Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا هذه اللیلة عن الحرام وأکل الحرام الآن الحرام بمعنی اکل المال الحرام أو اکل الطعام الحرام، بعض الناس یأکل حلالاً ما یأکله حلال لحم مذکی ولکن المشکلة في راتبه المشکلة في کسبه في معاملاته الربویة وغیرها اذاً اکل الحرام في کلا المعنیین.
هنا بعض التقاط المهمة اولا المؤمن قلنا هذا المعنی مراراً یصل الی درجة الحرام عنده قبیح لا یحتاج الی تنفیر الحرام بطبیعته منفر عنده، امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه له کلمة جمیلة هذا المعنی قلما وجد في الروایات معنی جمیل یقول لو لم ینهی الله سبحانه عن محارمه لوجب أن یجتنبها العاقل؛ لو کان الزنی حلالاً علی فرض المحال المؤمن لا یعتدي علی اعراض الغیر من دون عقد لا یرابي الرباء عملیة قبیحة لا یغتاب المسکر یسلبه العقل لا یستعمل المسکر! العقل یقول بأن الحرام ینبقي أن یُجتنب ولهذا مرتکب الحرام مؤاخذ من جهتین من جهة مخالفة حکم الله عزوجل ومن جهة مخالفته للطبیعة البشریة السلیمة للعقل، ولهذا القرآن الکریم ایضا یقول ویحل لهم الطیبات ویحرم علیهم الخبائث الحرام خبیث ولهذا في الفقه یقولون من المحرمات اکل الخبائث الآن البعض قد یشبهه بالخبز المحروق مع أن الخبز المحروق البعض یستسیغه ولکن البعض قد یراه من الخبائث! اذا کان الخبز الذي احترق وتحول الی فحم یأکله الانسان یأکل خبیثاً فکیف بباقي المحرمات؟
الآن انسان لا یتورع عن الحرام ویعمل الطاعات هذا الانسان انسان مسکین؛ النبي صلی الله علیه وآله وسلم اخواني التفتوا البعض یقول طالما صلینا ذهبنا المساجد ذهبنا المشاهد الحجج والعمرة بعد العمرة لماذا لا نری نور الطاعات في قلوبنا؟ النبي صلی الله علیه وآله یجیب یقول العبادة مع أکل الحرام کالبناء علی الرمل وقیل علی الماء! هل رأيتم عاقل یبني قصرا علی رمل البحر؟ یأتي الموج یسحب الرمل واذا بالبناء ینهار، اذاً أکل الحرام طبعاً الحرام المتعمد والا انسان یأکل لحماً بحسب الظاهر حلالاً ثم تبین بأنه حرام لا تنطبق علیه هذه الروایات! الروایة في الحرام الذي یعلمه الانسان طبعاً بعض الدرجات التکاملیة لا تعطی بأکل الحرام المشتبه انسان اذا مشتبهاً قد لا یوفق لقیام اللیل لئن قیام اللیل تفضل الهي رب العالمین یوفقك للقیام فإن أکلت حراماً مشتبهاً یمنع عنك هذه النعمه، اذاً الانسان المؤمن یتورع عن اکل الحرام لتعطی الطاعات أثرها.
من طرق نقطة في الحدیث هذه اللیلة أن یکون الانسان قانعاً بما هو فیه لماذا الانسان یأکل الحرام؟ لأنه له هم أن يبني بناء خاصاً مل من الاستجئار یرید أن يبني کیف ما کان ینظر الی الأقران الجیران الارحام فلا یری امکانیة طبیعیة یضطر الی أخذ القرض الربوي یضطر الی الرشوة الی أکل المال بغیر حق یرتکب الحرام لیحقق ما یرید! صلوات الله علی امیرالمؤمنین تعرفون امامنا من أشجع من خلق الله علی وجه الارض شجاعة امیرالمؤمنین یقبلها الموافق والمخالف ولکن أکله ماذا کان؟ امیرالمؤمنین بصولاته وجولاته وفتوحاته أکله کان أکلاً کما یقال أکل المستضعفین أکل علی تمر دغل نوع من التمر المتعارف البسیط وشرب علیه الماء الطعام التمر والشراب الماء وضرب علی بطنه وقال من أدخله بطنه النار فأبعده الله، مسکین انسان لأجل بطنه یدخل النار وهذا البطن یمتلئ بمتر وماء.
