لا، امیرالمؤمنین یقول ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجه وجهك عنوان القلب شکلك یتکلم وإن کان لسانك علی خلاف ذلك.
رواية أخيرة امامنا الصادق علیه السلام قال لأحد أصحابه وقد تعشی عنده هکذا في الروایة یبدوا سهر عند الامام أو تعشی عنده تلی هذه الآیة الآن الرواي تلی أو الامام بل الإنسان علی نفسه بصیرة قال له یا أباحفص ما یصنع الانسان أن یتقرب إلی الله جل وعز بخلاف ما یعلم الله جل وعز؟ تأتي إلی المسجد بنیة التقرب وأنت ترائي ما هذا العقل؟ ظاهرك تقرب وباطنك إبتعادٌ إذهب في السوق وبع وإشتر ما لك والدین؟ تستأکل بالدین؟ هذا من ضعف العقل والایمان، ما یصنع الانسان أن یتقرب إلی الله جل وعز یعني بحسب الدعوة بخلاف ما یعلم الله عزوجل إن رسول الله کان یقول من أسر سریرةً رداه الله عزوجل إن خیر فخیر وإن شراً فشر، رداه ما معناه؟ ألبسه الرداء یعني، إن أضمرت خیراً جری الخیر علی یدك وإن أضمرت شراً رب العالمین یفضحك شرك الباطني یظهر علی جوارحك.

اللهم اجعل مواطننا خیر من ظواهرنا لا تخرجنا من هذه الدنیا حتی ترضی عنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.