موارد رفع القلم

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول رحمة الله الواسعة التي هذه الرحمة التي جعلتنا رب العالمین لا یکلفنا الا ما في وسعنا الآیة المعروفة لا یکلف الله نفساً الا وسعها رب العالمین حقیقتاً سهل علینا التکلیف لو شاء لکلفنا صیام شهرین أو ثلاث ما المانع؟ هو الرب المتعال ونحن العباد المربوبون تقول الروایة إنما کلفهم صیام شهر من السنة وهم یطیقون أكثر من ذلك يعني صوم شهرین مقدور الآن صوم تمام السنة یمکن أن یقال بأنه شاق ولکن الشهرین أربعين یوماً ما المانع؟ کان بإمكان رب العالمین أن یجعل الخمس في الزیادة عن المئونة یجعل الخمس في الزیادة عن القوت الذي لا یموت یقول ما تأکل وتشرب لا تخمس منه ولکن ما عدی الأکل والشرب علیك أن تخمسه والحال بأن الفتوی ما زاد المئونة سفراً ذهاباً ایاباً کل هذا من ضمن المئونة اذاً الخمس جعله رب العالمین في ما هو میسور لنا اذاً رب العالمین هکذا من لطفه رفع عنه أموراً الروایة الجامعة بتعبیر رُفع عن أمتي وبتعبیر وضع عن أمتي والخصال التسع رب العالمین کم من علینا منها الخطأ انسان قتل انساناً خطأً هذا لا یُقتل انسان نسي صلاته بین الوقتین هذا لا یعد تارکاً للصلاة کم من الناس ینسون حتی الصلاة الواجبة لا كفارة في البین حتی ولا استغفار أنت نسيت الظهرین لزحمة العمل بعد اذان المغرب تذکرت اقضي ما فاتك ما فات انتهی الأمر، ما أُکرهوا علیه انسان علی رأسه سلاح قالوا له قل لا اله بلا الا الله انکر وجود الرب ما المانع؟ أنت مکره الا من اُکره وقلبه مطمئن بالأيمان هذا لیس کفراً وما لا یعلمون انسان جاهل القدر المتیقن الانسان المعذور في جهله انسان لا یعلم أن المفطر الفلاني مفطر أفطر وهو جاهل کالأرتماس علی بعض الأقوال مثلا وغیرها من المفطرات لو لم یعلم بذلك کان جاهلاً وما لا یطیقون وما أضطروا الیه في صحراء قاحلة اراد أن یموت جوعاً وعطشاً رأى أمامه وجبة خنزیر مشوي وبجانبه کأس من الخمر یجوز له أن یشرب ویأکل بمقدار ما یسد الرمق اذاً ما أضطروا الیه! والحسد هنا الحسد مفسر في روایة أخری ما لم یظهر بلسان أو ید أنت بطبیعتك انسان حسود تری الخیر علی الغیر ینکمش قلبك ولکنك تقول یارب أني أخافك لا أظهر حسدي بلسان ولا بید ایضا رُفع عنك أنت لا تلام بحسدك الباطني، والطیرة تتطیر مأخوذة من الطیر هکذا کان العرب قدیماً یتطیرون مثلا اذا رأوا غراباً أسود في الطریق یرجع من حیث أتی یقول هذا سفر شؤم والحال بأن الانسان المؤمن لا یؤمن بهذه الخرافات والسخافات اذاً تطیر ولکنه لم یعمل علی وفق تطیره هذا ایضا لا یؤاخذ والوسوسة في التفکر في الخلق انسان قد یکون من مصادیقه یتفکر في الخلق یصل الی الذات الألهية یأتيه الشیطان ببعض الهواجس الکفریة الآن طبعا نحن لا نقول بأن هذا شيء متعارف نحن نقول بأنه لا عقاب علیه ولکن من تأتيه هواجس کفریة وقد تأتيه بعض الکلمات غیر الطیبة أقول أنت الآن لست مؤاخذ ولکن أبحث عن السبب لماذا وصلت لهذه المرحله؟ لماذا غیرك یترنم بمناجات الله في قلبه وأنت يأتيك الشیطان یقول لك أكفر قل کذا وکذا اذاً عدم المؤاخذة شيء هذا الهاجس الشیطاني قد یکون له منشأ منك الکلام رُفع عنك لا تؤاخذ ولكن ايضا إبحث عن السبب اذاً هذه هي الموارد التي لا یؤاخذ علیها الانسان.
كلمة أخيرة واقعا کلمات امیرالمؤمنین امیرالکلام حق له أن یکون وصیاً لرسول الله قیل لأميرالمؤمنين ما معنی لا حول ولا قوة الا بالله؟ قال انا لا نملك مع الله شیئاً ولا نملك الا ما ملکنا اذا کنت بخیلاً بالخمس مستأثراً بالخمس أنت معتدي الخمس لیس لك تملك أربعة أخماس المال الخمس لله ولرسوله واعلموا أن ما غنمتم من شيء هذا الخمس لله وللرسول لا تملك اذاً لا تملك الا ما ملكك الله عزوجل فمتی ملكنا ما هو أملك به منا کلفنا الذي لا یملك مالاً هذا لیس علیه شيء الخمس لما زاد عن المئونة ما دمت لا تملك الزائد أنت غیر مکلف فما ملكنا ما هو أملك به منا کلفنا ومتی أخذه منا وضع تکلیفه عنا عندما یأخذ الشيء یرفع التکلیف ایضا مثاله غیر المال العقل أنت بحمدالله عاقل لك فهم تصلي معنا الی آخره لو سُلب منك العقل وکم من الناس في حادث یُغمی علیه عندما یستقیظ من اغمائته لا عقل له یهلوس یصبح مجنوناً عندما یأخذ منك العقل یرفع عنك التکلیف ایضا لا یطالبك بصلاة ولا بصیام اذاً یعطیك یکلفك یأخذ منك المال والعقل لا یکلفك اذاً لا حول ولا قوة الا بالله امیرالمؤمنین هکذا فسر الحوقله.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم متعنا بما رزقتنا اللهم لا تؤاخذنا إن نسینا أو أخطأنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.