Search
Close this search box.
  • موجبات الرضى
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

عادة من له علاقة مع أحد علاقة ملزمة علاقة ذات منفعة یهمه رضا طرف الآخر مثلا الزوجة تعیش في کنف الزوج الرجال قوامون الرجل ینفق مصیر المرأة بمعنی من المعاني مرتبط بالزوج وخاصة مع الأولاد الزوجة من المهم عندها رضا زوجها، رب العمل والعامل ایضا العامل حریص علی رضا رب العمل لأنه یخاف من غضه اذا غضب رب العمل أخرجه من العمل فصار مثلا تائهاً فقیراً هکذا ولو علی نحو الهاجس رب العالمین هو الزراق ولکن هکذا الطبیعة البشریه، أرجع وأقول الزوجة من المهم عندها رضا الزوج لأنه یضرها وینفعها العامل یهمه رضا صاحب العمل فکیف اذا وصل الأمر الی رضا رب العزة والجلال؟ من بیده مقالید الأمور، حقیقتا من دواعي الأسف أن بني آدم یراعي رضا المخلوق أکثر من مراعاته لرضا رب العالمین یعني الزوجة حریصة علی رضا زوجها العامل حریص علی رضا رب العمل الموظف حریص علی رضا رئیس الدائرة ولکن عندما یصل الأمر الی رب العالمین لیس عنده هذا الهاجس! المؤمن في طریق الکمال یعیش هذا المعنی یخاف دائما من سخط الله عزوجل وانتم تعرفون من یحلل علیه السخط فقط هوی ویستفاد من قوله تعالی! بعد هذه المقدمة تعالوا نبحث عن موجبات الرضا رب العالمین رضاه بحکمة حکیم في کل شيء في سخطه وفي رضاه علی عبده، رأيت في أکثر من مصدر من أهم موجبات رضا الله عزوجل رضاك بقضاء الله وقدره وخاصة اذا کان ثقیلاً علیك! تری أن رب العالمین سلب عزیزاً لك أخذ منك مالاً إبتلاك بمرض قمة الحب والرضا بقضاء الله عزوجل مقتضی الحب الألهي الصادق أن تکون راضیاً بفعله جل جلاله هذا مقام کبراء الخلق، موسی علیه السلام خر لله ساجداً باکیاً وهو یناجي انظروا الی مناجاة موسی علیه السلام في مناجاته لربه؛ قال یارب خصصتني بالکلام کلم الله موسی تکلیما ولم تکلم بشراً قبلي طبعا بهذه الکیفیة الوحي ینزل من خلال جبرائیل ولکن الله عزوجل کلم موسی الآن کیف کلمه هذا أمر آخر! ولم تدلني علی عمل أنال به رضاك يعني تكليمك لي هذا أمر الأهم من ذلك یبدوا عند موسی کیف ینال رضا ربه انظروا الی هذا النبي العظیم من أولي العزم هاجسه الرضا فأوحی الله الیه إن رضاي برضاك في قضائي انتهی الأمر جملة واحدة تريد أن أرضی عنك کن راضیاً عني.
الآن ننتقل الی بعض الجزئیات اذاً الاساس الرضا بقضاء الله عزوجل ولکن هناك أمور أخری امیرالمؤمنین یصف بعض الأمور التي تبلغ العبد رضوان الله؛ کثرة الأستغفار طبعا الأستغفار المؤمن ورده وإن لم یکن بعد معصیة حیاءً خجلاً خوفاً من التقصیر لغفلته لکلامه الزائد لأکله الزائد لنومه الزائد ما المانع عندما تستیقظ وقد نمت زائداً إستغفر! أكلت طعاماً شهیاً زیادة عن اللازم استغفر! ثرثرت في الکلام استغفر کثرة الأستغفار وخفض الجانب أي التواضع وکثرة الصدقة لا اصل الصدقة ففط وانما الکثره! الامام زین العابدین علیه السلام ایضا یذکر لنا طریقاً لرضا الله عزوجل إن أرضاکم عند الله أسبقکم علی عیاله طبعا مرة انسان لا یملك مثلاً وفیراً هذا معذور انسان بإمکانه أن یوسع علی عیاله ولا یعمل هذا بعید عن الرضا.
ایضا من موجبات الرضا الإلهي أن لا یستصغر الانسان شیئا من طاعته لعلك تجعل قطعة حلوی في فم طفل یتیم یرتاح هذه القطعة أوجبت لك رضوان الله عزوجل یقول امیرالمؤمنین فلا تستصغرن شیئا من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم! عینك علی المشاریع الکبری ویشوبها الریاء مثلا بینما عمل لا وزن له تعلم طفلاً فاتحة الکتاب لا تراه أمراً ذا وزن اتفاقا هذا هو المنجي.
کلمة أخيرة بعض الناس یتأثر بسخط المخلوقین یتأثر بکلام الغیر هذا اتفاقاً من موجبات من آثار النقص! الکالم من هو في طریق الکمال المشغول بالبحث عن رضا الله عزوجل لا یهمه ذلك امیرالمؤمنین یصف الناس؛ یقول إن کنت عالماً عابوك وإن کنت جاهلاً لم یرشدوك وإن طلبت العلم قالوا متکلف متعمق وإن ترکت طلب العلم قالوا عاجز غبي تطلب العلم تعبیر الشائع العرفي یقول فلان متفلسف! تترك العلم یقولون هذا غبي إن تحققت لعبادة ربك وإن تحققت لعبادك ربك قالوا متصنع مراء وإن لزمت الصمت قالوا ألکاً یعني انسان لا ینطق وإن نطقت قالوا مهذار وإن أنفقت قالوا مسرف وإن أقتصدت قالوا بخیل وإن أحتجت الی ما في أیدیهم صارموك وإن لم تعتد بهم کفروك فهذه صفة اهل زمانك هذه طبیعة الناس الی درجة امامنا الصادق یقول إن الألسنة التي تتناول ذات الله ذکره بما لا یلیق بذاته کیف تحبس عن تناولکم بما تکرهونه، الناس یتکلمون علی رب العالمین فأنت بطریق أولی؟ اذاً المؤمن عینه علی رضا الله عزوجل وألسنة الناس لا تضبط شعارك دائما وابداً فیا لیتما بیني وبینك عامر وبیني وبین العالمین خراب.

إلهي بحق محمد وآله وبحق الصالحین من عبادك إجعل حالنا الی أحسن الحال یا مقلب القلوب والأبصار یا مدبر اللیل والنهار اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین الذین هم بالبدار الیك یسارعون وبابك علی الدوام یطرقون أبلغ سلامنا اللیلة وفي کل لیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.