أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
الحدیث عن الجود والكرم من هو الجواد ومن هو الكریم؟ أن یعطي الانسان ماله هذه منقبة ولكن الأولاء أن یعلم كیف یُنفق؟ اولا المنفق لو أعطی كل ما عنده من مال في سبیل الله عزوجل لم یعمل عملاً هكذا كأنه شق القمر المال ماله لو أن أحدنا أبقی قوت سنته وأعطی كل ما عنده في سبیل الله عزوجل لم یرتكب أمراً غریباً؛ المال مال الله والخلق عیال الله اذاً المنفق المثالي الجواد هو الذي لا یمن علی أحد بإعطائه بل العكس؛ المؤمن یصل إلی درجة من إنكشاف الباطن من الشفافیة الروحیة كما یقال یری بأنما أعطاه للفقیر المنة له لا له؛ أنت دفعت دیناراً الفقیر دعا لك الفقیر المؤمن وليٌ من اولیاء الله یتفق أن یكون الفقیر ولیاً عادة اولیاء الله عزوجل لیسوا بالأغنیاء هكذا المعروف دعا دعوة دفع عنك بلاء مبرماً حادث سیر هذا الحادث كان من المفروض أن تموت فیه، بدینارٍ اشتریت السلامة لو كشف لك الغطاء الا تُقبل رجل هذا الفقیر؟ تقول أنت كنت سبباً في ذلك؛ الآن لیس دفع بلاء تأتي یوم القیامة یُعطی لك من القصور ما لا یُعد یقولون هذه صدقتك لفلان اذاً كن هكذا؛ الامام الصادق علیه السلام یقول لا یكون الجواد جواداً اولا ما نقرأه في قصص العرب من أخبار الكرماء لا تغتر بهم هذه تصلح للمسلسلات وضرب الأمثال؛ الجواد الواقعي الذي یُعطي ماله متقرباً إلی الله كرماء العرب في الجاهلیة لا یعرفون الله عزوجل لعله في الأمس ذبح إبنته والیوم ذبح ناقة لضیف مثلا نحن سمعنا ضیافته وكرمه ولم نعلم جرمه لعله قتل انسان وسلب ماله ثم أنفقه أي فخر في هذا؟ عادةً الكرماء في الجاهلیة كرمهم للسمعة للشهرة یقول أستحي أن يأتي الضیف وأرده خائباً اذاً هو یستحي، انسانیته في أحسن التقادیر إن لم تكن السمعة والشهرة بين قوسین البعض یُنفق ماله لا طلباً لشهرة ولا غیره یقول هكذا انا اُحب بني آدم انا انسان كذا لي انسانیتي أجرك في الدنیا تشتهر بعض كبار الكرماء في الدنیا إشتهروا كبعض المبشرین یذهبون إلی البلاد الفقیرة بداعي مساعدة بني جنسهم الأطباء بلا حدود وغیره هذه الحركات لا تُعتبر في خانة القُرب إلی الله عزوجل، یسئلنا البعض یقول مكتشف الكهرباء له أجر انا أتكلم الآن ببركة هذا الكهرباء أقول أجره أخذه في الدنیا شُهرته! إنما یتقبل الله من المتقین هابیل قدم قرباناً ما تُقبل منه صار قاتلاً یعني انسان في باطنه بذور القتل هذه البذرة نمت عندما لم یُتقبل قربانه، كبار المخترعین اختراعاتهم تنتهي بالقنابل المدمرة أسلحة القتل الإبادة الجماعیة أي ثواب له؟ علی كلٍ اذاً الامام الصادق علیه السلام یُعرف لنا السخي والكریم یكون سخیاً بماله علی حال الیُسیر والعُسر؛ سمعتم قصة ذلك الإعرابي في البادیة له شاة جائه ملك ضل الطریق ذبح شاته كل ما یملك ذهب للمملكة الملك قال أعطوه مملكتي شاته مملكته وانا مملكتي أقدمها عوضاً لإكرامه اذاً انسان غني له ناطحتا سحاب قدم ناطحتاً في سبیل الله قدم نصف ماله وانسان في البادیة له شاتان أعطی شاةً نصف ماله البرج هنا یساوي الشاة هنا هكذا عند الله عزوجل؛ اذاً الامام الصادق یقول أن تعطي مالك في الیسر والعُسر ولهذا الكرم لیس للأغنیاء فقط أنت الفقیر ایضاً تصدق بما عندك إن كان ثُلث مالك هذا فأنت في حكم الأغنیاء وأن یبذله للمستحق؛ البعض یتباهی یعطي لكبار المطربین مبلغاً خیالیاً هذا وزر علیه هذا عار في الدنیا والآخرة تُعطي مالك لفاسق وتتباهی به اذاً الشرط الثاني في الجواد علی روایة الصادق علیه السلام أن تعطیه للمستحق لا یسئلون الناس إلحافا هؤلاء هكذا عاشوا في الناس في العفاف.
