من صفات النبي الأكرم (ص)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
إنَّ حديثي هذا سيتناول جانباً من صفات النبي الأكرم (ص) وهذه الصفات متوجهة إلى كل فرد منا على مر الدهور.
وهذا الحديث هو مروي عن أئمة أهل البيت (ع) في وصف رسول الله (ص) يقول: (لاَ يَجْلِسُ وَ لاَ يَقُومُ إِلاَّ عَلَى ذِكْرٍ)[١]، وذكر الله عز وجل مكتنف حركة النبي (ص) في قيامه وقعوده.
ومن صفاته: (يُحَذِّرُ اَلنَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بِشْرَهُ وَلاَ خُلُقَهُ)[٢]، ولا يدعو النبي (ص) إلى البساطة والبلاهة والحمل على الحسن بصورة مطلقة؛ بل إن كان ليعيش الحذر من الناس ولكنه مع ذلك لا تبدو في أسارير وجهه المبارك ذلك الحذر، وكان يحاول أن يظهر للآخرين المظهر الجميل؛ لئلا يظن أحد ظناً سيئاً.
ومن صفاته (ص): (يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ.. لاَ يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمِيلُوا)[٣]، وهل تأسينا بهذه الصفة والحال أنَّ الهاتف بيدنا وبإمكان أي واحد منا أن يدخل السرور على أخيه المؤمن وأن يفرج عنه بكلمة واحدة، وقد ترى شكر أخيك لك في نهاية المكالمة عندما يعلم أنك تفقدته لله عز وجل وليس طلباً للدنيا، وهو يشعر في داخله وبوجدانه أنك قمت بذلك تبتغي مرضات الله وكم يقع موقعاً جميلا هذا الفعل تجاه من بينك وبينه بعض المشاعر السلبية؟
ومن صفاته (ص) كما ذكرنا أنَّه كان يقوم ويقعد على الذكر ومع ذلك كان يعطي كل جلسائه نصيبه من النظرات والتوجه، فلم يكن يركز على إنسان دون آخر؛ لئلا يكون ظالماً حتى في نظراته (ص) يقول: (لاَ يَحْسَبُ أَحَدٌ مِنْ جُلَسَائِهِ أَنَّ أَحَداً أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ)[٤]، فكل جليس من جلساء المصطفى (ص) كان يظن أنه الأقرب إلى النبي (ص)، ومن صفاته (ص): (مَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرْجِعْ إِلاَّ بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ اَلْقَوْلِ)[٥].
ومن صفاته (ص): (كَانَ دَائِمَ اَلْبِشْرِ سَهْلَ اَلْخُلُقِ لَيِّنَ اَلْجَانِبِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ صَخَّابٍ وَلاَ فَحَّاشٍ)[٦]، ويكفي قول الله سبحانه له: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)[٧]، فمن أراد أن يكون مصطفويا ونبوياً في أخلاقه ومحمدياً في سيرته؛ فليحاول أن يجعل حياته كلها تطبيقا عملياً لصفات النبي (ص) وسننه، وليراجع كتاب العلامة الطبابائي صاحب الميزان ويُرى كيف أنَّ النبي (ص) كانت له سنة وموقف في كل شأن من شؤون حياته.
وأختم حديثي هذا بصيغة للصلاة على النبي (ص) وآله (ع) نقلها الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي في الجزء الرابع، وهي عن الإمام الصادق (ع) وثواب من جاء بها أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه، ولا غرابية في ذلك؛ فإن رب العالمين يعتق رقاباً من النار ببركة التوسل والالتفات وإرسال الصلوات إلى النبي وآله (ع) وهي: (صلوات اللّٰه و صلوات ملائكته و أنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد والسلام عليه وعليهم ورحمة اللّٰه وبركاته)[٨].