Search
Close this search box.
  • مقام اليقين
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هذا النور المادي في عالم الوجود ینیر لنا الطریق لولا النور لما أهتدینا الی الطریق، في عالم المادة النور المادي یدلنا علی الطریق في عالم الباطن في عالم المعنی ایضا من لا نور له یتخبط في مشیته هذا الانسان الذي لا نور له من الله عزوجل لا یهتدي الی سبیل یتخبط مع نفسه ومع غیره ولهذا القرآن الکریم یقول ویجعل لکم نوراً تمشون به هذا النور تمشي به في الدنیا وتمشي في الآخرة ایضا إن تتقوا الله یجعل لکم فرقاناً لیس المراد بالفرقان هنا القرآن الکریم! القرآن فرقان یفرق بین الحق والباطل النور الذي تعطی ایضا یفرق بین الحق والباطل من أين نأخذ هذا النور؟ الامام الصادق علیه السلام یقولها بکلمة جامعة لیس العلم بالتعلم إنما هو نور یقع في قلب من یرید تبارك وتعالی أن یهدیه إقرأ کتب الاخلاق جمیعاً الکتاب یتحول من مکتوب الی مفهوم أشبه ما نمثل به کالأقراص المدمجة قرص تدخله في الحاسوب الحاسوب یستقبل القرص یتحمل المعلومات ولکن هذا الحاسوب والخشبة علی حد سواء لا تقل هذا الحاسوب علامة الدهر! فيه مثلاً ثلاثون ألف کتاب مثلا علی کل ذهن البعض رأس البعض کالحاسوب یلتقط ویحفظ ولکن لا یتحول الی نور یمشي به رأينا بعض صغار الصبیان دون البلوغ یحفظ القرآن من الجلد الی الجلد فإذا فرق من التلاوة یلعب بالتراب ویضرب الأقران مثلا هو طفل ولکن في رأسه قرآن هذا لا یعد مزیه، اذاً نور یقع في قلب من یرید الله أي یهدیه، الآن ما أمثلة من أعطاه الله هذا النور؟ نذکر لکم عینتین في زمان رسول الله صلی الله علیه وآله رسول الله کان نوراً ولکن لم یستضئ کل أحد بنوره القلة الذين أستضائوا بنور رسول الله أقبل مصعب بن عمیر وعلیه إهاب کبش ثوب علی کلٍ یلبسه الفقراء قال انظروا الی رجل قد نور الله قلبه مصعب بن عمیر هذا رب العالمین نور قلبه لم؟ المهم السبب! مصعب بن عمیر من المعروف أنه کان في بیئة مترفة کان انساناً مدللاً النبي هو الشاهد یقول ولقد رأيته وهو بین أبویه یغذیانه بأطیب الأطعمة وألين اللباس لباسه طعامه ممیز ولکن انظروا الی حاله الآن؛ فدعاه حب الله ورسوله الی ما ترون یعني جاء في هذا الطریق حب الله ورسوله أفقده هذه المزایا طبعا وهو راض عن ذلك اذاً تحمل الشدة في سبیل الله من أوذي في الله من وقع علیه أذیً دخل سجن هُتك بقول انسان یعیر بإیمانه اذا أصابك أذی في سبیل الله توقع نور القلب کما وقع لمصعب بن عمیر.
مثال آخر هؤلاء كانوا في زمان النبي رسول الله روایة طریفة ینقلها الامام الصادق علیه السلام لولا ائمتنا لضاعت هذه الروایات من رسول الله؛ صلی بالناس الصبح فنظر الی شاب في المسجد وهو یخفق ویهوي برأسه مصفر لونه قد نحف جسمه وغارت عیناه في رأسه الآن الأرهاق نعاس اللیل أي شيء کان هکذا یخفق برأسه النبي أب الامة کیف یمر علی هذا المنظر مرور الکرام؟ قال له کیف أصبحت یا فلان؟ قال أصبحت یا رسول الله موقنا انا صاحب یقین بلغت مرحلة الیقین الروایة تقول فعجب رسول الله من قوله ما هذا الاعداء العظیم؟ قال له إن لکل یقین حقیقة فما حقیقة يقينك؟ بين لي الدلیل البرهان؛ قال إن یقیني یا رسول الله هو الذي أحزنني وأسهر ليلي وأضمأ هواجري اولا صومي في النهار قیامي في اللیل حزني في القلب فعزفت نفسي عن الدنیا وما فیها هذا هو الزهد الذي یطلبه الاولیاء حتی هنا بین القصید حتی کأني أنظر الی عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وانا فیهم وبالآخرة هم یوقنون بلغ الشاب هذه المرحلة العلیاء من انکشاف الحقائق، النبي اراد أن یحفز أصحابه فقال لأصحابه هذا عبد نور الله قلبه بالایمان هذا ایضا مثال مصعب بن عمیر؛ زهد في الدنیا زاد یقینه في الآخرة یسهر اللیالي یصوم النهار حزنه في قلبه کل هذه علامات الیقین النبي قال کلمة هذه هي الکلمة المخیفة له ولغیره قال إلزم ما أنت علیه أنت الی الآن علی خیر الکلام في البقاء علی هذه الحالة کلنا نشتکي من الادبار بعد الإقبال نحن نشتکي من ذبذبة الباطن نصعد یوماً ونهبط یوماً النبي قال لهذا الشاب إلزم ما أنت علیه، اعتقد والله العالم لعل هذا الشاب خاف مما هو فیه الی الآن هو علی الیقین ما الضمان أن یبقی؟ قال یا رسول الله ادعوا أن أرزق الشهادة معك، يعني انا الآن علی یقین إن ختمت بالشهادة انتهی الأمر خرجت من الدنیا مسرعاً فدعی له رسول الله فلم یلبث أن خرج في بعض غزوات النبي فأستشهد ختم حیاته بالشهاده، في دار الدنیا هذا یقینه وختم حیاته بالسعادة العظمی.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم اجعل لنا من لدنك نوراً نمشي به في الناس ابلغ سلامنا اللیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.