

- ThePlus Audio



هل تأملت في هذه المضامين التي وردت في أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أكون كاذبا إذا قرأت هذا الدعاء؟
يبدي الكثير من المؤمنين حبهم لقراءة دعاء يا من تحل به ولكن يخشى البعض منهم ألا يكونوا صادقين عندما يقولون: (وَ قَدْ نَزَلَ بِي يَا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأَّدَنِي ثِقْلُهُ، وَ أَلَمَّ بِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ)[١]؛ فهم ليسوا في مصيبة ولا يحملون في قلوبهم هما عندما يقولون: (وَ اِكْسِرْ عَنِّي سُلْطَانَ اَلْهَمِّ بِحَوْلِكَ). ولهؤلاء أقول: أولا: اقرأ هذا الدعاء بالنيابة عن المسلمين جميعا في شرق الأرض وغربها وكن الناطق الرسمي عن جميع الملهوفين في الأرض وما أجمل أن يراك الله سبحانه تدعو بلهفة لعباده الملهوفين.
ثانيا: انظر إلى قلب إمام زمانك الممتلئ هماً وغماً والذي لا يضاهيه في كثرة حمله للهموم والغموم قلب في عالم الوجود وادع بهذا الدعاء بالنيابة عنه. ولو كشف لنا الغطاء لرأيناه من البكائين وإن لم يذكر لنا التاريخ أنه منهم. إنني أعتقد أن بكاء إمام زماننا (ع) ليس بأقل من بكاء آدم ونوح (ع)؛ فهو البكّاء على أجداده وهو الذي وردت على قلبه الشريف مصائب الأئمة (ع) كلهم بدءا من أبيه العسكري (ع) وانتهاء بالنبي الأعظم (ص).
بين الإمام زين العابدين (عليه السلام) وعمته الحوراء (سلام الله عليها)
ومن العبارات التي تستحق التأمل في هذا الدعاء، قوله (ع): (وَأَذِقْنِي حَلاَوَةَ اَلصُّنْعِ فِيمَا سَأَلْتُ). وهي لو استجيبت بحقك وصلت إلى درجة ترى المصيبة جميلة كما قالت السيدة زينب (س): (مَا رَأَيْتُ إِلاَّ جَمِيلاً)[٢]. إن ما يُميز السيدة زينب (س) ليس هو صبرها الأسطوري فحسب؛ بل المعرفة العميقة التي امتازت بها والتي جعلتها ترى حقيقة تلك المصيبة، فلم تر إلا جميلا في الحقيقة، لأنها رأت المشيئة الإلهية في قتل الحسين (ع) نافذة وأن الله سبحانه منجز وعده. ولابد أن يصفي الإنسان حساباته كل يوم؛ فإذا رأى نفسه سليما ومبرء من العيوب لا خلل فيه، فليعلم أن المصيبة التي نزلت أو ستنزل به، ليست عقوبة من الله سبحانه وإنما هي نعمة ورفع درجة وهذا ما أشارت إليه السيدة زينب (س).
لن تجزع من البلاء بعد هذا
ثم إن القرآن الكريم يذكر لنا ارتباط هذه الابتلاءات بما أعده الله سبحانه من جنات وأنهار ونعيم أخروي. وهذا هو ديدن القرآن الكريم في حث الإنسان على فعل الخيرات واجتناب السيئات والصبر على الابتلاءات؛ أن يجعل الإنسان بين الترغيب في نعيم الآخرة وبين الترهيب من الجحيم والعذاب. وكما أن الموت هادم اللذات، فهو هاد الابتلاءات؛ فلا يجزعن الرجل بالبلاء يصيبه في كبر سنه ولا يتبرم منه. إن من يُصاب بمرض يجعله قعيد الفراس سنة أو سنتين في أخريات عمره، لا ينبغي أن يتبرم، فما قيمة هذه السنوات من البلاء في جنب الكون في عداد الأنبياء الصابرين يوم القيامة؟
ولذلك ينبغي أن ينظر الإنسان إلى هذه الابتلاءات على أنها تجارة مربحة. بل حتى لو مات الإنسان في ريعان الشباب؛ فقد يكون موته ذلك صونا له من الانحراف الذي كان سيتعرض له فيما لو بقي على قيد الحياة. إنني أقول للثواكل؛ خاصة من فقدت شابا وخاصة إذا كان شهيدا: وما أدراك بهذا الشاب لو بقي في هذه الدنيا أن يكون من المنحرفين؟ فقد بتر الله عمره بالشهادة، وهذه نعمة تُشكر. إن هذا الشاب سبقك إلى الجنة وهو بالتأكيد سيشفع لك. ولو وصلت أم الشهيد إلى هذا المستوى من المعرفة، لأكثرت في موت الشهيد فرحا لا جزعا، فهي لاحقة به في قصر مُعد لها مسبقا وفي القصر ولدها الشهيد. وليس بالضرورة أن يكون ولدها شهيدا، فلو كان شابا صالحا محبا لمحمد وآل محمد (ع) ومات على حبهم؛ فقد مات شهيدا كما نصت على ذلك الروايات الشريفة.
