أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من المقامات العلیا للمؤمن ومن المقامات التي لا غنا عنها والا وقع صاحبها في المحاذیر الا وهو مقام الصبر، الصبر تارة علی الطاعة والصبر تارة عن المعصیة وثالثة الصبر في المصائب أو علی المصائب والانسان منذ أن یولد الی أن یموت یمر بعشرات المصائب حتی ملوك الدنیا لهم ما لهم من المصائب ولعل بعض الفقراء أهون حالاً من کبار الأغنیاء المهم هذه الدنیا لیست بدار قراري طبعت علی کدر وأنت ترومها صفواً من الأقذار والأکدار المهم لابد أن یمر أحدنا في مرحلة البلاء اما في نفسه أو في ماله أو في ولده أو في أمنه هذه صور البلاء الأربعه؛ المهم ماذا نصنع؟
اولا هناك تصبر ثم هنالك الصبر ثم مرحلة الصبر الجمیل مرحلة أرقی من الصبر التصبر أن یعیش الانسان حالة من حالات الجزع ولکن یجبر نفسه علی الصبر یرید أن یجزع یرید أن یقول شیئا کذا مکروهاً ولکن یکظم غیظه التصبر في البلاء ککظم الغیظ في الغضب الانسان الغضوب مشتعل ناراً ولکنه یکظم غیظه صاحب المصیبة بعض الأوقات هکذا یغلي من الأذی ولکن یصبر نفسه ولهذا بعض الناس عندما یری صاحب مصیبة لا يبكي وهو متألم یقولون علیك بالبکاء فرغ ما في جوفك یخاف علیه من هذا السکوت اذاً التصبر مرحلة من مراحل الصبر ومن ناحیة الذي یجبر نفسه علی الصبر هذا ایضا مأجور عود نفسك التصبر علی المکروه وفي روایة أفضل الصبر التصبر مرة انسان کما یقال أعصابه باردة في المصائب هذا لا یجاهد نفسه ولکن انساناً هکذا یمر في ظرف یصعب علیه الصبر فیصبر هذا الانسان ممدوح هناك تصبر قلنا وبعده الصبر وما هو أعلی من الصبر ما ذکره القرآن الکریم من صبر یعقوب علی فراغ یوسف فصبر جمیل والله المستعان علی ما تصفون سُئل امامنا الباقر علیه السلام عن الصبر الجمیل کل صبر جمیل؟ لا هناك صبر جمیل ما هو الصبر الجمیل؟ یقول الامام ذلك صبر لیس فیه شکوی الی الناس وما فائدة الشکوی تقول لفلان وفلان؟ مرة تذکر مرضك للطبیب الطبیب معالج واما أن تمشي وتذور لإنسان لا علاقة له بالطب کلامك ماذا ینفع؟ لك مشکلة مالیة تذکرها عند انسان متمکن قد یعینك تذکرها لفقیر مثلك ما هي الحکمه؟ اذاً الصبر الجمیل الذي لیس فیه شکوی الی الناس هذه علامة هذا الصبر.
