• وصايا الإمام موسى الكاظم (ع) لهشام بن الحكم 2
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

 

حديثنا لازال في وصايا امامنا موسى بن جعفر لذلك العبد الصالح المسمى بأبي محمد هشام بن الحكم الآن من باب معرفة شخصية هذا الرجل طبعا في كتب الرجال هناك اشارة الى بعض من قدح فيه ولكن كبار المحققين علق عليه قائلا لعل هذا من باب الحسد الحسد ساري في الجميع حتى كان بين اصحاب الائمة عليهم السلام والروايات المادحة له كثيرة بل لعلها مستفيضة هذا الغلام الذي دخل على الامام الصادق عليه السلام وكان حوله شيوخ اصحابه رفعه الامام من بينهم وهو غلام وقال هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده وسام شرف علقه الامام الصادق على صدر هشام احدنا يتمنى من الله عزوجل أن يكون هكذا في قبال ائمة اهل البيت العبارة بليغة هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده الآن النصرة بالقلب أمر ميسور لا يحتاج الى كلفة النصرة باليد هذا في ميادين القتال مثلا أو المخصامة مع احد تنهاه عن المنكر ولكن اللسان هذا ممكن وزماننا هذا زمان تيسر فيه طلب العلم يقول عنه المحققون كان من ما فتق الكلام في الامامة كان من كبار من تكلم في الامامة وهذب المذهب بالنظر وثم بعد ذلك التقى بأمامين الصادق والكاظم عليه السلام اذا كان قد أدرك الامام الصادق وهو غلام معنى ذلك أنه لما أدرك الامام موسى بن جعفر كان على درجة من الرشد والنضج ولهذا لعله الامام خصه بهذه الفقرات الطويلة يا هشام وهشام لا ادري فدته نفوسنا امامنا موسى بن جعفر قالها في مجلس واحد أو في عدة مجالس الجمل طويلة ننقل بعضاً منها.

