هذه أفضل طريقة تُنهي بها زيارة الأربعين
بسم الله الرحمن الرحيم
عباس الطيار وجعفر الطيار (عليهما السلام)
من الصفات التي اشترك فيها العباس (ع) مع عمه جعفر بن أبي طالب (ع)؛ أنهما لُقبا بالطيار. لقد كان جعفر الطيار (ع) من أقرب الناس إلى قلب النبي (ص) ولذلك عندما رجع من حبشة وكان ذلك يوم فتح خيبر في السنة الساعة من الهجرة الشريفة، قال رسول الله (ص): (مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَشَدُّ فَرَحاً بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَمْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ)[١]. لقد كان جعفر الطيار في أرض حبشة وكان بإمكانه أن يبعث رسالة للنبي (ص) يخبره فيها بشوقه إلى الدولة الإسلامية التي أسسها النبي (ص) في المدينة ولكنه آثر البقاء في الحبشة امتثالا لأمر النبي (ص)؛ فقدم مرضاة الله والرسول على هوى نفسه.
إن هذا التعبد هو الذي أكسب جعفرا (ع) هذه المزية وهي الصلاة التي منحها إياه النبي (ص) والتي تُعرف بالإكسير الأحمر للحوائج المهمة. وفي هذا الموقف من جعفر موضع تأس لمن أراد التعبد الشرعي. فإذا خُير أحدنا بين عملين؛ فلابد أن يبحث عن أقربهما لله وأبعدهما عن هواه.
مقام العباس (عليه السلام) عند الله عز وجل
لقد استشهد جعفر الطيار (ع) في حرب مؤتة وله مزار في الأردن يزوره المؤمنون هناك وكانت يداه قد قطعتا قبل ذلك. إن المعركة التي خاضها جعفر الطيار (ع) لم تكن حربا مفصيلة وإنما كانت معركة وغزوة من غزوات الرسول (ص)؛ ولكن الأمر يختلف في الموقف الذي جسده العباس (ع) في معركة الطف؛ فهذه المعركة إن لم تكن أهم من معركة مؤتة، فهي بالتأكيد ليست بأقل خطر منها. إنني لا أريد التفاضل بين العباس (ع) وعمه جعفر الطيار ولكنني أحتمل احتمالا قويا أن يكون مقام العباس (ع) أعظم من مقام عمه جعفر الطيار، كيف لا، وقد تولى تربيته عدة من المعصومين (ع).
إن ما حصل عليه جعفر الطيار من المزايا، كانت بسبب المجاهدات التي قام بها والتي منها هجرته إلى الحبشة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى العباس (ع). لقد أبلى العباس بلاء حسنا وقام بما يعجز البيان عن وصفه؛ فقد اقتحم الجيش الكبير الذي كان يحول بينه وبين المشرعة وحيدا حتى شق صفوفهم بهيبته ووصل إلى الماء، فاغترف غرفة وأحس ببرد الماء فذكر عطش الحسين (ع)، فقال كلمته المعروفة:
يا نفس من بعد الحسين هوني
إن هذه المجاهدة وهذا الصبر؛ أكسباه هذا الخلود. إننا قد نتمنى في الجنة زيارة النبي (ص) فلا يؤذن لنا؛ ولكن للعباس (ع) جناحان يطير بهما حيث شاء. ليست هذه المزية التي حصل عليها العباس (ع) بالمزية الهينة؛ فثمة فرق كبير بين من مشي في الجنان على الأرض وبين من يطير في آفاقها ويحلق في أجوائها. ولا أستبعد أن يطير العباس (ع) فيرى بعض زواره وبعض محبيه متورطين في نار جهنم لذنوبهم ومعاصيهم فيمر عليهم مرور الكرام. وإن كنا نعتقد أن الشيعة لا يخلدون في النار وإنما يُحبسون فيها فترة ثم يخرجون منها.
شعارات الثورة الحسينية
إن البعض من الشعارات التي قد يتداولها الناس عن الثورة الحسينية، ليست من كلمات المعصومين (ع)، منها: إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني، ومنها قول الشاعر:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
إن الحياة عقيدة وجهاد
إن المتيقن من الشعارات، قول الحسين (ع): (إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ اَلْإِصْلاَحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)[٢]؛ ولم يقصد الإصلاح السياسي الذي كان يتحقق بإزالة يزيد من سدة الحكم وإنما يقصد الإصلاح بتمام معانيه من إصلاح الأمة والفرد والحكم. إن الأمة هي عبارة عن آحاد وقد خرج الإمام (ع) لاستنقاذ الأمة من الجهالة استكمالا لمسيرة جده النبي (ص) القائل: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ اَلْأَخْلاَقِ)[٣].