من موجبات الصبر أن یعتقد الانسان أن جزعه لا ینفعه هکذا العاقل؛ هذا الولد مات المیت لا یرجع بخلاف المال انسان فقد مالاً وفیراً الیوم في تجارة خسر غداً یشتري بضاعة یجبر خسارته النبي الأکرم الی بعض أصحابه یعزیه بإبنه هذه الورقة التي کتبها رسول الله لهذا الصحابي کم هذه الورقة غالیة لم یصلنا شيء من آثار رسول الله الشاهد النبي کتب الی بعض أصحابه یعزیه بأبنه یقول في ختام کلمته صلی الله علیه وآله واعلم أن الجزع لا یرد فائتاً ولا یدفع حزناً ولا یدفع حزن قضاءً اذاً جزعك ماذا ینفع؟ کن عاقلاً إن لم تکن صابراً کن عاقلاً العقل یجرك الی الصبر اذاً أن یستسلم الانسان لما هو کائن انا تعجبني روایة طبعا کل الروایات جمیلة ومعجبة ولکن روایة في جملتین هذه الروایة انا هکذا اعتقد بأنها بمثابة المسکن لکل صاحب بلیة کلمتان خفیفتان علی اللسان ویا حبذا لو کتبتها في المنزل لمن له مصیبة دائمة في البیت له ولد مشلول له زوجة مریضة کذا هذه الروایة جمیلة إن لم یکن ما ترید فأرد ما یکون إرضى بالأمر الواقع کما یقولون ثم النبي الأکرم ایضا قال كلمة فلیذهب أسفك ما هو نازل بك مکان إبنك والسلام أنت فقدت الولد القرآن ماذا یقول؟ ولنبلونکم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرین الذین اذا أصابتهم مصیبة قالوا انا لله وانا الیه راجعون الشاهد هنا اولئك علیهم صلوات من ربهم ورحمة ولدك ذهب ولکن ماذا جائك؟ صلوات من الله ورحمة هذه الصلوات هذه الرحمة مکان ولدك المفقود ولعل هذا خیر لك من ولدك هذا الولد الصغیر لو صار کبیراً لعله صار عاقاً لك ولکن قبضه الله في ایام شبابه رب العالمین کفاك شره ومن ناحیة أعطاك أنزل عليك الصلوات والرضوان.
الامام الصادق علیه السلام ایضا في هذا المجال له کلمة طبعا مصائب ائمة اهل البیت لا تقاس بهم مصیبة أنست رزیتکم رزایانا التي سلفت وهونت الرزایا الآتیة إن کنت باکیاً علی شيء فأبكي علی الحسین هکذا اُمرنا صلوات الله علیه ومع ذلك الامام الصادق علیه السلام یقول نحن الصبر وشیعتنا أصبر منا کیف؟ هذا یقال صبر حیثي من زاویة شیعتنا أصبر لم؟ وذلك انا صبرنا علی ما نعلم وصبروا هم علی ما لا یعلمون یعني الامام یری آثار الصبر موسی بن جعفر في السجن صلوات الله علیه یری ما یری من الدرجات فیصبر علی السجن انا وأمثالي لو سُجنت أجزع لأنه لا أرى شیئا الذي یری جزاء العمل کأئمة اهل البیت في یوم عاشوراء ماذا یقول الراوي عن سیدالشهداء؟ یقول کلما أشتد علیه البلاء کلما أشرق لونه لأنه یعلم أنه بإشتداد المصیبة یزداد قربه من ربه اذاً شیعتنا أصبر منا.
روایة أخيرة الانسان عندما تنزل علیه المصیبة رب العالمین بلطفه وکرمه ورحمته ینزل علی صاحب المصیبة صبراً أحدنا قد لا یکون صابراً في حیاته ولکن عند المصیبة العظیمة تراه هادئاً من أين جاء هذا الصبر؟ ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علینا صبرا ثبت أقدامنا في آية أخری ونا تنقب منا الا أن آمنا بآیات ربنا لما جائتنا ایضا ربنا أفرغ علینا صبرا النبي صلی الله علیه وآله یقول إن المعونة تأتي من الله علی قدر المئونة نحن ندخل بیوت بعض الفقراء حقیقتاً ظاهرة ملفتة تذهب بیوت المترفین علی وجوههم الهم والغم تدخل منزل الفقیر تری فیهم المرح والمزاح والراحة هذا الفقیر اُبتلي بالفقر ولکن الله عزوجل متعه بالصحة النفسية والمترف مبتلی بالکآبة والأضطراب والقلق اذاً رب العالمین یُنزل علی الفقیر والمریض هذه الحالة انا رأيت بعض المرضی من المشلولین والعمیان وغیرهم تری علی وجهه إبتسامة من أين هذه الابتسامه؟ وإن الصبر یأتي من الله علی قدر البلاء هنیئا لمن رُزق الصبر علی البلاء.
إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أفرغ علینا صبرا وثبت أقدامنا وأنصرنا علی القوم الکافرین اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا ولا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.