في هذه الرواية بأعتبار أن هشام كان متكلماً عندما نقول متكلما يعني مفكرا كان يناظر مخالفي الامامة طبيعي هذا لا ينتج الا عقل راجح الامام موسى بن جعفر في خطابه لهشام اتفاقا يركز كثيرا على العقل لو تبحث عن كلمة العقل والعقلاء في هذه الرواية الطويلة لرأيت العبارات المختلفة عنوانها العقلاء والعقل ومن ضمن ما يقوله الامام ما من شيء عبد الله به افضل من العقل الانسان الذي يعبد الله بالعقل حسب الظاهر انسان صامت لا حركة له العابد يركع ويسجد العاقل جالس في مكانه فكيف امامنا يقول هذا افضل العابدين؟ الجواب أن العقل اذا تم في الانسان ظهرت منه الآثار صحيح العقل بما هو عقل ليس شيئا يرى من المجردات العقل كالملائكة العقل كالروح لا موضع له ولكن الجوارح تأتمر بأمر العقل اذا صار حاكماً والعقل اذا حكم في الوجود بعبارة هذه الايام أحدث انقلاباً عسكرياً في مملكة البدن الشهوة والغضب يذهب في جانب يحبس المطلوب منا أن نجعل الغقل أميرا نجعل الشهوة والغضب في الحبس نطلقهما متى ما شاء العقل مع الزوجة العقل يقول للشهوة اخرج من مكانك هذه زوجتك وأمام الأجنبية المؤمن لا شهوة له وكذلك الغضب هناك باب في روايات اهل البيت أو عبارة أعجبتني بعض كبار من جمع الروايات له باب التنمر في ذات الله المؤمن ليس كالحلوى يؤكل دائما المؤمن يصبح كالنمر كالأسد اذا كان الموضع موضع غضب العقل يقول للغضب اخرج من زنزانتك التعبير جميل اذاً الشهوة والغضب بمثابة حيوانين محبوسين في داخل الوجود والعقل يقودهما حيث شاء الآن يا مولانا يا ابا ابراهيم يا موسى بن جعفر نحن ينبغي أن لا نبكي على مصائبهم فقط عندما نقول الامام الكاظن يتبادر سجن والتعذيب والنفي في ارض بغداد والحال أن امامنا هذه في أخريات حياته حديثه مع هشام كان في المدينة ايام كان الامام مطلق السراح هكذا كان يبث علم آبائه يقول وما تم عقل امرء حتى يكون فيه خصال شتى الآن الامام بأمكانه أن يبين العقل بما هو هو وإن كان الأمر صعباً قل الروح من أمر ربي ويلحق بالروح العقل الامام يبين الآثار ما لك وماهية العقل ما لك وماهية الكهرباء؟ المهم توقد مصباحاً في المنزل بهذه الكهرباء حقيقتها لا يعلمها حتى المتخصصون، آثار العقل الكفر والشر منه مأمونان الآن الكفر هنا هو الكفر الأعتقادي أو ما يعم كفران النعمة ممكن؟ اصلا مأمون منه المؤمن اذا غاب عنك واطلع على سرك نم قرير العين هذا عيب مستور أكتشفه مؤمن وقد يكون عيباً لو طرح تناقلته الصحف ولكنه مؤمن لا تخاف منه لو عذب في السجون اشد العذاب ما ذكر سرك هكذا المؤمن اذاً المؤمن يؤمن منه الشر والرشد والخير منه مأمؤلان اذا رأيت منه خيرا لا تستغرب هذا متوقع منه ولهذا عندما تطلب منه حاجة تتوقع الأجابة فضل ماله مبذول وفضل قوله مكفوف أن تستخرج من جيبه ألف دينار هذا سهل أن تستخرج من فمه كلمة زائدة هذا لا يمكن اذاً يطلق ما بين كفيه ويحبس ما بين فكيه هكذا صفة المؤمن، نصيبه من الدنيا القوت يعني يكتفي بالكفاف انا اطلعت على طعام بعض العلماء الزاهدين لو جمعت طعامه في شهر لعله يساوي طعام مترف في يوم واحد اذاً قوته الكفاف وهكذا كان اميرالمؤمنين عندما أكل تمراً وماءاً وضرب على بطنه هذا قوته ولكن ولا يشبع من العلم دهره في الطعام يأكل الطعام في العلم لا يعرف الكفاف سمعنا بعص كبار مراجعنا في اليوم الأخير من حياته ما عطل درس العلم يقول ادرس اليوم ثم أموت هذا العلم الرواية المعروفة لو أت بيد احدكم شجرة قامت القيامة فليغرسا مع أن القيامة تبيد الشجر فكيف بالعلم؟ الذل أحب اليه مع الله من العز مع غيره الذل أحب اليه مع الله اذا كان أيمانه يوجب له شيئا من الذلة مثلا هو في الوطن ذليل اذا تعرب الى بلاد الكفر ينموا ماله يصبح عزيزاً مثلا يقول انا في بلاد المسلمين اظلم ولا أذهب عزيزا في بلاد الكافرين هذا من مصاديقه يستكثر قليل المعروف من غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه ولهذا المؤمن هكذا إن اعطيته شربة ماء في موسم الحج مثلا إن رآك بعد عشرين سنة يقول رحم الله أباك قبل عشرين سنة سقيتني ماءاً وهو يبني مسجداً وهو على وجل يقول لعل الله لا يقبله مني يستقل كثير المعروف من نفسه وأخيرا ويرى الناس كلهم خيراً منه وأنه شرهم في نفسه وهو تمام الأمر هنا سئوال وجواب قد يقول احدهم انا أرى فاسقاً وانا مؤمن كيف أرى الفاسق خيراً مني؟ الجواب الأمور بخواتيمها أنت هذا الليلة مؤمن غداً لا يعلم بعد سنة لا يعلم وهذا الفاسق لعل حياته ختمت بالسعادة شمر بن ذي الجوشن والحر كانا في زمن واحد ايام اميرالمؤمنين شمر كان يقاتل في ركاب اميرالمؤمنين وتعرفون قصة الحر ولكن انظروا للخاتمة الحر بين يدي أبي عبدالله والشمر ماذا حاله على صدر الحسين اذاً لو أن شمراً قال في زمان الحر حر خير مني لكان الأمر في محله الايام كشفت صدق قوله اذاً مل واحد منا من المحتمل أن تكون نهايته نهاية غير سعيدة ولهذا دائم الخوف والرجاء.

 

الهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك أنزل علينا انواع رحمتك ارزقنا في الدنيا زيارة وليك موسى بن جعفر وفي الآخرة شفاعته والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.