موجبات القلب المطمئن

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

في عالم الطبيعة بعض الأمور علة لأمور أخرى ومثاله الواضح النار والحرارة لولا النار لما أحسسنا بدفئ الحرارة هذا في عالم الخارج واما في عالم القلوب الذي يوجب اطمئنان القلب وزوال القلق والأضطراب منه هو الذكر الألهي، الذكر عندما نطلق الذكر لا نعني بذلك حركة الفكين والحال بأننا عادة عندما نذكر أعني الغافلين هناك حركة في الفكين والشفتين الفك اذا تحرك اللسان اذا تحرك هذا لا يوجب إنتقال شيء الى القلب هذا من عالم وهذا من عالم حركة اللسان ما ارتباطها بما في القلب ومثاله الذي يذكر انسان يضع في يده طعاما المعدة لا تستفيد منه لأن هذا الطعام لم يدخل الجوف فاكهة على الشجر الفاكهة على الشجر لا تشبع المعدة اذاً لابد من التفاعل الباطني ولهذا القرآن الكريم عندما يصف المؤمنين في سورة الرعد الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله هنا ملاحظة قرآنية اولا الآية قالت وتطمئن قلوبهم نحن تنتابنا حالة من الاطمئنان متى؟ في الطواف مثلا في مشاهد اهل البيت ترق قلوبنا نصلي ركعتين خاشعتين تطمئن قلوبنا بذكر الله نقع في مصيبة انتم تعرفون صاحب المصيبة رب العالمين ينزل عليه سكينته اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اذا أصابتهم مصيبة اذاً القلب أطمئن في موسم الحج القلب اطمئن عند المصيبة والحال المطلوب ماذا؟ وتطمئن قلوبهم بذكر الله الأطمئنان اطمئنان القلب حالة متصلة عند هؤلاء الا بذكر الله تطمئن القلوب هذه الآية مؤيسة لأهل الدنيا إن عقلوا إن عقل اهل الدنيا علموا أنه بالنساء ولا بالأموال ولا بالمساكن الطيبة ولا بالطعام اللذيذ ولا بالرائحة الزكية كل هذه لا تطمئن الأنسان الذي يطمئن الذكر الألهي المتزوج يفرغ غريزته يرى أنساً زوجياً المنزل الجميل يقيك الحر والبرد الثوب هكذا اذاً القلب يحتاج الى مطمئن من نوع خاص هذا المطمئن القرآن ذكره بصيغة الحصر الا بذكر الله يقولون في اللغة تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر لو الآية قالت تطمئن القلوب بذكر الله ممكن يطمئن القلب بغير الذكر ولكن بذكر الله تقدم على الفعل يعني هذا القلب لا يطمئن الا بذكر الله عزوجل.

لماذا هؤلاء تطمئن قلوبهم؟ لأن لذتهم بالذكر الانسان مثلا تصور هكذا لو أعطيت مثلا وردة وقيل لك مادمت تشم هذه الوردة يذهب ألمك الا تمسك هذه الوردة ليلاً ونهارا لم؟ لأن هذه الوردة فيها لذة ودفع ألم هكذا الأولياء اميرالمؤمنين يقول في كلمة جميلة الذكر لذة المحبين من تلذذ بالذكر لا يحتاج الى دفع لا يحتاج الى حث هو بنفسه يبحث وراء الذكر الى درجة امامنا زين العابدين عليه السلام يقول استغفرك من كل لذة من غير ذكرك عندما تشتغل بأمر دينوي فيه لذة تقول يارب أغفرلي لأني ذهلت عنك الى غيرك طلباً للذة ومن كل راحة بغير أنسك هذه المفاهيم نحن لا نتعقلها لأننا لم نصل اليها الطفل الصغير لا يفهم لذائذ الحياة الزوجية لأنه لم يبلغ هذه المعاني تحتاج الى بلوغ من نوع خاص ومن كل سرور بغير قربك ومن كل شغل بغير طاعتك ايضا في مناجاته اتفاقا المناجيات الخمسة عشر معدن لهذه الكلمات الجميلة مناجات المحبين المريدين من اراد هذه المفاهيم الراقية فليراجع هذه المناجات.

ايضا امامنا في مناجاته يقول ما ألذ خواطر الألهام بذكرك على القلوب هذه النفحات الألهية التي تمر على القلب هذه منتهى الذة بنظر امامنا زين العابدين عليه السلام الذكر مجالسة المحبوب كلمة مختصرة لماذا الناس يألفون بعضهم بعضاً الزوج والزوجة الصديق والصديق يقول عندما أجالس هذه المجالسة تؤنسني الامام اميرالمؤمنين يقول الذكر مجالسة المحبوب وانتهى أي محبوب؟ القادر على كل شيء عندك مشكلة جالس من تحب قل يا الله مشكلتي كذا وكذا جليسك وقادر وحكيم، قادر بيده كل شيء حكيم إن رأى المصلحة أعطاك والا منعك اذاً لو جالست حكيماً قادراً هل تبقى عندك مشكلة في هذه الدنيا؟ ابداً.

اميرالمؤمنين عليه السلام قال لأحدهم الا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت بلى قال قل، قبل أن نذكر الدعاء نقرر هذه الحقيقة نحن نذكر الله عزوجل ولكن متى ينفتح القلب على الذكر إن أجتباك رب العالمين أهلك لمجالسته وأختارك لذكره أنت حاول ولكن ما قيمة المحاولة اذا كان رب العالمين لا يرتضيك ولا يبتغيك جهدك يذهب هباء ولهذا الدعاء الذي سمعه اميرالمؤمنين من حبيبه المصطفى هذا اللهم أفتح مسامع قلبي لذكرك يعني يارب أنت أهلني انا بطبيعة البشرية لذتي مع الفانيات أكلاً وشرباً ونساء هذا قدري هذا طبعي هذه فطرتي ما شئت فعبر من اراد أن يخرج من هذا الفلك لابد أن تحيطه الرعاية الألهية ولتصنع على عيني وألقيت عليك محبة مني اذاً هو الملقي للمحبة هو الذي يصنع من يريد على عينه الدعاء في هذا المجال طريق لحصول هذه الخاصية العظمى.

وأخيرا رواية ملفتة عن النبي ليس عمل أحب الى الله تعالى ولا أنجى لعبد من كل سيئة في الدنيا والآخرة من ذكر الله ذكر الله غاية المنى ولهذا عندما خوطب موسى ماذا قال له رب العالمين؟ وأقم الصلاة النتيجة ماذا؟ لذكري لتحقق الذكر يبدوا أحدهم جاء في باله سئوال قال والقتال في سبيل الله؟ تقول الذكر أعلى من كل شيء فأين القتال؟ فقال لولا ذكر الله لم يؤمر بالقتال من الذي يقاتل؟ من تقلقل ذكر الله في قلبه ولم تقاتل؟ لتقيم ذكر الله عزوجل، قبل القتال ذكر الله يدفعك بعد القتال إن نجحت في الجهاد ذكر الله عزوجل يرتفع اذاً الذكر اولا وأخيراً الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة اذا جاء الامام وفتح الأرض وساق البشرية الى العدالة اول آثار ظهور امامنا أن الناس تصلي صلاة خاشعة هذا الذي يراد من ذكر الله عزوجل.

إلهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك اغفرلنا ذنوبنا واستر عيوبنا بارك لنا في ما رزقتنا انك على كل شيء قدير والفاتحة مع الصلوات.