مفهوم الغنى

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا هذه اللیلة عن الغنی وانواع الأغنیاء طبعا هناك مفهوم خاطئ حول مسئلة الغنی نحن عندنا من لدیه المال الوفیر هذا هو الغني ولکن هذه اللیلة من خلال الکلمات المباركة لأهل البیت نحاول أن نفهم معنیً جدیداً للغنی! اولا ائمتنا علیهم السلام جعلوا الغنی في الباطن لو أن هنالك انسان یرغب في شيء وأشترى ذلك الشيء مثلا جوهرة أو أي شيء اشتراه وجعله في جیبة هناك عبارة جمیلة عند البعض یقولون الوصال مدفن العشق بعض الشباب یبحث عن فتاة مثلا بعدما یصل الیها لا یری في قلبه ذلك الميل وهکذا في المتاع امرأة من الصباح الی اللیل هکذا یتضیق علیك الخُلق ترید قطعة من الذهب وبعد اللتیا والتي تشتري لها واذا بها ترمیها جانباً أين ذلك الإصرار وأين الوضع الآن؟ هکذا طبیعة الدنیا، لو أن الانسان بلا أن يشتري هو زاهد ما الفرق بینه وبین من أشتری؟ امرأة مؤمنة مثلا لا تحب التزین کثیراً هي زاهدة في هذه القلادة والتي أشترته ایضا زاهده! اذاً الغني مع غیر الغني اذا کان هذا الانسان في قلبه غنی باطني یصبح کالأغنیاء اذاً اولا حالة باطنیة امیرالمؤمنین علیه السلام کل ما نقول ندعمه بالروایات؛ قال قلة أمانیك والرضا بما یکفيك الانسان الذي له أمل في المستقبل الواعد کما یقولون دائما یعیش حالة الترقب وهذا هو الفقر الانسان عینه علی ما بیده هذا الیوم هو مستغني وغداً یأتي به الله عزوجل وكأيٍ من دابة لا تحمل رزقها الله یرزقها هل رأيتم نملة مثلا علی ظهرها قمح وتمشي فيه ابداً رب العالمین في کل یوم یسوق لها رزقها اذاً اولا الغنی الباطني.
ثانیا الغنی العقائدي الانسان الذي له اعتقاد صحیح یتبع منهجاً قویماً هذا ایضا من أغنی الأغنیاء لأن المنحرف عن الجادة لو بلغ به المال ما بلغ هو انسان فقیر روایة طریفة احدهم جاء الی الامام الصادق علیه السلام فشکی الیه الفقر فقال له الامام لیس الأمر کما ذکرت یعني أنت لست فقیراً وما أعرفك فقیراً قال والله یا سیدي معنی کلامه یعني أخد یدافع عن نفسه یعني لنا فقیر حقیقتا انا اعلم نفسي والصادق یکذبه یقول أنت لست بفقیر! حواریة طریفة بین فقیر واقعي هذا الانسان لا یمکنه أن یکذب امام الصادق علیه السلام هو فقیر واقعاً والامام یکذبه یقول له لست بفقیر الی أن الامام کأنه اراد أن یرفع القرابة قال أخبرني لو اعطیت بالبراءة منا مئة دینار کنت تأخذ؟ خذ مئة دینار واترکني تقبل؟ قال لا قال الی أن ذکر ألوف دنانیر مثلا لو قال له اعطیك هذه اللیلة ألف ألف دینار وتبرأ من امیرالمؤمنین طبعا لا تقیة ولا خوفاً طمعا في المال والرجل یحلف أنه لا یفعل یعني کیف أتبرئ منك یا مولاي بالآلاف المؤلفه؟ هنا الامام قال کلمته الأخیره؛ قال له من معه سلعة یعطی بها هذا المال لا یبیعها هو فقیر؟ أنت تملك ایماناً واعتقاداً لا تبیعه بآلاف الدنانیر فأنت غني اذاً من کان علی الطریق القوي متبعاً لأهل البیت علیهم السلام هذا النقص في الدراهم والدنانیر لا یضره.
کلمة أخيرة ماذا قلنا؟ قلنا اذاً الغنی الباطني وثانیا الغنی العقائدي وثالثا الغنی بمعنی الغنی المعرفي؛ هذه الروایة ایضا تنفعنا بعض الناس في هذه الایام رب العالمین فتح علیه أبواب الرزق البعض ینظر الی الأغنیاء کل غني نظرة احتقار یقول هذا الغني مثلاً کل غني مترف هکذا البعض یحتقر کل غني ایضا هذه سلبیة من السلبیات تؤاخذ علیها کما أن المتکبر یؤاخذ المحتقر ایضا یؤاخذ؛ کان رجل یدخل علی الامام الصادق علیه السلام یبدوا هذا الرجل بعد فترة تغیب لماذا تغیب؟ یبدوا انشغل بالتجاره! طبیعة التجارة تستدعي السفر الذهاب الإياب لم یکن متفرقاً مثلا لیدخل علی الامام کل یوم! الامام قال له فلان ما فعل؟ هذه ایضا حالة طیبة المؤمن اذا افتقد مؤمناً لیسئل عنه البعض هکذا لا یبالي بمن حضر ومن غاب وخاصة اذا کان من اهل المسجد مثلاً یبدوا الذي سأله الامام والروایة تقول بعض معارفه كأنه استحيا أن یذکر له هذه الحقیقة مثلا یقول هذا صار غنیاً مثلا فلا یدخل علیك يا اباعبدلله قال أنه المهم الامام أنه هذا الانسان استغنی صار غنیاً الامام قال کیف دینه؟ الآن صحیح صار غنیاً لم یزر الامام لإنشغاله بالدنیا مثلا قال کیف دینه؟ بعض معارفه قال کما تحب دینه علی خیر هذا التغیب لإنشغاله والا هو کما تحب! فقال هو والله الغنی هذا الغنی هو الغنی الحقیقي یعني جمع بین خیر الدنیا وبین خیر الآخره.

إلهي بحق اولیائك ارحمنا برحمتك لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.