بین قوسین اذا وجدت ولياً من اولیاء الله وهو محتاج بادر إلی رفع حاجته هذا كما یقال الكبریت الأحمر هذه فرصة العمر أن تعطي مالك لمن یعرف الله عزوجل؛ لا المال تقضي له حاجة تفرج عنه كربة غني وولي وله مشكلة مع زوجته مثلا قضاء حاجته هذه عند الله كبیرٌ اذاً إبحث عن ولي مكروب أن یبذله للمستحق.
وثالثاً ویری أن الذي أخذه من شكر الذي أسدی الیه أكثر مما أعطاه مثال الفقیر دفعت دیناراً فدفع الله عنك الموت اذاً هذا الشكر أعظم من عطائك وبالمناسبة عندما تعطي مالاً لفقیر البعض یعطیه بنحو الإزدراء یرمي في حضنه مالاً لیس هكذا أعطه المال وقل یا فلان أدعوا لي إستمهلهُ یقول البعض قبل یدك الید الذي تعطي به الفقیر قبله لأنه وقع في ید الله عزوجل هذا المال وقع في ید الله هذه الید ید مباركة.
روایة ما قبل الأخیر الامام العسكري یقول كن بخیلاً لتكون كریماً، كلام غریب الروایات دعتنا إلی الكرم الامام العسكري یدعونا إلی قبض الید ولكن في معادلة یقول من لم یُحسن أن یمنع لم یُحسن أن یُعطي؛ بعض الناس لا یمنع أحداً یُعطي ماله لمن یستحق ولا یستحق هذا أقرب للسفاهة عندما تعطي فكر هذا العطاء في محله أم لا؟ ولهذا یسألنا البعض یأتي فقیر ولا نعرفه یُقسم بالأقسام المغلظة أنت لست ملزماً بأن تعطیه لا تعرفه اذاً كن قادراً علی المنع ایضاً، طبعا الروایة تقول رُد السائل اما ببذل یسیر أو برد جمیل لا تُعطیه شیئاً أعطه قلیلاً أو أُدعوا له قل أسئل أن یرزقك ایضا هذا جید.
كلمة أخیرة وهذه روایة ایضا طریفة النبي الأكرم صلی الله علیه وآله قال ألا اُخبركم عن أجود الأجود؟ من هو الأجود؟ النبي والأئمة یفتحون الشهیة من خلال السئوال، من هو أجود الأجودین؟ فقال الله الأجود الأجود هو أكرم الأكرمین وانا أجود ولد آدم؛ أين آدم وأمثاله؟ تذهب للروضة قل یا رسول الله أنت أجود الأجودین أسئلك بحق أجود الأجودین أن تجود علي وثم الجواد الثالث قد تكون أنت منهم؛ الله أجود النبي أجود البشر وأجودهم من بعدي رجلٌ كن هكذا؛ علم علماً نشر علمه یُبعث یوم القیامة أمةً واحده، لا یعني أن تكون مرجعاً لك علم بحسبك تحفظ روایة تفسیر آیة أُنشر هذا العلم بین الناس والثاني ورجل جاد بنفسه في سبیل الله حتی یُقتل اذاً كن مجاهداً اما بقلمك بمدادك وإما بدمك وهكذا من المعروف أن مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة كثیرة وسلاما وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.