Search
Close this search box.
  • مزية الأخلاق الحسنة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني واخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
حُسن الخلق تارة یطلق علی البشاشة الانسان البشوش الانسان المرح امام الآخرین الذي یدخل السرور علی الغیر هذا عرفاِ یقال هذا انسان حسن الاخلاق والحال بأن هذه الصفة صفة واحدة من الصفات الحسنة، إن یکون الانسان إلفاً مألوفاً ولا خیر في من لا یَألَف ولا یُألف! هذا المعنی لا شک فیه، ولکن حدیثنا حول الخُلق الحسن بالمعنی الأعم، وبعبارة اُخری کلامنا في مکارم الاخلاق، الاخلاق الحسنة هذا معنیً جامع فیه البشاشة وحُسن الخلق بالمعنی الخاص والا مکارم الاخلاق، الاخلاق الحسنة معنیً جامع! الامام الصادق علیه السلام یذکر مکارم الاخلاق اذاً الاخلاق بمعنی السجایا الباطنیة لها فروعٌ، الامام الصادق علیه السلام یقول إن الله تبارک وتعالی خص رسول الله بمکارم الاخلاق ثم ذکر الیقین والقناعة والصبر والشکر والحلم وحُسن الخلق والسخاء والغیرة والشجاعة والمروئة، رأیتم هذه الفروع الکثیرة ومنها حُسن الخلق، اذاً حُسن الخلق سجیة من السجایا ونحن اُمرنا أن نتمم مکارم الاخلاق في انفسنا.
اجملا الاخلاق الحسنة طبعا هذا الامر بحاجة الی مجاهدة باطنیة، هنا بین قوسین یأتینا انسان غضوب انسان شهوي انسان متکبر انسان تغلب علیه الوهم اول ما یقول، یقول علمني ورداً اُسکن به غضبي، علمني ورداً اُسیطر به علی شهوتي، هنا نقول لهذا الانسان لو أن بک عاها بک صداع في سنٍ في رأس الی آخره، هل تأخذ ورداً للعلاج او تعالج او تدعوا الله عزوجل؟ واذا مرضت فهو یشفیني، لیس معنی هذا الکلام أن أولیاء الصالحین یقاطعون الاطباء، اذاً الانسان في الامراض الخَلقیة ماذا یصنع؟ یسعی للعلاج ویسئل الله الشفاء، في الامراض الخُلقیة الباطنیة الامر کذلک علیک بالمجاهدة مع الدعاء هذان الامران اذا اقترنا یُنتجان.
ولهذا امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه یعلمنا کیف نجاهد، الامیر ما ذکر ورداً مجرداً، علمنا مخالفة الطبع والطبیعة أن تصل من قطعک، واقعا هذا الامر الا یحتاج الی مجاهدة؟ انسان قطعک الآن رحم أو صدیق، وخاصةً اذا کان مع القطیعة مثلا اتهامٌ زورٌ افتراءٌ کم من الثقیل أن تصل هذا الانسان!؟ وتُعطي من حرمک رحمٌ کان غنیاً وکنت فقیرا طلبت منه مالاً فما أعطاک إنقلبت الآیة صرت غنیاً وصار فقیرا طلب منک مالا تعطي وتعفوا عن من ظلمک، تعفوا مرة عن انسان بینکما ظلم من الطرفین هذا لیس بالفخر؟ انسان ظلمک تعفوا عنه، اذاً امیرالمؤمنین علیه السلام یفتح لنا باب المجاهدة لا الورد المجرد.
وهنا ایضا قلنا الورد البعض یقول مثلا یا ربي الف مرة وهو ساهي لا أدري الذکر کیف یؤثر أثره؟ المؤمن یدعوا دعاء بلیغاً یقول اللهم مثلا أفرغ علینا صبرا، مجاهدة النفس بحاجة الی صبر یطلب من الله عزوجل أن یعینه علی نفسه.
روایة ایضا هذه مهمه، الانسان بطبیعتة یری في نفسه مثلا میلاً الی الانفاق الآن الکرم یتوارث فیه أم لا بحثٌ، في عالم الابدان لون البشرة لون الشعر فیه وراثة مثلا والامراض کذلک! الصفات الاخلاقیة تنتقل أب غضوب ابنه یُصلح غضوباً مثلا المهم إن قلنا بالوراثة أو عدمها، انسان سجیتة الغضب سجیتة الشهوة، انسان یُثار بأدتی منظر یغضب لأقل موقف هذا الانسان لو جاهد نفسه وصار سخیاً عفیفاً هذا الانسان اجرهُ اعظم من الذي لم یجاهد نفسه!، انسان لا میل له الی النساء ابداً أين المجاهدة؟ ولهذا هذه الروایة ایضا روایة صادقية، الامام صلوات الله علیه یقول الخُلق منیحةٌ یمنحها الله عزوجل خلقه فمنهُ سجیة ومنه نیة، البعض هذه سجیتة هذا طبعه والبعض ینوي أن یجاهد، فقلت أیهما افضل؟ قال صاحب السجیة هو مجبولٌ لا یستطیع غیره، صاحب السجیة انسان حلیم بالطبع رأینا في بلاد الغرب بعض الکفار حقیقتاً طبعهُ بارد کما یقال بارد بطبعه، تری مسلماً کذلک المهم بعض الناس سجیتة هکذا ولکن امامنا یذکر صنفاً آخر وصاحب النیة یصبر علی الطاعة تصبراً فهو أفضلهما، صاحب النیة یعني صاحب المجاهده بطبیعتة متوتر یغضب لأقل شیء ولکن ینوي التحلم هذا عند الله عزوجل أفضل من صاحب السجیة، والنبي الاکرم بُعث لیتمم مکارم الاخلاق، هناک اخلاق ایام الجاهلیة السخاء وغیره ولکن ینقصهم الکثیر النبي الاکرم جاء لیتمم مکارم الاخلاق هذه فلسفة بعثة الانبیاء جمیعا.

الهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیک الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.