هل تأملت في هذه الفقرة من زيارة الأربعين؟
إننا نجد أهداف الثورة الحسينية في زيارة الأربعين. إن هذه الزيارة رغم اختصارها وخلوها من صلاة الزيارة وما شابه ذلك من الآداب؛ تتضمن مضامين مركزة حول هذه الثورة. إنني أوصي المشاة في الأربعين؛ خاصة الآتين من البصرة ومن المدن البعيدة، أن يتأملوا في هذه الزيارة. ليس من المناسب أن يقطع الزائر هذا الطريق الطويل، لكي يقرأ الزيارة في دقيقتين من دون تأمل ودمعة ثم ينصرف؟ ما المانع من أن تقرأ هذه الزيارة عشر مرات؟ إذا قرأتها مرة ولم تتفاعل، فخذ استراحة ثم أعد الزيارة مرة أو مرتين أو ثلاث إلى أن تتفاعل ويرق قلبك وتجري دمعتك.
لقد ورد في هذه الزيارة: (فَأَعْذَرَ فِي اَلدُّعَاءِ وَمَنَحَ اَلنُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ اَلْجَهَالَةِ وَحَيْرَةِ اَلضَّلاَلَةِ)[٤]. لو تأملت في هذه المعاني، هل تأتي بعدها إلى الزيارة لتطلب منزلا أو امرأة أو تعييناً أو علاجاً؟ إن وظيفة الإمام (ع) في المقام الأول؛ استنقاذ العباد من الجهالة.
هل يستطيع الحسين (عليه السلام) أن يستنقذ العباد من الجهالة اليوم؟
قد يقول قائل: إن استنقاذ العباد في حياة المعصوم أمر مفهوم لنا، فكان الواحد منهم كأمير المؤمنين (ع) يلقي خطبا على منبر الكوفة ويتعظ الناس بها؛ ولكن كيف يستنقذنا الإمام (ع) بعد أكثر من ألف سنة مرت على استشهاده؟ أولا: ينبغي أن نعلم أن الأئمة (ع) من الإمام زين العابدين (ع) وحتى إمام العصر (عج) هم أولاده ومسيرة الاستنقاذ لم تتوقف من خلالهم إلى يومنا هذا. ثانيا: طريق المشاية. كم شهدنا من الناس من يأتون إلى هذا المسير وهم لا يعتقدون بمقام الإمام (ع) ولا بمنهجه ولكنهم يتغيرون جذريا في هذا الطريق، ولا ندري كيف يتم ذلك. لا ندري من أين تأتي هذه النظرة الإشراقية أو التغييرية؟
تذكر كُتب التاريخ في الفترة التي كان يراسل فيها معاوية عليه اللعنة أمير المؤمنين (ع)، كانوا يوصون الرسول الذي يرسلونه إلى الإمام (ع)؛ ألا يطيل المكوث عنده، خوفا عليه من هذه النظرة. كانوا يخشون من نظرة علي (ع) الولائية ومن هيئته ومن سيمائه ومن كلامه الذي يكهرب الإنسان.
كيف يستجيب الإمام دعواتنا؟
إن الزائر اليوم يبحث عن هذه النظرة عندما يأتي إلى مشهد الإمام (ع). وهنا توجد نظريتان؛ الأولى هي أن الإمام (ع) يستجيب مباشرة وأنا أرجح هذه النظرية. إن للإمام (ع) صلاحية مخولة من قبل رب العالمين. إن الوزير مخول من قبل رئيس الجمهورية وله صلاحيات يستطيع أن ينفذ من خلالها القرارات من دون الرجوع إلى الرئيس. ولو أراد الرجوع إلى الرئيس عند التوقيع على أي قرار، ما عاد وزيرا.
فاطلب من الإمام (ع) ما تريده بكل ارتياح. إننا نذهب إلى بعض الموالين للإمام (ع) ونطلب منهم الدعاء لقضاء حوائجنا؛ إذ نعتقد أن فيهم من يستجيب الله دعائه؛ فلابد من أن يكون فرق بين هؤلاء وبين أئمتهم (ع). إنني أعتقد أن الإمام (ع) يستطيع أن يرد عنك القضاء الإلهي؛ فمن الممكن أن يتدخل في الأمر ومسألة البداء عندنا واضحة في هذا المجال. إنه (ع) يطلب من الله أن يغير القضاء. فلا تيأس من الطلب مهما عظم، فحتى لو ظهرت عليك علامات الموت، فزره واطلب منه تغيير التقدير. وكلما زرت الحسين (ع) قل له: يا مولاي، استنقذني من الجهالة وحيرة الضلالة؛ بل اطلب ذلك من كل إمام تزوره. واعلم أن الإلحاد والعلمانية وغيرها من الانحرافات في من آثار الجهالة.
