أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
عنوان التوفیق من العناوین المغریة أو المثیرة من منا لا یحب أن یکون موفقا في حیاته؟ اولا ما معنی التوفیق من هم الموفقون وما هي آثار التوفیق؟ في هذه الدقائق المحدودة إن شاءالله الکل منا یعلم مسیره نحو التوفیق.
القرآن الکریم یستعمل هذا الاصطلاح وما توفیقي الا بالله التوفیق من الله عزوجل ما معنی التوفیق؟ الامام الصادق صلوات الله وسلامه علیه یفسر لنا التوفیق؛ التوفیق حالة من حالات الموافقة نقول هذه الخریطة أو هذه النسخة موافقة للأصل یعني هذا مشابه لهذا موافق له یقول امامنا جعفر بن محمد الصادق المصدق یقول اذا فعل العبد ما أمره الله عزوجل به من الطاعة کان فعله وفقاً لأمر الله وسمي العبد به موفقاً وبعبارة أخری عبارة واضحة سلوك هذا العبد مطابق للرسالة العملیة يعني هذا عمله مطایق للرساله، ولهذا المجتهدون في اول الرسالة ماذا یکتبون؟ یقولون هذه الفتاوی في هذه الرسالة موافقة لآرائنا هکذا یقول الفقیه، اذاً الفقیه في قلبه احکام الرسالة العملیة موافقة لما في قلبه وعمل العبد الملتزم موافق لما في الرسالة العملیة هذا هو التوفیق، الخذلان عکس التوفیق المجانبة الخذلان البعض منا موفق خمسین بالمئة نصف سلوکه مطابق للرسالة والبعض أقل والبعض أکثر طبعا حتی العادل سلوکه لا یطابق الرسالة مئة بالمئة فإذاً هو کیف عادل؟ یعني عادل یرتکب الواجب ویترك الحرام! نعم اذا فعل جمیع المستحبات وترك جمیع المکروهات هذا الانسان موفق مئة بالمئة اذاً حتی العادل لا یسمی موفقاً ولهذا عندما نراجع سیرة بعض علماء السلف یقولون العالم الفلاني کان لا یترك مستحباً ولا یرتکب مکروهاً ثم یقال العالم الفلاني أرقى منه ماذا بقي؟ یقول لم یرتکب مباحاً کیف؟ یعني حتی شربه للماء ینوي به التقوي علی العباده حتی في غیر شهر رمضان المبارك نحن نأکل طعام السحور حتی نصوم! المؤمنون في أعلی الدرجات کل حركة في الحیاة لهدف معین ولهذا لا یبقی لهم مباح في الحیاة کلما یعملونه اما واجب واما مستحب بالمعنی الاصطلاحي واما مباح نوی به القربة ایضا تحول الی مستحب.
بعد هذه المقدمة من أين التوفیق؟ امامنا امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه یجعل من موجبات التوفیق حفظ التجربة التوفیق صحیح من الله عزوجل ولکن ایضا هناك اسباب بشریة حفظ التجارب عدم تکرار الاخطاء البعض منا قد یعیش فترة مع والده یری والده مثلا غیر موفق في التجارة یری والده غیر موفق في الجهة الایمانیة وقد یری والده غیر موفق لا دنیاً ولا آخرة هذا الذي عاش مع هکذا أب علیه أن یعلم ما هو السبب؟ هذا الأب المسکین عاش ستین سبعین سنة يرتكب الأخطاء المتکررة وأنت تراه امام عینك لا تکرر تجارب الآخرین! مثلا أبوك کان ظالماً لزوجته لاُمك رب العالمین ضیق عليه في الرزق ذکرنا قبل ایام أنه بعض الامور یضیق الرزق أنت ایضا لا تظلم زوجتك لئلا تصبح کأبيك في هذه المسئله! اذاً من التوفیق حفظ التجربة من التوفیق وکلامنا لأمیرالمؤمنین علیه السلام الوقوف عند الحیره؛ هذه الایام اذا کنت تسوق دایة سیارتك وانطفأت الإضائة فجأة اول عمل تقوم به ماذا؟ تفرمل تقف تقول انا لا اعلم الی أين بمجرد أن تری الطریق قلیلا تمشي بمقدار الاضائة رأيت امامك مئة متر سالك تمشي مئة متر ثم تقف الی أن تری الطریق، المؤمن هکذا ولهذا هناك عبارة جمیلة اخواني یوم القیامة السئوال عن لماذا تکلمت؟ عادة هکذا؛ قلیل ما یتفق أن یقال لماذا سکت اذا سُئلت لماذا سکت؟ تقول یا ربِ انا لم اُحرز أن الکلام کان واجباً اذاً السکوت له مبرر اما بمجرد أن تتکلم لابد أن تأتي بالدلیل لماذا تکلمت؟ اذاً الوقوف عند الحیرة من موجبات التوفیق.