عن أي بلاء تتحدث؟!
ولابد أن ننظر إلى الموت على أنه امتداد أبدي، وأن ما يتعرض له الإنسان في هذه الدنيا لا يعدو كونه عدما لو قيس بالأبد الذي يبدأ بعد هذه الحياة القصيرة. تصور أن حياتنا الدنيا رأس خط، واعتبر هذا الخط سانتي متراً واحدا وبعد هذا الخط أبد الأبدين؛ وأبد الأبدين يتوقف على هذا السانتي الواحد. فكل ما يجري عليك في هذه القطعة الصغيرة من الحياة، تقابله الأبدية. ولهذا لا يخاف المؤمن من البلاء؛ بل يستقبل البلاء الذي يرد عليه برحابة صدر.
هل باشر الإيمان قلبك؟
إن مما ورد في دعاء السحر للإمام زين العابدين (ع) قوله: (اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي وَ يَقِيناً صَادِقاً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلاَّ مَا كَتَبْتَ لِي)[٣]. إن الإمام (ع) يطلب من الله سبحانه ذلك الإيمان الذي يُغير بنية الإنسان الأساسية ونظرته إلى هذه الحياة. إذا أصلحت جذور الشجرة وأحسنت سقيها، فمن الطبيعي أن تخرج الأوراق والثمار بأفضل صورة. إن الملكات بمثابة المغارس للأفعال الخارجية، وهي التي يُعبر عنها بالجوانح. فإذا سلمت الجاحة، حسنت أفعال الجارحة. ولهذا نجد في الدعاء المروي عن الإمام الصادق (ع) أنه يطلب من الله عز وجل أن يزيل منه الملكات الباطلة في هذا الشهر الكريم.
وعادة ما يذكر الإنسان في نهاية الدعاء الملخص أو الحاجة النهائية وهذا ما نلاحظه في دعاء السحر لإمامنا زين العابدين (ع) حيث يذكر في ختام الدعاء بعد أن بكى من أهوال القيامة وناجى ربه: (إِيمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي). إن مشكلتنا تكن في عدم الإيمان. إننا نلقن أنفسنا التوحيد والإيمان تلقيناً لوم نصل بعد إلى مرحلة اليقين التي وصل إليها ذلك الشاب الذي كان يخفق برأسه في مسجد النبي (ص) فسأله النبي (ص) كيف أصبحت؟ فقال: (أَصْبَحْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مُوقِناً فَعَجِبَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ قَوْلِهِ وَ قَالَ لَهُ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ قَالَ إِنَّ يَقِينِي يَا رَسُولَ اَللَّهِ هُوَ أَحْزَنَنِي وَ أَسْهَرَ لَيْلِي وَ أَظْمَأَ هَوَاجِرِي)[٤]. وبين له النبي الأكرم (ص) أنها مرحلة راقية تلك التي وصل إليها، ودعا الله له بالثبات على ذلك.
دعاء البهاء واختصار الحاجة في كلمتين
ومن الأدعية التي تعرف من مضمونها أنها لا تصدر إلا من فم المعصوم ما روي عن الإمام الباقر (ع) من الدعاء المعروف بدعاء البهاء. إن هذا الدعاء يخلو من المناجاة وهو يختلف عن دعاء أبي حمزة الذي يحتوي على زحم عاطفي كبير، ولكن الإمام (ع) يلخص بكلمتين في ختام الدعاء المليئ بالتعظيم لله عز وجل حاجته فيقول: (اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا تُجِيبُنِي بِهِ حِينَ أَسْأَلُكَ)[٥]. إنه (ع) لم يقل: بك يا الله، أو بكذا وكذا، بل قال: يا رب، إنني أريد أن أقسم عليك بما أنت أعلم به مني، وعلى رأسم الأقسام المؤثرة القسم بالنبي محمد وآله (ع). ويكفي أن تقول مرة واحدة: يا الله، ومن هذا الدعاء نعلم أن قولنا: يا الله عشر مرات هو خلاف الرواية؛ فلو تكلمت مع الله عز وجل معتقدا أنه سميع بصير رؤوف فيكفي أن تقول: يا الله مرة واحدة.