روایتان جمیلتان البعض یقول هنیئاً لنا نحن اصحاب هذا القرن حیاتنا حیاة مرفهة الکهرباء الطاقة الانترنت الفضائیات نعم یقول کیف آبائنا عاشوا مساکین هؤلاء الذین عاشوا، یقول نحن الذین نعلم قیمة الحیاة القضیة بالعکس لو کُشف الغطاء لتمنیت أن تکون مئتین سنة الی الوراء ایام الغوص وایام الفقر هذا الذي جری في زمان النبي هذا الذي قلته لیس کلاماً انشائیاً! النبي کان بعض اهل المدینة هؤلاء هاجروا من مناطق الکفر جائوا الی المدینة طبیعي اهل المدینة الاصلیین الانصار کانوا فقراء فکیف بالمهاجرین فقر في فقر یعني هجرة في فقر یعني غربة وفقر النبي ماذا عمل؟ جعلهم في صفة المسجد الآن یقال في المسجد النبوي المنطقة المرتفعة هذه قد یکون هذا هو مکان اهل الصفة هؤلاء ما کان عددهم بالقلیل تقول الروایة هم اربعمئة رجل النبي یسلم علیهم بالغداة والعشي یطیب قلوبهم ولهم رزق من بیت المال رزقهم ماذا؟ یرزقهم النبي مداً من تمر في کل یوم انتم تعرفون مد التمر هل یشبع انسان اربعمئة انسان في مسجد رسول الله کانوا ضیوفا علی النبي صلی الله علیه وآله، علاقة اصحاب النبي کانت علاقة أریحیة مع رسول الله البعض منهم تجرأ فقام وقال یا رسول الله التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا هذا التمر یعني الی متی نأکل التمر؟ وطبیعي التمر ما کان تمراً فاخراً، النبي صلی الله علیه وآله وسلم طبعا کله ادب کله لطف قال اما إني لو استطعت أن اُطعمکم الدنیا لأطعمتکم الدنیا لیست بیدي لو کانت الدنیا إلي لأطعمتکم الدنیا ولکن النبي یذکر المستقبل ولعل هذا ینطبق علینا الآن؛ ولکن من عاش منکم بعدي طبعا بعدي يعني في الایام ولو في زماننا هذا فسیغدی علیه بالجفان اطباق الطعام ویراح علیه بالجفان یعني صباحاً لیلاً جفان الطعام وتنجدون بیوتکم کما تنجد الکعبة بیوتکم فاخرة الأثاث فاخر هذا الرجل أو غیره قام فقال یا رسول الله انا الی ذلك الزمان بالأشواق فمتی هو؟ هم في جانب رسول الله في ضیافة النبي انفتحت شهیتهم الی زماننا هذا واذا بالنبي صلی الله علیه وآله وسلم بتعبیرنا الیوم صب علی رئوسهم ماء بارداً قال زمانکم هذا خیر من ذلك الزمان، الصفة والتمر الذي یحرق البطون هذا خیر لکم من ذلك الزمان إنكم إن ملأتم بطونکم من الحلال توشکون أن تملأونها من الحرام طبیعي من ملأ بطنه من الحرام قلنا قبل قلیل في روایة الامام الباقر لم یُقبل منه حج ولا عمره! اذاً اخواني الانسان المؤمن في هذه الحیاة الدنیا إن رزقه الله عزوجل مالاً حلالاً وسع علی نفسه وعیاله والا اقتنع بالقلیل لئلا یکون من اهل هذه الآیه! هذه الآیة اخواني من أخوف آیات القرآن وقدمنا الی ما عملوا من عمل فجعلنا هباء منثورا، یقول الامام الصادق علیه السلام کما روي عنه اما والله إن کانت اعمالهم أشد بیاضاً من القباطي (نوع قماش) ولکن کانوا اذا عرض لهم الحرام لم یدعوه اذاً المؤمن اذا ترك الحرام وعمل القلیل أن الله اذا أحب عبداً رضي منه أو عنه بالقلیل.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.