إعلام النصرة والاستعداد للظهور في زيارة الأربعين
ومن العبارات الواردة في هذه الزيارة: (فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لاَ مَعَ عَدُوِّكُمْ)[٥]، وكأن الأئمة (ع) من خلال هذه العبارة؛ يريدون أن يعدوا الأمة لزمن الظهور، وهي تشبه العبارة: ونصرتي لكم معدة. إن انتظار الفرج عمل كما ورد: (أَفْض أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي اِنْتِظَارُ اَلْفَرَجِ)[٦]. ترى البعض جالسا في منزله ويعد نفسه من المنتظرين. إن نصرتي لكم معدة، ينبغي أن تترجم في الميادين العسكرية والفكرية والسلوكية. أنت تقول: إنني مستعد لهذا الانتظار في كل المجالات. هناك حركمة رمزية يقوم بها بعض المؤمنين، وهي أن يعلقوا سيفا في بيوتهم ليكون ممن يقول حقا: شاهرا سيفي. إن الحسيني لابد وأن يكون مهدويا والمهدوي لابد وأن يكون حسينيا، والحسيني المهدوي لابد وأن يكون إلهيا متقيا.
وهذا المعنى نجده جليا عند أصحاب المواكب الذي تظهر عليهم آثار الحزن عندما ينتهون من الخدمة ويجمعون أغراضهم للرحيل. ومنهم من لا يتمالك نفسه فيجهش بالبكاء وكأنه فقد عزيزا له. إنني أوصي أصحاب المواكب عندما يتهيأون للرحيل ويجمعون وسائل الضيافة أن يخاطبوا الإمام (ع) قائلين: صيرنا من همك. إن هذه العبارة وردت في وداعه، وأنت تقول بهذه العبارة: يا مولاي، سأزور وأرجع إلى وطني وستنتهي هذه النفحات؛ إننا لا نريد لهذه النفحات انتهاء يا مولاي.
ولو أردنا أن نضرب مثالا يقرب لنا فهم هذه العبارة، ضربنا مثل اليتيم الذي يأتيك مستطعما، فتطعيطه خبزا أو طعاما فيذهب ثم يأتيك في اليوم التالي يطلب علاجا، وبعدها يأتيك يطلب كسوة، وهكذا. متى يرتاح هذا اليتيم ولا يعود بحاجة إلى أن يطرق الباب كل يوم بما في ذلك من تحمل الذلة؟ أن يتوسل إليك لتجلعه من أسرتك وتتباه، فتجعله من همك؛ عندئذ تنتهي كل مشاكله. وأنت كذلك لو صرت من هم إمامك؛ لانتهت كل همومك.
وينبغي لزائر الحسين (ع) يوم الأربعين أن يستشعر حضور الإمام الحجة (عج) في هذه المسيرة. أ يُعقل أن يأتي الناس من جميع أنحاء العالم ولا يأتي الإمام (عج)؟ من المستحيل أن يكون ذلك. وإذا طلب الحسين (ع) من ولده الحجة (عج) أن يتكفلك، فلن يرد لوالده هذا الطلب أو طلب العباس (ع) منه ذلك، فلن يرد طلب عمه.
إن المؤمن يكون في أطهر حالاته في محطات في السنة منها ليالي القدر؛ حيث يشعر الإنسان بنقاء باطني ومنها هذه الأيام. وخاصة المشاة الذي أصيبوا بالأذى في هذا المسير. إن أجسادكم وثيابكم المغبرة والمتسخة تجعلكم في أعلى درجات الكدر الظاهري؛ إلا أن أرواحكم تكون في أعلى درجات النقاء والطهارة.
استمر بالأربعينية ما استطعت
لقد التزم الكثير من المؤمنين من يوم عاشوراء بزيارة عاشوراء، وما شابه ذلك من الأعمال في أربعينية التزكية التي تنتهي في اليوم العشرين من شهر صفر. والكثير منهم قد اجتنبوا المعاصي في هذه الأربعينية ولذلك يكون يوم الأربعين عندهم يوم عيد ويوم انتصار على الشيطان. فلنحاول الحفاظ على هذه النقاوة قدر الممكن، وليعلم أن العاصي بعد هذه الأربعينية هو كمن خرج من الحمام نظيفا طيب الرائحة ولكنه نام على مزبلة. وهذا الذي ينام على المزبلة لو علم أنها مزبلة لما اقترب منها. إن الحرام قذر ولكننا لا نرى هذا القذر في كثير من الأحيان. ولذلك بين لنا سبحانه في كتابه بعض تجليات المحرمات كالغيبة التي هي أكل لحم أخيك ميتا.
