Search
Close this search box.
  • مغبة الغصب
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

في عالم الطبیعة لإتمام تفاعل من التفاعلات لابد مما یسمی بالمقتضي وإنتفاء المانع وتحقق الشرط نرید أن نشعل ناراً في خشبةٍ لابد من نار محرقة لابد من مجاورة للنار ولابد من إنتفاء الربوطة المانعة للإحتراق هکذا في عالم الطبیعة الخشبة الرطبة الخشبة البعیدة عن النار النار الخامدة هذه لا تشعل! في عالم القرب الی الله عزوجل ایضا هذه المعادلة متحققة لابد من وجود المقتضي من القرب الی الله عزوجل ولابد من إنتفاء الموانع من تقرب الی الله عزوجل وهناك مانع للتقرب مانع للقبول هذا الانسان لا یتقرب ومشکلتنا نحن المؤمنون في کل العصور المقتضیات التي نقوم بها کثیرة عامة المؤمنین یصلون یصومون یخمسون الی آخره ولکن البعض لا یری تکاملاً في حیاته لا یری تمیزاً في سلوکه لا یری مراقبة محاسبة محبةً الی آخره المشکلة في الموانع نذکر هذه اللیلة مانعاً من الموانع الا وهو إبتلاء الانسان بالغصب أن یکون غاصباً هذا الغصب یتحول الی مال الی شيء یلبسه الی دار یقطنها في روایات اهب البیت علیهم السلام اشارة الی هذه المانعیة الذي في حیاته مال حرام مال مغصوب مال مسروق مال بغیر حال هذا الانسان لا یتوقع القبول والتأثیر في العباده؛ عن النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم من أقتطع مال مؤمن غصباً بغیر حق لم یزل الله معرضاً عنه! صلي ما شئت أذهب للحج والعمرة صاحب البیت لا یحبك معرض عنك ما قیمة هذه العباده؟ ویا لیت الأمر بقي عند الأعراض ماغتاً لأعماله التي یعملها من البر والخیر اذاً الغاصب انسان ممغوت الغاصب انسان مبغوض عند الله عزوجل ولطالما رأينا البیوت هذه البیوت خربت من وراء الغصب تشتت اهلها الولد ذهب یمیناً بقي الوالد مشلولاً عاجزاً لا دنیا ولا آخرة امیرالمؤمنین یقول الحجر القصیب في الدار رهن علی خرابها طابوقة مغصوبة وهذا المعنی اتفاقا یتفق انسان یبني قصراً بیتاً فاخراً یشتري طابوقاً من انسان لا یدفع له مال الطابوق بدعوی من الدعاوي وهذه ملاحظة يأتينا بعض المؤمنین یقول العامل الفلاني عمل لي کذا وکذا وعاقبته بکذا وکذا أقول له من أين قطعت بأنك صاحب الحق؟ الأمر یحتاج الی استفتاء الی مراجعة العلماء الی مراجعة المحاکم تبادر فوراً بمعاقبة العامل لا تعطیه أجرته بأي حق؟ هو یدعي وأنت تدعي الفارق هو انسان مستضعف وأنت انسان صاحب نفوذ هذا یکفي یوم القیامه؟ لا تعاقب أجیراً الا بحق شرعي! هذا العامل اشتغل في المنزل ما أعطیته أجرته بإداعك أنه لا یستحق وکان في الواقع مستحقاً هذه الدار لا تُبنی امیرالمؤمنین یقول رهناً علی خرابها هذه الدار لا تعمر، انسان صرف الملایین إصرف هذا المال البسیط یعجبني بعض المؤمنین قال لي انا عندما أنتهي من بناء المنزل أقول لکل من اشتغل في البیت أنت عني راضٍ أم لا وأقول قل لي بلا مجاملة أسقط الحق إن لم تکن لم راضیاً بین لي السبب خذ مني شیئا وأذهب لا تجعل لي حقاً لك في هذا المنزل ترید أن تعیش في بیت عشرات السنین ما لك وحق هذا العامل المسکین أرضه بما شئت، امیرالمؤمنین یقول والله لإن أبيت علی حسك السعدان مسهدا یعني أنام علی الشوك طوال اللیل أو اُجر في الأغلال مصفدا أحب الي من أن ألقى الله ورسوله یوم القیامة ظالماً لبعض العباد ولم یقل لبعض المؤمنین ولم یقل لبعض المسلمین ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام عبر عن الدنیا بالحطام ثم قال کلمة هذه الکلمة لو قالها غیر علي فهو غیر صادق علي وأبنائه علي ورسول الله علي وفاطمة هؤلاء الأوائل في الوجود یقول والله لو اعطیت الأقالیم السبعة بما تحت أفلاکها یعني إحدی الممتکلات الکرة الأرضیة بما فیها علی أن أعصي الله في نملة لیس الکلام في العباد لیس الکلام في المسلمین لیس الکلام في المؤمنین! علی أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعیرة ما فعلته یتجاوز علی النملة بأن یأخذ منها قوتها شعیرة أو قشرتها امیرالمؤمنین یقول لا أفعل هذا العمل.
وأخیرا امامنا الصادق علیه السلام یقول أربعة لا یجزن في أربع الخیانة والغلول ما یؤخذ من الغنیمة قبل التقسیم والسرقة والربا هذه أربعة آفات الآن في زماننا لیس هناك غلول ولکن الخیانة متحققة في حیاتنا السرقة الربا أستغرب حدیثي هذا یبلغ الکثیرین أستغرب أن البعض یتاجر بمال یأخذه من المصارف قرضاً ربویاً یبني حیاته علی الربا هذا یبارك في ماله؟ الآن إن کان ولابد أن تأخذ من المصارف راجع الرسالة العملية نیة تنقذك من النار یقول البعض من الفقهاء علی الأقل خذ من مجهول المالك بنیة عدم دفع الزیادة وإن أخذت الزیادة اُخذت منك قسراً هذه النیة القلبیة ماذا تکلفك لماذا تأخذ مالاً ربویاً بهذه النیه؟ نیة تدخلك النار ترکها وإن نویت وأخذت قرضاً ظاهره ربوي ظاهره شرعيٌ قلنا هناك مصحح بهذا المال تذهب به الحج فتدخل الجنة مال تستقرضه یدخلك النار ومال یدخلك الجنة والفارق بین المالین نیة قلبیة وهذا الکلام یقال في الزاني ایضا بعض الناس لا یکلف نفسه جملة واحدة یقولها بینه وبین المرأة یعمل عملاً مثاباً علیه وإن ترك اللفظ دخل النار یا له من انسان سخیف، المهم أربعة لا یجرن في أربع الخیانة والغلول والسرقة والربا لا یجزن في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة لا تستعمل هذه الاموال في الحج والعمرة والصدقة والجهاد رب العالمین لا یقبل الا من المتقین غیر المتقي مرفوض عمله.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أبلغ سلامنا اللیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.