إننا نرى البعض من الكرماء المجربين، يهذب إليه الفقير فيأخذ منه حاجته من دون أن يسأله؛ فكيف إذا أقسم عليه بأحبته وبكى بين يديه؟ إن الله سبحانه هو الكريم الذي يغدق بالعطاء على عباده من دون أن يسألوه، فكيف إذا سألوه قائلين: يا الله؟
اطلب واترك تحديد العطاء الذي يناسبك لصاحب العطاء
وقد يتسائل الكثير من الناس؛ لماذا لا يستجيب الله سبحانه لنا إذن؟ تصور ولدا يطلب من أبيه هاتفا، فيقول له والده حرصا عليه: إنني سأستجيب لك ولكن ليس الآن هو الوقت المناسب لكي تملك هذا الهاتف وإنما سأشتريه لك عندما تُصبح طالبا جامعيا لمتابعة الدراسة من خلاله. أو يقول له: لن أشتري لك الهاتف ولكنني سأزوجك على سبيل المثال بعد سنوات خمس وأشتري لك سيارة فاخرة ومنزلا. ألا يكون الوالد في هذه الحالة قد استجاب لولده وبطريقة أفضل من التي طلبها؟
إن دور الولد أن يطلب من والده ودور الوالد الحكيم أن ينظر في الطلبات ويرى ما ينفع الولد مما يضره. وهذا هو حالنا مع الله عز وجل؛ فنحن كالأطفال بين يدي الله إذ أن عقولنا صغيرة وننظر إلى اليوم وإلى الغد ولا ننظر إلى الأبدية والخلود. فلا ترجع من مشهد المعصوم وأنت خائب تظن أن الإمام أرجعك من دون أن يعطيك شيئا؛ فقد استجاب الله سبحانه لك ببركة المعصوم ولكن لا تتدخل في عطائه.
هل تتوقع أن يخرق الله من أجلك القوانين؟
واعلم أن الله سبحانه ومنذ أن خلق آدم وإلى قيام الساعة لم يجعل النار بردا وسلاما إلا مرة واحدة لإبراهيم الخليل لحكمة ما؛ فالنار محرقة وستبقى محرقة إلى يوم القيامة. وكذلك الأمر بالماء الذي هو مغرق ولكنه أصبح كالطود العظيم لموسى (ع) كذلك لحكمة ما. فلا تطلب من الله المعجزة؛ لأن المعجزة شأن الأنبياء يطلبونها عند التحدي والأمر إليه سبحانه إن شاء أن يخرق القانون وإن شاء لم يخرق القانون.
ليته لم يستجب لي دعاء واحدا…!
ولهذا نرى في الروايات أن الرجل يعجب بكثرة العطاء يوم القيامة فيقول: يا رب، ما هذا العطاء؟ فيُقال له: أنها في مقابل الدعوات التي لم تستجب لك في الدنيا. فقد تكون دعوت الله عشرة آلاف مرة استجاب الله لك منها خمسة آلاف من مال وسكن ودابة وما شابه ذلك وأخر الإجابة عما بقي منها إلى هذا اليوم. فيتمنى عند ذلك العبد أن الله سبحانه لم يستجب له دعوة واحدة لما يرى من التعويض. فهو يرى أن الحوائج التي طلبها في الدنيا قد فنيت بفناء الدنيا ولكن العطاء الإلهي له في تلك الدار باق ما دامت السماوات والأرض.
تعلم من أيوب (عليه السلام) الدعاء
إن المؤمن الواعي صاحب هذه النظرة؛ يدعو الله بقلب بارد. لقد كان النبي أيوب (ع) مظهر الصبر والتجلد وقد ابتلاه الله سبحانه بابتلاءات لا نظير لها ولكنه عندما أراد أن يسأل ربه كشفها، قال: (وَأَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ)[٦] ولم يقل مثلا: (أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)[٧]؛ وكأنه كان يقول: يا رب، الأمر إليك. ولابد أن تعلم من أيوب هذا الدرس العظيم، ونعلم أن الدعاء مضمون الإجابة عاجلاً أو آجلاً أو مؤجلا ليوم القيامة.
