أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
نختم هذه اللیلة ما بدأناه من الحدیث حول العجائب التي قام بها الخضر في قبال نبي الله موسی علیه السلام، الآن ما الذي عمله الخضر؟ خرق السفینة قتل الغلام واقام الجدار الآن نرید أن نعلم ما وراء هذه الافعال من حکم ومن علل اما السفینة فکانت لمساکین یعملون في البحر واردت أن اعیبها وکان ورائهم ملك یأخذ کل سفینة غصبا طبعا الارض ملیئة بهذه القصص قصص الظالمین هؤلاء مساکین یعملون في البحر تلك الایام لم تکن السفن کالسفن الحدیثة فیها ما فیها عبارة عن قطعة خشبیة علی کل حال عمل بدائي مساکین یعملون في البحر هذا الملك له ما له من الملك ولکن عینه علی هذه السفینة المتواضعة سفینة المساکین ولهذا هکذا نقول الی هنا وقفت سفینة المساکین! هذا الملك کان یأخذ کل سفینة غصبا لا سفن المساکین وانما کلما رأى سفینة اخذها وهذا یعکس جشع بعض الملولك عنده الملایین عینه علی المئات والعشرات فنبي الله هذا النبي أو العالم أو العبد الصالح اراد أن ینقذهم من شر الملك فأحدث عیبا في السفینة حتی یزهد فیه الملك ولا یأخذ هذه السفینه، طبیعي سفینة معیوبة خیر من عدم السفینة اردت أن اعیبها حتی ینقذهم من ایدي الظالمین.
واما الغلام فکان ابواه مؤمنین فخشینا أن یرهقهما طغیاناً وکفرا واقعا هذه الآیة آیة علی کل حال ملفتة وخاصة للآباء یقول الخضر علیه السلام انا قتلت هذا الغلام هذا الغلتم بعده في مرحلة الغلامیة ولکن في علم الله عزوجل طبعا هذا العلم انتقل الی الخضر علم الخضر أن هذا الغلام اذا صار بالغاً وکبیرا فیکون سبباً لطغیان الوالدین بل کفرهما فخشینا أن یرهقما طغیان وکفرا ابوان مؤمنان یتفق بعض الاوقات الاب علی طریقة جیدة ولکن الولد یفسده یتفق هذا المعنی ولهذا رأینا بعض الآباء له اطفال صغار لا بأس به یحضر المساجد له ما له من بعض المزایا ولکن بمجرد أن یکبر اولاده یجرونه للحرام الاسراف التبذیر الاسفار اللاشرعیة هذا الاب کان مدمناً علی زیارة المشاهد ایام کان الاطفال في صغر سنهم الآن اصبح شابا جامعیا في الثانویة یقول لوالدیه شبعنا من الحج والعمرة خذنا الی بعض البلاد الکذائیة هذا الاب المسکین بماله یوقع نفسه اولاده في الحرام زوجته بناته یتخففن من الحجاب بل قد یخلعن الشرعي هذا الاب صار منقاداً لاولاده اذاً هذا العبد الصالح بأمر الله عزوجل قتل الغلام اراح الابوین من شره قبل أن یبلغ وقبل أن یزعجهما وهنا اخواني بین قوسین بعض المؤمنین یبتلی بفقد ولده وهو في صغر سنه قد یتبرم قد ینزعج ولکن لو انکشف له الغطاء لعل هذا الغلام مثله مثل هذا الغلام ایضا رب العالمین رأفة بالأب من ناحیة اعطاه اجر الصبر علی فقد الولد ومن ناحیة ما تورط بهذا الولد في کبر سنه وانظروا واقعا الی علم الله عزوجل یا له من علم هذا بعد في صغر سنه ورب العالمین یعلم تفاصیل ما یقوم به هذا الولد لو بقي حیاً هذا علم عظیم مرة العلم بالموجود العلم بالماضي هذا سهل ولکن العلم الالهي الی درجة یعلم ما سیعمله العبد لو بقي حیا الآن مات قُتلی انتهی الامر ولکن لو بقي حیاً تفاصیل اعماله مثبتة في اللوح المحفوظ فأردنا أن یبدلهما ربهما خیرا منه هذا الغلام لا خیر فیه الخضر قتله بأمر الله عزوجل رب العالمین ابدلهما خیراً منه ذکرنا الروایة اعطاهما إبن جاریة ولدت في الروایة هکذا سبیعن نبیاً الغالم الفاسد قتل ولکن رب العالمین ابدلهما بننت ام وجدة لعشرات الأنبیاء.
واما أخیرا واما الجدار موسی علیه السلام اعترض علی الخضر لما اصلحت الجدار؟ هؤلاء قوم ابوا أن یضیفونا أنت اقمت الجدار لماذا لم تتخذ علیه اجرةً قال واما الجدار فکان لغلامین یتیمین في المدینة وکان تحته کنز لهما هذه علامة یبدوا هذا الاب الصالح دفن کنزاً تحت الجدار وکان ابوهما صالحاً فأراد ربك أن یبلغ اشدهما ویستخرجا کنزهما الآن یبدوا هذا الاب اوصی احدهم ترك مکتوباً المهم عندما یبلغ الولدان یعلمان أن تحت الجدار لو أن هذا الجدار سقط ولم یقمه الخضر لأنکشف أمر الکنز وصودر الآن الظلمة غیر الظلمة يأخدون الکنز الخضر علیه السلام اقام الجدار لئلا ینکشف هذا الکنز وکان ابوهما صالحاً فاراد ربك أن یبلغ اشدهما ویستخرجا کنزهما رحمة من ربك، فرق بین الغلامین وبین الغلام ذاك قُتل واما الغلامان الخضر حفظ لهما الکنز واشار الخضر أن ابوهما کان صالحاً رب العالمین یحفظ اولاد البعض کرامة لآبائهم هذا الولد من المقدر أن ینحرف ولکن اباه في جوف اللیل قال ربنا هب لنا من ازواجنا رب العالمین کرامة للوالد یحفظ المولود علیکم بالدعاء للذریة رب العالمین یحفظ المؤمن في ولده.
وأخیرا قال کلمة واحدة هذا العبد الصالح؛ وقلنا الخضر لازال حیاً یرزق وقلنا اذا ذکرتم الخضر سلموا علیه لأنه یسمع حدیثنا اللیلة احتمالا قال کلمة ویا لها من کلمه؛ في آخر الآیة تقریبا صفحتان من القرآن حول قصة الخضر هذه قال وما فعلته عن امري قتلت الغلام خزقت السفینة اقمت الجدار انا عبد مأمور لله عزوجل ذلك تأویل ما لم تستطع علیه صبرا یا موسی الآن علمت ما فعلت انا؟ رب العالمین اعطی الخضر ما لم یعطه لموسی علیه السلام ذلك فضل الله یؤتیه من یشاء وقلنا في زمان الغیبة الخضر انیس امامنا واذا ظهر الامام علیه السلام له من یعاونه الاول عیسی المسیح ینزل من السماء والخضر موجود في الارض هذه السنوات بقي حیاً لیکونا عضدین ومعینین لامامنا المهدي روحي وارواح العالمین له الفداء في رکاب الامام المهدي شخصیة کالخضر الذي علم موسی ما علم اعرفوا قدر امامکم الحمدالله الذي جعلنا من شیعته ومن محبیه.
اللهم عجل لولیك الفرج ابلغه عنا في هذه الساعة تحية کثیرة وسلاما اللهم احشرنا تحت لوائه یوم لقائك انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.