کذلك من موجبات التوفیق من استنصح الله حاز التوفیق هذه الخیرة المتداولة بیننا هذه الایام الآن بعد تمامیة الأدلة قد یعد نوع من انواع الاستنصاح انا یارب لا اعلم أن هذه الزیجة مباركة أم لا اُرید مشورتك الآن هذه المشورة مفروض تأتي من خلال جبرئیل هو سفیر الوحي ولکن انا وامثالي أنی لنا بجبرئیل؟ فلنتجأ الی الاستخارة المتعارفة بالقرآن وغیره، وهناك استخارة بالمعنی الاعم لا بهذا المعنی بعض الناس عزم علی السفر انتهی الامر تعاقد وتکلم مع المرأة غداً أو هذه اللیلة مجلس العقد لا مجال لئن یستخیر ماذا تعمل؟ قل یارب انا مقدم علی هذا العمل أقدمت تم الامر ولکن یارب اجعل الخیرة فيما أقوم به ولهذا بعض عوام الناس له كلمة جمیلة عندما یُقدم ویتعثر المشروع ماذا تقولون؟ تقولون لکل تأخیر خیرة یعني هذا التأخیر لعله من الله عزوجل طبعا لیس کل تأخیر الهي قد یکون بشرياً الطائرة تأخرت لأسباب فنیة ولکن بعض الحالات رب العالمین یتدخل ویؤخر المشروع أو العمل عرفت الله بنقض العزائم وفسخ الهمم.
وأخیرا من افضل صور التوفیق إن شاءالله نحوز علی هذه الدرجة أن یصبح العبد محبوباً عند ربه الی درجة اذا اراد أن یقوم بمعصیة رب العالمین یحول بینه وبین المعصیه، هو عازم هو مقدم علی الحرام ذهب للمکان الفلاني ليرتكب حراماً في الطریق تنصرف همته یبتلی بحادث حادث یکلفه مئة دینار ولکنه یخلصه من نار جهنم هذا من التوفیق، یقول امامنا الصادق علیه السلام واذا أراد العبد أن یدخل في شيء من معاصم الله فحال الله تبارك وتعالی بینه وبین تلك المعصیة فترکها کان ترکه لها بتوفیق الله تعالی ذکره، یعني هذا عبد مجملاً هو انسان مؤمن ولکن الیوم خانته شهوته اراد أن يرتكب الحرام یفتح الجهاز لینظر الی المحرمات واذا بالکهرباء ینطفئ هذا توفیق للعبد، ومتی خلی بینه وبین تلك المعصیة فلم یحل بینه وبینها حتی یرتکبها فقد خذله ولم ینصره ولم یوفقه. طوبی لمن کان هکذا، امامنا یقول من کان له من نفسه یقظة کان علیه من الله حفظه تعبیر الیقظة تعبیر متداول في کتب الاخلاق اخي المؤمن اختي المؤمنة لو مرت علیك حالة الیقظة انتبهت أنك في خسر العمر هکذا مضی سدیً الآن فتحت عینیك حاول أن تستثمر هذه الحالة لا تدعها تذوب هدراً سل الله عزوجل أن یسددك فيما بقي من عمرك.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.