بين مصيبتين؛ فقد النبي وغيبة الولي
ومما ورد في دعاء الافتتاح، فقرة ينبغي أن يعيشها المؤمن بكل وجوده وهي: (اَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ غَيْبَةَ وَلِيِّنَا)[٨]. كيف يشكو الإنسان ألما يقض مضجعه أو ظالما يمعن في ظلمه أو مصيبة خانقة؟ إننا نقرأ في زيارة النبي (ص) في يوم السبت ما يدل على عظم فقده: (بْنَا بِكَ يَا حَبِيبَ قُلُوبِنَا فَمَا أَعْظَمَ اَلْمُصِيبَةَ بِكَ حَيْثُ اِنْقَطَعَ عَنَّا اَلْوَحْيُ وَ حَيْثُ فَقَدْنَاكَ فَ إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ)[٩]. وإنني لأعتقد أن الذي يذرف الدموع عند هذه الفقرة، فهو على خير وذلك خير له من أن يصلي على النبي وآله (ص) عشرات المرات من دون توجه وإقبال. ولابد أن تكون للمؤمن في كل سبت هذه الوقفة مع النبي (ص) يذرف فيها دمعة على فقده أعظم خلق الله سبحانه.
ثم نشكوا بعد ذلك غيبة ولينا. إنني أرى أحيانا امرأة تصيح في الحرم الشريف في شبه جنون وفي حالة من الاضطراب والقلق، فيجتمع حولها النسوة يسألنها عن علتها، فتقول: لقد فقدت ولدي. عندها أقول: إنها قد فقدت ولدها وهو في مكان أمين وستراه في قسم المفقودين بعد ساعة، فلماذا هذا الاضطراب من هذه الأم؟ وقد يسقط من على رأسها حجابها من دون أن تشعر بذلك من شدة الوله والشوق. إنني لا أتوقع أن يصل أحدنا إلى هذه المرتبة من الفقد على إمام زمانه (عج) ولكن ليكن معشار ذلك.
عش هذا الفقد لإمامك (عج) في كل وجهة تتجهها
عندما أذهب إلى صلاة العيدين أقول: يا رب، هذا مقام وليك، وعندما أرتقي المنبر في جوار الأئمة (ع) أقول: يا رب، هذا منبر إمام زماننا (ع)، وإذا ذهبت إلى الحج أبحث عن أمير الحاج صاحب العصر (عج). واعلم أن هذه الأحاسيس والمشاعر هي خير لك من عشرات الختومات للأدعية الزيارات كأمثال آل ياسين، والندبة وغيرها. اقرأها ولكن بهذه الحالة من الفقد وليس كل فقرات الدعاء وإنما بعض فقراتها إن أمكن، كما يقول المناطقة: موجبة جزئية. هذا ونحن في زمان كثر فيه الأعداء وقل فيه العدد واشتدت الفتن.
إن كل البركات تنهال عليك لو ملكت هذه النفسية، وعشت هذا الفقد. إن للصائم ساعة الإفطار دعوة مستجابة؛ فاجعلها لوليك (عج) وقبل أن تتناول الطعام، ادع الله عز وجل أن يُعجل فرجه بلهفة وإذا ذرفت دمعة شوق إلى إمامك ودمعة حزن على عطش الحسين (ع)؛ فاعلم أن هذا الصوم يخرق الحجب. فاليوم الذي صمت نهاره وبكيت على فقد إمامك (عج) وعلى مصيبة سيد الشهداء (ع) يوم لا يقاس بسائر الأيام.


خلاصة المحاضرة
- يبدي الكثير من المؤمنين حبهم لقراءة دعاء يا من تحل به ولكن يخشى البعض منهم ألا يكونوا صادقين عندما يقولون: (أَلَمَّ بِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ). ولهؤلاء أقول: اقرأ هذا الدعاء بالنيابة عن المسلمين جميعا في شرق الأرض وغربها وكن الناطق الرسمي عن جميع الملهوفين في الأرض.
- إنني أعتقد أن بكاء إمام زماننا (ع) ليس بأقل من بكاء آدم ونوح (ع)؛ فهو البكّاء على أجداده وهو الذي وردت على قلبه الشريف مصائب الأئمة (ع) كلهم بدءا من أبيه العسكري (ع) وانتهاء بالنبي الأعظم (ص).
- إن كل البركات تنهال عليك لو عشت فقد إمام زمانك (عج). إن للصائم ساعة الإفطار دعوة مستجابة؛ فاجعلها لوليك (عج) وقبل أن تتناول الطعام، ادع الله عز وجل أن يُعجل فرجه بلهفة وإذا ذرفت دمعة شوق إلى إمامك ودمعة حزن على عطش الحسين (ع)؛ فاعلم أن هذا الصوم يخرق الحجب.
- اعلم أن الله ومنذ أن خلق آدم وإلى قيام الساعة لم يجعل النار بردا وسلاما إلا مرة واحدة لإبراهيم الخليل لحكمة ما؛ فالنار محرقة وستبقى محرقة إلى يوم القيامة. فلا تطلب من الله سبحانه أن يخرق من أجلك قوانين الطبيعة واطلب من الله سبحانه الحاجة موكلا إليه أمرها وكيفية قضائها.