لو أن قناصا سدد بندقيته نحوك ووقع الليزر على عينك؛ هل تبقى واقفا أمامه أم أنك تحاول الفرار منه فرارك من الأسد؟ إن النظرة سهم من سهام إبليس ولابد أن تصل إلى يقين بهذه الحقيقة كيقينك بالسلاح المصوب نحوك. إن هذه المرأة بنظرتها قناصة تعمي عينك الباطنية إن نظرت إليها؛ فإذا وصلت إلى هذا اليقين عندها لا يُخشى عليك من النظر المحرم.
شكر خاص لكل وثق هذه المسيرة الأربعينية
إنني أشكر كل من حمل كاميرة ووثق لنا هذا العطاء العظيم في هذه المسيرة. إن الذي يحمل على عاتقه كاميرة هو كمن يحمل بندقية يصوبها في قلب العدو. إن هذه الكاميرات ليست بأقل من قاذفات الصواريخ المدمرة، فتلك تدمر وهذه تبني وتنقل حقيقة عظيمة للناس.
إنني لست راضيا على الإعلام الشيعي؛ فصلا عن العالمي. إنني في الطريق أرى الكثير من المناظر التي لم توثق إلى الآن. لقد رأينا الكثير من المواكب التي تطعم الزائرين وقد وُثقت أكثرها ولكننا قلما نرى المبادرات الفردية في هذه المسيرة. لقد رأيت بعض المؤمنين في هذه المسيرة يحملون الصواني الفارغة وقطعا من الكارتون يستعملونها كمهفة للزائرين وهم يتصببون عرقا صغارا وكبارا.
انحطاط الإعلام العالمي
إن الإعلام العالمي يغطون قفزة رجل من مكان ما ويُدخلونه في موسوعتهم القياسية ولكنهم لا يغطون هذه المائدة العظيمة التي تبدأ من البصرة لتنتهي في كربلاء؛ على أنها أطول مائدة في تأريخ البشرية. لا عتب على الأعداء وإنما العتب على الأصدقاء المقصرين إعلاميا في إعطاء هذه المسيرة حقها من التغطية. على الإعلام الإسلامي والموالي التهيأ والاستعداد للموسم القادم فور انتهاء الموسم الحالي ويحاولوا الإبداع والتجديد في العمل الإعلامي.
مباراة تنقلها مئات الكاميرات
إننا للأسف الشديد نرى مباراة في ملعب صغير تنقله مئات الكاميرات وكأنه حدث عالمي كبير، وهي مجرد لعبة، ونحن نقصر في نقل هذه الجد الذي لا يرقى إليه جد في هذا العالم. ولابد أن يكون كل واحد منا إعلاميا أيضا. لي صديق ضرير يرسل لي بعض المقاطع التي اقتطعت بدقة من الخطب التي ألقيها، فأقول له: من أين لك هذه؟ فيقول: إنني أستمع إلى الخطبة وأقول لزوجتي أو لولدي: اقتطع لي هذه المقطع من هذه الدقيقة إلى الدقيقة الفلانية، وعمله من الدقة بمكان كأنه إعلامي ومفكر. لقد تجاوزت مشاهدات بعض هذه المقاطع ست مائة ألف مشاهدة. فلماذا إذن لا يكون لكل واحد منا هذا الدور أثناء الزيارة؟
خلاصة المحاضرة
- إننا للأسف الشديد نرى مباراة في ملعب صغير تنقله مئات الكاميرات وكأنه حدث عالمي كبير، وهي مجرد لعبة، ونحن نقصر في نقل هذه الجد الذي لا يرقى إليه جد في هذا العالم؛ أعني زيارة الأربعين. لابد أن يكون لكل واحد منا دور إعلامي من خلال هذا الهاتف الذي نحمله جميعا.
- إنني أعتقد أن الإمام (ع) يستطيع أن يرد عنك القضاء الإلهي؛ فمن الممكن أن يتدخل في الأمر ومسألة البداء عندنا واضحة في هذا المجال. إنه (ع) يطلب من الله أن يغير القضاء. فلا تيأس من الطلب مهما عظم، فحتى لو ظهرت عليك علامات الموت، فزره واطلب منه تغيير التقدير.
- تذكر كُتب التاريخ في الفترة التي كان يرسل فيها معاوية لعنه الله رسائل إلى أمير المؤمنين (ع)، كانوا يوصون الرسول الذي يرسلونه إلى الإمام (ع)؛ ألا يطيل المكوث عنده، خوفا عليه من هذه النظرة. كانوا يخشون من نظرة علي (ع) الولائية ومن هيئته ومن سيمائه ومن كلامه الذي يكهرب الإنسان.